جلـ ... منار
هل مازالت حرب اليمن (يمنية) ؟
نشرت
قبل 3 سنواتفي
(1)
السنة السابعة للحرب في اليمن تتأهب مودعة والشواهد تؤكد أن العام الثامن لن يكون عام حسم لهذه الحرب التي حوُلت اليمن إلى ركام على كل المستويات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، والتي خالفت كل التقديرات العسكرية التي قامت على أساس أن المعركة لن تتجاوز الأشهر الثلاثة لحسمها .
(2)
تغادرنا السنة السابعة للحرب وكل المعطيات تؤكد أن الحرب في اليمن باتت بامتياز حربا “إقليمية الأهداف يمنية الأدوات” … فالانسحاب العسكري للقوات المشتركة من تخوم محافظة الحديدة بقرار إماراتي و بغضّ طرف سعودي ، ودخول الحوثيين بأريحية إلى مديريات بيحان ، واخيرا توجه القوات المشتركة لتحرير هذه المناطق المُهداة للحوثي، تؤكد هذه الحقيقة !!
(3)
انسحبت القوات المشتركة من الحديدة التزاما بحسابات معركة الإمارات ضد حزب الإصلاح ، ودخلت مليشيات الحوثي إلى مديريات شبوة تأديبا لحزب الإصلاح ولتمثل رسالة لمن يفكر من اليمنيين أن يتحدث عن الوطنية أو يمارس طقوسها ، وكان لا بد بعد ذلك أن تتوجه القوات إلى شبوة استكمالا لفصول مسرحية الخلاص من المحافظ بن عديو الذي ارتكب خطيئة حين جاهر بالوطنية ولم يتّبع التقيّة أسوة بالمباركين اليوم للمهازل والجرائم الحاصلة من المنتمين لمكونات الشرعية !!
(4)
لم تُراع الإمارات و السعودية في كل هذا المخاض العبثي الدامي أي حسابات للمعركة اليمنية، وتركز كل اهتمامهما على حسابات معاركهما الخاصة ، وتحت المبرر أن حزب الإصلاح هو من يتصدر المعركة، كان من الضروري إتخاذ قرارات فوضى الإنسحابات ومسرحيات الاحتلال والتحرير وذبح الانتصارات اليمنية، وكان لابد من شطب كل التضحيات والدوس على كل الدماء والدمار التي سفكتها وتسببت فيها معارك الوصول إلى تخوم الحديدة !!
(5)
في جبهة أخرى تستمر حسابات معركة الإقليم متقدمة على حسابات معركة اليمن، فتسعى الإمارات إلى فتح جبهة ماسمي (باتفاق الرياض) بعد أن ادركت أن وجود أدواتها خارج إطار الشرعية سيجعل منها مليشيات ويهدد مسار معاركها القائمة على استراتيجية إطالة أمد الحرب، لإنهاك اليمن سياسيا واجتماعيا وعسكريا من ناحية، ولترتيب اوضاع ملفات صراعها على الوكالة على مستوى الإقليم والذي تدور رحُاه بين إيران والإمارات والسعودية !
(6)
لم تقف حسابات المعركة الإماراتية السعودية عند هذا الحد، بل ذهبت لاستكمال جولاتها في عدن فاخرجت ماسمتها بقوات (احتياط العمالقة) وهو مسمى مُبتكر لم يلبث أن تحوّل لاحقا إلى مسمى(قوات العمالقة الجنوبية)، في خطوة جديدة لمسيرة الاستخفاف بالعقل الجنوبي والسخرية منه وللتغطية على البدء الفعلي لتطبيق الشق العسكري والأمني(الخادم لمصالح أدوات الإمارات وأدوات السعودية والحاملة لمشاريعها ). في ماسمي باتفاق الرياض المشبوه والذي اشترطت الإمارات أن يطبق بهدوء بعيدا عن الضجيج لكي لايقلق منام الاتباع!!
(7)
مارست السعودية والإمارات الضغوط على شرعية هادي حتى سلبتها القرار كليا وارغمتها على القبول بالشرعنة للمليشيات التي صنعتاها خارج إطار تلك الشرعية، لخدمة أهداف معاركهما الخاصة … وأصبح على الشعب في اليمن بدلا من مواجهة مليشيا الحوثي، أن يواجه عدة مليشيات تمارس ضده شتى صنوف القهر والاذلال والتنكيل، وتمارس معه كل مخالفات القانون الدولي وتضع الوطن على الطاولة لمن بدفع اكثر.
(8)
تدرك السعودية ومعها الإمارات عمق الخلافات الجنوبية الجنوبية ومع ذلك تصر الدولتان على صب الزيت على نيران تلك الخلافات، من خلال دعم طرف وتسليحه والتغطية على جرائمه وانتهاكاته في مواجهة الأطراف المعارضة له، في خطوة خبيثة تستغل بها تعطش ذلك الطرف للسلطة … لتضمن للسعودية والإمارات استمرار الصراعات في الجنوب، بما يمزق النسيج الاجتماعي والسياسي الجنوبي لخدمة أهدافهما وتحقيق اطماعهما .
(9)
تستمر السعودية والإمارات بمحاربة واضعاف الجيش الوطني التابع للشرعية والتي يفترض أنها هي من شرعنت للتدخّل في اليمن ، وتستمر الدولتان في صناعة وتشكيل مليشيات محلية وفرق مرتزقة موالية لها وتوظيفها أمام صمت مخجل يرتقي إلى مستوى الخيانة الوطنية، وفي مؤشر يؤكد حقيقة أن المعركة ليست يمنية الأهداف وأنها تحمل اهدافا لتلك الدول على الساحة اليمنية.
(10)
في نهاية سبع سنوات حرب ودمار وانتهاك لحقوق الإنسان يبتعد النصر على جماعة الحوثي كثيرا ويقترب ميلاد معارك داخلية جديدة برعاية ومباركة سعودية إماراتية ، وتستمر معارك المشاريع الإيرانية السعودية الإماراتية على الأرض اليمنية بأدوات محلية أثرَْت على حساب أوجاع وطنها وملأت خزائنها بأموال ملوثة بالدم والعار لمعالجة أمراض الحكم التي تنهش دواخلها ولتؤكد أن الحرب لم تعُد يمنية !
ـ عن الجريدة اليمنية “عدن الخبر” ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب من اليمن
تصفح أيضا
وفاء سلطان:
مضى على وجودي في أمريكا 36 سنة.
لم أدخل يوما مطعما إلا وتركت للنادلة بخشيشا يفرح قلبها وفوق تصورها.
معظم الذين يخدمون بالمطاعم في أمريكا هم طلاب جامعات ليسدوا مصروفهم، فلقد اشتغل أولادي في المطاعم أثناء جامعاتهم وأعرف كم كان البخشيش هاما بالنسبة لهم.
إلا البارحة قررت أن لا أترك لها سنتا، لكن زوجي رفض القرار وقال كعادته: حرام!
(نعم هو ألطف مني في هكذا مواقف)
أوقح نادلة رأيتها في حياتي، تخبط الصحون على الطاولة وكأنها خرجت لتوها من معركة مع زوجة أبيها.
ضبطت أعصابي بشق الأنفس
لقد اعتدنا ان نفتح حديثا مع من يخدمنا في المطاعم حتى نعرف حياته من ألفها إلى يائها،
ولكن هذه النادلة لم تترك لنا مجالا لنقول: شكرا!
نحن نذهب إلى المطعم ليس من أجل الأكل فقط، بل لتغير الجو وتحسين النفسية، وعندما تقارب الفاتورة المائة دولار وتلقى هكذا معاملة تصاب بالإحباط
حسب رأيي خدمة الزبائن في أمريكا أفضل من أي بلد في العالم زرته، ولنفس السبب لم أحب دول أوروبا!
القاعدة العامة في أمريكا تقول: يجب أن تتعامل مع الزبون كما لو كان دوما على حق!
لو كانت ابنتي محلي لقالت: ماما ارجوكِ سامحيها، لا أحد يعرف كيف كان يومها
هذا صحيح، ولكن على من يشتغل في المرافق العامة وخصوصا المطاعم أن يكون لطيفا تحت أي ظرف!
الحياة لا تعاش إلا ببعض التنازلات، وعندما يتعلق الأمر بعملك يجب ان تتمتع ببعض القدرة على إخفاء آلامك الشخصية ولا تنقل طاقتك السلبية لغيرك!
طاقة كل إنسان تشدّ أو تحجب عنه رزقه، وذلك حسب طبيعتها
كنا ندفع على الأقل 20٪ من قيمة الفاتورة، لكن بعد تراشق بالنيران وشد شعر ترك لها زوجي مبلغا، وأنا أتمتم: يا خسارة
فالسلوك الذي يُكافأ يتكرر!
وفاء سلطان:
في الثمانينات من عمرها.
أحنى الزمن ظهرها قليلا، لكن روحها مازالت تعانق السماء.
التقينا في المكان المخصص لعربات التسويق على باب أحد المحلات.
وبينما هي تسحب عربتها التقت عيوننا فصبّحت علي.
رددت التحية، وتابعت: تبدين جميلة جدا، إذ من النادر أن ألتقي بامرأة بهذه الأناقة والترتيب!
فعلا الحياة الأمريكية العملية أنستنا الكثير من أصول الأناقة والتزين.
إلى حد ما، تعجبني هذه العفوية في أمريكا،
فلقد خففت عنا نحن النساء مهمة التبرج كل صباح، وزادت ثقتنا بأنفسنا.
لكن من ناحية أخرى، من الجميل أن نحافظ على أناقتنا ومظهرنا طالما لا نبالغ
نعم لا نبالغ، فلقد أصبحت الكثيرات من النساء اليوم نسخا متكررة من لعبة باربي:
قشرة من الخارج وفراغ من الداخل
المهم، أشرقت ابتسامتها حتى أضاءت وجهها المهندس بطريقة فنية غير مبتذلة، وقالت بعد أن وضعت يدها على كتفي:
حبيبتي كل سلوك تتقنينه عادة، فمتى تعلمتِ عادة تصبح طريقة حياة
ثم تابعت:
منذ سنوات مراهقتي لا أخرج من البيت حتى أتأكد من أنني أسر الناظر إليّ، فمظهرنا الخارجي يعطي الانطباع الأول
أكدت لها أنها فلسفتي كذلك، وتمنيت لها يوما جميلا
جلـ ... منار
من عياش إلى السنوار… “دوري” الإرهاب الصهيوني
نشرت
قبل 3 أسابيعفي
20 أكتوبر 2024من قبل
التحرير La Rédactionصبحي حديدي:
اللجوء إلى منهجيات المقارنة يقتضي، بادئ ذي بدء ربما، اعتماد درجة الحدّ الأدنى من التكافؤ أو التناظر تارة، والتفاوت والتنافر تارة أخرى، بين مقارَن وآخر؛ الأمر الذي تتضاعف اشتراطاته، ومشاقّه استطراداً،
إذا كانت المقارنات تخصّ البشر عموماً، وفي ميادين مثل الأخلاق والنفس والسياسة والعقيدة خاصة. فليس من اليسير، في يقين هذه السطور، وضع قياديي “حماس”، ممّن استهدفتهم آلة الإرهاب الإسرائيلية في مواقع شتى وسياقات زمنية وسياسية مختلفة، على محكّ تقييمٍ مقارَن واحد أو متماثل؛ حتى إذا كان تسويغ هذا الخيار ينطلق من مبدأ المساواة، ضمن معايير سياسية أو عسكرية أو إيديولوجية، إيجابية أو سلبية، متَّفق عليها أو محلّ اختلاف. وحتى، أيضاً وربما قبلئذ، إذا ارتكزت المقارنات على مسلّمة ابتدائية وناظمة تضعهم، أجمعين، في خانة مقاومي كيان استعماري عنصري استيطاني فاشي المكوّنات وأبارتيديّ المسارات.
ثمة، بذلك، مقادير متقاطعة عليا من التكافؤ في مصائر الاستهداف الإسرائيلي لأمثال يحيى عياش (المهندس) والشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة وعبد العزيز الرنتيسي وسعيد صيام وصالح العاروري وجميلة الشنطي وإسماعيل هنية ويحيى السنوار؛ وثمة أيضاً، وفي المقابل الموضوعي أو الضروري، مقادير متقاطعة دنيا من التباينات الناجمة أصلاً عن الوظائف والدلالات والمصائر. طرائق النَيْل من المهندس أو السنوار، ليست مثل اغتيال الشيخ ياسين (قعيد الشيخوخة) أو هنية (النائم في فراشه)، والفارق لا يخفى بصدد الآخرين.
غير منتفاة بالتالي، بل هي ضرورة سياسية ومبدئية، مسألة التشديد على قاسم مشترك أوّل هو إرهاب الدولة الإسرائيلي بوصفه شكل تنفيذ هذه الاغتيالات، وإرهاب الدولة الصهيوني بوصفه المضمون العقائدي الذي يحرّك الدوافع من قلب “فلسفة” عتيقة ترى في الفلسطينيّ تهديداً وجودياً في ذاته وبذاته. وأياً كانت تفاعلات الشكل مع المضمون فإنّ توحّش إرهاب الدولة يلجأ، دون إبطاء، إلى إخراج الجغرافيا من المعادلة: “المهندس” ابن سلفيت في الضفة الغربية، متساوٍ مع السنوار سليل مجدل عسقلان المحتلة سنة 1948، وكلا الفلسطينييَن في خانة واحدة مع محمد الزواري… التونسي!
وليس عجباً أنّ الليكودي أرييل شارون كان مهندس اغتيال الشيخ ياسين؛ و”حكيم” حزب العمل، شمعون بيريس، كان الآمر باغتيال عياش؛ والليكودي الثاني نتنياهو كان على رأس حكومة الاحتلال يوم استشهاد السنوار. وليس من باب العجائب أنّ الثلاثة كانوا مجرمي حرب بامتياز، كلٌّ على طريقته وأفانين إجرامه، وأنّ تكوين دولة الاحتلال ظلّ ينحطّ من هاوية عنصرية إلى أخرى فاشية.
والحال أنّ منهجيات المقارنة الكلاسيكية ذاتها قد تعيد إنتاج مواضعاتها المألوفة، بين ماضي 1996 وحاضر 2024، على أصعدة حاسمة تخصّ ما هو عميق ومحوري في معمار “حماس” السياسي والعسكري والعقائدي. ذلك لأنّ أغراض الاحتلال من وراء اغتيال “المهندس” انقلبت ضدّها حين أفقدت قيادات “حماس” بعض ذرائع الاعتدال، وانتظار استكمال الانتخابات بوصفها الاستحقاق السياسي الفلسطيني الأبرز في ذلك الطور، وأفسحت المجال أمام انعتاق الحرج الآخر الذي كان يكبّل فصائل عز الدين القسام ويشلّ عملياتها.
وليس استشهاد السنوار ببعيدٍ، اليوم، عن منطق تطوّر مماثل تُضاف إليه اعتبارات عديدة فرضتها سيرورات “طوفان الأقصى” وحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة؛ إذْ قد يقبل امرؤ أنّ غياب السنوار عن المشهد الميداني في قلب المعركة المفتوحة يمكن أن يوجع المقاومة، وقد يساجل امرؤ آخر بأنّ الغياب ذاته قد يكون عتبة الوثوب إلى مراحل انتقال ليست أقلّ استكمالاً لتلك التي دأب عليها القائد الغائب.
“دَوْري” إرهاب الدولة الصهيوني تتعاقب فصوله، إذن، ولكن ليس من دون تبدّلات تقلب السحر على الساحر الإسرائيلي؛ كأنْ يفوّت السنوار على الكيان فرصة “اقتناص” على شاكلة شيخ في كرسيّ متحرّك، أو قيادي نائم في فراش.
ـ عن “القدس العربي” ـ
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
ورقات يتيم … الورقة 85
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
استطلاع
صن نار
- اجتماعياقبل 13 ساعة
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم … الورقة 85
- اقتصادياقبل يومين
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
- اجتماعياقبل يومين
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
- جور نارقبل يومين
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
- صن نارقبل يومين
انتخابات أمريكية: تزامنا مع فوز ترامب… الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس
- صن نارقبل يومين
الاحتلال يلقي أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة
- صن نارقبل يومين
ترامب يعود