دراما نار
ذكريات “كاكوب” … اليهودي التونسي (ج2)
نشرت
قبل 3 سنواتفي
عرفنا في الحلقة الماضية ان عميلي الموساد ليفي و ايلي يختبئان لدى اليهودي التونسي كاكوب الذي لا يعرف صفتهما أو سبب زيارتهما لتونس لكن يستشعر بحدسه أنهما عميلا موساد و يواصل عدم الافصاح لهما عن ذلك … بدأ كاكوب يقص مراحل حياته بتونس الى ان طرح عليه ليفي مده بتفاصيل عن الماساة المريعة التي كانت ضحيتها حسناء يهودية تونسية عشقت شاباً تونسيا
يجيبه كاكوب :
—“عزيزي ليفي هذه قصة محزنة حقا و تنم عن عنصرية عميقة لدى البعض منا نحن اليهود ..لقد هامت هذه الفتاة الجميلة بحب شاب تونسي لطيف ووسيم و هام بها ايضا بجنون ..و يبدو أنهما تعاشرا لمدة سنتين كاملتين بصورة سرية بعد أن اكترت له من الكوميتا اليهودية شقة غير بعيدة عن شارع مدريد حيث تقطن مع والدها ..لكن قبل هجرة الأسرة الى اسرائيل لم يعد للفتاة العاشقة إلا الاختيار بين عصيان والديها وخالها كبير اليهود حينها للهرب مع حبيبها المسلم، أو الاستسلام لمشيئة الاسرة والسفر معها تاركة حبيبها …
“وقد حاول حبر الكنيس جهده لارجاعها للجادة فاختارت الانتحار بتلك الطريقة المحزنة قبل ايام من السفر …العمارة التي رمت منها نفسها تقع وسط العاصمة تونس بنهج مدريد على ما اذكر و جثة الفتاة سقطت من الطابق الثالث امام حانوت الساعاتي” هارون ” ..(يمسك كاكوب وجهه بيده و يستطرد بكل حزن ..لقد كانت فتاة رائعة الجمال وتدعى “نسيمة” …”الشوق يا صديقي و العشق يعمل العجب.
الضابطة ايلي: يا لها من قصة مثيرة ومحزنة …حب ممنوع انتهى بماساة …ألا تظن ان هناك من دفعها من الطابق الثالث؟ ثم ماذا جرى لعشيقها التونسي؟
كاكوب: لقد انهار يوم دفنها بالمقبرة لما سمح له بالحضور لكنه غاب عن الانظار وحتى اصدقاؤه بالمقهى التي يرتادها افتقدوه
ليفي (وهو يرمق ايلي بخبث): عزيزتي . اياك ان تقعي في حب تونسي … تعرفين مصيرك المزعج !!
ايلي : كفى مزاحا ثقيلا أيها البدين .. تعرف جيدا انه لا مكان عندنا للحب …لا شيء يجب ان يتجاوز حدود المتعة أو صيد الفريسة .. هكذا يردد علينا رئيسنا “الياهو”.
ليفي: حسنا يا جميلتي ..اذن عليك لنهاية شنيعة كماساة الجاسوسة “ماتا هاري” الوقت و المكان مناسبان تماما في ظل انتفاضة التونسيين !!
(تستشيط ايلي غضبا وتصيح ) :
ليفي. I hate you bad boy ( يتدخل كاكوب ضاحكا لتهدئتها ) : ما رايكما لو ننهي السهرة بجلسة رائقة بقاعة الشاي شيشخان القريبة؟ ..لا عليك ايلي انه يمزح ..ألم يعلمكما رئيسكما التماسك و عدم الغضب؟
(تلتفت ايلي نحو ليفي في حنق كأنها تشير له ان كاكوب قد اكتشف امرهما) ايلي: فكرة ممتازة يا عمو الوسيم أريد استنشاق الهواء الطلق هربا من رائحة هذا البدين التي تعبق كروث البهائم !!
(قاعة الشاي “شيشخان” يجلس الثلاثي في ركن مقابل لمدخل المقهى ..يتقدم النادل بسرعة للاجابة على طلباتهم في حين يواصل كاكوب حديثه عن تونس ).
كاكوب: تونس عروس كل المتوسط بحق حيث كان أفراد الجالية إليهودية يقضون احلى ايام حياتهم … كنا نتقابل في مقر الكوميتا أو احيانا في منزل أحد الأصدقاء وحتى في الكنيس نتبادل الأخبار عن اسرائيل ونقوم بطقوسنا الدينية بكل حرية أما بالمقهى القريب بلافيات فنستمع الى أغاني راوول جورنو و ام كلثوم و الهادي الجويني وصليحة و علي الرياحي والشيخ العفريت ونرتاد دور السينما مثل البرناس و استوديو 38 وننعم بالفرجة على عديد الأفلام ونعشق بعض الممثلين مثل. “تيلي سافالاس”و “كيرك دوغلاس” و “جينا لولو بريجيدا” و صوفيا لورين و والفاتنة جان مورو ومعبود الفتيات انذاك “الان ديلون” كما نتحمس لافلام الكاوبوي ونصفق بحرارة للبطل …
(يترشف كاكوب جرعة قهوة ثم يرسل تنهيدة طويلة قبل ان يستطرد )لا يمكنني ان اصف لكما متعتنا خلال كل صيف بـ”حلق الوادي” حيث نجتمع فوق رمال الشاطيء البديع وفي منازلنا القريبة كنا تفتح الابواب و النوافذ على الانهج و الشوارع ليلا نهارا. في امن و امان ونقبل بعض ضيوفنا من الأقارب كما نربط علاقات وصداقات مع جيراننا التوانسة و نتبادل الماكولات اللذيذة ..
وكانت الأسواق تعج بكل أنواع الأسماك واللحوم و الخضروات والغلال باسعار بخسة ..سيارات التاكسي الحمراء الكوكسينال تجوب شارع روزفلت و الانهج الملاصقة والمصطافون يهزجون بالغناء والرقص واصوات نغمات الدربوكة لا تصمت ألا بعد العاشرة ليلا ‘”احترام الجار ” وحين تكل الحسناوات من الرقص فوق الرمال …
الضابطة ايلي: ما احلى هذه الحكايات يا عمو . انك تتحدث وكاننا نشاركك متعة الذكريات و النوستالجيا اللذيذة
كاكوب: ولا يمكن ان انسى ان احدثكما عن متعة احتساء الخمر التونسي اللذيذ و البيرة في حانات ذلك العصر الذهبي فالموسيقى الممتعة تتفوق دوما على ضجيج أصوات رواد الحانة والنادل يضع امامك عديد صحون سمك التريليا و حبات البطاطس الصغيرة و الزيتون و الفول لدى كل طلب ..وحوالي منتصف الليل كنت ترى الاسر يتنزهون بشارع بورقيبة و بور دى فرانس أو يتبضعون من اسواق القصبة والجميلات يتفسحن فرادى و جماعات فتزدان بهن الشوارع وتزيدهن انسا و بهاء …
كانت اياما جميلة بحق ويمكنني التاكيد أنني لن أختار أي بلد لتعويض بلدي الجميل تونس رغم تداخل عديد المتغيرات المؤسفة احيانا … ثم لا يمكن ان ننسى ان يهود تونس تتم معاملتهم سلبا أو ايجابا. مثلهم مثل غيرهم من التوانسة. ولي ابن عم هو المهندس المعماري كليمون كاكوب قد عمل وزيرا لقطاع هام وهو الأشغال العامة (وزارة التجهيز) و هو مصمم قصر قرطاج الرئاسي … كما لنا شباب من اليهود اليساريين تم اعتقالهم ببرج الرومي تماما كرفاقهم من اليساريين المنادين بمزيد الديمقراطية و الحرية و كما يقولون’. دكتاتورية البروليتاريا” .
ليفي: قصة رائعة لكن كيف ترى مستقبل هذا البلد الجميل ونحن اليوم في قلب انتفاضة ضد نظام بن علي؟
كاكوب: اسمع يا بني ..لا احد يمكنه فهم الشعب التونسي تجارب عدة مثل انتفاضة 78 و انتفاضة 3 جانفي 83. والانتفاضة التي تعيشها تونس خلال هذه الايام تكشف عن قوة خارقة للشعب التونسي الذي قد يقلب في وقت غير محدد كل الموازين وفي اوقات قياسية. الشعب التونسي. C est comme un étang .. لا يظهر مايدور فيه …
ليفي: لكن سيدي كاكوب لم تجيني عن سؤالي المحدد؟ ..قبل ذلك علينا للانصراف لنواصل الحديث لدى عودتنا للبيت (يلتفت الي الضابطة ايلي و يهمس ) : نحن الآن ملاحقون، فالرجل الوسيم الجالس على يمين القاعة سبق لي ان لاحظته يحوم حول منزل كاكوب منذ قدومنا .. ..انهم يعرفون كل شيء. رغم تردي الجو العام بالبلاد . نحن نعرفهم انهم حرفيون جدا ..لكن مشكلتهم الآن هي ارتباك القرار و ضياع ربان السفينة …
ـ يتبع ـ
(الحلقة القادمة : دببة الـ K.G.B على الخط وسقوط العميل التركي)
تصفح أيضا
لاخوف على وطن يهزج فيه الطبيب و العسكري و الاستاذ و الكاتب و الصحفي بالشعر .وبجكل مكوناته … هذا ما يستنتجه متابع الأمسية التي أقيمت بمقر اتحاد الكتاب أمس الجمعة 26 ماي انطلاقا من الثانية و النصف ظهرا إلى حدود الخامسة …
عنوان الأمسية كان “النثر الآن هنا “…وكانت مهداة إلى روح الصحفية الشهيدة الفلسطينية شيرين ابو عاقلة، وبإشراف الشاعر الكبير. بوراوي بعرون مسؤول نادي الشعر باتحاد الكتاب، الذي افتتح الأمسية المتميزة بورشة ثرية دسمة حول فن النثر .. وأيضا حول الشعر وتفاصيله ومدارسه، مع ذكر تاريخ النثر الشعري … كما تم استعراض أسماء وآثار عدد من شعراء هذا الاتجاه ….
تمت الورشة بحرفية و مستوى متميز قبل أنيفسح إلمجال إلى قراءات حرة، قرأت حلالها طائفة متنوعة من الشعراء ما جادت به قرائحهم من قصائد …مثل الدكتور مختار بن اسماعيل وشاعر عسكري و شاعر صحفي و شاعرات من قطاع التعليم وشاعر صحفي و آخر روائي و شاعر من اطارات السكك الحديدية ..
وقد اضفى ذلك على هذه الأمسية خصوصية هامة تتمثل اولا في ثراء النقاش و المداخلات و الشعر باللغتين العربية و الفرنسية بالإضافة إلى مبادرات ترجمة احتوت عليها هذه الورشة الممتعة … وثانيا في حضور وجوه مختلفة من عديد الإطارات وهو حضور نادر ان تجتمع باقة مماثلة ….وكما ذكرنا فإنه لاخوف على وطن فسيفساؤه شعراء …
قادما من منطقة القصرين الفيحاء وبالتحديد من قرية “حماد”، تخرج عبد الرزاق الميساوي من معهد الصحافة لكنه اشتغل مدرسا فمديرا بالمعاهد الثانوية إلى حين احالته على شرف المهنة.. وقبل هذا وذاك، ظل شاعرا يحلم ويرسم، ولو على جدار الليل …
المكان ؛ مقر اتحاد الكتاب التونسيين بشارع باريس تونس ..الزمان: عشية أمس الجمعة 12 ماي …هكذا كان إطار الاحتفاء بالشاعر عبد الرزاق الميساوي وبديوانه “رسوم على جدار الليل” الصادر عن دار زينب للنشر … قصة الميساوي مع القصيدة بدات من السنة الخامسة ابتدائي، حين عشق زميلة تقاسمه ذات الفصل … و كانت رسائله الشعرية لها أولى الخطى التي قادته والهمته جنون الإبداع…
افتتح الاستاذ الكبير.الشاعر بوراوي بحرون هذه الأمسية مرحبا بالشاعر المحتفى به وبالحضور وأعطى لمحة عن الشاعر.الذي قدمت ديوانه ذا الـ 160 قصيدة موزعة على 140 صفحة، الأستاذة الشاعرة كوثر بولعابة.
في تقديمها،تساءلت عن سر “تغول” اللون الاسود والليل الذي غمر جل القصائد ابتداء من غلاف الكتاب الذي طرح سماء من اللونين الاسود و الأخضر تتناثر عليها مجرّة من نجوم ….عنوان الديوان”رسوم على جدار الليل” يبعث على اسئلة تفضي إلى أسئلة. عن تفاحة ابليس … و تعبير “لا يعد الشاعر شاعرا اذا سجد” … ومرثية الشهيد شكري بلعيد الذي طالته يد الغدر و الإرهاب … إلى هذا الليل الممتد كصفحة لانهائية تغري بالكتابة على أديمها …
يقول الشاعر المسكون دوما بواقع بلدته وبمحيطه: إن الليل هو وجدانه ولا ينبض شعرا الا تحت غطائه …وان الليل ينبهنا إلى الاضواء البعيدة الخافتة التي تزيد جلاء واقترابا بقدر ما يزيد حلكة وغموضا …..
يشار إلى أن الأمسية أثثتها باقة من ورود الشعر أهداها بعض الحضور اثر الاستماع إلى قصائد الضيف، فيما اختارت شاعرة هي منى بالحاج أن تكون مشاركتها شدوا وغناء.
أمسية ممتعة بدار الثقافة “ابن رشيق” بتونس عشية أمس الأربعاء 10 ماي 2023 من الساعة الثالثة لحدود الخامسة … خصصت لمناقشة المجموعة القصصية ” لمبادوزا” للكاتب و الشاعر و المترجم الصديق الراقي الهادي الخضراوي.
عمل الخضراوي بالسلك الدبلوماسي لمدة تفوق العشرين سنة قضاها بين سفاراتنا بعواصم من أوروبا و اسيا، وخبر الكثير من المجتمعات المتعددة الطباع و الأوضاع و مستويات العيش ..لكنه بقي مسكونا بوطنه وهموم بني جلدته على مدى الفترات التي قضاها في مهامه الدبلوماسية، كتب القصص القصيرة المتنوعة المنشورة و الكثير من الإصدارات الشعرية كما قام بترجمة عدد من الأعمال…
قدمت المجموعة القصصية الأستاذة الاديبة حبيبة المحرزي فتطرقت إلى المحتوى الإبداعي لأعمال الهادي الخضراوي و تناولت المنحى النفساني لقصصه التي يصل عددها إلى 14 قصة مجموعة في باقة كتابه “لمبادوزا” …
أما الاستاذ عمر السعيدي مدير منتدى “مؤانسات” فقد افاض في شرح عمل الخضراوي قصة قصة مع تبيان تاريخ كتابتها على مدى اكثر من عشر سنوات وكان بالكاتب ينبض بكل قصة سنويا …وتطرق لأسلوب الكاتب و طرحه للأحداث والزمان و المكان من تونس إلى لمبادوزا ولعل آخرها من اوكرانيا إلى تونس …
قصة لمبادوزا او الجزيرة القاحلة حسب بعض المؤرخين القدامي التي أصبحت قبلة التونسيين والافارقة واحلام الوصول إليها بالنسبة لمن ينقذه الحظ من السقوط لمجة للحيتان …لمبادوزا موضوع كم تم تطارحه والهجرة كم اسالت الحبر واخبار القنوات وأحاديث المقاهي لكن الكاتب الهادي الخضراوي تناول لمبادوزا بفنية خصوصية لمحت لها الأستاذة حبيبة المحرزي التي قدمت هذه الأمسية الرائقة، فيما توجهت المديرة الجديدة لدار الثقافة ابن رشيق، الأستاذة حنان بن ناجم، بتحية رقيقة حين أطلت على الحضور الذي اعطى شحنة وزخما لأجواء الأمسية.
القدس… بلدية الاحتلال توزع قرارات هدم في سلوان
حسب صحيف أمريكية… شتائم واعتداءات جسدية بين أعضاء فريق ترامب
في سهرة البارحة… الصين تفتتح أيام قرطاج المسرحية
السيد معتمد سليمان… ما هكذا تساق الجرارات!!
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
استطلاع
صن نار
- صن نارقبل 8 ساعات
القدس… بلدية الاحتلال توزع قرارات هدم في سلوان
- صن نارقبل 8 ساعات
حسب صحيف أمريكية… شتائم واعتداءات جسدية بين أعضاء فريق ترامب
- ثقافياقبل 10 ساعات
في سهرة البارحة… الصين تفتتح أيام قرطاج المسرحية
- فُرن نارقبل 18 ساعة
السيد معتمد سليمان… ما هكذا تساق الجرارات!!
- منبـ ... نارقبل يومين
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
- ثقافياقبل يومين
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
- اقتصادياقبل يومين
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
- اقتصادياقبل يومين
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية