منبـ ... نار
قراءة في مبادرة الاتحاد … ماذا يريد الاتحاد فعلا بمبادرته ؟؟
نشرت
قبل 4 سنواتفي
من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
بماذا جاءت مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل و لماذا في هذا الوقت؟؟ هل جاءت لغاية المساهمة في إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها أم جاءت فقط لإنقاذ الاتحاد من تبعات هذه الأزمة؟؟ و لماذا يصرّ الاتحاد على أن يكون طرفا في مبادرة حوار تهدف إلى إخراج البلاد مما هي فيه، و الحال أنه أحد أكبر أسباب ما هي فيه؟؟

و لسائل أن يسأل هل ناضل الاتحاد طيلة العشر سنوات التي أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس من أجل تحقيق مطالب حراك 2010/2011 الذي نجح في ايهام الجميع أنه من قاده و أطّره؟؟ هنا وجب أن نتحلى بالشجاعة التي تسمح لنا بكشف ما وقع خلال العشر سنوات التي مرّت…فالاتحاد لم يعمل و منذ جانفي 2011 على تحقيق ما كان يصرخ عاليا أنه يناضل من أجله، فهو المسؤول الأول أمام التاريخ على انتفاخ كتلة الأجور و وصولها إلى أضعاف ما كانت عليه يوم غادر بن علي البلاد، و هو المسؤول الأول عن ارتفاع نسبة البطالة في البلاد فالتشغيل لم يكن هدفه الأول بعد خروج بن علي، بل انساق وراء المطلبية المشطّة و الفوضوية للزيادة في الأجور و تسوية الوضعيات و بحث عن قضم جزء كبير من سلطة الدولة لصالحه.
دور الاتحاد في ما عانته البلاد..
الاتحاد لم يعمل على تجميد الأسعار و لم يحارب من أجل ذلك، كما لم يفكّر في تجميد الأجور، و العمل على هذه المعادلة لفسح المجال أمام تشغيل مئات الآلاف من العاطلين، بل خرج داعما و مساندا لكل الحراك المطلبي من شمال البلاد إلى جنوبها، فالاتحاد تبنّى كل مطالب الزيادة في الأجور و تسوية الوضعيات، و ساند و بشكل كامل إعادة المطرودين و العفو التشريعي العام…كما خرج في كل الجهات من أجل تعميم بعض المنح الخصوصية أيام رئاسة الباجي رحمه الله للحكومة، كما أن الاتحاد كان المؤطّر الأول و الحاضن و الداعم الأكبر لرابطات حماية الثورة التي عاثت في البلاد فسادا من شمالها إلى جنوبها، فحملات “ارحل” أو “ديقاج” التي هاجمت كل المسؤولين على مؤسسات الدولة كانت بتأطير و رعاية من الاتحاد، و علينا أن نعود إلى كل ما وقع خلال سنة جلوس قائد السبسي على كرسي القصبة لندرك حجم الخراب الذي فتك بالبلاد و بالدولة، فالباجي رحمه الله اختار سياسة مهادنة الخارجين على الدولة و تلبية كل مطالبهم درءا للدخول في مواجهات قد تعيدنا إلى مربع العنف الذي عاشت البلاد أحداثه بين شهري ديسمبر 2010 و جانفي 2011…فالبلاد عاشت خلال عهدة الباجي خروجا واسعا على الدولة و قطعا للطرقات و إغلاقا لمواقع الإنتاج برعاية الاتحاد و تواصل الأمر حتى يومنا هذا…
تواصلت سياسة لي ذراع الدولة مع وصول حكومات الترويكا للسلطة، فهذه الأخيرة اختارت نفس منهجية قائد السبسي في درء الأسوأ، فلم تلتفت للتشغيل و تحقيق مطالب من خرجوا في الحراك الذي كان شعاره الأول و الأهمّ “شغل حرية كرامة وطنية”، بل اكتفت بإسكات الخارجين عليها بمساندة و دعم كامل من الاتحاد الذي أغرقت قياداته المشهد الإعلامي بخطابها الانفعالي و التأليبي المتواصل على مدى سنوات…فالانتدابات القليلة التي تمّت عبر العديد من المناظرات كانت تحت رعاية الاتحاد أيضا و وصل الأمر ببعضها إلى صدور قائمة الناجحين من مقرّات الاتحاد الجهوية حسب مشيئة الاتحاد، فنصف من وقع انتدابهم كانوا بتدخلات مباشرة من الاتحادات الجهوية للشغل…و من القيادات المركزية لهذه المنظمة.
خلاصة ما وقع منذ عشر سنوات، الاتحاد لم يهادن الدولة و حكوماتها و لم يعمل على تحقيق مطالب من خرجوا على المنظومة السابقة، فالشعارات التي مات من أجل تحقيقها العشرات و ذهب ضحيتها العشرات من رجال المؤسسة الأمنية تُرفع إلى يومنا هذا، و لم يسكت أصحابها عن المطالبة بها، فماذا نسمي ما يقع اليوم في العديد من الولايات من إضرابات عامة برعاية و تأطير من الاتحاد العام التونسي للشغل و بحضور قياداته العليا؟؟ مبادرة الاتحاد هي تعبير واضح عن فشل الاتحاد و من يسانده في تحقيق مطالب حراك 2011 فهو من أوهمنا أنه الحاضن لكل ما وقع، فهو المسؤول الأول إذن عن تحقيق كل تلك المطالب…و لأنه لا يريد أن يتحمّل تبعات هذا الفشل خرج علينا بمبادرة سيكون شريكا فيها لإنقاذ نفسه قبل إنقاذ البلاد…و الخوف من استبداد هذه المنظمة هو الذي جعل كل القارئين للمشهد و المتابعين لا يغامرون بتحميل الاتحاد تبعات كل ما وقع بالبلاد، فالاتحاد هو الجزء الثابت من المشهد السياسي العام خلال العشر سنوات التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، في ظلّ وصول تسع حكومات إلى القصبة، فهل صاحب الفشل كل هذه الحكومات دون سبب ودون أطراف حادت عن أهدافها الأساسية، تريد إرباك المشهد و فرض خياراتها لضمان وجودها و الحفاظ على موقعها.
الاتحاد يريد موقعا سياسيا…
و السؤال الخطير الذي يطرح نفسه مع تسارع وتيرة الاعتصامات و التحركات في العديد من الجهات هل يريد الاتحاد بافتعاله و تأطيره لكل هذه التحركات فرض مبادرته على ساكن قرطاج و فرض وجود فاعل في هيئة الحكماء التي سترعى هذه المبادرة و لا أظنّ أن الطبوبي سيقبل بأن يكون خارج هذه الهيئة هذا إن لم يطالب بأن يكون رئيسا لها، و هل شعر الاتحاد بانحسار دوره في ظلّ ما تعيشه البلاد و أراد أن يلتفّ على ما تبقى من الدولة بطريقة أو بأخرى حفاظا على موقعه، فهو يعلم جيدا أنه غير قادر اليوم على تحقيق أي مطلب من مطالب قواعده بعد أن أوصل خزينة الدولة إلى ما هي عليه اليوم، و الجميع أيضا يعلم اليوم أن الاتحاد يعيش أزمة داخلية قبل مؤتمره و أن الانقسام شقّ صفوف قياداته رغم محاولاتها الكبيرة للتعتيم على الأمر. فحين يقول نصّ المبادرة “… فإنّ الاتحاد العام التونسي للشغل، و هو يؤكّد على وجوب عقلنة إدارة الشأن العام و معالجة القضايا بدرجة عالية من المسؤولية و الوطنية و من منطلق الحرص على تجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو الفوضى، يتقدّم بمبادرة سياسية… ” فهذا يعني أن الاتحاد انقلب على دوره الأساسي و أصبح يبحث عن لعب دور سياسي في الأزمة التي تعيشها البلاد، و بذلك يخرج من أزمته و يوجّه أنظار المتابعين لشأنه الداخلي إلى أزمة أعمق تمسّ البلاد بصفة اشمل…و حين يقول نصّ المبادرة ” …و هي مبادرة مفتوحة على كلّ القوى الوطنية التي تؤمن بالدّولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية و تنبذ العنف و ترفض الإرهاب و تدافع عن السيادة الوطنية و لا تصطفّ مع الأحلاف الخارجية مهما كان عنوانها…” فهذا يعني أن الاتحاد اختار ضمنيا الأطراف التي يريد أن تكون معه جنبا إلى جنب في هذه المبادرة أو في الحوار التي سيولد من رحم هذه المبادرة…و حين يقول نصّ المبادرة ” …و عليه يتوجّه الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا الصدد إلى السيد رئيس الجمهورية، باعتباره الضامن لتطبيق الدستور و لوحدة البلاد والسّاهر على أمنها و سلامة شعبها و أرضها، أن يحتضن هذه المبادرة و يقوم على الإشراف عليها و على توفير شروط نجاحها...” فهذا يعني أن الاتحاد اختار الطرف الدي سيتحالف معه في المدّة القادمة و سيكون ضمنيا رافضا للحزام السياسي الحالي لحكومة المشيشي كلّيا أو جزئيا، و هذا يؤكّد أيضا أن الاتحاد خطّط للأمر صحبة بعض الأطراف السياسية الأخرى و هي نفس الأطراف التي تدعو إلى حكومة الرئيس فمبادرة الاتحاد هي أيضا مبادرة حركة الشعب، و ربما التيار الديمقراطي، مع إمكانية ضمّ بعض الأطراف الأخرى إليها، و خلاصة الأمر سيكون الإقصاء شعار هذه المبادرة و لن يجمع الحوار إن كتب له أن يكون بعض الأطراف التي لن يرضى عنها ساكن ساحة محمد علي…و ساكن قرطاج.
و يواصل نصّ مبادرة ساحة محمد علي حين يقول “…و يدعو الاتحاد العام التونسي للشغل كلّ الفاعلين السياسيين المعنيين بإنقاذ تونس و باقي المنظمات الوطنية و قوى المجتمع المدني و كلّ الكفاءات في الداخل و الخارج من شخصيات وطنية و قامات أكاديمية و علمية إلى الانخراط في حوار جدّي… ” ليؤكّد أن أصحاب المبادرة يريدون تجميع الجميع حول طاولتهم و ليس حول طاولة الوطن كما يزعمون، فالنجاح الذي حققه العباسي و من معه و حصولهم على جائزة نوبل للسلام حرّك بعض الغيرة و الحسد في قلوب بعض قيادات الاتحاد الحاليين، كيف لا و هم قد يخرجون دون تحقيق أي نجاح يذكر ففي عهدتهم وصلت البلاد حافة الإفلاس، و في عهدتهم نجحت بعض الأطراف التي لا تعترف بمفهوم الدولة في الوصول إلى مجلس النواب، و في عهدتهم أصاب الشلل كل مفاصل الدولة تقريبا، فالطبوبي و من معه يريدون من خلال هذه المبادرة اعترافا واسعا من جميع أطياف المشهد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الفكري بدورهم في إنقاذ البلاد مما هي فيه…لكن هل هي من سينقذ البلاد حقّا؟؟
الاتحاد و آليات التموقع…
ثلاثة محاور أساسية في مبادرة ساكن ساحة محمد علي و من معه، و أولها المحور السياسي و هو ما يؤكّد أن الاتحاد يريد فعلا لعب دور سياسي في المرحلة القادمة، فالاتحاد يريد تقييم قانُونَي الأحزاب و الجمعيات و مراجعتهما، و الثابت أن الغاية إقصائية لا جدال فيها و لا أظنّ انها بالبراءة التي يحاول الترويج لها بعض قيادات الاتحاد و من يدور معهم في فلك المبادرة… كما يريد من خلال مبادرته تقييم القانون الانتخابي و تعديله بما يحقّق تماسك الحياة السياسية و هنا أيضا تشتم رائحة إقصاء بعض مكونات المشهد الحالي… و ربما يكون مطلب تحييد المرفق القضائي المطلب الوحيد في هذه المبادرة الذي لا تشوبه بعض الشكوك في مضمونه غير المعلن والخفي …أما تقييم أداء الهيئات الدستورية و استكمال تركيزها و تقييم تجربة الحكم المحلي و مراجعة قانون الجماعات المحليّة فهذه مطالب تؤكّد بأن الاتحاد خرج فعلا بهذه المبادرة عن دوره الأساسي، و أنه أصبح يعتبر نفسه فاعلا أساسيا في المشهد السياسي عموما و قد يكون هذا هو الدور الجديد الذي يبحث عنه ساكن ساحة محمد علي حفاظا على موقعه في المشهد العام للدولة، فالطبوبي لا يريد أن يخرج من المشهد بخفي حنين كما خرج السحباني و جراد بل يبحث عن مكان تحت شمس تاريخ البلاد كما فعل حشاد و عاشور و العباسي…
في المحورين الاقتصادي والاجتماعي لا جديد يذكر فما جاء في نصّ المبادرة هو نفس الخطاب الذي يرفعه الاتحاد في كل تحركاته سواء كان جهويا أو وطنيا…و هو نفس الخطاب الدي نستمع إليه من كل من اعتصموا ببهو بعض الوزارات…و كل من أقدموا على غلق مواقع الإنتاج الحساسة بالبلاد…
الاتحاد…مكره أخاك…
يقول المثل “إذا أردت أن تضيع شعبا أشغله بغياب الأنبوبة و غياب البنزين ثم غيب عقله و اخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة..”.و تونس اليوم تعيش كل هذا و منذ سنوات طويلة، فالاتحاد كما هو الحال بالنسبة لساكن قرطاج عليهما اليوم إثبات أنهما يريدان حقّا إخراج البلاد مما وصلت إليه، فبعض أصابع الاتهام اتجهت نحو ساكن قرطاج إثر موجة الاعتصامات و التحركات في العديد من الجهات فشعارات بعض التحركات تدور في فلك شعارات “الشعب يريد” و هو الشعار الذي يرفعه ساكن قرطاج و من معه في حملته الانتخابية، و هو الأمر الذي نفاه باتهام أطراف خارجية لا يعلمها غيره و الله جل جلاله…كما أن بعض الإضرابات العامة تبناها الاتحاد و خرجت بعض قياداته للإعلان عن ذلك إعلاميا… فمجرّد طرح مبادرة و تقديمها لرئيس الجمهورية تلزم جميع الأطراف بالانضباط لما جاء فيها، و الاتحاد يدرك جيدا أنه لن ينجح في تحقيق أي مطلب من مطالب قواعده القطاعية خلال هذه السنة والسنوات القادمة و أن كل تحرّك أو اعتصام أو إضراب بالقطاعات الحيوية سيعود عليه وعلى قياداته بالضرر و سيجلب له موجة واسعة من السخط، فمجرّد تقديم المبادرة و البدء في مناقشة تفاصيلها و حيثياتها، يلزم الاتحاد و قواعد ساكن قرطاج بالتحلى بروح المسؤولية و إعلان هدنة تامة تسمح للدولة بالتقاط أنفاسها، و أي خرق لهذه الهدنة سيفسّر بأنه محاولة لخلط الأوراق و ضرب التحالف السياسي القائم حول حكومة المشيشي، فالمبادرة هي الوسيلة الوحيدة المتبقية بحوزة الاتحاد و ساكن قرطاج للعب دور في المشهد السياسي الحالي، فساكن قرطاج يدرك أنه خرج من دائرة القصبة رغم اختياره لبعض أسماء حكومة المشيشي، و يدرك أن البقاء بعيدا عمّا يجري بالبلاد سيوسع الهوة بينه و بين مخزونه الانتخابي الذي بدأ ينفضّ من حوله، فالبقاء على مشارف القصبة قد يحقّق من خلاله بعض المكاسب لمن انتخبوه من خلال مبادرات تشريعية تدعمها حكومة المشيشي و الحزام السياسي الداعم له، وقد يستغل ساكن قرطاج مبادرة الاتحاد لخلط الأوراق لصالحه من جديد بشكل أو بآخر…أما الاتحاد فإنه سيبحث عن دور و لو بسيط ليكون ضمن مكونات المشهد السياسي العام بالبلاد في ظلّ تأكده من استحالة النجاح في تحقيق بعض المكاسب لقواعده خلال هذه العهدة، خاصة أنه على بيّنة من تصاعد و ارتفاع موجة الغضب ضدّه، و قد يختار العودة إلى لعب دوره الاجتماعي الحقيقي في صورة النجاح في جمع الجميع حول مبادرته … لكنه قد يلجأ أيضا إلى تحريك الشارع وبعض القطاعات الحيوية في صورة رفض أغلب مكونات المشهد لمبادرته و لدوره الجديد في المشهد السياسي.
الاتحاد و المبادرة….و البقية..
عبّرت بعض الأطراف السياسية عن دعمها للمبادرة التي أهداها الاتحاد لساكن قرطاج على أمل أن يعيدها ساكن قرطاج إليه من خلال اختيار الطبوبي رئيسا لهيئة حكمائها، و عبّرت بعض الأطراف الأخرى عن تخوفها من إمكانية إقصاء بعض الأطراف منها، لكن هل ستقبل بعض الأحزاب بأن يكون الاتحاد قاطرة البحث عن حلّ لأزمة البلاد و هي تعلم أنه أحد أهمّ أسبابها؟؟ فقلب تونس يدرك أنه غير مرغوب فيه من طرف ساكن قرطاج…و ائتلاف الكرامة يعلم أنه غير مرغوب فيه من الاتحاد….و النهضة تعلم أيضا أنها غير مرغوب فيها من التيار و حركة الشعب…وتحيا تونس يدرك أيضا أنه غير مرغوب فيه من طرف قلب تونس…و كتلة الإصلاح تعلم أن التيار و حركة الشعب و البعض الآخر يرفضون وجودها معهم…كل هذا النفور من البعض للبعض الآخر يخدم في الأخير ساكن القصبة، فهذا الأخير يعوّل على عامل الوقت للبقاء في القصبة، و يدعمه في ذلك مالك القناة و حركة النهضة و ائتلاف الكرامة و كتلة الإصلاح فهؤلاء جميعا يدركون خطورة الانخراط في مبادرة ساكن قرطاج و ساكن ساحة محمد علي، فهم يعلمون أن الحرب لم تنته و أن المبادرة قد تكون عبوة ناسفة في طريقهم و أنها قد تنفجر في وجوهم في كل وقت، لذلك فمن المنتظر أن تطول مدّة الحديث و النقاش عن تفاصيل المبادرة و طريقة صياغتها على أرض الواقع، كما يمكن أن يبحث البعض عن تحوير بعض ما جاء فيها …
خلاصة ما يحدث…جاءت المبادرة لتنقذ الاتحاد من أزمته الداخلية و تنقذ بعض قياداته من الخروج من هذه العهدة بخفي حنين…و جاءت ليحافظ بها ساكن ساحة محمد علي على موقع متقدّم في المشهد الحالي….كما جاءت المبادرة لإطالة مدّة بقاء المشيشي بالقصبة….و جاءت أيضا لحفظ ماء وجه ساكن قرطاج أمام مخزونه الانتخابي…كما جاءت لتنقذ بعض مكونات حزام المشيشي من مصيدة ساكن قرطاج و من يدورون في محوره…لكنها لن تفيد الشعب في شيء…لأن معاناته ستكون أكبر خلال قادم السنوات…
تصفح أيضا
منبـ ... نار
الدين في جوهره ليس مادة للتندر، ولا منصة للتعالي… بل رسالة هدي ومواساة
نشرت
قبل 5 أيامفي
28 مارس 2025من قبل
التحرير La Rédaction
رضا الحديدي*:
المأساة تكمن في مشهد الأزمة الأخلاقية التي يعيشها الخطاب الديني حين تحول إلى استعراض لا يحمل من الدين إلا مظهره.

وحين نجد ظاهرة تغليف الخطاب الديني بالدراما والإثارة، وتختلط في حضوره الدعوة بالنكتة، والوعظ بالسخرية، والفتوى بالتجريح، نتساءل هل أصبح الداعية نجمًا ينافس نجوم الكوميديا؟ وحين نفقد الفرق بين الواعظ والمهرج، بين الحضور الروحي والعرض الدرامي وعندما تُقاس فاعلية الخطاب بعدد المشاهدات لا بعمق الأثر، فإننا لا نلوم الرمز وحده، بل نُدين ذائقة جماعية تسهم في خلقه وتغذي غروره.
لقد شكّل برنامج الداعية المثير للجدل الأخير، لحظة فاصلة في وعي الكثيرين، لما مثّله من انحدار في الذوق، والاحترام، والرسالة المفترضة . ان الرجل لا يفتقر إلى العلم، ولا إلى الشعبية. لكن المعضلة ليست في قدرته على جذب الانتباه، بل في طريقة تقديمه للدين كعرض سريع مختلط بالنقد اللاذع والتعالي أحيانًا.
حين يصبح الداعية محور الخطاب، لا الدين ذاته. فيتحدث من علٍ، ويصنف الناس بتعليقات تحمل في طياتها تهكمًا مبطنًا، وأحيانًا ازدراءً واضحًا، دون إدراك لوقع كلماته أو مدى تاثيرها علي الذوق العام وإيذائها له. تتحول فتاواه إلى مادة للسخرية،
هذا الأسلوب الذي يخطف الاهتمام، يخفي داخله أزمة عميقة: تغليب الشكل على الجوهر، والصوت المرتفع على العقل الهادئ. هذا التضخم لا يأتي من فراغ، بل من شعور داخلي بأن الجمهور سيظل في حالة تصفيق، حتى مع الانزلاق في الأسلوب، هنا نرى كيف تتحول الدعوة إلى عرض جماهيري، لا حوار روحاني.
السوشيال ميديا ضاعفت من حضور هذه النماذج ، لأنها تستهلك المحتوى المثير بسرعة، وتعيد نشره آلاف المرات، مما يغذي “شهوة الظهور” عند البعض ولم يكن في الحسبان السؤال هل هذا الخطاب يخدم الدين؟” بل : “هل يجذب الأرقام؟” وهنا تكمن الكارثة.
فالمعايير أصبحت ترند، مشاهدات، تفاعلا، لا محتوى أو تأثيرا حقيقيا. لكنها في الوقت نفسه، سرعان ما تنقلب عليهم. الجمهور الذي يرفعك في فيديو، قد يسحبك إلى القاع في هاشتاغ. ولأننا أدمنّا الترفيه باسم الدين، وتركنا الحكمة خلف الشاشات. تم تهميش القيم ، وإعلاء صوت من يجيدون “اللعب على الشاشة”، حتى لو كان الثمن تهشيم قيم أساسية.
لكن من الظلم تحميل الشخص وحده مسؤولية السقوط دون الحديث عن البيئة التي صنعته، مسرح التهليل و المنصات التي فتحت له الأبواب، رغم تكرار انزلاقاته اللفظية والسلوكية. ما حدث مع هذا الداعية هو مرآة لما يحدث في المجال العام . قلة في التفكير النقدي، وفائض في رد الفعل. لم يسقط الرجل لأن خصومه أسقطوه، بل لأن الحقيقة أسقطته. لأنه استهلك رصيده الأخلاقي على مدى سنوات، حتى جاء الانفجار.
إن الجمهور الذي لطالما ضحك أو صفّق، بدأ يرفض. وهنا يكمن الأمل. فهذا بحد ذاته بداية نهوض جماعي من سبات تقديس الشخصيات، واستعادة سلطة العقل.
لا يكفي أن نغضب بعد السقوط. الأهم هو أن نراجع المعايير التي تُبنى بها الرموز في حياتنا: من نمنحهم المنابر؟ وبأي خطاب نقبل؟ وما الذي نصمت عنه؟ وأن تكون القاعدة: من لا يقدر على تمثيل القيم، لا يحق له الحديث باسمها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أديبة مصرية

منبـ ... نار
نحو مهرجانات صيفية… تكون قاطرة تنموية لامركزية
نشرت
قبل 4 أشهرفي
11 ديسمبر 2024من قبل
منصف كريمي Monsef Krimi
منصف كريمي*
للمهرجانات الصيفية دور هام في المشهد الثقافي والسياحي الوطني والدولي، ومساهمة كبيرة في الحراك الاقتصادي كقاطرة للتنمية المستدامة بالجهات خاصة وعلى المستوى الوطني عامة.

ومن هنا بات الرهان عليها ضروريا بإرساء الحوكمة الرشيدة وحسن تسيير هذه المهرجانات إداريا وماليا ومن حيث برمجة ترتفع بالذوق العام وانطلاقا من أهداف تنظيم هذه المهرجانات ذات الصلة بترقية وتطوير الفنون وتشجيع الإبداع الفني والأدبي وتشجيع العمل الثقافي وتطويره وإثراء المنتج الفني وتنويعه والمحافظة على التراث الثقافي الوطني وتثمينه مع الصبغة الخصوصية المميّزة لها في البرمجة حسب خصوصيات الجهات ذات الطابع الفلاحي، الحدودي، السياحي، الأثري والايكولوجي مع الاشتغال على استغلال خصوصياتها ومميزاتها والعمل على استثمارها في إطار منهجية تهدف لخلق الثروة ومواطن الشغل كالتشجيع على ابتكار منتجات مستوحاة من هذه الخصوصيات أو التخصص في التراث الغذائي والترويج له أو استغلال المواد الغابية للترويج الثقافي للجهة أو العمل على تشجيع المنتجات الخصوصية والتعريف بها وتشجيع الزوار من خارج الجهة لزيارتها لارتباطها بهذه الخصوصيات ولتفردها بها خصوصا ان عديد المهرجانات متجاورة ومتزامنة دون ان تحتوي على أية خصوصية كانت.
فتكتفي هذه المهرجانات ببرمجة عروض فنية روتينية ذات طابع تجاري بناء على ما يطلبه الجمهور دون أي عمق او تفكير أو مضمون ثقافي فني يهدف للرقي بالذائقة الفنية وفقدان أي توجه نحو اٌستثمار خصوصيات المنطقة الثقافية والحضارية ودون توظيف للمهرجانات في ترويج الإنتاجات الفنية الناجحة الخاصة بالمؤسسات الثقافية بالجهات لتشجيعها على مواصلة العمل المتميز.
ولذا بات من الضروري والمؤكّد اليوم تحديد المهرجانات الممكن المحافظة عليها ودعمها بناء على معاينة شاملة تحدد احتياجات الجهات وأخذ قرارات جريئة قصد تغيير الواقع الثقافي نحو الأفضل كما ان الدعوة ملحّة إلى برمجة مبدعي الجهات من مختلف الفنون في هذه المهرجانات وإعطائهم الأولوية في البرامج على أن تكون هذه البرامج نموذجية نوعية وذات جودة وبعيدة على استنساخ نفسها بمهرجانات مماثلة مع عدم اقتصار البرمجة هذه على العروض الفنية وذلك من خلال إضفاء الصبغة الثقافية على برنامجها العام بتنظيم ندوات فكرية،أمسيات شعرية،عروض سينمائية،ورشات ومسابقات ثقافية وفكرية وأدبية…
ومن الضروري بلورة هذه المبادئ من خلال منشور من قبل وزارة الشؤون الثقافية وضمن دليل توجيهي حول تنظيم المهرجانات الصيفية يكون مرجعا للمشرفين على تنظيمها ولنجاح هذه التوجّهات وإسنادها وبحثا عن سبل تجاوز الصعوبات لا بدّ من تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية للنهوض بالمهرجانات الصيفية وتثمينها انطلاقا من أهمية دور الثقافة في بناء عقول سليمة وفكر مستنير.
وفي هذا الإطار من الضروري أن يكون العمل الثقافي عموما أفقيا لا عموديا بهدف إنصاف الجهات ودعم حقها في الفعل الثقافي باعتبار أن”اللامركزية الثقافية”هي توجه من أؤكّد توجهات وزارة الشؤون الثقافية التي من دورها لفائدة هيكلة المهرجانات الصيفية بعث نقطة قارّة ومخاطب وحيد للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية بالمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية توكل لها مهمّة تنسيق تنظيم المهرجانات الثقافية الكبرى وتمويلها على مدار السنة وبما يحقق مرونة التصرّف في العمل الثقافي تماشيا مع خصوصيّة القطاع وحينية عدد من الأنشطة والتّظاهرات على ان يسهر فريق عمل من إطارات المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية على تنظيم المهرجانات المرجعية على مدار السنة مع التركيز خاصة على مهرجان أو اثنين تبرز خيارات وزارة الشؤون الثقافية وتوجهاتها لخدمة الذوق العام.
ومن واجب هذه المهرجانات كذلك العمل على تطبيق توجّهات الدولة في خصوص الرقي بالذوق العام وذلك من خلال حرص الهياكل الادارية المشرفة على متابعة سير تنظيم المهرجانات الصيفية على التثبت مما يبرمج في هذه المهرجانات التي تدعمها وزارة الشؤون الثقافية بالحرص على أن لا تقدّم برامج ذات مضامين تسيء لسمعة الوزارة ومؤسساتها وبما يتنافى مع روح المهمة الثقافية المطلوب آداؤها مع أخذ كافة التدابير والقرارات اللازمة لمنع التجاوزات وممارسة صلاحيات إبداء الرأي في البرامج المنظمة واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة برفع مستوى المضامين الثقافية التي يتم عرضها على الجماهير مع اقتراح رسم خطة لاستمرارية هذه التظاهرات الهامة بالاشتغال على مبدأ المشروع الثقافي الذي يستهدف جميع الفئات والمناطق الداخلية ويركّز على البرامج التي تربي النشئ على مقومات حضارتنا وعمقها التاريخي واتاحة الفرص لهم لمتابعة أبرز الإنتاجات الفنية الكلاسيكية من موسيقى سنفونية وأفلام سينمائية…الى جانب تجذير السلوكيات الثقافية لديهم بتعويدهم على زيارة المتاحف والمواقع الأثرية وتطوير ملكة القراءة لديهم ضمن برامج هذه المهرجانات.
تحويل مسرح البحر بطبرقة الى مركز ثقافي دولي:
بالنسبة الى المهرجانات الصيفية بولاية جندوبة كمثال من الضروري الاقرار ان هذه الولاية ذات طابع ريفي بامتياز حيث تتجاوز نسبة سكّانها بهذا الوسط 75./. وهي جهة حدودية في حاجة أكيدة إلى تفعيل المقاربة التشاركية الثقافية على مستوى الشريط الحدودي التونسي الجزائري وخاصة من خلال اضفاء البعد المغاربي على عدد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية النموذجية بالجهة وبعث مسالك ثقافية مشتركة تخلق قطبا ثقافيا حدوديا و تثمّن العمق التاريخي والأثري والتراثي المشترك وبما يدعم البرامج الوطنية للسياحة الثقافية والسياحة البديلة ويشجّع على الاستثمار في الثقافة بالمراهنة على الصناعات الثقافية والاهتمام أكثر بالتراث الثقافي المادي وغير المادي.
وللغرض لا بدّ من اعادة هيكلة النشاط الثقافي عموما بهذه الجهة وخاصة مهرجاناتها الصيفية وفق خيارات وزارة الشؤون الثقافية ووفقا لمقتضيات الدستور ومبادئه وهو ما يحتاج إلى مزيد الهيكلة من خلال خاصة تعزيز البنية التحتية الثقافية والبرامج التنشيطية التي تتوجّه إلى الوسط الريفي مع حسن توظيف المكتسبات الثقافية بالجهة وخاصة مسرح البحر بطبرقة الذي آن الآوان برمجة تحويله وضمن مخططات التنمية الجهوية والوطنية إلى مركز ثقافي دولي ومن خلال بعث اقامات فنية ويمكن الانطلاق مبدئيا في بعث وحدة تصرّف حسب الأهداف من الآنم توكل لها هذه المهمة خصوصا ان الجهة تعاني نقصا في الفضاءات الثقافية ومسارح هواء الطلق وضعفا في الإقبال على الاستثمار الثقافي من قبل القطاع الخاص ذلك ان الاستشهار غير مفعّل بالجهة بسبب ضعف مبادرات أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين لدعم الأنشطة الثقافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس خلية المهرجانات الصيفية بجندوبة

منبـ ... نار
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
… ، أو الكنز المنهوب
نشرت
قبل 4 أشهرفي
23 نوفمبر 2024من قبل
التحرير La Rédaction
علي بن عمر*
متأكد أنّه ياسر ناس و كنت مثلهم ما يعرفوش إنّ طبرقة هي ثاني مدينة عالمية معروفة بالمرجان، وأنّ تونس من أكبر مصدري المرجان الخام في العالم، وأنّ المرجان الأحمر المستخرج في عرض المنطقة الممتدة من بنزرت حتى منطقة القالة وعنابة بالجزائر هو أجود مرجان والأكثر الشهرة في العالم.

و هكّا نفهم علاش طبرقة عرفت بعاصمة المرجان وتعيش على وقع المرجان وكلّ شيء فيها مرجان… من ساحة المرجان لنزل المرجان ومقهى المرجان وبار المرجان وبائعي حلي المرجان وحرفيي المرجان والمرجان الرياضي بطبرقة.
التّوانسه عرفوا المرجان منذ القدم و كان موجود في الحلي الخواتم و القلائد والخرص والخمسه والحوته وقرن غزال زادوه الاسماك والورد والسبحه والمشموم … صائغو جزيرة جربة و مدينة المكنين و بعض المدن الأخرى يمزجوا الفضة مع المرجان .
لكن اشكون أول مركز لمعالجة و تجارة المرجان في العالم ؟؟؟
هي مدينة ” توري دل غريكو ” وهي قريبة من مدينة نابولي الإيطالية .
هي المركز الرئيسي لتجارة المرجان في العالم إنتاجها يصدّر إلى الهند والصين وباكستان والولايات المتحدة وكلّ الدول الاوروبية .
*المعضلة و السؤال !!!
إيطاليا منعت إستخراج المرجان من عديد المناطق بها منذ 50 سنة وبالتّالي منين يجي المرجان لمدينة توري دل غريكو ؟؟؟
من غير ما تكسّر راسك ! هو مرجان تونس و الجزائر … المرجان الأحمر الملكي
المرجان الأحمر التونسي ( و الجزائري ) عالي الجودة يستعمل في المجوهرات النفيسة والحلي وأدوات الزينة و في مستحضرات التجميل و منذ بضع سنوات في الأغراض الطبية , عديد المخابر العالمية الكبرى أصبحت تهتم بإستعمال المرجان الذي يحتوي على جزيئات مضادة للإلتهابات و الفيروسات و البكتريات والأورام وتستعمل كذلك في علاج مرض ألزهايمر و أمراض القلب و تجديد العظام … هو إذن مادة نادرة و مطلوبة جدّا … منظمة التغذية و الزراعة FAO تقول انّ نصف الشعاب المرجانية في العالم أستنزفت !
* شويّة تاريخ لكي نفهم نهب المرجان الأحمر
التّواجد الأجنبي بشكله الإستعماري الناهب للخيرات بدا منذ أواسط القرن 15 حيث منح السلطان الحفصي سنة 1446 ترخيص للتّاجر الكتالوني Raphael Vives لاحتكار تجارة المرجان من طبرقة و ذلك حتى سنة 1451 … عام 1543 السلطان الحفصي سلّم في منطقة طبرقة للإسبان مقابل إطلاق سراح القرصان التركي درغوث , شارلكان سلّم طبرقة لعائلتي غريمالدي و لوميليني من جنوة و أعطاهم احتكار جمع المرجان في مياهها وقامت العائلتين بالتّوسع في ما يشبه المستوطنة كان عدد سكانها ما بين 1500 و 2000 ساكن… وعلاوة على إستخراج المرجان و تصديره لإيطاليا قامت بتصدير رخام شمتو و الحبوب و زيت الزيتون و الخفّاف والغلال في سنة 1741 إسترجعها الباي و في سنة 1781 سلّمها الباي لشركة فرنسية Compagnie Royale d’Afrique و التي واصلت نهب المرجان و تصديره نحو مرسيليا و إيطاليا
ما هو سعر المرجان؟… كيلو المرجان الأحمر يقدر حسب الجودة من 4.5 إلى 6 ألاف دولار أي ما بين 15 و 20 أف دينار للكيلو !!!
و تونس قدّاش تنتج و قدّاش تصدّر و قدّاش مداخيلها من المرجان ؟؟؟
لهنا الأمور لا تخضع للمنطق و لا للحساب !!! … تبعني
تدخل لموقع المعهد الوطني للإحصاء تلقى الإنتاج في السنوات الاخيرة لا يتعدى 8 طن و وصل في بعض السنوات الى 2 طن والمداخيل كانت في حدود 17 مليون دينار !!!
و لما تجي تفهم تدوخ !!! مصادر موثوقة، الإدارة العامة للصيد البحري والديوانة و تقارير إعلامية، تتحدّث عن تهريب 180 طن سنويا من تونس ولما تتابع عمليات الحجز و بإمكانكم التثبّت من ذلك على غوغل، ما ثمّاش اسبوع يمرّ بدون حجز كميات من المرجان في طبرقة و المناطق القريبة منها وفي بنزرت وعلى الطريق السيّارة تونس بوسالم وفي الموانئ والمطارات وفيها كميات بمئات الكلغ، والغريب أنّ هذه المصادر تقدّر ب 1 % حجم الحجوزات من الكميات المهرّبة … إذن هي تجارة فيها ألاف المليارات و الدولة يوصللها منها يادوبك 17 م د، هاذي ما تجيش ثمن شحنة واحدة !!!
و تعرفوش قدّاش من مركب عنده ترخيص في صيد المرجان ؟؟ هي 6 فقط والقانون التونسي يمنع على كلّ مركب جمع أكثر من 2 كغ في اليوم طيلة موسم المرجان من شهر جوان لشهر اكتوبر، ويتمّ ذلك عن طريق الغوص فقط. إذن منين تجي الكميات المصرّح بها و الكميّات المهربة عبر تونس ؟؟؟
هذه الكميات تأتي من مراكب صيد غير مرخص لها تعمل في جمع المرجان بطرق غير قانونية و منها طريقة الجرف بالمحراث التي تتسبب في اتلاف النباتات البحرية و الشعاب المرجانية و تحدث اختلالا في البيئة البحرية و سلسلة الغذاء و التكاثر بها… للعلم المرجان ينمو بـ 1 أو 2 ملم في السنة أي أن تجديد الدورة الزمنية للمرجان تدوم بين 20 و 30 سنة ! و للعلم الجزائر منعت جمع المرجان في مياهها طيلة 20 سنة من 2001 إلى 2021 وللعلم كذلك كان المرجان يجمع من عمق 50 و 60 مترا لكن اليوم يستخرج من أعماق تصل إلى 150 م، مما يعني اللجوء إلى غطّاسين محترفين و قوارير هليوكس غالية الثمن ولباس غطّاس خاص وشباك جمع المرجان و قوارب سريعة بمحركات قويّة… و هذا ما ينجّم يكون كان شغل ناس قويّة و ما ينجّم ينتج عنه كان جمع كميات كبيرة لتعويض المصاريف…و هذا يحيل إلى مزيد إستنزاف الشعاب المرجانية وإلى عصابات التهريب…
وبالفعل عديد القضايا تمّ البتّ فيها في تونس ضد عصابات فيها توانسة و طلاين و إسبان وعدد آخر مازال جاري النظر فيها و البعض يتحدّث عن منح تراخيص وهمية لتجارة المرجان لبعض المسؤولين و تورّط بعض الكبارات منهم شقيق رئيس حكومة سابق… و تعرفوش اشنيّه العقوبات لمجرمي إستنزاف ثروة المرجان ؟؟؟ الموضوع ينظمه القانون عدد 89 لسنة 2005 المتعلّق بتنظيم أنشطة الغوص و العقوبات هي السجن من 16 يوما إلى سنة واحدة وخطيّة مالية من 100 إلى 500 دينار أو العقوبتان معا .
* و النتيجة !!!
ثروة طبيعية تستنزف لصالح الطلاين و مداخيل للدولة عبارة عن فتات و كذلك تراجع قطاع الصناعات التقليدية في مادة المرجان… عدد الحرفيين و الشركات نزل إلى الربع في ظرف 10 سنوات و عددهم في تقلّص مستمرّ و السبب أنّهم غير قادرين على إقتناء المرجان بأسعار عالية جدّا… هو قطاع يحتضر في حين لو يتمّ القضاء على التّهريب فإنّه يكون قادرا على توفير قيمة مضافة عالية و تصدير كميات كبيرة وتوفير مواطن شغل في الورشات و محلات الترويج …
إستنزاف في تونس و طفرة مزدهرة في إيطاليا وتناقض صارخ بين عائدات الدولة الهزيلة واندثار قطاع الحرف المرتبطة بالمرجان في تونس، وتربّح و تمعّش عصابات المهربين ومساعديهم … وقتاش تاقف الدّولة ضد العصابات ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*متفقد سابق بوزارة الصحة العمومية


صفاقس تودع الفنانة إيناس النجار

تركيا: الاحتجاجات غير المسبوقة تتواصل… و”أكرم إمام” يدعو إلى الوحدة

مصر… مظاهرات عارمة ضد تهجير الشعب الفلسطيني

ترامب “غاضب جدّا” من بوتين… وينوي معاقبة روسيا!

أمطار آخر رمضان: قرقنة 24 مم… ونفزة 29!
استطلاع
صن نار
- ثقافياقبل 12 ساعة
صفاقس تودع الفنانة إيناس النجار
- صن نارقبل يومين
تركيا: الاحتجاجات غير المسبوقة تتواصل… و”أكرم إمام” يدعو إلى الوحدة
- صن نارقبل يومين
مصر… مظاهرات عارمة ضد تهجير الشعب الفلسطيني
- صن نارقبل يومين
ترامب “غاضب جدّا” من بوتين… وينوي معاقبة روسيا!
- صن نارقبل يومين
أمطار آخر رمضان: قرقنة 24 مم… ونفزة 29!
- صن نارقبل 3 أيام
ترامب: غرينلاند سنأخذها… ولو بالقوة !
- أسعد عيدقبل 3 أيام
عيدا مبهجا وموسما أخضر
- صن نارقبل 4 أيام
كلهم سواء: قضاء الاحتلال يرفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة!