جور نار
ورقات يتيم … الورقة رقم 31
نشرت
قبل 7 أشهرفي
اخذت ورقة تعييني او الاصح اعادتي الى مدرسة سبّالة اولاد عسكر، بكثير من الغبطة ..احسست وقتها بقيمة ما قدمته في سنتي الاولى من حياتي كمعلّم وانا في بداية مسيرتي التعليميّة والتربوية ..وانّ نشاطي ومثابرتي وكلّ ما زرعت من مجهود لم يذهب سدى ..واحسست خاصّة بصدق متفقّدي وهو يعبّر عن اعتزازه بي …
امتطيت الحافلة التي ستقلّني من القصرين الى السبّالة وكلّي عزم على مواصلة نهجي في التعليم والتربية شكلا ومضمونا …كنت في الحافلة حالما باطفالي.. بابنائي.. وعادت بي شاشة الذكريات الى سنوات عمري كتلميذ … كنت اتساءل … هل ساعود الى تلاميذ السنة الثانية لاكرّر تجربتي مع ابنائي الجدد ..بنفس الشغف والعزيمة والمثابرة ..؟؟هل سادرّس السنة الرابعة ..؟؟؟ لاعود وايّاهم الى الحلاّق الثرثار الذي ضرب بكُمّ يده راس الحريف وهو يلعن السّياسة والسّياسين والنّاس اجمعين؟ ..هل ساحدّثهم عن ستّ الرياح وعن جسر السعادة .عن الارملة المرضع لمعروف الرّصافي و…لقيتها ليتني ما كنت القاها …تمشي وقد اثقل الاملاق ممشاها؟ …
هل سيمنحني مدير المدرسة احدى السنوات الفردية ..وخاصّة الثالثة والخامسة وهي سنوات عادة ما تُعطى للمعلّمين ذوي التجربة نظرا إلى صعوبتها … اما عن السنة الاولى فحدّث ولا حرج …..وهذه لا اظنه انه سيغامر بي فيها لمحدودية تجربتي ..كنت في كلمات ذلك السابح وبنوستالجيا كبيرة في عالمي وانا تلميذ من جهة …والمدرك لأهمية ما سأقدم عليه هذه السنة من مسؤولية جسيمة خاصة بعد ان اقتلعت ورقة عودتي الى السبّالة …وحطّت طائرة عودتي بمطار السبّالة الدّولي ..هكذا خلت نفسي وانا انزل من الحافلة منتصرا على نقلتي الى عين الحمادنة …
في السبالة لم يتغيّر شيء ..الجزار الميزوني كعادته امام حانوته ..اهلا بيك سي عبدالكريم بيكشي وهذه تعني كيف هي احوالك …وابراهيم حارس المدرسة رحمه الله يسرع لاستقبال سي عبدالكريم بابتسامته التي لا تنتهي …وهاهو سي رضوان مدير المدرسة ينضم لمجموع المستقبلين و في عينيه تساؤل ..اش جابك ؟؟ كيفاش عملت ..؟؟ ناولته ورقة التعيين وصدقا سُعد بقدومي وبكل فرح …ادخلني مكتبه المتواضع ومدّني بجدول التعيينات ..وفّجعت …وُزّعت السنوات على بقيّة الزملاء ولم يبق الا قسمان من السنة الاولى ….يا للطامّة ..انا سادرّس السنة الاولى …نرجسيّتي من جهة والواقع الموضوعي لتقسيم السنوات جعلاني لا انبس ببنت شفة، خاصّة ان المدير يضيف ..نعرفك تنجم روحك سي عبدالكريم …وما تخافش انا معاك وقت تستحقّني … فكيف لي ان ابدي اعتراضا على هذا القدر المحتوم ؟؟؟كان ذلك يوم جمعة مساء …ولا اعرف يومها كيف قضّيت ليلتي .. كنت جد قلق من خوض هذه التجربة الصعبة بيداغوجيا … اطفال بهيأة طين خام وعليّ ان اطوّعه لاعلّمه ابجدية المعرفة ..
يوم السبت صباحا ارتديت كعادتي ميدعتي البيضاء وتوجهت الى القسم …واذا بي عاجز تماما عن تخطّي الخطوة الاولى مع اطفالي …تماما …. تصوّروا انّي قضّيت كامل وقتي في حصّتي الصّباح والمساء وانا اتأمل وجوههم ..كنت حاضرا بالغياب معهم ..غائبا تماما ..كان ذلك اليوم واحدا من الايام التي عشت فيها عجزا كاملا عن فعل ايّ شيء …ايّ شيء ..وشعرت وبكل مرارة انّي اضعت لهم يوما من عمرهم ..شعرت اني اجرمت في حقّهم تعليميّا وتربويّا ..شعرت بأني تخلّيت عن رسالتي السامية …القيام بالواجب… نعم هو يوم واحد ولكن بمقاساتي الانسانية هو قرن من الزمن …وحتى عندما انهيت الحصة المسائية لم اكن قادرا على مواجهة الزملاء ولا ايّ كان ..وجهي كانت تعلوه خيبة صفراء وهزيمة رمادية ..وكنت اردّد في داخلي: هل هذا انت يا عبدالكريم ..؟؟ هل هذا انت الذي يقول عنك الكثيرون انّك شاطر ويقول عنك متفقدك لم ارد ظلمك لذلك سارجئ منح ما تستحقه في سنتك الثانية ؟؟؟ وهل سأنال ما استحقه بهذا السلوك؟؟؟
ابتعدت عنهم جميعا ووقفت متجمدا على حافة الطريق اراقب اصحاب السيارات المارّة متجهين الى صفاقس ..كنت اتمنى ان تاخذني واحدة منها الى صفاقس لاقضّي الويك اند هنالك، علّني استلهم من اصدقائي شيئا من القدرة على تخطّي حاجز الفشل او علّ ضمّة عيادة وهي “توجوج” على ولدها واخبار الفيضانات التي عمّت البلاد تتوارد عليها من الراديو والاكيد انّها كانت تردّد دوما: يالندرى وينك يا كبدي ؟؟؟ واش عاملة فيك المطر ..؟؟ مغطّي والا عريان ..؟؟؟ جيعان والا شبعان … ؟؟؟ يا ربي جيب وليدي على خير …وما من سيارة تمر الا واردد رافعا يدي تجاه صاحبها: صحة لدين سماك ..انت تحوّس وانا يعلم ربّي بحالي كيفاش ماشي يتعدّي هذا العام على خير …
ولأن الاقدار لازمتني طيلة حياتي ..هاهي تجيب وتستجيب في لحظة فارقة … كانت السيارة مرسديس سوداء تمر امامي (كي العجاجة) وكان رد فعلي كما ذكرت غابطا ثم وبتواتر مرور تلك السيارات حاسدا لهؤلاء الذين يمرّون امامي بكل سعادة وانا البائس التعيس …فجأة وعلى بعد خطوات منّي توقّفت المرسديس ثم عادت اليّ ..اطلّ سائقها من النافذة الجانبية وقال لي ..وين ماشي ؟؟ اندهشت من سؤاله واجبت … ما عندي وين ماشي ….انا نقرّي في السبّالة …ابتسم وقال ..تصوّرتك تعمل في اوتو ستوب قلت نهزّك معايا ..صمتّ لحظة وقبل ان يغادر قلت له ..خويا وين ماشي بالضبط ..؟؟ ردّ ….لصفاقس … في تلك اللحظة تحوّلت كلمة صفاقس الى عناقيد فرح وقناديل نور … هي من المرّات العديدة التي اسمع فيها اسم مدينتي بذلك الزخم الموسيقي الرهيب متعة .. احسستني ارقص على وقعها واحسستني اتحوّل في رمشة عين الى زوربا اليوناني وهو يرقص رقصته الشهيرة ..
وبسرعة بليون كلم في الثانية قلت له ..لحظة وساكون معك …اسرعت الى الميزوني الجزار وحانوته على حافة الطريق ..نزعت ميدعتي ورميت بها اليه وقلت له: سلّملي على الناس الكل ..نهار الثنين نرجع ان شاء الله .. وصعدت الى الطائرة الرئاسية (المرسديس) قاصدا صفاقس …كانت المرّة الاولى في حياتي التي ركبت فيها مرسديس …وهل همّتني المرسديس في شيء .؟؟ وهل همّني ما روى لي سائقها .؟؟؟ في تلك اللحظة وفي تلك الاجواء التفسية المضطربة كنت مستعدا للركوب ثانية على بغلة لترحل بي الى صفاقس …كان بداخلي احساس عميق بان تحوّلي الى صفاقس لقضاء ويك اند هنالك كفيل بشحني بطاقة لا توصف، حتى تصبح سنتي التدريسية عنوانا للعطاء الذي لا حدود له رغم صعوبة المهمّة (سنة اولى ابتدائي ؟؟؟؟ موش ساهل) …
يومها عشت ما كنت ازعم اني افهم ما اقول او ما اكتب ..كنت في توصيفاتي للسرعة استعمل عبارة “وطويت الارض طيّا”… يومها طويت الارض طيّا وانا احلم بلقاء الاصدقاء والعائلة حيث لا اخبار متبادلة بيننا ..فلا الهاتف بنوعيه العادي و الجوّال خرج من رحم التكنولوجيا بعد ..ولا سي مارك متاع الفيسبوك اتولد ..ما اخيب امّو اللي وخّرت بجيّانو .. وحتى اخبار القنوات الرسمية اذاعيا وتلفزيا لا تصلنا الا بعد ان تشتغل المصفاة لتُخرج فقط ما يريدون الافصاح عنه …انّه الاعلام الموجّه سابقا وحاضرا ..لا تنخدعوا بشعارات حرية التعبير والصدق والموضوعية التي يتبجّح بها العديد الان ..كذبة كبرى ..كل قناة تعمل ضمن منظومة معيّنة …والمصفاة خدّامة ..وكلّ ـ كدت اقول يغنّي على ليلاه ـ والاصح كلّ ينوح على ليلاه …
وصلت الى صفاقس المدينة وامتطيت سيّارة اجرة .. _ اشبيكم راني معلّم والفلوس كاينة وفي اول الشهر والسؤال الذي رافقنا طيلة حياتنا نحن الموظفين (صبّوشي؟) لا يُطرح …وصلت الى نادي الاصدقاء بالساقية، حانوت الحلاق احمد الفقي، حوالي الساعة السابعة مساء ونزلت …العصابة كلّها هناك ..وتعالت الصيحات ..واضخمها صيحة الزمبار صانع الشاي في حانوت الحلاق ..سهريات …هكذا كان يحلو له ان يلقّبني… ويبدو انو كلمة عليها ملك وكلمة عليها شيطان، لان السهر والسهرات لازمتني طيلة حياتي ..فانا واحد من الذين قضوا معظم حياتهم ساهرا اما بفعل القيام بواجباتي المهنية، او برغبة جامحة منّي وعشقا لليل والسهر… لذلك تجدني بعدها وحتى في اختياراتي الغنائية في عملي مدفوعا بوعي ودون وعي الى اختيار اغان تتغنّي بالليل والسهر (انا حبيبي الليل والليل حبيبي انا …عدّينا عمر طويل نواسي في بعضنا) …
التف الاصدقاء حولي في عناق وتقبيل … وكان كل واحد منهم لا ينسى في خاتمة تحيّته ان يقول لي مبروك …وحتى سي المبروك حمّاص الساقية غمرني بقبلاته وهو يعيد كلمة مبروك مرّات … ويضيف _ والله انا كنت حاسس انّك ماشي تنقزها يا كُريّم ….اندهشت من وصول خبر عودتي للسبالة الى مسامعهم …. وكنت اردّ بدهشة وسعادة: الله يبارك فيك …وطفقنا ندردش معا وبالفاظنا السمجة والوقحة كما تعودنا دائما …وجاء السؤال من احدهم …ايّا انسى ما تتحدث وانحبوا المبروك ..هاذي يلزمها فيشطة كبيرة ويلزمها السلتيا والبوعرقوب …اي سكرة …واذعنت لمشيئتهم …فكيف لي ان ارفض طلبات عصابة الخلاّن ؟؟….خاصّة وانا انذاك ولسنوات عديدة من عمري كنت اعشق اجواء والوان سكرة الاصدقاء، وكنت اكثرهم انتشاء وسكرة رغم انّي لم اشاركهم في كل حياتي فعل شرب الخمر ولو قطرة واحدة منه …ولكن كانوا هم من يشربون وانا من يسكر …
اتذكّر جيّدا اني صعدت يوما سيّارة اجرة وسألني صاحبها الى اين فقلت له اذاعة صفاقس … نظر في وجهي ثم قال لي انه يحب جدا اذاعة صفاقس وان له صديقا حميما يعمل فيها… سالته عن اسم هذا الزميل الصديق الحميم له فقال لي: هو عبدالكريم قطاطة ..قلت له هل تعرفه جيدا ؟؟ اجاب: يا راجل اشنوة نعرفو ..؟؟ كل نهار نسكر انا وياه ..قدّاشو بحبوح ..و صاحب جوّ كبير ..وبعد السكرة نوصّلو خيوط لدارو … وتركته يسرد لي عنه اجمل الحكايات …لم اغضب منه بتاتا لان هنالك من المستمعين من يصورك كما يريده هو لا كما انت كائن وتكون ..فقط عندما وصلت الى مقر عملي سلمته دراهمه وقلت له ..راهو عبدالكريم نعرفو عمرو ما شرب في حياتو ..اغتاظ للامر وسخر منّي وقاللي: بالكشي تعرفو خير منّي ..انا نقلّك كل ليلة انا وياه فرد طاولة وانت تقللي ما يشربش ؟؟ ابتسمت له وقلت تعرف اشكون اللي معاك توة …راهو انا عبدالكريم اللي تحكي عليه وهاهي بطاقتي المهنية حتى تتأكد …وما تقلقش حتى انا كنت انّجم نعمل كيفك … الحبّ يعمل يا خويا ..
ومضيت في سبيل حالي …..
مع عصابة الاصدقاء في حانوت الحلاق بقي الهاجس كبيرا والمتمثل في معرفة من اعلمهم بنقلتي الى السبالة …علامات استفهام كانت تراود ني داخلي ..خاصة وان نقلتي لم تتم الا منذ يومين …واسندت كتفي الى صديق عمري (رضا التريكي اطال الله في انفاسه ومتّعه بالصحّة) وهمست له: يخخي كيفاش عرفتو اني حوّلت للسبّالة ..؟؟ اشكون قلّكم …؟؟؟ استدار رضا بكل اندهاش و”لهدني” بدعوة لا تقرا ولا تكتب من النوع القبيح والجميل عندنا، وقال اما سبالة متاعك ..؟؟؟ راك نجحت في الامتحان! … فتساءلت: اما امتحان؟؟ ..وردّ، يا كازي اشبيك سكّارة امتحان النقلة الى السادسة …قالها بصوت عال وبزهو وكأنّه فاز كاعلامي بـ “السكوب” وما افظع سكوبات هذا الزمن الردئ ….ونظر الى الجميع وقال ..قلّك حوّل للسبّالة يعطيه (تييييييييييييييييييييييييييييييت) ليلو وللسبابلة …وقهقه الجميع …وحتى لا ابقى مهزوما امام سخريته بي وسخرية العصابة عادت لي لحظة حضوري الذهني وقلت له: محسوب هي فاضلة عليك يعطيك …تييييييييييييييييييييييييييييييييييييلت … رُدّها عليّ ان استطعت …(شكرا للتلفزة التي لقنتنا كيف نستعمل الكلمات النابية )….
يوم عودتي الى صفاقس ذلك السبت الجميل صادف يوم ظهور نتائج الامتحان الاستثنائي للانتقال الى السنة السادسة… سنة الباكالوريا انذاك …وكنت من بين الناجحين ..عندما علمت بالخبر كانت الوان من السعادة تغمرني …السعادة بالانتصار على امتحان كم قهرني وانا اخيب فيه _امتحان الجزء الاول من الباكالوريا …خاصّة وانا اسقط في مادّة العربية وبـ 6 على 20 …سعادة الانتصار لعائلتي ..لعيّادة لاصدقائي الذين وثقوا بي ..سعادة النجاح الذي سيخوّل لي الارتقاء أليا في مهنتي من مدرب صنفا ثانيا الى مدرب صنف اوّل ..وهذا يعني انّ مرتّبي سيسمن نوعا ما وهو ما يهيّئني عمليّا اكثر لبناء مستقبلي مع فتاة احلامي … وسعادتي النرجسيّة التي يحس بها جلّ التلاميذ الذين ينجحون في امتحاناتهم ..انذاك كنّا نحس بأننا شبه ملوك نرفل في حلل الافتخار والزهوّوالخيلاء …
واستأذنت من الجميع ان اغادر للالتحاق بمنزلنا ..وغادرت انا وصديق عمري رضا في اتجاه الحوش ..كنت متلهّفا لاقرأ جداول السعادة وهي تنهمر من عينيّ عيّادة ..كنت احسّ بأنني اليوم سأرفع لها رأسها امام الجميع وكنت متشوقا لرؤية سي محمد الوالد وهو العاجز في مثل هذه المناسبات عن الكلام . …لأنه عادة ما يترك المصدح المشاعري لدموعه تُلقي معزوفته الخاصّة به …طرقت الباب وخرجت حميدة ابنة عمّي واحبّهن الى قلبي لفتح الباب .. حميدة هذه كانت “البهيّم القصير” الذي يستعمله الجميع هادئة مطيعة وطيبة هلبة ..وكانت ابتسامتها لا تفارقها رحمها الله ..لذلك هي صاحبة جميع المهمات التي يتأفف ثم يتملّص منها الجميع …ومن ضمنها فتح باب الحوش …
اه عبدالكريم ايّا مبروك، والله فرحتلك يا ولد عمي … هكذا استقبلتني … وعلى وقع كلماتها هبّ الجميع لاستقبالي والزغاريد تلوّن الاجواء ..وصدقا كانت كاميرا عبدالكريم مركّزة على عيّادة… كنت انتظر تلك اللحظة التي ترى فيها ابنها “هلال على روس الجبال الشمس لا تحرقو والعدو لا يلحقو” تلك كانت دعواتها …وتلك يومها كانت عيناها تحكي وتحاكي ابنها .. وكأن هواجسها التي رويتها لكم وانا في السبالة (ومن ضمنها يا لندرى وليدي جيعان شبعان .؟؟؟ يا ربي جيب وليدي على خير ) قد سمعها الرحمان فاستجاب لها …وكان سي محمد رحمه الله كما صورته لكم ..لكن هذه المرّة كانت دموعا ونشيجا مصاحبا لها ..اي انّه كان في قمّة سعادته …ولم تنتظر عيّادة لا نشرة اخبار ولا حتى موجزها بل سألت: تلقاك مقطوع بالشرّ (اي بالجوع) هوّاشي يا وليدي ؟؟…ايّا توّة نحضرلك عشاك انت ورضا ..
امّي تعرف ما معنى رضا في حياتي انذاك …وكنت اقول لها كان تحبّني بالحق وقت رضا يكون معايا نحبّك تعطيه هو الباي الباهي اي منابي في “الزهومة” (وهذه تعني اللحم او السمك) …. امّي اعدّت ليلتها كسكسي بلحم العلّوش لكل متساكني الحوش، كيف لا وطفلها ينجح في الامتحان ..؟؟ وانغمسنا انا ورضا في ذلك الطبق الشهي …رغم اني لم اكن يوما من عشاقه ولكن ان ياتيك بعد سردينة بالبسكويت … علّقوا انتم …انتهينا من زردة الكسكسي وخرجت مع رضا كي اوصله بعض الامتار في طريقه الى منزلهم ..وماكدنا نقطع بعض الخطوات حتى فاجأني رضا بسؤال لم انتظره بتاتا …. قال: .ايّا قللي اش ماشي تعمل توّة …؟؟؟ لم افهم وقلت له: يعني ؟؟؟ قال هل ستعود الى السبالة ام تعود الى دراستك …؟؟؟ …
وبُهت الذي سمع ….تجمّدت في مكاني … وتجمّدت كلماتي … هل وثقتم اليوم بأن افصح الفصحاء يصاب هو ايضا كالاخرين في لحظة ما ..في واقعة ما …. في زمان ما …. في مكان ما …. بالشلل …؟؟ بعدم القدرة على النطق ..؟؟؟ بالعجز …؟؟؟ فما بالكم وانا في زمن لم ابلغ بعد مرحلة “من اين تأتي بالفصاحة كلّها .. وانا يتوه على فمي التعبير”؟ …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
فترة التسعينات كانت حبلى بالاحداث والتغييرات في مسيرتي المهنية منها المنتظر والمبرمج له ومنها غير المنتظر بتاتا …
وانا قلت ومازلت مؤمنا بما قلته… انا راض بأقداري… بحلوها وبمرّها… ولو عادت عجلة الزمن لفعلت كلّ ما فعلته بما في ذلك حماقاتي واخطائي… لانني تعلمت في القليل الذي تعلمته، انّ الانسان من جهة هو ابن بيئته والبيئة ومهما بلغت درجة وعينا تؤثّر على سلوكياتنا… ومن جهة اخرى وحده الذي لا يعمل لا يخطئ… للتذكير… اعيد القول انّه وبعد ما فعله سحر المصدح فيّ واخذني من دنيا العمل التلفزي وهو مجال تكويني الاكاديمي، لم انس يوما انّني لابدّ ان اعود يوما ما الى اختصاصي الاصلي وهو العمل في التلفزيون سواء كمخرج او كمنتج او كلاهما معا… وحددت لذلك انقضاء عشر سنوات اولى مع المصدح ثمّ الانكباب على دنيا التلفزيون بعدها ولمدّة عشر سنوات، ثمّ اختتام ما تبقّى من عمري في ارقى احلامي وهو الاخراج السينمائي…
وعند بلوغ السنة العاشرة من حياتي كمنشط اذاعي حلّت سنة 1990 لتدفعني للولوج عمليا في عشريّة العمل التلفزي… ولانني احد ضحايا سحر المصدح لم استطع القطع مع هذا الكائن الغريب والجميل الذي سكنني بكلّ هوس… الم اقل آلاف المرات انّ للعشق جنونه الجميل ؟؟ ارتايت وقتها ان اترك حبل الوصل مع المصدح قائما ولكن بشكل مختلف تماما عما كنت عليه ..ارتايت ان يكون وجودي امام المصدح بمعدّل مرّة في الاسبوع ..بل وذهبت بنرجسيتي المعهودة الى اختيار توقيت لم اعتد عليه بتاتا ..نعم اخترت الفضاء في سهرة اسبوعية تحمل عنوان (اصدقاء الليل) من التاسعة ليلا الى منتصف الليل …هل فهمتم لماذا وصفت ذلك الاختيار بالنرجسي ؟؟ ها انا افسّر ..
قبل سنة تسعين عملت في فترتين: البداية كانت فترة الظهيرة من العاشرة صباحا حتى منتصف النهار (والتي كانت وفي الاذاعات الثلاث قبل مجيئي فترة خاصة ببرامج الاهداءات الغنائية)… عندما اقتحمت تلك الفترة كنت مدركا انيّ مقدم على حقل ترابه خصب ولكنّ محصوله بائس ومتخلّف ..لذلك اقدمت على الزرع فيه … وكان الحصاد غير متوقع تماما ..وتبعتني الاذاعة الوطنية واذاعة المنستير وقامت بتغييرات جذرية هي ايضا في برامجها في فترة الضحى .. بل واصبح التنافس عليها شديدا بين المنشطين ..كيف لا وقد اصبحت فترة الضحى فترة ذروة في الاستماع … بعد تلك الفترة عملت ايضا لمدة في فترة المساء ضمن برنامج مساء السبت … ولم يفقد انتاجي توهجه ..وعادت نفس اغنية البعض والتي قالوا فيها (طبيعي برنامجو ينجح تي حتى هو واخذ اعزّ فترة متاع بثّ) …
لذلك وعندما فكّرت في توجيه اهتمامي لدنيا التلفزيون فكرت في اختيار فترة السهرة لضرب عصفورين بحجر واحد… الاول الاهتمام بما ساحاول انتاجه تلفزيا كامل ايام الاسبوع وان اخصص يوما واحدا لسحر المصدح ..ومن جهة اخرى وبشيء مرة اخرى من النرجسية والتحدّي، اردت ان اثبت للمناوئين انّ المنشّط هو من يقدر على خلق الفترة وليست الفترة هي القادرة على خلق المنشط ..وانطلقت في تجربتي مع هذا البرنامج الاسبوعي الليلي وجاءت استفتاءات (البيان) في خاتمة 1990 لتبوئه و منشطه المكانة الاولى في برامج اذاعة صفاقس .. انا اؤكّد اني هنا اوثّق وليس افتخارا …
وفي نفس السياق تقريبا وعندما احدثت مؤسسة الاذاعة برنامج (فجر حتى مطلع الفجر) وهو الذي ينطلق يوميا من منتصف الليل حتى الخامسة صباحا، و يتداول عليه منشطون من الاذاعات الثلاث… طبعا بقسمة غير عادلة بينها يوم لاذاعة صفاقس ويوم لاذاعة المنستير وبقية الايام لمنشطي الاذاعة الوطنية (اي نعم العدل يمشي على كرعيه) لا علينا … سررت باختياري كمنشط ليوم صفاقس ..اولا لانّي ساقارع العديد من الزملاء دون خوف بل بكلّ ثقة ونرجسية وغرور… وثانيا للتاكيد مرة اخرى انّ المنشط هو من يصنع الفترة ..والحمد لله ربحت الرهان وبشهادة اقلام بعض الزملاء في الصحافة المكتوبة (لطفي العماري في جريدة الاعلان كان واحدا منهم لكنّ الشهادة الاهمّ هي التي جاءتني من الزميل الكبير سي الحبيب اللمسي رحمه الله الزميل الذي يعمل في غرفة الهاتف بمؤسسة الاذاعة والتلفزة) …
سي الحبيب كان يكلمني هاتفيا بعد كل حصة انشطها ليقول لي ما معناه (انا نعرفك مركّب افلام باهي وقت كنت تخدم في التلفزة اما ما عرفتك منشط باهي كان في فجر حتى مطلع الفجر .. اما راك اتعبتني بالتليفونات متاع المستمعين متاعك، اما مايسالش تعرفني نحبك توة زدت حبيتك ربي يعينك يا ولد) … في بداية التسعينات ايضا وبعد انهاء اشرافي على “اذاعة الشباب” باذاعة صفاقس وكما كان متفقا عليه، فكرت ايضا في اختيار بعض العناصر الشابة من اذاعة الشباب لاوليها مزيدا من العناية والتاطير حتى تاخذ المشعل يوما ما… اطلقت عليها اسم مجموعة شمس، واوليت عناصرها عناية خاصة والحمد لله انّ جلّهم نجحوا فيما بعد في هذا الاختصاص واصبحوا منشطين متميّزين… بل تالّق البعض منهم وطنيا ليتقلّد عديد المناصب الاعلامية الهامة… احد هؤلاء زميلي واخي الاصغر عماد قطاطة (رغم انه لا قرابة عائلية بيننا)…
عماد يوم بعث لي رسالة كمستمع لبرامجي تنسمت فيه من خلال صياغة الرسالة انه يمكن ان يكون منشطا …دعوته الى مكتبي فوجدته شعلة من النشاط والحيوية والروح المرحة ..كان انذاك في سنة الباكالوريا فعرضت عليه ان يقوم بتجربة بعض الريبورتاجات في برامجي .. قبل بفرح طفولي كبير لكن اشترطت عليه انو يولي الاولوية القصوى لدراسته … وعدني بذلك وسالته سؤالا يومها قائلا ماذا تريد ان تدرس بعد الباكالوريا، قال دون تفكير اريد ان ادرس بكلية الاداب مادة العربية وحلمي ان اصبح يوما استاذ عربية ..ضحكت ضحكة خبيثة وقلت له (تي هات انجح وبعد يعمل الله)… وواصلت تاطيره وتكوينه في العمل الاذاعي ونجح في الباكالوريا ويوم ان اختار دراسته العليا جاءني ليقول وبكلّ سعادة …لقد اخترت معهد الصحافة وعلوم الاخبار… اعدت نفس الضحكة الخبيثة وقلت له (حتّى تقللي يخخي؟) واجاب بحضور بديهته: (تقول انت شميتني جايها جايها ؟؟)… هنأته وقلت له انا على ذمتك متى دعتك الحاجة لي ..
وانطلق عماد في دراسته واعنته مع زملائي في الاذاعة الوطنية ليصبح منشطا فيها (طبعا ايمانا منّي بجدراته وكفاءته)… ثم استنجد هو بكلّ ما يملك من طاقات مهنية ليصبح واحدا من ابرز مقدمي شريط الانباء… ثم ليصل على مرتبة رئيس تحرير شريط الانباء بتونس 7 ..ويوما ما عندما فكّر البعض في اذاعة خاصة عُرضت على عماد رئاسة تحريرها وهو من اختار اسمها ..ولانّه لم ينس ماعاشه في مجموعة شمس التي اطرتها واشرفت عليها، لم ينس ان يسمّي هذه الاذاعة شمس اف ام … اي نعم .عماد قطاطة هو من كان وراء اسم شمس اف ام …
ثمة ناس وثمة ناس ..ثمة ناس ذهب وثمة ناس ماجاوش حتى نحاس ..ولانّي عبدالكريم ابن الكريم ..انا عاهدت نفسي ان اغفر للذهب والنحاس وحتى القصدير ..وارجو ايضا ان يغفر لي كل من اسأت اليه ..ولكن وربّ الوجود لم اقصد يوما الاساءة ..انه سوء تقدير فقط …
ـ يتبع ـ
عبد الكريم قطاطة:
المهمة الصحفية الثانية التي كلفتني بها جريدة الاعلان في نهاية الثمانينات تمثّلت في تغطية مشاركة النادي الصفاقسي في البطولة الافريقية للكرة الطائرة بالقاهرة …
وهنا لابدّ من الاشارة انها كانت المرّة الوحيدة التي حضرت فيها تظاهرة رياضية كان فيها السي اس اس طرفا خارج تونس .. نعم وُجّهت اليّ دعوات من الهيئات المديرة للسفر مع النادي وعلى حساب النادي ..لكن موقفي كان دائما الشكر والاعتذار ..واعتذاري لمثل تلك الدعوات سببه مبدئي جدا ..هاجسي انذاك تمثّل في خوفي من (اطعم الفم تستحي العين)… خفت على قلمي ومواقفي ان تدخل تحت خانة الصنصرة الذاتية… اذ عندما تكون ضيفا على احد قد تخجل من الكتابة حول اخطائه وعثراته… لهذا السبب وطيلة حياتي الاعلامية لم اكن ضيفا على ايّة هيئة في تنقلات النادي خارج تونس ..
في رحلتي للقاهرة لتغطية فعاليات مشاركة السي اس اس في تلك المسابقة الافريقية، لم يكن النادي في افضل حالاته… لكن ارتأت ادارة الاعلان ان تكلّفني بمهمّة التغطية حتى اكتب بعدها عن ملاحظاتي وانطباعاتي حول القاهرة في شكل مقالات صحفية… وكان ذلك… وهذه عينات مما شاهدته وسمعته وعشته في القاهرة. وهو ما ساوجزه في هذه الورقة…
اوّل ما استرعى انتباهي في القاهرة انّها مدينة لا تنام… وهي مدينة الضجيج الدائم… وما شدّ انتباهي ودهشتي منذ الساعة الاولى التي نزلت فيها لشوارعها ضجيج منبهات السيارات… نعم هواية سائقي السيارات وحتى الدراجات النارية والهوائية كانت بامتياز استخدام المنبهات… ثاني الملاحظات كانت نسبة التلوّث الكثيف… كنت والزملاء نخرج صباحا بملابس انيقة وتنتهي صلوحية اناقتها ونظافتها في اخر النهار…
اهتماماتي في القاهرة في تلك السفرة لم تكن موجّهة بالاساس لمشاركة السي اس اس في البطولة الافريقية للكرة الطائرة… كنا جميعا ندرك انّ مشاركته في تلك الدورة ستكون عادية… لذلك وجهت اشرعة اهتمامي للجانب الاجتماعي والجانب الفنّي دون نسيان زيارة معالم مصر الكبيرة… اذ كيف لي ان ازور القاهرة دون زيارة خان الخليلي والسيدة زينب وسيدنا الحسين والاهرام… اثناء وجودي بالقاهرة اغتنمت الفرصة لاحاور بعض الفنانين بقديمهم وجديدهم… وكان اوّل اتصال لي بالكبير موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب رحمه الله… هاتفته ورجوت منه امكانية تسجيل حوار معه فاجابني بصوته الخشن والناعم في ذات الوقت معتذرا بسبب حالته الصحية التي ليست على ما يرام…
لكن في مقابل ذلك التقيت بالكبير محمد الموجي بمنزله وقمت بتسجيل حوار معه ..كان الموجي رحمه الله غاية في التواضع والبساطة… لكن ما طُبع في ذهني نظرته العميقة وهو يستمع اليك مدخّنا سيجارته بنهم كبير… نظرة اكاد اصفها بالرهيبة… رهبة الرجل مسكونا بالفنّ كما جاء في اغنية رسالة من تحت الماء التي لحنها للعندليب… نظرة المفتون بالفن من راسه حتى قدميه…
في تلك الفترة من اواخر الثمانينات كانت هنالك مجموعة من الاصوات الشابة التي بدات تشق طريقها في عالم الغناء ..ولم اترك الفرصة تمرّ دون ان انزل ضيفا عليهم واسجّل لهم حوارات… هنا اذكر بانّ كلّ التسجيلات وقع بثها في برامجي باذاعة صفاقس… من ضمن تلك الاصوات الشابة كان لي لقاءات مع محمد فؤاد، حميد الشاعري وعلاء عبدالخالق… المفاجأة السارة كانت مع لطيفة العرفاوي… في البداية وقبل سفرة القاهرة لابدّ من التذكير بانّ لطيفة كانت احدى مستمعاتي… وعند ظهورها قمت بواجبي لتشجيعها وهي تؤدّي انذاك وباناقة اغنية صليحة (يا لايمي عالزين)…
عندما سمعت لطيفة بوجودي في القاهرة تنقلت لحيّ العجوزة حيث اقطن ودعتني مع بعض الزملاء للغداء ببيتها… وكان ذلك… ولم تكتف بذلك بل سالت عن احوالنا المادية ورجتنا ان نتصل بها متى احتجنا لدعم مادي… شكرا يا بنت بلادي على هذه الحركة…
اختم بالقول قل ما شئت عن القاهرة.. لكنها تبقى من اعظم واجمل عواصم الدنيا… القاهرة تختزل عبق تاريخ كلّ الشعوب التي مرّت على اديمها… نعم انها قاهرة المعزّ…
ـ يتبع ـ
محمد الزمزاري:
انطلقت الحملة الوطنية المتعلقة هذه المرة بالتقصي حول الأمراض المزمنة وكان مرض السكري وأيضا مرض ضغط الدم هما المدرجان في هذه الحملة.
يشار إلى أن نسب مرضى السكري و ضغط الدم قد عرفت ارتفاعا ملفتا لدى المواطنين و بالتحديد لدى شريحة كبار السن مما يكسي اهمية لهذه الحملات التي تنظمها وزارة الصحة العمومية بالتعاون المباشر مع هيئة الهلال الأحمر التونسي.. وقد سنحت لنا الفرصة لحضور جزء مهم من الحملة في بهو محطة القطارات الرئيسية بساحة برشلونة، لنقف على تفاعل عديد المواطنين المصطفّين قصد الخضوع لعملية التقصي بكل انضباط وكان جل الوافدين طبعا من كبار السن، كما لوحظ تواجد عدد كبير من ممثلي الهلال الأحمر ومن الأطباء بمكتبين ويساعدهم بعض الممرضين.
الغريب انه لدى تغطيتى العارضة لهذه الحملة المتميزة التي تهدف اساسا إلى توعية المواطنين وحثهم على تقصي الأمراض بكل انواعها بصور مبكرة، بالاعتماد على كافة قنوات الاتصال وأهمها الإعلام الذي لن يكون الا داعما لهذا الهدف الإنساني لكن احد اعوان الهلال الأحمر فتح معي بحثا ان كنت من التلفزة الوطنية ملاحظا ان القناة المذكورة هي الوحيدة المسموح لها بالقيام بالتغطية ولم يكتف بهذا بل أكد ان الأطباء لا يحبون التصوير.
طبيعي اني لم اتفاعل مع هذا الجهل وضحالة المعرفة باهداف الحملة بالإضافة إلى عمليات التقصي الفعلي ..ولما تجاوز في الإلحاح طلبت منه الاستظهار بصفته هل هو منسق الحملة حتى يمكنني أن امر إلى المسؤول عنها بصفتي صحفيا ..وواصلت عملى أمام انكماش هذا العون التابع للهلال الأحمر حسبما يدل عليه زيه.
وبعيدا عن هذا، لا يفوت التنويه بالجهود الكبيرة التي يتحلى بها طاقم الاطباء و الممرضين و متطوعي الهلال الاحمر، الذين يجهدون انفسهم لانجاح هذه الحملة سواء داخل بهو محطة السكك الحديدية او عبر بعض الفرق التي تعمل على التعريف بجدوى التقصي حتى خارج البهو الكبير.
صن نار
- ثقافياقبل 10 ساعات
قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”
- جور نارقبل 10 ساعات
ورقات يتيم … الورقة 89
- ثقافياقبل 20 ساعة
زغوان… الأيام الثقافية الطلابية
- جلـ ... منارقبل يوم واحد
الصوت المضيء
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم ..الورقة 88
- ثقافياقبل 3 أيام
نحو آفاق جديدة للسينما التونسية
- صن نارقبل 3 أيام
الولايات المتحدة… إطلاق نار في “نيو أوليانز” وقتلى وإصابات
- صن نارقبل 3 أيام
في المفاوضات الأخيرة… هل يتخلى “حزب الله” عن جنوب لبنان؟