أيّ نار !

أشغال مملّة ومعاناة لا تنتهي في أريانة … هيا يا أسيادي، كمّلتوشي؟؟؟

… وفي رواية أخرى “ما خلط العايط من السرس ..كان ما اتخذت الحمادة” !

نشرت

في

يبدو أن عشقي لما كانت تسمى مدينة الورود أريانة المزيانة قد اخذ في التآكل والتضاؤل والفناء … كيف لا ونحن امام معاناة يومية حيكت لنا كمتساكنين بفعل فاعل يواصل اجرامه في كل لحظة وفي كل ثانية, يقتل فينا كل ذرة للحب تحملها جنباتنا نحو هذه الرقعة الرائعة التي صدق فيها المثل القائل “لو كان اريانة فيها بحر ,ما يمشي حد للقبر”…

<strong>نبيل بن زكري<strong>

البحر غائب يا سادتي والبرّ يبكي وينوح راثيا اقتلاع الورد والخضرة وينقلب الوجه الحسن حينها إلى وجوه مكشرة تعبة “حالها يسخف الحجر” … يبدو أن مدينة أريانة ستواصل معايشتها وعشرتها للأيام الصعبة في مطلع هذه الشتوية والفترة التي تليها، بعد أن توطدت هذه العِشرة على امتداد سنة ونيف ذاق فيها المتساكنون والمارة أنواعا منوعة من العذابات طالت أجسادهم ووسائل تنقلهم، ولم تعد سيارات الأجرة قابلة للدخول في هذه الحظائر والشوانط التي لا تنتهي في لخبطة لا تنتهي في قلب التبلبيز التونسي…

إنها حاشاكم أشغال قيل عنها “كبرى” لحماية مدينة أريانة من الفيضانات هههههه….صرخة تأفف وملل تصل إلى مستوى الفزع من المتساكنين في أحياء النزهة والمستقبل والتعمير و غيرها وما حولها، جراء أشغال مطبوعة بطابع التفرفيش وقلة النظام اطرافها المتدخلة والمتداخلة في ذات الوقت تتقاذفنا مثل”الكورة بين الذكورة”، كلما استوضحنا أمرا أو طالبنا بشيء و الكل يحمّل الآخر المسؤولية ,

إنهم بلا ثقة بل هم بلا مصداقية و أكاد أقولها هم بلا وطنية، يتلذذون رؤيتنا في الطبعة للعنكوش وفي المياه الآسنة صحبة الحشرات والزواحف واليرابيع والفئران، لا نجد رصيفا صالحا للمشي ولا طريقا سالكة للكبار والمسنين والحوامل والمعوقين,.. وهذا ما جعل الوالي المسكين في جدال يومي معهم وكثيرا ما يلتجئ إلى اصطحاب عدول تنفيذ للمعاينة وتحميل المسؤوليات، للضغط على هؤلاء المتهربين المتنطعين اللامسؤولين …

سادتي هذه هي حال أريانة التي كانت في فترة من تاريخها مزيانة, أما الآن فهي عريانة قريانة قرسانة تعبث بها الأيدي الجوعانة , و يبدو أننا ما زلنا مقبلين على أيام صعبة طالما أن الأشغال لا تريد الانتهاء … و أعلمكم في النهاية أن سيارتي كأغلب سيارات أولاد حومتي، فشلت اليوم في اختبار الفحص الفني لاسباب تتعلق بالتوازن وبالعجلات والمخمدات وغيرها. والفضل كل الفضل يعود إلى الأشغال المؤبدة التي فرضت علينا قسرا وقهرا, يبدو و الله أعلم أن أحفادنا هم الذين سيحضرون على اكتمال الأشغال التعيسة التي لا تنتهي بمدينة اريانة…

خيّبكم الله كما خيبتم الوطن حاشى اللي ما يستاهلش.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version