أيّ نار !

جملة اعتراضية … تدعم الودّ ولا تفسد له قضية

نشرت

في

فرسان المباشر الجدد في الاذاعة الوطنية 1986 (1)” هو عنوان مقالي الذي صدر بجريدة “جلّنار” الاسبوع المنقضي … و إني إذ أسجل تفاعلكم مع محتواه و اقدّر سيل الذكريات الذي داعب ذاكرتكم، بل وأكاد احس بدمعات حرّى على وجنات البعض الاخر منكم، و أحترم كل التعليقات التي صدرت عنكم، وهو دليل على الاهتمام والتمحيص والقراءة المعمقة …فاني اجد من الفائدة ان اوضح بعض المسائل تفاديا للبس والانزلاقات التي قد تأخذنا اليها عوامل طول المدة واختلاف الروايات…

<strong>نبيل بن زكري<strong>

امّا عنّي انا، فكنت شاهدا على العصر مساهما فيه وأصر كل الاصرار على روايتي لأنها قطعة من وجداني عايشتها وأثّرتْ فيّ وأثرتُ فيها اليس كذلك؟ كتبت هذا المقال وأنا ادرك أهمية عملية التأريخ وخطورة التعامل معها، حيث ان التحري الصادق يبقى هو أساس المسألة … فأنا لا اكتب خواطري وانطباعاتي، بل أنا راصد أمين لأحداث جدّت في الواقع و وثّقها الزمن، وكاتب التاريخ أمين، يستند على التواريخ، وعلى تسلسل الأحداث، وكيف وقعت، ويحللها، و يفسّرها، ويراعي الربط بينها …

“فرسان المباشر الجدد في الاذاعة الوطنية 1986 (1)” مقال واضح من عنوانه، فمجال اهتمامه هو سنة 1986 وهو تاريخ مفصلي مهمّ، حيث تم فيه تقريبا للمرة الاولى اخضاع انتداب المنشطين الى مبدأ التناظر … وهذا يعني محاولة – و ان احتشمت- محاولة في دمقرطة عملية قبول عناصر جديدة، او هكذا قيل لنا مع ما كانت تشهده عمليات القبول السابقة من صعوبة وتشدد تصل الى إجراء ابحاث امنية تخص المترشح ,

إذ كثيرا ما كان الاقربون يحظون بالمعروف بحكم القرابة او التوصية، ونحن كثيرا ما حظينا بالوعود والتسويفات التي تختم بتأجيل عملية الانتداب من اصلها … وكثيرا ما التجأت الى الكتابة الصحفية منذ سن السادسة عشرة، فاحتضنتني جرائد مثل “الأنوار” و”البيان” وكفكفت دموعي جريدة “الأيام”، التي اشتكيت فيها من الغبن و ابواب الاذاعة الموصدة آنذاك.

وعليه فإنني ألوم بكل لطف وأدب مَن مر مرور الكرام بالعنوان، و لامني بلطف هو ايضا عن عدم الحديث عن القيدومة السيدة مليكة بن خامسة او عن اسماء اخرى هي موجودة قبل تلك الفترة … على انني سأعود إليها في مقالات قادمة بحول الله في اطار التحقيب اي وضع الوقائع و الأشخاص و منجزاتهم في سياق الحقب الزمنية و التاريخية.

لقد تعمدت التجريح في ذاكرتي تواضعا رغم تماسكها بفضل الله وبآلياتها ومنهجها العلمي، وذلك درءا لأي شك محتمل وان كان لا يتجاوز نسبة 0,01 بالمائة … لذلك ادعوكم الى الاطمئنان الى ما سيرد في قادم الكتابات … وسوف تكون لنا مساحات متنوعة للتذكر وللحديث عن اعلام الاذاعة ورجالاتها ونسائها بمختلف تخصصاتهم على امتداد سنوات طويلة، جمعتنا فيه لذة العمل الجدي ومجالات الابداع وجلسات الاخوة الصادقة…

ألم اقل لكم في اكثر من مناسبة إنها دارنا، دار الاذاعة والتلفزة التونسية ؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version