بغداد ـ مصادر
أوقفت قوات الأمن، في كردستان العراق، فجر الجمعة، السياسي المعارض “لاهور شيخ جنكي”، وهو ابن عم قياديي أسرة طالباني النافذين في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، بعد ساعات من اشتباكات مسلحة، على ما أفاد به مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية”.
وكان جنكي في الماضي مسؤولاً كبيراً في الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الحزبين الكرديَّيْن التاريخيين بالإقليم، الذي يهيمن على مدينة السليمانية، قبل أن تنشأ خلافات بينه وبين ابنَي عمّه بافل وقباد طالباني.
وقد اندلعت، فجر الجمعة، اشتباكات في السليمانية بكردستان العراق بين قوات الأمن التي شنّت الهجوم، وعشرات المقاتلين المسلّحين الذين كانوا يحمون الرجلَين، فيما سُمعت أصوات إطلاق النار في كل أنحاء المنطقة.
وقُتل 3 في صفوف قوات الأمن، وأُصيب 19 آخرون في الاشتباكات المسلّحة فجر الجمعة التي أُوقف على إثرها السياسي المعارض “لاهور شيخ جنكي”، حسبما أفاد به مسؤولان أمنيان.
وقال مسؤول رفيع في قوات الأمن الكردية (الأسايش)، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس بريس: “قُتل ثلاثة من منتسبي القوات الأمنية، أحدهم يتبع لقوات مكافحة الإرهاب، والثاني لعمليات (الأسايش)، والثالث لقوات (الكوماندوز)… وأُصيب 19 آخرون” من قوات الأمن. وأكّد مسؤول أمني ثانٍ الحصيلة.
وأكّدت المديرية العامة لمكافحة الإرهاب في السليمانية، في بيان لها، مقتل أحد منتسبيها “أثناء مشاركته في تنفيذ قرار قضائي لاعتقال مجموعة من المطلوبين”.
وقال المتحدث باسم محكمة السليمانية، ن القضاء “أصدر، الخميس، أمر قبض” بحق جنكي وعدد من الأشخاص، بتهمة “تشكيل مجموعة لزعزعة الأمن والاستقرار”، مشيراً إلى أنه “قد يُحكم عليه بالسجن مدة لا تقلّ عن 7 أعوام، في حال ثبوت التهمة”.
وأُبعد جنكي تدريجياً منذ 2021 عن مركز السلطة، وعن المناصب الأمنية التي كان يشغلها، جرّاء خلافات مع ابنَي عمّه. وأشار في ذلك العام رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، إلى أنه تعرّض لمحاولة تسميم، موجّهاً أصابع الاتهام إلى المقربين من جنكي في مجال الأمن.
وأسس جنكي، المولود عام 1975، الجهاز الكردي لمكافحة الإرهاب في السليمانية، وأداره لأكثر من 10 أعوام، قبل أن يتولى رئاسة وكالة استخبارات تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وفقاً لموقعه الالكتروني الخاص.
وتَشارك لفترة وجيزة مع ابن عمّ له في رئاسة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي عام 2024، أسّس حزبه الخاص، الذي أطلق عليه اسم “جبهة الشعب”، والذي يتمتع اليوم بمقعدَين من أصل 100 في برلمان إقليم كردستان.
وفي حين يقدّم الإقليم نفسه على أنه واحة للاستقرار، في بلد بدأ يشهد أخيراً استقراراً نسبياً بعد 4 عقود من النزاعات، يندد ناشطون ومعارضون بالفساد المستشري فيه وبالإيقافات التعسفية وانتهاكات حرية التجمع والهجمات على حرية الصحافة.
وفي 12 أوت (آب)، أُوقف السياسي المعارض شاسوار عبد الواحد زعيم حركة الجيل الجديد، في منزله بالسليمانية، ووُضع قيد الاحتجاز في قضية تشهير.