فُرن نار
هذا برلمان … لا “برّ” له، و لا “بِرّ” فيه، و لا “أمان” !
نجاة ملايكي
نشرت
قبل 4 سنواتفي
من قبل
نجاة ملايكي Najet Mlaikiرافقت انطلاقة الدورة البرلمانية الثانية سقطات أخلاقية جديدة لم تحِدْ عما حصل خلال الدورة الأولى التي جعلت نسبة هامة من الشعب التونسي المتابع لسير العمل تحت قبة باردو، تستنكر وتمتعض مما يحصل من تجاوزات فظيعة وصراعات وممارسات لا أخلاقية جعلت من هذا المجلس هيكلا منبوذا ومكروها و فاقدا لثقة الشعب … عوض أن يكون الصوت الأمين و الممثل الصادق والمدافع الحقيقي عن مشاغل واحتياجات و تطلعات المواطنين.
فهل تحول البرلمان التونسي بمقتضى الاضطرابات المتواصلة والصراعات المتكررة وعدم قدرة بعض النواب الأضداد على تجاوز الاختلاف وحتى العداء التاريخي بينهم، إلى ما يشبه البرلمانات التي تعاني غول الطائفية ويغذي الانتماء العقائدي والمصلحة الشخصية أعمال العنف و الشغب داخلها؟ أم أن التدهور الكبير المسجل مرده أن جانبا هاما من تركيبة هذا المجلس وصلت خطأ إلى مبنى الشعب لتنوبه في الدفاع عن حقوقه ومصالحه وهي في ةاقع الأمر فاقدة للخبرة والكفاءة والاستعداد لأداء الأمانة وخدمة الشعب وتحكمها عقلية الغنيمة والمصالح الضيقة؟؟
فقد اتسمت تركيبة مجلس نوابنا المنبثقة عن الانتخابات التشريعية المنقضية بالتناقض الكبير في الانتماءات السياسية والمصالح المعلنة والخفية و وصول عدد من النواب بالصدفة إلى هناك دون أن يكون لهم ما يؤهلهم لتقديم الإضافة للبلد داخل البرلمان وخارجه ، هذا فضلا عن الاختلافات العقائدية للكثير من النواب … و تتصدر هذا المشهد كتلتا النهضة وائتلاف الكرامة و صراعهما المعلن مع الدستوري الحر وبعض الأحزاب الأخرى مما عكّر الأجواء وعمّق العداء بين الكثير من الكتل البرلمانية … و بات ذلك يشكل خطرا على المسار الديمقراطي الناشئ و يثير الكره و النقمة لدى الشعب تجاه ممثليه خصوصا أنه يعيش على وقع التدهور الاقتصادي الخطير و الصعوبات الاجتماعية المتزايدة وتفاقم الجريمة، ويرى نفسه في واد و ممثليه في واد آخر.
لقد تحول البرلمان بمقتضى تزايد منسوب العنف داخله وتنامي الفوضى وتردي خطاب الكثير من النواب، من مجلس تشريعي ورقابي منتخب إلى حلبة لصراع الديكة يتنافس داخلها البعض على التفنن في العنف اللفظي وحتى الجسدي وعلى تحقيق –بطولات- في السب و التخوين و حتى التكفير، عوضا عن ضبط النفس وقوة الاقتراح والنقاش البنّاء والتغيير المفيد والاستجابة لتطلعات الشعب المنكوب في جانب كبير من سياسييه رغم دقة المرحلة وخطورتها
كما أن العربدة والانحدار الأخلاقي الكبير لبعض النواب ورفضهم لمبدإ الحوار والاختلاف، جعل الاعتداءات على المرأة داخل البرلمان تتكرر وتتعمق وتصبح أكثر عنفا في ظل سكوت بقية النواب وعدم وقوفهم صفا واحدا ضد هذه التجاوزات التي لو اقترفها مواطن عادي لا يتمتع بالحصانة لكان مصيره السجن … نائب عرف ببلطجته على كل من يخالفه الرأي والمواقف والانتماء السياسي، يتهجم على زميلته ويبصق عليها وينعتها بالـ -الفاسدة وعرّة النساء – لكونها طالبت بالابتعاد عن التعامل مع الفصول القانونية بمنطق الفتاوى والتطويع بحسب المصالح الشخصية والسياسية الضيقة، بعد أن أصدر مكتب المجلس قرارا يقضي باعتماد حجم الكتل للسنة البرلمانية 2020-2021 في خرق للنظام الداخلي.
نائب آخر نعت زميلته براقصة الملاهي وكال لها وابلا من الشتائم المقززة ، وآخر وصف مجلس النواب بوكر دعارة (رغم أنه من ضمن أعضائه) كما لم يرق له رفض حقوقية ونائبة سابقة، لتنفيذ حكم الإعدام ضد المغتصبين والقاتلين … وعوض أن يجادل ويناقش كغيره ممن ينادون بتطبيق عقوبة الإعدام، سمح لنفسه بكتابة تدوينة ذكر فيها أنها ضد إعدام المغتصبين “لأنه ما من أحد يمكنه النظر إليها كأنثى أو التفكير في اغتصابها”، وقد نتج عن ذلك فتح بحث تحقيقي ضده.
ومع افتتاح الدورة النيابية الجديدة بلغ الانحدار الأخلاقي أيضا حد منطق البيع والشراء، حيث أقر أحد نواب النهضة أن حزبا عرض عليه مبلغ 150 ألف دينار للانضمام إلى كتلته … وفي سقطة أخلاقية أخرى لم تتوان نائبة إعلامية عن الإدلاء بتصريح مضحك خلال مداخلتها في جلسة يوم 8 أكتوبر اذ عوض أن تتمنى لزميلتها الشفاء ذكرت أن رئيسة كتلة الدستوري الحر تعلم بإصابتها بالكورونا من قبل وأتت إلى المجلس لنشر الفيروس قبل إعلانها الرسمي عن إصابتها … في الوقت الذي سبق فيه للنائب ياسين العياري أن صرح منذ عدة أيام بوجود إصابات داخل المجلس.
وفي ظل ما يحدث يختفي رئيس البرلمان تماما عن مواجهة هذا المشهد المقرف … وقد يكون خيّر مواصلة النشاط السري لتحقيق المزيد من -التوافق والخير- للتونسيين … رغم أنه تحرك نشيطا في السابق عندما أعلنت كتلة النهضة أن محرزية العبيدي تعرضت للعنف من قبل نواب الدستوري الحر، في الوقت الذي شاهد فيه الجميع الفيديو الفضيحة الذي صور واقعة اعتداء محرزية على نائبة الدستوري وهي تصرخ بعبارتها الشهيرة – ماتضربنيش ما تدزنيش-
وفي ظل هذه الانطلاقة الجديدة المخجلة التي تنبئ بتواصل العداء والشجار والفوضى على حساب جدية النشاط لما فيه خير للمواطن وللبلاد، هل يصبح مجلس النواب مجرد مضيعة للوقت و إهدار للمال العام؟
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
منذ اكثر من اسبوع نفذ الايرانيون حوالي 200 ضربة صاروخية ضد اسرائيل استهدفت احواز تل أبيب ومباني للموساد ومطارا عسكريا، كما اكدت بعض المعلومات العبرية تدمير 20 طائرة F35 ونسف 102 من المساكن المدنية.
لكن لعل المهم في هذه العملية التي اختلفت عن سابقتها انه رغم علم المخابرات الأمريكية بها مسبقا بالتفصيل وعلم بعض الدول العربية المدعوة لاعتراضها و رغم الاحتياطات العسكرية الإسرائيلية ونشاط القبة الحديدية واخواتها من التجهيزات العصرية، فقد أصابت الصواريخ أهدافها مع بعض الاستثناءات الطفيفة التي تم اعتراضها من دفاعات الكيان والسفن والقواعد الأمريكية والانكليزية المنتشرة بالخليج والبحر الأحمر، وكذلك الصاروخ الذي اعترضته القوات الاردنية ليسقط في ترابها…
لقد أثارت الضربة الإيرانية تفاعلات متعددة و حتى شكوكا في جدواها وتأثيرها الحقيقي كما تم حتى نعتها بـ”المسرحية ” و هو نعت يجد شرحا مقبولا مادام الامريكان قد علموا بها مسبقا بطريقة او بأخرى ومادام الصهاينة في تحفز عسكري و جاهزية لاستقبال الضربات. لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك رد اسرائيلي منتظر منذ اكثر من اسبوع ويمهدد تارة بضرب المنشآت النووية وأخرى بتدمير منصات البترول وشل جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى مواصلة سياسة اغتيال القيادات ..
تطلعات نتنياهو النازية كان يعلنها دوما ومنذ وصوله للحكم وتترجم معاداة عميقة لإيران و هدفا واضحا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا “الشيطان”… و قد يبدو أن الامريكان يجادلون نتنياهو حول اجتناب ضرب المفاعل النووي، لكن من خبر السياسة الاتصالية الأمريكية. يدرك ان كل الغوغاء بينها وبين قيادات الكيان لم تكن في واقع الأمر الا مناورة لربح الوقت و تسويقا إعلاميا… نعم ان الولايات المتحدة تتوجس قليلا على قواعدها المهددة بالخليج لكن كل ذلك يمر بعد أهدافها الاستراتيجية ودعمها للكيان…
أول أمس زار احد اكبر قادة الجيش الأمريكي إسرائيل للتنسيق حول رد الكيان وهذه الزيارة ليست للضغط على اسرائيل او إثناء نتنياهو عن قصف المفاعل النووي بقدر ما كانت لتدارس فاعلية الهجمات، وأقرب للظن ان الضربة ستكون خلال الـ 48 ساعة القادمة بعد أن تم تحضيرها بين الصهاينة والامريكان.
. مصادر قريبة من الكيان سربت خبرا عاجلا يؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصدد تقديم مقترح اتفاق يعتبره هاما ويتمثل في الخطوط التالية:
تبادل الأسرى مع حماس
فتح المعابر
خروج الجيش الصهيوني من غزة
إيقاف الحرب
خروج السنوار والقادة العسكريين لحماس إلى بلد اخر
الاتفاق على إدارة غزة
إن مشروع هذا الاتفاق يهدف به نتنياهو اولا إلى رمي الكرة لحماس وعلى أنها رافضة لكل الاتفاقيات… ثانيا إيجاد أرضية سياسية لإعلان انتصاره على حماس و القضاء عليها… ثالثا، ضمان إعادة الأسرى لدى حماس وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني للتفرغ لحرب لبنان… اخيرا، حشد جيشه على شمال الكيان.
لم يتم بعد الاعلان عن هذا المقترح المرفوض دون شك من قبل حماس من جهتها و لكن سيدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهة اخرى.
إن اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا تفصلنا عنه الا ايام او ساعات معدودة وهي في واقع الأحداث قد بدأت منذ أول أمس بالاعتداءات التمهيدية قبل الهجوم وعلى المقاومة إن تحسم هذه المرة دون تأجيل او تأخير مثل الردود السابقة التي تم تعويمها لتعوضها تهديدات بردود جديدة…
إن النازية الصهيونية لا تعرف حدود القوانين العالمية و الأخلاقية فقد قتلت الأطفال والمدنيين واحرقت الأحياء تحت المباني ولن تدرك الا الدروس الموجعة مثل ضرب المدن و المستعمرات في عمق الكيان عبر فترة استنزاف طويلة مادم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبته كل يوم وكل ساعة.
محمد الزمزاري:
أول أمس كان الاجتماع المضيق الثاني لقيادات الكيان الصهيوني كما تم استقبال المسؤول العسكري الأمريكي و كذلك بعض المسؤولين الامريكان الآخرين خلال الأسابيع الماضية.
والواضح ان اللقاءات كانت تتمحور حول فتح جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان تحت ذريعة إعادة السكان المهجرين جراء صواريخ و مسيرات حزب الله… أثناء ذلك اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا لم تتمكن المضادات من اسقاطه وبلغ هدفه قرب تل أبيب بدقة مما آثار فزعا كبيرا لدى السكان …وتوعد نتنياهو الحوثيين بعقاب جديد … هذه بعض المؤشرات زيادة على عمليات الاستنزاف اليومية التي نجح خلالها حزب الله في ضرب مواقع عسكرية متعددة شمال وغرب الكيان و كذلك على هضبة الجولان المحتل.
كل هذه مؤشرات لكن لعل اهمها هو ما حصل امس من تفجير اسرائيل لمسالك شبكات اللاسلكي بلبنان و قتل عدد من المواطنين بالإضافة إلى مقاومين تابعين لحزب الله وجرح اعداد كبيرة جدا من مستعملى الهواتف.
جدير بالتذكير ان الصهاينة يسيطرون على شبكات الهواتف منذ اكثر من عشر سنوات كافية مهمة من آليات الاستخبارات و الاغتيال و المتابعة وخلال السنوات الماضية تم كشف عملية خطيرة تقوم بها مصالح المخابرات الصهيونية ممثلة في مسك نسخ من شرائح الهواتف لعدد مهول من المسؤولين… ا
ثر عملية التفجير اليوم هدد حزب الله برد سريع قد يطال مسالك الكهرباء بعدد من المدن او أحد المراكز الحساسة الأخرى وهو ما سيكون الذريعة المناسبة لنتنياهو الهارب إلى الامام لإعلان الحرب على لبنان وربما توريط الولايات المتحدة في نزاع إقليمي وارد الوقوع.
فرصة سانحة لنتنياهو لخلق ذريعة لمواصلة تمسكه بالكرسي و هروبه من اية محاكمة داخل الكيان او خارجه كما قد تكون فرصة أيضا لمساندة فعلية للفلسطينيين و فرض عملية استنزاف على كامل الأرض المحتلة و عدم استثناء اية منشآت او مدن قد يكون الدرس الأكبر للكيان الصهيوني منذ انشائه سنة 1947 ..
استطلاع
صن نار
- جلـ ... منارقبل 7 ساعات
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
- اجتماعياقبل يومين
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
- جور نارقبل 3 أيام
ورقات يتيم … الورقة 85
- اقتصادياقبل 3 أيام
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
- اجتماعياقبل 3 أيام
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
- جور نارقبل 3 أيام
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
- صن نارقبل 3 أيام
انتخابات أمريكية: تزامنا مع فوز ترامب… الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس
- صن نارقبل 3 أيام
الاحتلال يلقي أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة