فُرن نار
قراءة في مسارات الساحة الوطنية … بين الماضي المتعفن وحاضر الجرح النازف
نشرت
قبل سنتينفي
. كم ان الذاكرة الوطنية لدى البعض منا سهلة النسيان او لنقل التناسي العمدي الذي تؤسس له افرازات فشل و انتهازية سياسية و وصولية …متغيرات حول مباديء كم لوحت بها أطراف وكم ركبتها ضحكا على ذقون شعب او قواعد انفض الجزء الأكبر منها مصدوما … وكيف لا يفعل وهو يشاهد وجوها بعينها تلهث لانقاذ خصوم أثبتوا انهم أعداء لهذا الوطن.
تمسك بماض قريب لفظه الشعب لفظ النوى و حاول الجزء الاخر منه سبر فترة حكمه فعايش الفشل وكل ضروب المصائب التي حلت بالبلاد ولم تغب عن هذا الشعب الذي يجمع بين الصبر و احتمال الأذى والتوق دوما إلى نهاية العتمة … فهم الشعب و لم ينس ان آفة التداين لم تكن منذ اليوم بل ان نسبة الدين الخارجي فقط قد وصلت خلال سنوات الجمر إلى اكثر من 75 بالمائة من الدخل الوطني الخام…
لم ينس ان رصيد العملة الأجنبية بالبنك المركزي قد وصل إلى اقل من ستين يوما. لم ينس ما فعلته بعض العصابات من تجميد لموارد البلاد لأكثر من عشر سنوات وان عددا من الأسواق العالمية قد خسرتها تونس خلال نفس الفترة. …لم ينس الشعب يمينا يسارا ووسطا التهديدات بالاغتيال التي فاقت العشرات ضد كل نقَس تقدمي فضلا عن الاغتيالات التي نفذت فعلا على بعض القيادات الوطنية …الإرهاب و التسفير و تغول التهريب و ترويج المخدرات بأنواعها و عمليات الهجرة على غير الصيغ القانونية و غلاء المعيشة و اقتراب الصناديق الاجتماعية من الإفلاس و اغراق السوق الوطنية بالسلع التركية 70 بالمائة توريدا من تركيا مقابل اقل من 20 بالمائة صادرات من تونس تجاه البلد المذكور.
بطالة ارتفعت من حوالي 300 الف قبل 2011 لتحلق إلى اكثر من 800 الف .. إنجازات مبرمجة منذ العهد السابق تعثرت او الغيت …قطاعات تعليم و صحة و فلاحة اهم مقومات الوطن عرفت هزات متعددة من التأخر: صحة مريضة و تعليم حاولت الأيدي الوسخة تلويثه و فلاحة تشكو إلى خالقها من هذا الزمن الجدب رغم نزول الأمطار… صناعة اطردت باعثيها و اغلقت الابواب أمام القادمن اليها …ادارات عامة وخاصة حشرت بما هب ودب فزادت البيروقراطية و أصبح الفساد و الرشوة عملة مكشوفة أمام أنظار سلطة مفرغة من قوة القانون والإصلاح.
هذا هو الأمس القريب الذي يحن اليه البعض ممن باعوا ذممهم ولم يستوعبوا الدرس ماضيا و حاضرا أيضا … هذا الإرث لن يعود بما يامل به الشعب من إصلاحات سريعة النتائج و خدمات عصرية او على الاقل قابلة للإصلاح …ولن يلد إرث خزان عشرية بما ننتظر من رخاء و ازدهار خاصة أن المواجهة على اشدها بين رئيس و حكومته من جهة و مجامع مافيات سياسية و مالية و ربما اكثر منهما ومادامت الخلفية الرافضة لا تهمها مصلحة وطن مريض ينزف قدر ما تهفو إلى الاطماع الانتهازية والوصولية و تغييب منطق التحليل الواقعي للأحداث…
رفض تدفعه الخلفيات المذكورة لمشروع دستور قبل كتابته و للجنة قبل انطلاق أعمالها و لانتخابات قبل نشر تفاصيلها …هؤلاء يتناسون بسرعة نسب محصلاتهم خلال انتخابات المال الوسخ و الدعم المريب و حقق الطماطم و ارطال المكرونة و آلاف الجمعيات “الخيرية ” النشيطة خلال الانتخابات و المنكمشة خلال الكوفيد 19 ..
لا يستوجب المرور دون ذكر بعض الاغلاط و تجربة سياسية جديدة واتصالية عويصة يقابلها تزاوج المافيات السياسية التي تدافع عن وجودها والمالية التي تستشعر التهديد تجاه جشعها و استغلالها لقوت المواطن الذي بدا يدور حول نفسه وضاقت به كل السبل ….
ذاكرة الشعب أقوى وردود فعله وصبره يتجاوز مشاريع المافيات مهما تعددت .والوطن ابقى
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
منذ اكثر من اسبوع نفذ الايرانيون حوالي 200 ضربة صاروخية ضد اسرائيل استهدفت احواز تل أبيب ومباني للموساد ومطارا عسكريا، كما اكدت بعض المعلومات العبرية تدمير 20 طائرة F35 ونسف 102 من المساكن المدنية.
لكن لعل المهم في هذه العملية التي اختلفت عن سابقتها انه رغم علم المخابرات الأمريكية بها مسبقا بالتفصيل وعلم بعض الدول العربية المدعوة لاعتراضها و رغم الاحتياطات العسكرية الإسرائيلية ونشاط القبة الحديدية واخواتها من التجهيزات العصرية، فقد أصابت الصواريخ أهدافها مع بعض الاستثناءات الطفيفة التي تم اعتراضها من دفاعات الكيان والسفن والقواعد الأمريكية والانكليزية المنتشرة بالخليج والبحر الأحمر، وكذلك الصاروخ الذي اعترضته القوات الاردنية ليسقط في ترابها…
لقد أثارت الضربة الإيرانية تفاعلات متعددة و حتى شكوكا في جدواها وتأثيرها الحقيقي كما تم حتى نعتها بـ”المسرحية ” و هو نعت يجد شرحا مقبولا مادام الامريكان قد علموا بها مسبقا بطريقة او بأخرى ومادام الصهاينة في تحفز عسكري و جاهزية لاستقبال الضربات. لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك رد اسرائيلي منتظر منذ اكثر من اسبوع ويمهدد تارة بضرب المنشآت النووية وأخرى بتدمير منصات البترول وشل جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى مواصلة سياسة اغتيال القيادات ..
تطلعات نتنياهو النازية كان يعلنها دوما ومنذ وصوله للحكم وتترجم معاداة عميقة لإيران و هدفا واضحا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا “الشيطان”… و قد يبدو أن الامريكان يجادلون نتنياهو حول اجتناب ضرب المفاعل النووي، لكن من خبر السياسة الاتصالية الأمريكية. يدرك ان كل الغوغاء بينها وبين قيادات الكيان لم تكن في واقع الأمر الا مناورة لربح الوقت و تسويقا إعلاميا… نعم ان الولايات المتحدة تتوجس قليلا على قواعدها المهددة بالخليج لكن كل ذلك يمر بعد أهدافها الاستراتيجية ودعمها للكيان…
أول أمس زار احد اكبر قادة الجيش الأمريكي إسرائيل للتنسيق حول رد الكيان وهذه الزيارة ليست للضغط على اسرائيل او إثناء نتنياهو عن قصف المفاعل النووي بقدر ما كانت لتدارس فاعلية الهجمات، وأقرب للظن ان الضربة ستكون خلال الـ 48 ساعة القادمة بعد أن تم تحضيرها بين الصهاينة والامريكان.
. مصادر قريبة من الكيان سربت خبرا عاجلا يؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصدد تقديم مقترح اتفاق يعتبره هاما ويتمثل في الخطوط التالية:
تبادل الأسرى مع حماس
فتح المعابر
خروج الجيش الصهيوني من غزة
إيقاف الحرب
خروج السنوار والقادة العسكريين لحماس إلى بلد اخر
الاتفاق على إدارة غزة
إن مشروع هذا الاتفاق يهدف به نتنياهو اولا إلى رمي الكرة لحماس وعلى أنها رافضة لكل الاتفاقيات… ثانيا إيجاد أرضية سياسية لإعلان انتصاره على حماس و القضاء عليها… ثالثا، ضمان إعادة الأسرى لدى حماس وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني للتفرغ لحرب لبنان… اخيرا، حشد جيشه على شمال الكيان.
لم يتم بعد الاعلان عن هذا المقترح المرفوض دون شك من قبل حماس من جهتها و لكن سيدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهة اخرى.
إن اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا تفصلنا عنه الا ايام او ساعات معدودة وهي في واقع الأحداث قد بدأت منذ أول أمس بالاعتداءات التمهيدية قبل الهجوم وعلى المقاومة إن تحسم هذه المرة دون تأجيل او تأخير مثل الردود السابقة التي تم تعويمها لتعوضها تهديدات بردود جديدة…
إن النازية الصهيونية لا تعرف حدود القوانين العالمية و الأخلاقية فقد قتلت الأطفال والمدنيين واحرقت الأحياء تحت المباني ولن تدرك الا الدروس الموجعة مثل ضرب المدن و المستعمرات في عمق الكيان عبر فترة استنزاف طويلة مادم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبته كل يوم وكل ساعة.
محمد الزمزاري:
أول أمس كان الاجتماع المضيق الثاني لقيادات الكيان الصهيوني كما تم استقبال المسؤول العسكري الأمريكي و كذلك بعض المسؤولين الامريكان الآخرين خلال الأسابيع الماضية.
والواضح ان اللقاءات كانت تتمحور حول فتح جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان تحت ذريعة إعادة السكان المهجرين جراء صواريخ و مسيرات حزب الله… أثناء ذلك اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا لم تتمكن المضادات من اسقاطه وبلغ هدفه قرب تل أبيب بدقة مما آثار فزعا كبيرا لدى السكان …وتوعد نتنياهو الحوثيين بعقاب جديد … هذه بعض المؤشرات زيادة على عمليات الاستنزاف اليومية التي نجح خلالها حزب الله في ضرب مواقع عسكرية متعددة شمال وغرب الكيان و كذلك على هضبة الجولان المحتل.
كل هذه مؤشرات لكن لعل اهمها هو ما حصل امس من تفجير اسرائيل لمسالك شبكات اللاسلكي بلبنان و قتل عدد من المواطنين بالإضافة إلى مقاومين تابعين لحزب الله وجرح اعداد كبيرة جدا من مستعملى الهواتف.
جدير بالتذكير ان الصهاينة يسيطرون على شبكات الهواتف منذ اكثر من عشر سنوات كافية مهمة من آليات الاستخبارات و الاغتيال و المتابعة وخلال السنوات الماضية تم كشف عملية خطيرة تقوم بها مصالح المخابرات الصهيونية ممثلة في مسك نسخ من شرائح الهواتف لعدد مهول من المسؤولين… ا
ثر عملية التفجير اليوم هدد حزب الله برد سريع قد يطال مسالك الكهرباء بعدد من المدن او أحد المراكز الحساسة الأخرى وهو ما سيكون الذريعة المناسبة لنتنياهو الهارب إلى الامام لإعلان الحرب على لبنان وربما توريط الولايات المتحدة في نزاع إقليمي وارد الوقوع.
فرصة سانحة لنتنياهو لخلق ذريعة لمواصلة تمسكه بالكرسي و هروبه من اية محاكمة داخل الكيان او خارجه كما قد تكون فرصة أيضا لمساندة فعلية للفلسطينيين و فرض عملية استنزاف على كامل الأرض المحتلة و عدم استثناء اية منشآت او مدن قد يكون الدرس الأكبر للكيان الصهيوني منذ انشائه سنة 1947 ..
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
استطلاع
صن نار
- منبـ ... نارقبل 23 ساعة
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
- ثقافياقبل يوم واحد
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
- اقتصادياقبل يوم واحد
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
- اقتصادياقبل يوم واحد
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
- صن نارقبل يوم واحد
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
- داخلياقبل يوم واحد
النفيضة: وقفة احتجاجية لأهالي “دار بالواعر”… على خلفية سقوط تلميذ من حافلة
- صن نارقبل يوم واحد
حرب أوكرانيا… رسالة روسية في شكل صاروخ قادر على الدمار الشامل
- صن نارقبل يوم واحد
لندن.. “طرد مشبوه” يتم تفجيره قرب السفارة الأمريكية