جلـ ... منار
الطغيان و شركاؤه
نشرت
قبل 3 سنواتفي
يجب أن يدرك كل إنسان، أنه عندما يتعلق الأمر بقراراته الشخصية وخصوصياته، كلمة (لا) هي جملة كاملة ومفيدة،ليس هذا وحسب، بل وتقال مرة واحدة. الشخص الواثق من نفسه يقولها بحزم، ولا يحتاج أن يكررها!
المثل العربي يقول: رحم الله رجلا عرف حدّه فوقف عنده.وأنا أقول:رحم الله رجلا عرف حده فمنع أحدا من أن يتجاوزه!الحدود المباحة هي الحدود التي تفتقر إلى حراسها، وليست الحدود التي تُحاط بغزاة! أيا كانت تلك الحدود وطنية أو شخصية، وأيا كان هؤلاء الغزاة أعداء يحيطون بوطن أو أشخاصا أجلافا يحيطون بك! كل تجاوز لشخص داخل حدودك سيجردك من حق لك، وفي نهاية الأمر سترى نفسك مباحا بالكامل ومجردا من كل حقوقك!
الحقوق لا تُنتهك دفعة واحدة، بل إنشا إنشا حتى يجدالإنسان نفسه كالممسحة أمام عتبة الدار، تدوسها أحذية الداخل والخارج!!!
وما ينطبق على الأشخاص بهذا الخصوص ينطبق على الشعوب،فأرض بعض البلاد العربية اليوم مرتع لكل طواغيت الأرض!!! لم تُباح دول في تاريخ البشرية كما اُبيحت هذه الدول، لأن الطغيان الذي مورس بحق شعوبها كان قد طال واستفحل بشكل قل نظيره.لقد اُستنزفت هذه الشعوب من طاقاتها، وجُردت من حقوقها، وبالتالي من إحساسها بوطنيتها !!
تمّ ذلك على مدى عقود طويلة، ولم يحدث بين ليلة وضحاها….تذكر: أنك تُباح لأنك ضعيف ومستنزف وخنوع، وليس لأن عدوك قويٌّ وجبار! الحدود ـ شخصية كانت أم وطنية ـ تُباح عندما تفقد حراسها، وليس عندما يحيط بها أشخاص شرسون أو غزاة طامعون!!!
……..
يولد الطغاة من رحم اللامبالاة…عندما لا تبالي بخطوة واحدة خرقت حدودك، لن تستطيع لاحقا أن ترد جيشا من الغزاة اقتحم تلك الحدود.عليك أن ترسم حدودا حولك وتدافع بكل قوتك عن تلك الحدود، وهذا ـ بالتأكيد ـ لا يعني أنك أناني، فأنت في تلك الحالة لا تحدد أين تبدأ وتنتهي حدودك وحسب، بل تحدد أيضا أين تبدأ وتنتهي حدود الآخرين.وبالتالي بقدر ما تمنع غيرك من أن يتجاوز حدودك،تمنع نفسك من أن تتجاوز حدود ذلك الغير.فرسم الحدود بقدر ماهو حريّة هو أيضا مسؤولية!
ضع في الحسبان أن الشخص الذي يعيبك لأنك رسمت حدودا حولك وفرضت عليه احترامها، هو نفسه الشخص الذي سيخترق خصوصياتك لو لم ترسم تلك الحدود.ليس هذا وحسب، لكنني ومن خلال تجاربي في الحياة لاحظت أن أكثر الناس احتراما لحدود الآخرين، هم أكثر الناس دفاعا عن حدودهم، والعكس صحيح.فالإنسان الذي يعرف حده ويدافع عنه، لا شك أنه يحترم حد الآخر، ويرفض أن يتجاوزه!
……..
أكبر دليل على أنك تحترم نفسك هو أن تجبر الآخرين على الإلتزام بحدودك!
فبدلا من أن تستاء، وتبدأ بالنق كالضفادع، لأن البعض يستمرون في استباحتك، عليك أن تستاء وتبدأ بتوبيخ نفسك لأنك أعطيتهم الضوء الأخضر وسمحت لهم بأن يتمادوا. ففي تلك الحالة تكون المشكلة مشكلتك، وليست فقط مشكلتهم!!
……..
أحد وأهم الأسباب التي تمنعك من أن تدافع عن حدودك الشخصية، هو خوفك من الناس ومما سيقولون عنك.أنت تسمح لهم بأن يستبيحوا حدودك أملا في أن تنال رضاهم.
الإنسان الذي يهمّه تقييم الناس له، ويرى نفسه من خلال ذلك التقييم، هو إنسان يعيش في قبضتهم، ومن يعيش في قبضة الآخرين هو ملك لهم، وليس له حدود!
جميل، بل وجميل جدا أن تأخذ بعين الاعتبار مشاعر الناس، وتحاول جاهدا أن لا تؤذيها، ولكن ليس على حسابك! فإرضاء الناس غاية تستنزف صاحبها، ومتى بدأ الإستنزاف سيستمرحتى يمص آخر قطرة في دمك!
……..
مفهوم الاحترام في ثقافتنا الشرقية القمعية هو مفهوم مشوّه، وأبعد ما يكون عن الاحترام الحقيقي.الاحترام في الثقافة العربية، وعموما الإسلامية، يعني الطاعة العمياء والسيطرة والرضوخ… الاحترام يعني أن لا تقل لهما أفٍّ، حتى ولو أجرما بحقك…أن لا تصرخ في وجه من هو أكبر سنا منك، حتى ولو داس على قدمك وهرس أصابعك عن سابق قصد وتصميم…
هناك مثل عربي طالما كرهته واحتقرته، يقول: (من داس على عتبتك داس على رقبتك)يتبجحون به على أساس أنهم كرماء ومضيافون. أما أنا فأقول: من داس على عتبتي ولم يحترم تلك العتبة سأدوس على رقبته!
لا شكّ أن احترام الضيف واجب مقدس، ففي تقديس ذلك الواجب تقديس للحياة نفسها، بشرط أن يكون الاحترام متبادلا بين الضيف والمضيف!
لم يكن كل ضيوفي محترمين، فالأمر لا يخلو من ضيوف ثقيلين.لكن لم يتجاوز ضيف حدا من حدودي، عن سابق قصد وتصميم، و لو مقدار شعرة واحدة، إلا ورميته على الفور سنينا ضوئية بعيدا عن تلك الحدود.
بالمقابل لم أدخل بيتا إلا واحترمت عتبته وجدرانه وسقفه وكل صحن وملعقة فيه،ناهيك عن أهله!!
كونفوشيوس يقول:Every house guest brings you happiness. Some when they arrive, and some when they’re Leaving
(كل الضيوف يجلبون لك سعادة. بعضهم عندما يصل، والبعض الآخر عندما يغادر!)
أما أنا أقول: من سيسعدك عندما يغادر لا تسمح له أن يصل!!!
لأنه سيكرر مجيئه إلى بيتك حتى يطغى على حياتك
……..
الطغيان لا يجلب إلاّ التعاسة، وأنت ـ دون غيرك ـ مسؤول عن أية حالة طغيان تعيشها، سواء على الصعيد الشخصي أو الجمعي.بدءا من علاقتك بوالديك وكل فرد من أهل بيتك، مرورا بأصدقائك ورجال دينك، وانتهاء بالطاغية الذي يتربع على كرسي رئاستك!!إ
ذ لا يوجد حالة طغيان جمعي في تاريخ البشرية إلا ومرّت بثلاث محطات.البيت أولها والمعبد ثانيها وكرسي الحكم آخرها!!!
تصفح أيضا
جلـ ... منار
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
نشرت
قبل 13 ساعةفي
9 نوفمبر 2024من قبل
التحرير La Rédactionصبحي حديدي:
بعد الهزيمة المدوية التي مُني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي، في شخص مرشحته للرئاسة كامالا هاريس ومقاعد مجلس الشيوخ في وست فرجينيا ومونتانا وأوهايو؛ لم تكن مفاجأة أن النقد الأوضح لخطّ الحزب واستراتيجيته أتى من أحد كبار “المشبوهين المعتادين” القلائل جداً في نهاية المطاف: السناتور برني ساندرز.
“ساندرز” يعتبر نفسه مستقلاً، ولكنه ينضوي ضمن تجمّع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ولا ينأى عنهم إلا في مناسبات قليلة؛ لأنه، في واقع الأمر، محسوب عليهم في أعمّ المناسبات.
ما يقوله ساندرز اليوم ليس جديداً من حيث المبدأ، أو هو لا يتصل أساساً باندحار هاريس والحزب الديمقراطي، لأنّ إهمال أولويات الطبقة العاملة، كما يساجل ساندرز اليوم، ليس خياراً طرأ على الديمقراطيين خلال الأشهر القليلة التي أعقبت عزوف جو بايدن عن الترشيح وصعود نجم هاريس؛ بل هو قديم ومتقادم وجزء لا يتجزأ من الشطر الرأسمالي في فلسفة الحزب الديمقراطي، على غرار الحزب الجمهوري وإنْ بفارق هنا أو هناك. كذلك يحيل ساندرز بعض أسباب الهزيمة الأخيرة، بل يوحي ضمناً بأنها الأبرز: “بينما دافعت قيادة الحزب الديمقراطي عن الأمر الواقع، كان الشعب الأمريكي غاضباً وأراد التغيير. وكان على حقّ”.
ليس تماماً، أو على الأقلّ ليس بمعدّل 71.7 مقابل 66.8 مليون ناخب، والفوز في التصويت الشعبي للمرّة الأولى بالنسبة إلى مرشح جمهوري منذ سنة 2004؛ و295 مقابل 226، في المجمّع الانتخابي؛ وليس في 27 مقابل 18، على صعيد الولايات؛ وليس وقد اتضح أنّ أداء هاريس كان أضعف من أداء بايدن 2020 في كلّ الولايات… التأزم، استطراداً، أبعد من مجرّد “غضب” شريحة من الشعب الأمريكي؛ والهزيمة هذه ليست أقلّ من فصل جديد في مسلسل طويل من انتقالات عاصفة وتحوّلات كبرى يعيشها المجتمع الأمريكي، فلا تقتصر على الحزبين الديمقراطي والجمهوري وحدهما، بل تمسّ سائر فئات الشعب وطبقاته، على أصعدة شتى اجتماعية ــ اقتصادية، ثمّ سياسية ومعنوية وأخلاقية وثقافية، وسواها.
في الوسع الابتداء من حقيقة أولى بسيطة، ماثلة للعيان وأوضحتها أنساق التصويت الاجتماعية والجغرافية والعُمْرية، مفادها أنّ الولايات المتحدة بعد 248 سنة على إعلان استقلالها ليست، بعدُ، مستعدة لانتخاب امرأة إلى منصب الرئاسة؛ وهيهات، تالياً، أن تكون جاهزة لانتخاب امرأة من أصول مهاجرة، آسيوية وسوداء البشرة في آن معاً. وفي باطن هذا المعطى الأول لوحظ أنّ تصويت المجموعات الهسبانية ذهب إلى ترامب بمعدّل 45 بالمائة، رغم التصريحات العنصرية البغيضة التي شهدتها بعض تجمعات ترامب الانتخابية، على مسمع ومرأى منه (كما في تعليق توني هنشكليف ضدّ بورتو ريكو بوصفها “جزيرة القمامة” مثلاً)؛ وهذا فضلاً عن أغلبية عالية لصالح ترامب في أوساط الرجال، لاعتبارات ذكورية لا تخفى.
وجهة أخرى في استدلال مغزى مركزي خلف الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة هي تلك التي تبدأ من تصريح ترامب، خلال خطبة انتصاره، بأنّ الـMAGA (مختصر للحروف الأولى من شعار ترامب الانتخابي باللغة الإنكليزية: جَعْلُ أمريكا عظيمة مجدداً) هي ‘أعظم حركة سياسية في التاريخ’؛ ليس لأنها كذلك بالفعل، فهي أبعد ما تكون عن أيّ طراز من العظمة حفظه التاريخ، بل لأنّ مكوّنات الاستيهام فيها حرّكت عشرات الملايين خلف ترامب: أشدّ تأثيراً من الاقتصاد ومسائل التضخم والقدرة الشرائية، وأدهى استقطاباً من رهاب اللاجئين والمهاجرين والأجانب، وأعمق دغدغة للكوامن الفاشية التي تصاعدت وتتصاعد في نفوس أمريكيين كُثُر ابتداء من العقدين المنصرمين.
كيف يُلجَم رجل كهذا وهو يسيطر على البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النوّاب، والمحكمة العليا، فضلاً عن كونه القائد الأعلى الفعلي للقوات المسلحة؟
وفي قلب الـ”ماغا” كان يتنامى هوس “القومية الأمريكية” الذي لم يعد غريباً أو ناشزاً أو نادر الاستخدام كما كانت الحال قبل صعود ترامب، ومنذ شيوع هستيريا تعظيم أمريكا سنة 2015، حين تضاعفت أكثر فأكثر النزعات العنصرية والمناطقية، وفلسفات “التفوّق” العرقي الأبيض. كذلك، في جزء متمم، لم تعد الولايات المتحدة حصينة تماماً إزاء مؤثرات العالم خارج المحيط، ولم يعد تكوينها المجتمعي ــ الذي ساد الاعتقاد بأنه متعدد المنابت، تعددي الأعراق ــ بمنأى عن يقظة القوميات هنا وهناك، في العالم بأسره ثمّ في أوروبا حيث المنبع الثقافي الذي يغذّي قسطاً غير ضئيل من “القِيَم” الأمريكية.
وكي لا يُظلم ترامب أو تُنسب إليه وحده شرور الـ”ماغا” فإنّ غالبية الإدارات الأمريكية السابقة، منذ عهد وودرو ولسون وليس رونالد ريغان أو جورج بوش الأب والابن؛ لم تفعل سوى محاولة تطوير المشروع الإمبريالي الأمريكي، السياسي والاقتصادي والثقافي، تحت هذه المظلة بالذات: سطوة أمريكا العظمى! ولم نعدم كاتباً أمريكياً ظريفاً جنح ذات يوم إلى الشكوى من “واجب مقدّس” أُلقي على عاتق أمريكا تجاه العالم، اتخذ سلسلة تسميات مثل “الإمبراطورية بالصدفة العمياء” و”الإمبريالية بالتطوّع” و”العبء الجديد للرجل الأبيض”. وفي كتاب بعنوان “السلام الأمريكي” صدر للمرّة الأولى سنة 1967 ولم تمنع حرب فيتنام من جعله مرجعاً أثيراً لدى شرائح واسعة من القرّاء في أمريكا، كتب رونالد ستيل: “على النقيض من روما، إمبراطوريتنا لم تلجأ إلى استغلال أطرافها وشعوبها. على العكس تماماً… نحن الذين استغلتنا الشعوب واستنزفت مواردنا وطاقاتنا وخبراتنا”!
والرجل، ترامب، الذي أعلن على الملأ أنّ إعادة انتخابه سوف تخوّله أن يكون دكتاتوراً؛ وأنه سيثأر من خصومه، وعلى رأسهم أولئك الذين كانوا مستشارين في إدارته أو وزراء أو رؤساء أركان أو محامين، بمن فيهم نائبه نفسه؛ وأنّ عودته إلى البيت الأبيض سوف تريح الأمريكيين من واجب الذهاب إلى صناديق الاقتراع الرئاسية، مرّة أخرى أو إلى الأبد… لماذا سوف يعفّ، هذا الرجل بالذات، عن الذهاب إلى أقصى مدى في الفاشية والتسلط وترويض ما يتبقى من قواعد/ نواهٍ ديمقراطية في نظام الولايات المتحدة؟ للبعض أن يتشبث بمقولة رسوخ هذا النظام، وأنه أقوى من أيّة سلطات يمنحها الدستور للرئيس الأمريكي؛ ولكن… كيف يُلجَم رجل كهذا وهو يسيطر على البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النوّاب، والمحكمة العليا، فضلاً عن كونه القائد الأعلى الفعلي للقوات المسلحة؟
من المنتظَر، بالطبع، أن يغرق كبار “نطاسيي” الحزب الديمقراطي، المختلفين عن ساندرز من حيث المنهج والغاية والوسيلة، في ترحيل أسباب الهزيمة إلى عوامل مثل تأخّر بايدن في قرار عدم الترشيح، أو اختيار تيم والتز شريكاً على البطاقة مع هاريس، أو الأدوار التي لعبتها وسائل الإعلام اليمينية واليمينية المتطرفة، أو تدخّل الاستخبارات الروسية لصالح ترامب من زاوية عدم حماس الأخير للحرب في أوكرانيا، أو حتى الآثار (أياً كانت) لعجز هاريس والديمقراطيين عن كسب الصوت العربي في ولاية متأرجحة مثل ميشيغان؛ وسوى ذلك، ممّا هو كثير متعدد ومتشابك، محقّ أو باطل أو في منزلة بينهما. الراسخ، مع ذلك، أنّ فوز ترامب ليس اختراقاً تاريخياً لشخصه وشخصيته وما بات يمثّل في وجدان ملايين الأمريكيين، فحسب؛ بل هو انتصار ساحق للـ”ماغا” في مدلولاتها الأعمق، والأبعد أثراً وديمومة، من المحتوى الركيك الذي يعلن جعل أمريكا عظيمة مجدداً.
وما يصحّ أن يُنتظر من ترامب الثاني ليس المزيد من التطرّف في السياسة الخارجية، وملفات حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة، وتعزيز التطبيع مع السعودية خصوصاً، وتقليص الحضور الأمريكي في الأطلسي، فقط؛ بل ما هو آت على صعيد الداخل الأمريكي، أيضاً، لجهة انحسار يمين الجزب الجمهوري، مقابل صعود اليمين المتشدد: العنصري أكثر، والانعزالي أشدّ، والشعبوي أنكى، و… الفاشيّ الأعتى.
ـ عن “القدس العربي” ـ
وفاء سلطان:
مضى على وجودي في أمريكا 36 سنة.
لم أدخل يوما مطعما إلا وتركت للنادلة بخشيشا يفرح قلبها وفوق تصورها.
معظم الذين يخدمون بالمطاعم في أمريكا هم طلاب جامعات ليسدوا مصروفهم، فلقد اشتغل أولادي في المطاعم أثناء جامعاتهم وأعرف كم كان البخشيش هاما بالنسبة لهم.
إلا البارحة قررت أن لا أترك لها سنتا، لكن زوجي رفض القرار وقال كعادته: حرام!
(نعم هو ألطف مني في هكذا مواقف)
أوقح نادلة رأيتها في حياتي، تخبط الصحون على الطاولة وكأنها خرجت لتوها من معركة مع زوجة أبيها.
ضبطت أعصابي بشق الأنفس
لقد اعتدنا ان نفتح حديثا مع من يخدمنا في المطاعم حتى نعرف حياته من ألفها إلى يائها،
ولكن هذه النادلة لم تترك لنا مجالا لنقول: شكرا!
نحن نذهب إلى المطعم ليس من أجل الأكل فقط، بل لتغير الجو وتحسين النفسية، وعندما تقارب الفاتورة المائة دولار وتلقى هكذا معاملة تصاب بالإحباط
حسب رأيي خدمة الزبائن في أمريكا أفضل من أي بلد في العالم زرته، ولنفس السبب لم أحب دول أوروبا!
القاعدة العامة في أمريكا تقول: يجب أن تتعامل مع الزبون كما لو كان دوما على حق!
لو كانت ابنتي محلي لقالت: ماما ارجوكِ سامحيها، لا أحد يعرف كيف كان يومها
هذا صحيح، ولكن على من يشتغل في المرافق العامة وخصوصا المطاعم أن يكون لطيفا تحت أي ظرف!
الحياة لا تعاش إلا ببعض التنازلات، وعندما يتعلق الأمر بعملك يجب ان تتمتع ببعض القدرة على إخفاء آلامك الشخصية ولا تنقل طاقتك السلبية لغيرك!
طاقة كل إنسان تشدّ أو تحجب عنه رزقه، وذلك حسب طبيعتها
كنا ندفع على الأقل 20٪ من قيمة الفاتورة، لكن بعد تراشق بالنيران وشد شعر ترك لها زوجي مبلغا، وأنا أتمتم: يا خسارة
فالسلوك الذي يُكافأ يتكرر!
وفاء سلطان:
في الثمانينات من عمرها.
أحنى الزمن ظهرها قليلا، لكن روحها مازالت تعانق السماء.
التقينا في المكان المخصص لعربات التسويق على باب أحد المحلات.
وبينما هي تسحب عربتها التقت عيوننا فصبّحت علي.
رددت التحية، وتابعت: تبدين جميلة جدا، إذ من النادر أن ألتقي بامرأة بهذه الأناقة والترتيب!
فعلا الحياة الأمريكية العملية أنستنا الكثير من أصول الأناقة والتزين.
إلى حد ما، تعجبني هذه العفوية في أمريكا،
فلقد خففت عنا نحن النساء مهمة التبرج كل صباح، وزادت ثقتنا بأنفسنا.
لكن من ناحية أخرى، من الجميل أن نحافظ على أناقتنا ومظهرنا طالما لا نبالغ
نعم لا نبالغ، فلقد أصبحت الكثيرات من النساء اليوم نسخا متكررة من لعبة باربي:
قشرة من الخارج وفراغ من الداخل
المهم، أشرقت ابتسامتها حتى أضاءت وجهها المهندس بطريقة فنية غير مبتذلة، وقالت بعد أن وضعت يدها على كتفي:
حبيبتي كل سلوك تتقنينه عادة، فمتى تعلمتِ عادة تصبح طريقة حياة
ثم تابعت:
منذ سنوات مراهقتي لا أخرج من البيت حتى أتأكد من أنني أسر الناظر إليّ، فمظهرنا الخارجي يعطي الانطباع الأول
أكدت لها أنها فلسفتي كذلك، وتمنيت لها يوما جميلا
استطلاع
صن نار
- جلـ ... منارقبل 13 ساعة
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
- اجتماعياقبل يومين
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
- جور نارقبل 3 أيام
ورقات يتيم … الورقة 85
- اقتصادياقبل 3 أيام
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
- اجتماعياقبل 3 أيام
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
- جور نارقبل 3 أيام
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
- صن نارقبل 4 أيام
انتخابات أمريكية: تزامنا مع فوز ترامب… الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس
- صن نارقبل 4 أيام
الاحتلال يلقي أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة