جور نار
ورقات يتيم … الورقة 74
نشرت
قبل 4 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
ان تعمل في قطاع الاعلام بانماطه المختلفة… مكتوبا ومسموعا ومرئيا… ليس امرا مُتاحا للجميع من جهة، وليس بالضرورة ان تنجح في مثل هذه الاعمال ..
انا كنت ومازلت من المؤمنين بأنّ الاعلامي هو صاحب رسالة بناءة فهو اوّلا لسان الاخرين وخاصة لسان المحرومين والمظلومين بعيدا عن الاحتواء وعن أبواق البلاط او الاحزاب… فهو بالقلم او المصدح او الكاميرا صورة عاكسة ومناضلة من اجل ذلك الذي لم تُتح له الفرصة كي يعبّر عن افراحه واتراحه… ومن ثمة يكون رجع الصدى الايجابي من المستهلك… والاعلامي الذي لا يتفاعل معه المتلقّي تفاعلا واعيا عميقا قد يخلق (البوز ) لفترة زمنية وجيزة ولكن قدره حتما سيكون كفقاعات المطر عند نزولها… تنتفخ في زهو ثم تختفي… ومن المخجل انّ هؤلاء تكاثروا بشكل رهيب بعد 14 جانفي 2011 ولم يدركوا يوما انّ الكلمة اخطر من الرصاصة … فالرصاصة تقتل فردا اما الكلمة فباستطاعتها ان تقتل شعبا…
انظروا ما آلت اليه وسائل الاعلام بعد 2011 وماذا اثمرت من اولاد مفيدة الى اولاد عواطف… جيل مهمّش لا قيم له… امكانياته الفكرية محصورة في مشطة شعر كالهدهد وفي بنطلون متعدد النوافذ… والغريب في الامر انّ اباطرة هذه التوجهات الممنهجة تصوّروا انهم بهذه الانماط الاعلامية سيواجهون التطرف والارهاب… في حين انّ النتائج ستكون كارثية يوما ما، وسينقسم التونسيون الى قطيع من متطرفين اسلاميين من شاكلة (وَ إذا قِيلَ لَهُمْ لا تًفسِدوا في الارضِ قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)… والى قطيع ثان من جيل الفراغ والزطلة والعبث… وتصوروا فقط هذين القطيعين يوما ما في مواجهة… انها حتما الطامة الكبرى لانهما سيكونان بيادق لحرب يقتل فيها الاخ اخاه والاب ابنه… بينما ينعم اباطرة القطيعين برغد الحياة …
كنّا في جريدة الايام ومنذ انطلاقتها في 5 ديسمبر 84 نحمل نفس هذه القناعات… وكان شعارنا “لا نجامل ولا نعادي” ولكن ايضا آمنّا جدا بالمتلقّي (اي القارئ) واوليناه عناية فائقة وخصصنا له مساحة اسبوعية تحت عنوان (صحافة الرسائل) قال عنها رئيس التحرير صديقي نجيب الخويلدي في عدد 14 مارس 1985: ستلاحظون انطلاقا من هذا العدد انّ صحافة الرسائل تمكّنت بفضل السياسة التوسّعية (وارجوكم لا تسيئوا الظن بهذه العبارة) تمكنت ان تحتلّ صفحة ثانية بعد مفاوضات طويلة وعسيرة كان فيها عبدالكريم قطاطة المحامي رقم 1 عن هذه الصفحة حيث قال عبدالكريم بالحرف الواحد: {المستمعون في حاجة الى مساحة اكبر .. علينا ان نشعرهم ان لم يشعروا الى الان، ان الجريدة مِلك لهم وانّه ليس لنا حقّ الامتياز حتى نكتب نحن عشرات الصفحات ونملأها بما يخطر لنا، فيما نحرمهم وعددهم بالالاف من المساهمة في تأثيث الايام وانتقاء بضائعها}… قاطعت عبدالكريم لأقول: (اردت ان تقول القرّاء طبعا لا ان تقول المستمعين) .. ضحك عبدالكريم وضرب على جبهته براحة كفّه وقال: الوسّادة ما غلبتش الولاّدة …
وفعلا كان لحضور القرّاء في صفحات الجريدة وحتى في بعض اجتماعات اسرة التحرير بتونس، وزنا كبيرا ومما يّحسب للايام انها اتاحت الفرصة بل مكّنت العديد لا فقط في ممارسة حقهم في الكتابة في صفحاتها بل لتّقيم الدليل على انّ في معشر القرّاء اقلاما تتفوّق وبكلّ امانة على العديد منّا وتبعث بنرجسيتنا وغرورنا للجحيم … وهنا تحضرني بعض الاسماء والتي اعتبرها من خيرة الاقلام في الكتابة شكلا ومحتوى …عبداللطيف الحداد… ياسين البازمي… منجي الشلباوي… فوزية الشرقي… الحبيب بلقاسم…
اعود الان الى الولاّدة اي الى اذاعة صفاقس… المدّة الاولى وبعد ان عّين الزميل محمد عبدالكافي رحمه الله على رأس ادارتها كانت ضبابية … وهنا اعني علاقتي به … لم تكن بيننا لا علاقة ودّ ولا علاقة حرب… هدوء تام ..لكن كنت دائم التساؤل بيني وبين نفسي …هل هو هدوء طبيعي ؟؟… للامانة لم اكن مرتاحا لذلك الهدوء ولا لتلك السلبية واللامبالاة التي كانت تظهر على ملامح مديري الجديد … كنت اعرف ان الملأ لم يهضم ولن يهضم عودتي مظفّرا الى المصدح بعد زوبعة اكتوبر 82 .. وكنت اقرأ ذلك في عيونهم خاصة بعد رحيل السيد التيجاني مقني والذين اعتبروه الراعي الحصري لعبدالكريم … لكن وهذا طبيعي ومنطقي جدا ان يتعامل هذا الصنف باسلوب (الحرب سجال) ويرقد في الخط واحيانا يعطي للذلّ كارو…حتى ينقضّ على اوّل فرصة لربح معارك اخرى …
كلّ هذه الامور من البلاهة ان لا نأخذها بعين الاعتبار في حياتنا لذلك كنت اراقب بدوري تصرفات تلك الفئة وباسلوبي ايضا .. اذ وللامانة كنت ومازلت ارقد في الخط عندما يحاول ايّ طرف استبلاهي … وذلك امّا لاستوضح الامور بكل تفاصيلها حتى لا اتسرّع في حكمي او قراري وحتى لا اظلمه… او حتى اعطيه واعطي نفسي مساحة زمنية لمراجعة الاشكال بشكل اكثر وضوحا ونزاهة … هذا يُحيلني الى مثل شعبي ذاك الذي يقول (كلّ واحد شيطانو في جيبو)… نعم … كلّ واحد شيطانو في جيبو ولكن حتى تركيبة الشياطين من وجهة نظري تختلف … هنالك شياطين فينا نحن معشر البشر تخاف منها الشياطين وينسحبون رافعين القبّعة لشيطنة ابن آدم … داخلهم سواد وحقد وكراهية …وهنالك شياطين او شيطنة كلّ همّها ان تتصدّى للفئة الاولى (تي هو القطوس يخبّش على روحو) …بل ارى من الواجب عدم الاذعان لهم واعلان الحرب الدائمة تجاههم، تلك الحرب التي تبني تؤسس وتّصلح … وفي تاريخ الشعوب امثلة عديدة لمثل هذه الحروب حيث تُستعمل الحيلة والخداع من اجل الفتك بفئة شياطين البشر …
في الفترة الاولى التي مسك فيها زميلي رحمه الله السيد محمد عبد الكافي بمقاليد الاذاعة استمرّ الكوكتيل ولم يحدث مطلقا اي اشكال مع المدير … حتى اقترب شهر ماي 1985 حيث كانت لي محادثة قصيرة مع مديري اعلمته فيها بأني في حاجة الى عطلة قصيرة للاستراحة … وافق على طلبي وتمنّى لي عودة ميمونة موفقة مشيرا الى انه عليّ ان ابحث في هذه العطلة على اركان اخرى في الكوكتيل لتجديده … اجبته على الفور: الكوكتيل متجدد بطبعه نظرا إلى أنه يتابع الاحداث بشكل فوري ودائم … نظر اليّ ولم يعلّق على ردّي … وبكلّ امانة لم اقرأ ايّة نيّة مبيتة في صمته…
في 19 ماي 85 هاتفني زميلي عبدالجليل بن عبد الله ليقول لي: (اكيد لازم نشوفك ثمة موضوع يلزم نحكي فيه معاك)… كان ذلك صباحا وتواعدنا على اللقاء على الساعة الثالثة ظهرا بنزل سيفاكس… والتقينا وكان ثالثنا زميلا تقنيا… جلّول كان مضطربا للغاية حيث وجد صعوبة بالغة في الحديث واخيرا قالها: (راهو يحبّو يوقفو الكوكتيل… وراهم عرضو عليّ فكرة تعويضك وحضّرو البرنامج اللي ماشي يعوّضك ويحبوني انا اللي نقوم بتنشيطو)… قلتلو: (وانت شنوة رايك ؟)… قللي يستحيل نقبل … والدليل انا جيتك وقلتلك باش يبدا في بالك … شكرته على موقفه وقلتلو: رد بالك يطيحوك ..راهم ماشين يغريوك بكل الوسائل … قللي اطمان صاحبك راجل …وافترقنا …
كانت عطلتي ستنتهي في اخر ماي لاعود للعمل مع غرة جوان وبعد يومين من لقائي بعبدالجليل اي يوم 21 ماي 85 فوجئت بجلّول ينشّط برنامجا اسمه نادي المستمعين محتلاّ المساحة الزمنية للكوكتيل اي من الـ10 الى منتصف النهار … يومها احسست بالخديعة المُرة … خديعة مديري الذي استغلّ غيابي ليُقصيني ويوقف الكوكتيل، ولكن خاصّة خديعة صديقي عبدالجليل الذي وعدني بأن لا يخون وخان …(حلمكم على زميلي واخي عبدالجليل لأنّه فسّر لي بعد سنوات ماذا حدث بالضبط من وسائل ضغط وتهديد لاجباره على تنفيذ المقترح …والذي اكنّ له كلّ الحبّ والودّ ويبقى واحدا من اقرب الزملاء الى قلبي)… انذاك تحرّك المارد الذي بداخلي واصبحت ارى في مديري وفي الملأ وفي جلول ايضا، العصابة الشريرة التي يجب عليّ ان احاربها وبكلّ شراسة …
تركت الامر في البداية للصحافة المكتوبة كي تعلن عن توقف البرنامج حيث كتبت الايام بتاريخ 23 ماي 85 {فوجئ احباء البرنامج الاذاعي كوكتال من البريد الى الاثير الذي ينشطه الزميل عبدالكريم قطاطة من اذاعة صفاقس بتوقف البرنامج انطلاقا من يوم الاثنين الماضي وتعويضه بمحتويات اخرى… ولا نزال الى الان لا نعرف السبب الذي توقف من اجله البرنامج، علما بان الزميل عبدالكريم كان قد اصيب منذ السبت الفائت بتوعك صحي طارئ }… فيما كتبت جريدة البيان وبتاريخ 27 ماي 85 وفي ركن “آخر لحظة”:{احدث احتجاب المنشط المعروف عبدالكريم قطاطة تساؤلات عديدة في الاوساط الاذاعية وفي اوساط متتبعي برنامجه اليومي، وقد تاكّد لدينا انّ هذا الاحتجاب لا يعود لاسباب تاديبية كما يّشاع لدى البعض… غاية ما في الامر انّه دّعي الى اعطاء تصوّر جديد للبرنامج بصورة تجعله يساير التغيير والتوجه الذي طرأ على البث المباشر، والذي يميل الى التخصص والعمل ضمن نظام المجموعات… ويبدو انّ عبدالكريم لم يقدّم التصور الجديد الى الادارة التي ستتولى بنفسها القيام بادخال التعديلات اللازمة على برنامجه، والذي مرّ على انبعاثه 5 سنوات… وقد يتولّى بذاته تنشيطه او يسند الى غيره اذا لم يعبّر عن استعداده للعمل ضمن هذا التصوّر الجديد… وتبعا لذلك اصبح عبدالكريم يعمل ضمن الاسرة التلفزية الموجودة باذاعة صفاقس في انتظار ما ستتمخض عنه المساعي الادارية من نتائج بشأن برنامجه}…
والله شيء يضحّك ويسخّف … _ مثل هذه التاويلات والتبريرات التي مازالت قائمة لحد الان في خطابات المسؤولين والتي تؤكد للمرة الالف انّ من يعتبر المستمع او المواطن غبيّا هو اغبى الاغبياء… كان هذا فعلا موقف الادارة وهو الذي ورد في جريدة البيان وساحاول تفكيك هذا الموقف فقط لابرز مدى استغباء المسؤولين للاخرين وهم يقدمون تعلاّت هي اوهن من بيوت العنكبوت …. صبركم عليّ حتى الورقة القادمة…
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد القادر المقري:
هل هو هتلر جديد؟ نيرون جديد؟ فرعون معاصر؟ حجّاج دون عمامة وبشعر أصفر ووجه شبعان وعينين ساخرتين من الجميع وقرارات لا تجامل صاحبا ولا تعترف إلا بالقوة والأقوياء… إنه الملياردير الذي أوصلته سمسرة العقارات إلى الثروة الطائلة، وسمسرة السياسيين إلى سدة الرئاسة… امتلك في حياته كل شيء… المال الوفير، الشهرة، النفوذ، الإعلام، حسناوات بلا حساب، وأخيرا مكتبا بيضاويا يحكم الكرة الأرضية وما جاورها، ولم يحتلّه قبله سوى 47 شخصا، أحدهم هو نفسه في عهدة أولى… ومن يكون غير دونالد ترامب؟
وسواء مع رئاسته السابقة (2017 ـ 2021) أو على مشارف رجعته مؤخرا، كانت وعوده الانتخابية ترعب أعتى الأفئدة، خاصة والجميع يعرف أنه إذا وعد ـ أو توعّد ـ وفى… وها أنه يجلس ثانية على كرسي جورج واشنطن ويبدأ مباشرة في إمضاء طوفان من الأوامر التي لا تبقي ولا تذر… بل هو لم ينتظر حتى الجلوس في بيروه الرئاسي، بل وفيما ما يزال سائرا في الطريق إليه، توقف برهة أمام أنصاره، ونادى معاونيه أن إيتوني بطاولة وقلم وإضبارة بها عشرات مشاريع النصوص الجاهزة للإمضاء، ونزل عليها صحح صحح بشكل احتفالي وسط تصفيق وهتاف أنصاره… وكيف لا يكبرون له وأول إمضاءاته كان على مذكرة بالعفو عن مقتحمي (ومخربي) مبنى الكونغرس المهيب الذي داسوه بالأرجل والحوافر في جانفي 2021… وهي سابقة فغرت لها الأشداق في العالم المصنّع…
بقية القرارات كانت وتستمر لا تسر عديدين… امتطى حصان أقصى اليمين في أي مكان واستفتح بموضوع الهجرة… أوقف إسناد التأشيرات وأغلق مكاتب اللجوء وأمر بطرد ملايين المكسيكيين والكولومبيين والكوبيين وغيرهم من فقراء جنوب القارة… فتح جناحا من قاعدة غوانتنامو معتقلا لحبس نسبة من هؤلاء المهاجرين… أوقف المساعدات الاجتماعية والمنح التي كانت تصرف لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني عامة… كسر قاعدة العمل عن بعد وأعطى مهلة قصيرة جدا للمستفيدين منها حتى يعودوا إلى مكاتبهم وإلا فالشارع بانتظارهم… أقال عددا من القضاة وضباط مكتب التحقيق الفيدرالي الذين لاحقوه سابقا ومعهم وسائل إعلام… انتقم من كل من له علاقة بحملة فيروس كورونا التي تسببت في سقوطه بعد العهدة الأولى… ألغى كافة حقوق الأقليات دون تمييز… ألغى الدعم على استهلاك الطاقة النظيفة بما فيها السيارات الكهربائية رغم تخصص أقرب أصدقائه (إيلون ماسك) في صنعها… نسف كل الإجراءات المتعلقة بحماية البيئة وانسحب من اتفاقية باريس حول المناخ… قطع الدعم عن منظمة الصحة العالمية وأخرج بلاده من عضويتها…
وما دامنا دلفنا نحو الباب الخارجي فهات ما قرره في شأن العلاقات الدولية… فقد بدأ بأقرب البقاع إليه إذ أرسل الجيش الأمريكي لمراقبة الحدود الطويلة مع المكسيك… في انتظار استكمال جدار عازل بطول 150 3 كيلومترا وعلو 8 أمتار مدججة بكامبرات المراقبة والأبراج والحراس المسلحين… وزاد على معاقبة المكسيكيين بفرض رسوم جمركية باهظة على كل ما يرد منهم… نفس الشيء فعله مع جارته الشمالية كندا التي أضاف إليها التحرش والتهديد باحتلالها هكذا… وعبر عن نفس الرغبة التوسعية أبعد من كندا، إلى جزيرة غروينلاند في القطب الشمالي… وفي نفس مادة الجغرافيا ألغى من الخرائط تسمية خليج المكسيك وأطلق عليه اسم أمريكا… تصدق أو لاتصدق؟ لا، صدّق فالرجل وعّاد وفّاء كما أسلفنا… وهاهو يفرض رسوما أخرى مرتفعة على الصين (عدوته الأثيرة) ويهدد الاتحاد الأوروبي ويسحب الدعم عن دلال أوكرانيا ورئيسها ثقيل الظل…
إسهال من القرارات التي كل منها يذهلك أكثر من الآخر، يصدرها بسهولة واطمئنان هائلين، ولا يهمه حتى إن تضاربت وتناقضت… مثل ما ذكرناه عن السيارات الكهربائية وإيلون ماسك الذي رغم أنه مهاجر جنوب إفريقي إلا أنه صديقه المفضل وداعمه الأول بنفوذه وثروته الأولى عالميا والمتجاوزة 500 مليار دولار… هنا لا تهمّ الجنسية الأجنبية فالدولار جنسية في حد ذاته… كما أن ترامب يكره الصين والصينيين ولكنه يجمّد أمرا بحظر منصة تيك توك واسعة الانتشار بل ويدعو مديرها ضمن ضيوفه المبجلين في حفل التنصيب… ترامب كأي يميني متطرف يتطيّر من الشيوعية وبقاياها ورائحة رائحتها، ولكنه مع ذلك معجب جدا بفلاديمير بوتين وبرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون… ولكن الثابت الوحيد في سياسته دون أي تناقض أو تضارب أو تراجع… المساندة العمياء للكيان المحتل وتلك قصة مزمنة مع كافة رؤساء أمريكا دون استثناء، ورغم كافة “الاستثناءات” التي يحفل بها ملف ترامب وسيرته ومواقفه…
ما يشدنا أكثر في كل هذا، نواح الصحافة العربية على الاتحاد الأوروبي وما سيعانيه جيراننا الشماليون من سياسة ترامب الحمائية واللامبالية تماما بمصير هذا الهيكل الخارج عن الزمن والذي اسمه الحلف الأطبسي… ترامب لا يريد أن يكون الأم تيريزا ولا الأب بيار ويرفض فصاعدا أن ينفق على غير أبناء بلده،،، أما الحلفاء فلهم الله وما عليهم سوى أن يصرفوا على أمريكا بعد أن صرفت عليهم ثمانين سنة… انتهى مشروع مارشال وانتهت المساعدات وانتهى التمييز الإيجابي الذي كانت به تحظى القارة العجوز وربما معها غدا اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية… تبكي الصحافة العربية على مصير أوروبا ولا أفهم سببا لذلك سوى أنها تنسخ وتلصق وتترجم وتتبنى ما ينشر في صحف فرنسا ألمانيا وإيطاليا… والحال أن هؤلاء ليسوا الأجدر ببكائكم يا كتبة المجاري…
لا، لا تبك يا حبيب العمر… فأوروبا الغنية القوية قد ترتعد سنتين ثلاثا أربعا من حكم ترامب، قد تصيبها خدوش وكدمات من ضرباته وضرائبه، ولكنها لن تفلس ولن تسقط… لماذا؟ لأنها وإن رزحت تحت عدوانية ترامب وقدمه الثقيلة، فإنها ليست في أسفل العمارة بل في وسطها… إذ توجد تحت قدمها بدورها طوابق أخرى ورقاب هي رقابنا… نحن سكان جنوب المتوسط وجنوب العالم وجنوب الحضارة وعمق الأرض والقبر… بائسين يائسين منذورين لدفع الجزية وتعويض الخسارة لمن فوقنا… فإذا كانوا هم (أي الأوروبيين) تحت نعال ترامب وابنته إيفانكا (التي فتح لها الأعراب بنكا)، فإننا تحت التحت، وتحت تحت التحت، كما قالت مسرحية الأخوين رحباني ذات سنة…
محمد الأطرش:
تساؤلات كثيرة أصبحت على كل ألسن المتابعين للشأن السياسي العالمي بعد عودة ترامب في نسخة طغى عليها خطابه “الامبريالي” التوسعي… وتميزت بحجم من حضروا من عمالقة الطاقة والفِكر الرقمي والذكاء الاصطناعي وأحاطوا بالساكن الجديد للبيت الأبيض يوم تنصيبه… فهل انتقلنا مع عودة “المستر” ترامب إلى عالم أكثر عنفا من كل ما عشناه سابقا حيث تتنازع كل القوى الكبرى دون استثناء على الموارد والثروات، في ظل تغيّر المناخ إلى ما هو أسوأ وفي زمن تشهد فيه الديمقراطية انحسارا في مواقعها ومستوطناتها وضيقا في مساحة تواجدها؟
هل يمكن أن يسعد سكان غرينلاند بالأمن الذي يستمتعون به الآن وهم يستمعون إلى التصريحات العدوانية لترامب وهو يكشّر عن أطماعه؟ هل يمكن ان يتذوقوا طعم النوم وهم ينامون على مليارات الأطنان من الموارد والثروات الباطنية الثمينة والنادرة التي تسيل لعاب العم سام وحفيده ترامب…؟ وهل يمكن ان يبتسموا وهم يشعرون بأنهم محاصرون في إطار لعبة جديدة بين بلاد العم سام والصين وروسيا؟ هل يمكن أن يشعر سكان غرينلاند بالأمن وهم يعيشون تدهورا مناخيا كاملا أذاب الجليد الذي كان يحميهم من النهب الامبريالي ومن أطماع القوى الكبرى؟ هل يمكن أن يبتسم سكان غرينلاند وهم مهدّدون بفتح طرق نهب تجارية وامبريالية جديدة على أراضيهم بعد أن أذاب تغيّر المناخ الجليد الذي كان يأويهم ويحميهم، فهل سيأمنون شرّ هذه الطرق وشرّ من فتحها؟
هل عاد ترامب بهدف واحد (محاولة الاستيلاء على العالم) من جديد؟ وهل يمكن اعتبار ما سيعيشه العالم في قادم السنوات مقدّمة لتوسع امبريالي كبير سيدفن المنافسة الحرة إلى الابد؟ هل ستعود القرصنة البحرية إلى تاريخها “المجيد” وتتسلح البواخر التجارية بصواريخ مضادة للطائرات ومسيّرات لتحمي نفسها من قراصنة الدول الكبرى والصغرى، والقراصنة الذين يعملون بالمناولة لحساب الدول التي لا تقدر على مزاحمة القوى الكبرى في نهب خيرات الدول الصغرى وغير القادرة على حماية تجارتها من “الحيتان الكبيرة” للإمبريالية العائدة والجديدة؟
أمام كل هذا الذي يجري في العالم، وأمام صراخ ترامب وتهديده اليومي بما سيوجع كل الدول التي قد ترفض ما يراه ويريده في نسخته الجديدة، كيف سيكون حال بقية دول العالم؟ فهدف ترامب الواضح نسبيا هو إعادة مجد الماما وسطوتها التجارية والاقتصادية والأهمّ بالنسبة لحفيد “العمّ” إعادة القدرة الشرائية لسكان الماما، والسبيل الوحيدة والأيسر لتحقيق ذلك هي الاستحواذ على كل الثروات الممكنة والمتاحة وأهمها خفض سعر البنزين لأحفاد العم سام محليا، وبالتالي أسعار النفط عالميا… ولن يكون ذلك دون تحفيز الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة وإغراق السوق العالمي كما أعلن ذلك أمام كل العالم في خطابه يوم تنصيبه متوجها لشباب بلاد الماما “احفر يا صغيري، احفر” ” Drill, baby, drill ” علما وأن الماما هي أكبر منتج في العالم… ولن يتوانى ترامب في نسخته الامبريالية الجديدة في الضغط على الدول المنتجة للنفط لكي تتخلى عن حصصها في الإنتاج، وقد يذهب إلى حدّ التهديد والوعيد لتحقيق ذلك… ويراهن ترامب كثيرا في مخططه هذا على من هم بصفّه من دول الخليج… فدول الخليج تعيش رعبا (أضمرته سياسات الماما) من عودة الفرس إلى اطماعهم ولن يغامروا برفض كل ما تطلبه النسخة الجديدة من ترامب… فهو الوحيد الذي قد يساعدهم ويدعمهم في مواجهة أطماع حكام طهران في توسيع النفوذ الفارسي وإعادة المجد لكسرى الثاني ابن هرمز…
والسؤال الأخطر هو هل تملك أوروبا وبقية دول العالم بعض الأوراق الرابحة لتقف في مواجهة أطماع “المستر ترامب”؟ وهل لها القدرة على الخروج بأخف الاضرار وهي التي أصبحت اليوم بين مطرقة العمّ سام وما يريده وأطماعه التي أعلن عنها في خطاب تنصيبه وقبله غربا، وسندان شي جين بينغ ومن معه وفلاديمير بوتين ومن يسانده شرقا؟ فبوتين يملك الغاز والكثير من الثروات الباطنية ليساوم بها من يريد كما يريد، والصين تمتلك على أراضيها وفي من يجاورها من الدول التي تدعمها وتناصرها في حربها الاقتصادية والتجارية، كل المعادن والثروات الضرورية والإمكانات التقنية والعلمية والرقمية لتحافظ على مكانتها الاقتصادية…
ماذا يريد ترامب حقّا بما صرخ به طويلا وأمام أنظار كل العالم؟؟ فهل يسعى دونالد للانقلاب على النظام الدولي الحالي الذي شكلته الماما ومن معها إثر نهاية الحرب العالمية الثانية وهيمنت عليه منذ 1945؟ وهل قررت بعض الدول الضامنة لهذا النظام العالمي والراعية له في مجلس الأمن الدولي اسقاط النظام الدولي الذي تحميه وترعاه؟ وهل يمكن اعتبار ما تضمره الماما لبعض من كان معها ولبقية دول العالم انقلابا على ما كانت أسسته وهيمنت عليه منذ حوالي القرن؟
الغريب في كل ما يعيشه العالم في السنوات الأخيرة أن من يريدون الانقلاب على النظام العالمي الذي أسسوه ليسوا حلفاء ولا أحد يضمر خيرا للآخر، جميعهم يريدون السيطرة على هذا العالم بشكل أو بآخر… وجميعهم أعلنوا الحرب اقتصاديا وتجاريا على بعضهم البعض… فـ”شي جين بينغ” اليوم ليس ذلك الذي عرفناه سابقا، والصين ليست صين ماو التي عرفناها، وفلاديمير بوتين ليس فلاديمير الذي الفناه سابقا، وروسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي سابقا… وترامب في نسخته الجديدة مخالف تماما لنسخته القديمة… وجميعهم يريدون السيطرة على العالم، فالصين تريد غزو العالم تجاريا واقتصاديا وقد تستعمل كل أسلحتها التجارية والعلمية والتكنولوجية للتفوق على الجميع والاستحواذ على كل الأسواق الممكنة للسيطرة على العالم… وروسيا تريد أن تعيد مجد السوفيات سابقا من خلال استرجاع من كانوا يوالونها ومن كانوا تحت سيطرتها اقتصاديا وتجاريا وربما يصل الامر إلى الحلّ العسكري إن لزم الأمر… ففلاديمير مصاب بجنون من سبقه من زعماء الاتحاد السوفياتي، ألم يكن احد اعوانهم قبل أن يحطّم غورباتشوف جدار برلين بعد أن أغراه ريغن بمعسول الكلام؟ أما ترامب السعيد بعودته إلى البيت الأبيض فإنه يريد إعادة ما وقع سنة 1812 حين هاجم الأمريكيون البريطانيين في الشمال، محاولين طرد من ينعتونهم بالمستعمرين الأوروبيين من قارتهم فهم يعتبرون كل القارة لهم وباسمهم، كانوا يريدون ضمّ كند وتحويلها إلى ولاية من ولاياتها لكنهم فشلوا ونجحت كندا في أن تصبح دولة مستقلة إلى يومنا هذا… كما يريد دونالد المسكين الاستحواذ على قناة بنما للاستئثار بمداخيلها، وسال لعابه أيضا على ثروات غرينلاند مجاهرا بأنه يريدها ولا أحد سيمنعه منها…
هكذا تحوّل حماة ورعاة النظام الدولي إلى قراصنة يريدون اقتسام ثروات العالم وتمتيع شعوبهم بخيراتها دون غيرهم… هكذا عاد العالم إلى عقلية “قانون الأقوى”… ألم يقترح ترامب وكأنه الآمر الناهي، أقول ألم يقترح دون خجل من اقتراحه نقل أو تهجير مليوني فلسطيني من غزّة إلى دول عربية مجاورة… وقد ينجح في ذلك فلا غرابة أن يرفع بعض زعماء الدول العربية المجاورة اياديهم مرحبين مهللين راقصين مزغردين بمقترح مولاهم “دونالد”… فهل أصبح الربّان قرصانا في زمن ترامب وخلاّنه؟ وهل سيصرخ بعض العربان “جاكم القرصان يا ڤدعان”؟؟
عبد الكريم قطاطة:
ليس من عاداتي الخنوع والصمت امام ايّ ظلم او ظالم .. لذلك لم اكتف يومها بالتنديد امام مكتبي وبصوت عال وغضب شديد بذلك الاستجواب الذي طالبني فيه مديري بتفسير عدم امتثالي للتوقيت الاداري دخولا وخروجا للاذاعة… بل ولتوّه دخلت مكتبي لاردّ عليه كتابيا وبخطّ يدي وباسلوب لم اكتف فيه بالشراسة بل كنت وقحا للغاية…
نعم وتعمدت تلك الوقاحة لاثير غضبه وبكل استفزاز… واحتراما لروحه رحمه الله لن انشر تلك الكلمات الوقحة وهاكم ردّي عليه:
(الى السيد عبدالقادر عقير مدير اذاعة صفاقس، وصلني مكتوبكم حول مواظبتي في الحضور بمقرّ عملي في التوقيت الاداري … وانني حيث اشكر سعيكم لتنبيهي لمثل هذه المخالفات فانني اودّ ان اشير الى الآتي: اوّلا من المفروض ان يقع لفت نظري لهذا الامر منذ اواخر 1998 تاريخ تسميتي على رأس مصلحة البرمجة بعد ثلاث سنوات ونيف … ثانيا ارجو ان يشمل هذا الاجراء عديد المسؤولين والاعوان وخاصة عديد (تيلت) اللواتي يُسمح لهنّ لا فقط بالتاخير بل بالتغيّب والاذاعة بكلّها تعرف ..على حدّ تعبير ولد الجزيري بعد سنوات يرحم والديه … ثالثا ..ارجو ان يقع حذف الـ 254 دقيقة مجموع تاخيري في 5 ايام، من الـ432 ساعة التي حوصلت انتاج برنامج اذاعة بالالوان دون ايّ مقابل مادّي ودون عطلة اسبوعية على امتداد 5 سنوات منذ توليك ادارة اذاعة صفاقس … رابعا شكرا يا صديقي على هداياك التي ما انفكت تتهاطل عليّ في عيد ميلاد اذاعة صفاقس الاربعين)…
وطبيعي جدا ان يردّ الفعل امام مكتوبي الساخر والشرس فكان اوّل ردّ فعل ان ارسل لي استجوابا عبّر لي فيه عن غضب رئيس المؤسسة لمكتوبي الذي ارسلته له… وجاءت بعد ذلك الاحداث لتؤكّد عكس ما قاله .. ثمّ ارسل لي وبتاريخ 29 ديسمبر استجوابا كتابيا اخر يؤاخذني فيه على بث نفس الاغاني في يوم واحد… ومن المبكيات المضحكات انني انا من اصدرت مذكرة في هذا الغرض منذ توليت رئاسة المصلحة، وكلّفت بها الزميل المسؤول عن الدليل اليومي لبرامج الاذعة حتى يقوم بالتثبت وفعل ما يجب فعله… لكن وهذا ما اشعرت به مديري في ردي على استجوابه الكتابي الاخير …بالقول: (كيف اراقب دليل البرنامج وهو لم يعد يصلني؟ ..وكيف اراقب البرامج المسجلة والمسؤول عنها لم يعد يرسل اليّ تقريره الاسبوعي؟ ..وكيف اتابع تقارير قسم المتابعة وهي لم تعد تصلني ايضا؟ …
يعني ادفع فاتورة التلفون وانا ما عنديش تلفون ..اي نعم منذ 6 اشهر اصبحت رئيس مصلحة كذّابي …والاغرب انه يعرف ذلك ..واغرب الاغرب انه يردّ عليّ بالقول هذه امور تهمك وحدك ..لانك في الاخير انت المسؤول الاول عن المصلحة وعن كل الاخطاء التي تقع فيها ..اعيد القول دخلنا مرحلة (قاتلك قاتلك)… لكن ردّ الفعل الذي كان الاشرس والمفاجئ انه يقوم باعداد الشبكة الجديدة التي على الابواب دون حضوري او استشارتي كرئيس مصلحة اولا وكمنتج ثانيا .. وتصلني الشبكة الجديدة بكل عناوينها الجديدة وباسماء منشطين لا اعرف عنهم شيئا ولم يخضعوا لكاستينغ ولا لفترة تكوين… بل وفي مرحلة متقدمة نسبيا كلّف احد الزملاء بتكوينهم وهو الذي لم يكن يوما منشطا بل هو اصلا في حاجة الى تكوين وشامل ايضا …
راجعت الشبكة فاسترعي انتباهي تقليص برنامج اذاعة بالالوان من 3 ساعات الى ساعتين ..هكة معناها دون احترامي كمنتج ودون احترامي كرئيس مصلحة البرمجة …لم انتظر طويلا وحملت الشبكة الجديدة وتوجهت الى مكتبه ليس فقط للاستفسار بل للتعبير عن رفضي شكلا ومضمونا لمثل هذه الممارسات الرخيصة .. طلبت من سكريتيرته الاذن بالدخول اليه فاجابتني بالرفض ..نعم رفض مقابلتي … توجهت مباشرة الى زميلي زهير بن حمد المدير الفرعي للبرامج وقلت له بالحرف الواحد: بلّغ مديرك اني مانيش خضّار نبيع في البصل اليوم بـ500 فرنك وغدوة بـ 550 فرنك (نحكي على البصل متاع 2001 موش بصل 2024 اعزّ الله قدره) … واضفت: قول لمديرك اللي رفض يقابلني ما يقلقش معادش لا نمشيلو ولا نقابلو وانا منسحب من البرنامج …
كنت اعرف في قرارة نفسي انّ مديري كان ينتظر وبسعادة مثل موقفي هذا ..لذلك وجدته مستعدا للبديل الذي حضر في نفس اليوم وهو احد المنشطين الشبان انذاك (نزار الشعري) هاكة اللي ترشّح للانتخابات الرئاسية ..اي نعم وروسكم هاكة هو … وكلفه بتعويضي في برنامج جديد وبمحتويات جديدة …هنا لابدّ من القول انّ مثل هذا الاجراء هو منطقي للغاية ..اذ انّ الاذاعة لا تقف على عبدالكريم او غيره ..بل يجب سد ايّ فراغ … لكن ما اعيبه على مديري انّ الامر كان مدبّرا بليل ..ثم إن نزار ولاسباب أجهلها تماما لم يعمّر كثيرا كبديل لعبدالكريم… اذ انّي فوجئت بشاب اخر يعوّض نزار وهو قيس الحرقافي، احد الذين تتلمذوا على يديّ ..وهنا لم اعب عليه صنيعه ..كانت فرصة بالنسبة له واذا موش هو غيرو، ويدفع على تلك البقعة الهبوط كان لزم …بل وشجعته على المضي في تجربته ..
وانتهت علاقتي تماما باذاعة صفاقس كمنشط ولم اعد الى برنامج اذاعة بالالوان الا في 6 ماي 2011 اي بعد هول ما وقع في تونس في جانفي 2011 …وذاك الامر الجلل ساعود اليه في قادم الورقات… اعود لما ذكرته لكم حول موقف الرئيس المدير العام والذي قال عنه مديري انه غاضب من ردّي على استجوابه الكتابي حول التوقيت الاداري ..كنت ذكرت لكم انّ الاحداث اكّدت عكس ذلك تماما ..الرئيس المدير العام انذاك كان السيد عبد الرؤوف الباسطي ..وكان يكنّ لي كثيرا من الودّ والتقدير ..وعندما ساءت الاحوال عند توقفي عن تنشيط برنامج اذاعة بالالوان وغضب المستمعين من ادارة اذاعة صفاقس… كلّف الباسطي مدير القنوات الاذاعية انذاك السيد كمال عمران رحمه الله، بزيارة تفقدية لاذاعة صفاقس واستطلاع الاجواء خاصة والادارة العامة وفي كل الاذاعات مقبلة على ترسيم عديد العرضيين… وكلّفه خاصة بجلسة مصالحة بيني وبين مديري….
وحضر المرحوم كمال عمران وكانت الجلسة الاولى مع موظفي اذاعة صفاقس ومع العرضيين… وكانت الاجواء صاخبة وتناهى الى مسامعي انّ المدير قدّم قائمة تضمّ مجموعة من الاسماء المقترحة منه لترسيمهم… ولم تحتو هذه القائمة اسماء كل العرضيين الذين تربطهم علاقة جيّدة بعبدالكريم قطاطة… وجنّ جنوني وعند انتهاء الاجتماع الصاخب توجهت بالحديث مباشرة للسيد كمال عمران وبالقول انّ ما سيحدث في الترسيم يُعدّ جريمة وظلما تجاه اناس لا ذنب لهم سوى انهم يكنون الاحترام والتقدير لشخصي… بتسم السيد كمال عمران وقال لي وهل تظنني غافلا عن ذلك ؟ هات لي قائمة في الاسماء التي تعتبرها ضحية وأعدك باني سآخذ الامور بكلّ جدّية وعدل ..وللامانة وللتاريخ وفى بعهده ..
قبل ان اشكره واغادر جذبني اليه بعيدا عن الاسماع وقال لي: سي عبدالرؤوف مسلّم عليك ويحبني نعمل قعدة معاك انت وسي عبدالقادر للمصالحة .. قلت له شكرا لسي رؤوف وشكرا ليك انت اما باش نكون واضح معاك، انا كلّي استعداد لكن راني اللي نؤمن بيه نقولو ولو يتغشش مني سي عبدالقادر ..ابتسم وقال لي: قول وين المشكل وراهو سي عبدالرؤوف يحبك برشة وانا والله نحبك …كان ردّه رسالة طمأنة بالنسبة لي واتجهنا معا لمكتب السيد المدير لتلك الجلسة المشهودة ..
ـ يتبع ـ
الضعيف والأضعف
اختتام ورشة عمل “مراقبة الملوثات بالمواد الغذائية وأغذية الحيوانات”
في شراكة نوعية… منبر”منارات” بأكودة يكرم الدكتور منصف بن عبد الجليل
حفل استقبال تحت شعار “زيت الزيتون التونسي، كنز وطني نتشاركه مع العالم”
“جاكم القرصان يا ڤدعان”!
استطلاع
صن نار
- جور نارقبل 8 ساعات
الضعيف والأضعف
- صحةقبل 16 ساعة
اختتام ورشة عمل “مراقبة الملوثات بالمواد الغذائية وأغذية الحيوانات”
- ثقافياقبل 16 ساعة
في شراكة نوعية… منبر”منارات” بأكودة يكرم الدكتور منصف بن عبد الجليل
- اقتصادياقبل يوم واحد
حفل استقبال تحت شعار “زيت الزيتون التونسي، كنز وطني نتشاركه مع العالم”
- جور نارقبل يوم واحد
“جاكم القرصان يا ڤدعان”!
- اجتماعياقبل يوم واحد
إتفاقية تكوين وتشغيل بين تونس وفرنسا
- صن نارقبل يومين
الاحتلال يمنع وكالة “أونروا” من النشاط في القدس المحتلة
- اقتصادياقبل يومين
مع تقلص التهديدات الحوثية للبحر الأحمر… رجوع تدريجي للملاحة عبر قناة السويس