شعريار
لوعة الغريب البغدادي … ليلة دخول المغول
نشرت
قبل 4 سنواتفي
الطاهر الهمامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
ما الذي جدًّ في آخر الليل … ؟
هذي المتاريسُ … هذي الخنادقُ
هذي البنادقُ، هذي البيارقُ
أين ‘طِوَالُ النّجادِ’ سِرَاعُ الجيادِ
وقبضاتهم في السّماء
وأرواحهُم فوق رَاحَاتِهم ؟
2
ما الذي جدَّ … ؟
هذي المَرَابِطُ … أين المُرابطُ ؟
هذي الأعِنّةُ ، هذي القَنَا
أين منصورُها ؟
أين هارونُهَا ؟
أين مأمونُها ؟
أين ‘مُعتصمَاه’ ؟
3
ما الذي جدّ في آخر الليل …
يا ‘ أمَّ قَصر’
ويا بَصرتاه
ما الذي جدّ في غَبَشِ الفَجر
لم نَرَ إلاَّ عُلُوجًا
على ظهر دبابتين إلى قلب بغدادَ، لا حَسنُُُ ُ رَدَّهُم لا حُسَين
ولا انهارَ جسر
ولا اشتعل الماءُ في الرافدين
ولا ارتجّت الأرض
أو قِيل : كَيفَ وأين ؟
4
ما الذي جدَّ … ؟
كانت أصابعُ فوق الزّناد
وكانت قِلاَع
وأفئدةُ ُ شدَّ أنبَاضَهَا الالتياع
وكانت سَكاكينُ تُشحَذُ في كُلّ بيت
وبالنّابِ والظّفر
بغداد كانت تُعِدُّ
لِرَدع السِّباع
5
ما الذي جدّ … حَجَّاجَها ؟
هل أراك نسيتَ عليّ
وَيد ‘ الأباتشي’ ؟
عليّ الذي
لم يَصِد يومَهَا أرنباً أو حَجَل
صادَ طيّارةً للغزاةِ بجم الجَبَل
ما الذي جدّ يا أيّها البابليّ
جَرعةً إن هذا الكَمَد
ينجلي
جرعةً إنّ هذا الكَبَد
يصطلي
6
ما الذي جدّ … حَجَّاجَها ؟
إن تَكُن خُدعةُ ُ، كيف مرّ الخداع ؟
وهل في حمى الرافدين ضِباع ؟
أو يكن خائنُ ُ
كيف أمكن للأفعُوان ؟
أو تكن غَدرَةُ ُ
كيف أمكن للغدر ؟
كيف اعتلى وانطلى ؟
كيف باض
وأمكنه الطيران ؟
وهل في الورى
من يخونُ الثّرى ؟
وهل في العَرَب
من يبيع التراب
ولو بالذهب ؟
وهل في العراق العريق
من يهون عليه الفُرَات
ولو بالعقيق ؟
7
رأينَا … ولم نَرَ كالأمركان
وكنّا نُفتش فيهم عسى نلتقي رَجُلا لا ‘حِصان’
رأينَا … ولم نَرَ
كالإنكليز
وكنّا نُفتش فيهم عسى نلتقي بشرا لا معيز
تَرَاقَصُ للحرب،ترفع أذنابها
للأزيز
وتَنزُو على منظر الدّم
والوالغين
8
عَلاَمَ أَتَونَا
وألقوا بترسانةِ الموتِ حيثُ عَلَونَا
وحيث غَلوْنَا
عَلاَمَ أَتَوا … يا شذى نفطنا
يا لَعِين
9
علام أتوا
من دعاهُم لكي يخلعوا، يَعزِلُوا
من رجاهم : ألا قنبِلُوا قَتّلُوا
لِيَكُن رَبُُّنا قاتلا
ما الذي أقلق القاتلين ؟
أو يكن دمنا سائلاً
دمُنا لا يُبَاع
ومتى كانَ عِزّ يُعَادُ على نفقة الغاصبين ؟
ومتى كان حُرّ يعود على ظهر دبّابة المعتدين ؟
ومتى كان عبد يُحرَّر بالرّدم
يا عالمين ؟
10
مِن ثقوب العروبة جاؤوا
وبعضُ الأعاريب أهداهم الوردَ
والقائمات
و’حُمرَ الحُلَى والمطايا’
أجَل ! مِن جُيوبِ العروبة مالُوا …
وفي ظلّ يعرُب قَالُوا
أجَل ! مِن ثغور العروبة … مَن للثغور !
أيا سيف دولتنا
من ثقُوب العروبة جاؤوا
وأولاد عنترَ هُمِ من أوَاهم
وهُم من وقاهم
وأقطعهم أرض عبسٍ …
سقف بيت أبي جعفر من قَصَب
ركن بيت الخليفة قشّ
11
عَدَونا على عدوة النهر
‘ بين الرصافة والجسر’
كانت ‘عيون المها’ هاهنا
وهي في الجبهة الآن
تسقِي المغول
وقفنا على بيت حكمتنا وعلى بيت حكمتنا عَدَتِ العاديات
رمته إلى النار والنهر
مدّت جسوراً بأسفاره لعُبور الخُيول
وقفنا على العامرية
تلوْنا على مسمع الدهر : تبّت يدَا ‘المدينة’
ما ا أطيب العيش
عيش الفلاة
وبين وحوش البرية
أيا بيت حكمتنا !
ووقفنا على النار تأكل’ذكرى حبيب’
و’معجز أَحمَد’
وتلهو بساعة هارون، تعدو على
وتَر الموصلي
ونادت نوادب ‘دار السلام’
بكى صاحبي … حين لم يلقَ صوتاً
وأيقن أن يداً وحدَها لا تُصَفّي
وأنّ فماً مُلجَماً لا يجيب
بكينا على وطنٍ عربي
كان أمّي
ولكن
أبيّ
12
قُل لتُبّعها الباطشين
تدور عليكم
رويداً … رويداً
ألاَ قل لتُبّعها الطائشين
تمادَوا … تمادوا
فأمّ السّباع
تدور على ذيلها
وعلى العالمين
كريم العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت من الشعر أذهلني بروعته
توسّد القلب مذ أن خطه القلم
أضحى شعاري وحفزني لأكرِمَه
عشرين بيتا لها من مِثلِهِ حِكمُ:
لا تشكُ للناس جرحا انت صاحبه
لا يؤلم الجرح الا مَن به المُ
شكواك للناس يا ابن الناس مَنقصة
ومَن مِنَ الناس صاح ما به سقمُ؟
الهمّ كالسيل والامراض زاخرة
حُمر الدلائل مهما اهلها كتموا
فإن شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلي ومن تشكو له صنمُ
وان شكوت لمن شكواك تسعده
اضفت جرحا لجرحك اسمه الندمُ
هل المواساة يوما حررت وطنا
ام التعازي بديل ان هوى العلمُ
من يندب الحظ يُطفي عين همّته
لا عين للحظ إن لم تبصر الهمم
كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي
فأجبرتني على هجرانه التهمُ
كم صرت جسرا لمن احببته فمشى
على ضلوعي وكم زلّت به قدمُ
فداس قلبي وكان القلب منزله
فما وفائي لخلّ ماله قيمُ؟
لا اليأس ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئمُ
اشرب دموعك واجرع مُرّها عسلا
يغزو الشموع حريق وهي تبتسمُ
والجم همومك واسرج ظهرها فرسا
وانهض كسيف اذا الأنصال تلتحمُ
عدالة الأرض مذ خُلقت مزيّفة
والعدل في الأرض لا عدل ولا ذِمم
فالخير حمل وديع طيّب قلِق
والشر ذئب خبيث ماكرٌ نهِمُ
كل السكاكين صوب الشاة راكضة
لتُطمِن الذئب أن الشمل ملتئم
كن ذا دهاء وكن لصا بغير يدٍ
ترى الملذات تحت يديك تزدحمُ
فالمال والجاه تمثالان من ذهبٍ
لهما تصلّي بكل لغاتها الاممُ
والاقوياء طواغيتٌ فراعنةٌ
واغلب الناس تحت عروشهم خدمُ
شكواك شكواي يامن تكتوي الماً
ما سال دمع على الخدّين سال دمُ
ومن سوى الله نأوي تحت سدرته
ونستعين به عوناً ونعتصمُ
كن فيلسوفاً ترى ان الجميع هنا
يتقاتلون على عدمٍ وهم عدمُ .
مختار اللغماني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…عربيّ والحلاّج أبي
في يوم مجروح بالأمطار
كان الجلاّدون يقودونه موثوقا نحو النّار
كم كان جميلا في جبّته
كم كان عظيما في هيبته
كنت أنا في الساحة صحت :
” لمن تتركني يا حلاّج “
والمطر الغاضب لم يفلح في تحريك الأمواج
والبحر سيبقى بعدك مسجونا محزونا ! “
نظر إليّ بغضب الواله . كان غضبه حنونا
قال :
” أتبكي
هل علّمتك أن تبكي
إنّي يا ولدي أدفع روحي والجبّة حطبا آخر للنّار المشتعلة
روحي والجبّة بين يديك
لا تبك ولا تهرب وافتح في ناري عينيك
وتعلّم أنّ النّار تعيش على حطب الفقراء
حتّى تترعرع يوما تتغذّى فيه بحطب القتلة ! “
صحت به :
” معك الله سيأمرها كوني بردا وسلاما ! “
قال :”
يا ولدي : لا يخدعك الأمل الكاذب لا تحمل
من أجل العشق سلاحك أوهاما
تعرف يا ولدي أنّ الجبّة آخر حصن للرّبّ
تدفّأ فيها أعواما .
تعرف يا ولدي أنّ الربّ الآن سيحرق في الجبّة..
أو فانظر..انظر فوق الغصن هناك إلى الرّكن
الأيسر في الساحة
ذاك العصفور المقرور تساقط منه الريش وكسّر
صيّاد في البرد جناحه
بعد قليل يذبحه جنديّ حرّاسه
خذه يا ولدي واطعمه حبّة قمح وامسح بالزيت
على رأسه وأطلقه نهار تعود الشمس وتورق
أغصان الأشجار فذاك هو الربّ وإنّي
أسمع في الروح نواحه ! !
محمود درويش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أَين تأخُذُني يا أَبي؟
إلى جِهَةِ الريحِ يا وَلَدي..
وَهُما يَخْرُجانِ مِنَ السَهْل، حَيْثُ
أقام جنودُ بونابرتَ تلاّ لِرَصْدِ
الظلال على سور عَكَّا القديم
يقولُ أَبٌ لابنِهِ: لا تَخَفْ.. لا
تَخَفْ من أَزيز الرصاص! التصِقْ
بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
جَبَلٍ في الشمال، ونرجعُ حين
يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد
ومن يسكُنُ البَيْتَ من بعدنا
يا أَبي؟
سيبقى على حاله مثلما كان
يا ولدي!
تَحَسَّسَ مفتاحَهُ مثلما يتحسَّسُ
أَعضاءه، واطمأنَّ.. وقال لَهُ
وهما يعبران سياجًا من الشوكِ:
يا ابني تذكَّرْ! هنا طَلَبَ الإنكليزُ
أباك على شَوْك صُبَّارة ليلتين،
ولم يعترف أَبدًا.. سوف تكبر يا
ابني، وتروي لمن يَرِثُون بنادِقَهُمْ
سيرةَ الدم فوق الحديد..
لماذا تركتَ الحصان وحيدًا؟
لكي يُؤْنسَ البيتَ، يا ولدي،
فالبيوتُ تموتُ إذ غاب سُكَّانُها..
تفتحُ الأبديَّةُ أَبوابها، من بعيد،
لسيَّارة الليل.. تعوي ذئابُ
البراري على قَمَرٍ خائفٍ.. ويقولُ
أَبٌ لابنه: كُنْ قويًّا كجدِّك!
واصعَدْ معي تلَّة السنديان الأخيرةَ
يا ابني، تذكَّرْ: هنا وقع الانكشاريُّ
عن بَغْلَةِ الحرب، فاصمُدْ معي
لنعودْ متى يا أَبي؟
غدًا.. ربما بعد يومين يا ابني!
استطلاع
صن نار
- جلـ ... منارقبل 6 ساعات
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
- اجتماعياقبل يومين
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
- جور نارقبل 3 أيام
ورقات يتيم … الورقة 85
- اقتصادياقبل 3 أيام
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
- اجتماعياقبل 3 أيام
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
- جور نارقبل 3 أيام
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
- صن نارقبل 3 أيام
انتخابات أمريكية: تزامنا مع فوز ترامب… الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس
- صن نارقبل 3 أيام
الاحتلال يلقي أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة