جور نار
سلاسل العنكبوت (4)
نشرت
قبل 8 أشهرفي
تحدثنا المحطة الماضية عن فلتات المسلسلات التلفزية في دولة بلا رقيب ولا حسيب… وعن الحرية التي لا يأخذها عندنا سوى المنحرف والشاذّ والمنبتّ والمتعجرف… هذا عن المحتوى، فماذا عن المستوى؟
فنيا… مسلسلاتنا الحالية لا ترقى في معظمها (وبكامل التسامح) إلى ما ينجزه طلبة الفنون السمعية البصرية في مشاريع ختم دروسهم … أي ذلك العمل التطبيقي الذي يرفقه الطالب برسالته النظرية… وأذكر أننا في السنة الرابعة ورغم أننا لم نكن مطالبين بشيء من هذا في ذلك الوقت، إلا أن زميلنا يونس الزمني (وقد أصبح في ما بعد صحفيا وشاعرا على غاية الرقيّ) شاء أن يجتهد ويقدم في مادة السينما محاولة صغيرة في التصوير والإخراج … وفعلا وبوسائل بسيطة قام بإنجاز فيلم قصير جدا وعرضه في قاعة الدرس … ورغم أن “الفيلم” كان حافلا بأخطاء شتى يبررها صغر سن وانعدام تجربة صاحب العمل، فقد صفقنا طويلا وصفق أستاذنا المخرج السينمائي فريد بوغدير تشجيعا لهذه المحاولة والمبادرة…
ولئن عذرنا زميلنا وشكرناه… وما زلت إلى اليوم معجبا بمجهوده بيننا ونحن وقتها نعجز حتى عن مسك آلة تصوير جيب عادية، فكيف بكاميرا “سوبر 8” مع ما تبع ذلك من عمليات كما فعل المرحوم يونس… لئن عذرنا الطالب الهاوي، فهل يمكن أن نفعل ذلك مع من يقال عنهم الآن مخرجون محترفون؟ … أخطاء يونس كانت منحصرة في “ارتعاش” الكاميرا بين يدين غير متمرّستين، وفي ضبابية الصورة أحيانا، وفي انعدام الصوت ربما … لكنه لم يصور شخصا يسافر في حافلة ذاهبة من يمين الشاشة إلى يسارها، وبعد ذلك يصور نفس الشخص “راجعا” ولكن حركته كانت أيضا من يمين الشاشة إلى يسارها… دون الحديث عن حلقة مفقودة متمثلة في نزول ذلك الشخص من تلك الحافلة قبل عملية رجوعه … بل ودون أن نتثبت أيضا من هوية الشخص الراجع بما أن المخرج صوّره في لقطة بعيدة جدا لا تسمح لك بالتعرف عليه … وما علينا سوى الاستنتاج وأنت وحظك …
نعم… حصل ذلك في مسلسل “رقوج” عندما يئس البطل وقرر ترك القرية والعودة إلى العاصمة، ثم يبدو أنه أعاد التفكير وصمم على مواصلة البقاء في القرية وبناء المدرسة فنزل من الحافلة لا أدري متى وأين، وقفل راجعا إلى بلدة رقوج … وهذا من أخطاء الربط (Faux raccords) التي تحفل بها أفلامنا ومسلسلاتنا ومنها هذا المسلسل … فضلا عن العجز عن تصوير لقطة حادث مرور أو اقتصار جريمة على وضع “شريطة” في عرض الطريق … والله العظيم … دون ذكر الإطناب في رقصات عبثية يقوم بها كل 5 دقائق ممثلو المسلسل جماعيا أو فرديا في الهواء ودون أي داع …
العبث هو العنوان الأبرز لكافة أعمالنا الدرامية والسينمائية، ربما تأثرا مبالغا فيه بمدرسة “الموجة الجديدة” في الستينات والتي تأخرت بالسينما الفرنسية ووضعتها على هامش السينما العالمية بعد أن كانت رائدتها … وربما استسهالا لهذا الفن خصوصا إذا كان الممول هو دعم الدولة السخي لأسماء بعينها مهما كان استحقاقها ومستوى شغلها… يضاف إلى ذلك جمهور متسامح بل متحمس باسم الوطنية، وحركة نقد عرجاء فاسدة يتصدرها متواطئون أو أشباه أميين … عبث في قصص أعمالنا، عبث في إنجازها، عبث في تلاعبها بالمال والوقت وكافة أصول الفن …
في المسلسل الآخر (فلوجة) إلى الآن لم أفهم ما الحكاية بالضبط، وكيف أفهمها ونحن بالكاد نسمع جملة على عشر مما يقوله أبطالها … الصوت؟ نعم، الصوت الذي أستغرب كيف يجيزه المهندس المسؤول وهل هو مهندس صوت أصلا؟؟ كل الممثلين يتكلمون همسا (في حوايجهم) وبحنجرة مبحوحة مهما كان الموقف ومهما كان الممثل … عجبا … ويزيد على النافسة أن المخرجة تضع باستمرار عمقا “موسيقيا” لكل حوار ودون أي مبرر … وهي موسيقى رتيبة مملة مشوّشة لا تدل على شيء ولا علاقة لها بمفهوم الموسيقى التصويرية …
بالمناسبة، يبدو أن تشويش الصوت وبحة الممثلين وهمسهم الدائم، هي سمة كافة مسلسلات الفهري منذ أن صار مخرجا فمنتجا فمليونيرا … نأتي الآن إلى أداء الممثلين … وهنا وسواء كان الممثل شابا حديث العهد أو قيدوما من أصحاب الخبرة، فمن الصعب أن يقنعك كثيرون منهم لو أزلنا الغطاءين المذكورين أعلاه (تسامح المتفرج ومجاملة أشباه النقاد) … وتندهش كيف في نهاية رمضان تسند “جوائز” لأحسن ممثل وأعظم ممثلة وتتم استضافات وتمجيدات واستعراضات غاية في الغرور… أما وجه الدهشة فهو نشاز الممثلين وفشلهم في التعبير عن معظم ما تقتضيه المواقف التي جسدوها… تحس دائما أن العمل تنقصه “غلوة” على كافة المستويات ومنها التمثيل… فتعابير الوجه واليدين مثلا في واد، وحقيقة الموقف (حزن، فرح، غضب، سخرية إلخ) في هفهوف ثان … نور الشريف قال مرة إن قوة الممثل تظهر خاصة عند رد الفعل، وجماعتنا في هذه النقطة أصفار على الشمال … وكيف لا يكونون كذلك،ولا مخرج أمامهم ولا إدارة ممثلين ولا أي واحد يقول: لا ليس هكذا، يجب أن نعيد المشهد …
لذلك يتيه ممثلونا في أعمالنا في حين يتألقون مع مخرجين خارج بلادنا… وشتان مثلا بين هند صبري وظافر العابدين في مسلسل تعيس كـ “مكتوب” وبين أداء كل منهما في فيلم “عايز حقي” أو مسلسل “تحت السيطرة”… هناك حيث لا لعب مع المستوى الفني، وحيث تعاد اللقطة عشرين مرة لو لزم الأمر حتى يصل التعبير إلى ذروته المنشودة … بينما عندنا، بإمكانك أن تخطئ في كل جملة، أن تتلعثم، أن تنسى، أن ترتجل بشكل رديء … لا يهم … وكعور واعط للمتفرج التونسي الأعور …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
تم افتتاح معرض الكتاب بشارع بورقيبة منذ يوم 25 ديسمبر لينتهي خلال يوم 11 جانفي من السنة القادمة وبالاحرى بعد حوالي اسبوعين يجمعان بين سنتين ذاتيْ أحداث ملفتة و مفصلية سواء على مستوى الوطن او خاصة على مستوى العالم…
ومثلما هي عادة المعارض المماثلة لن نأتي بجديد من حيث العروض المتنوعة للكتب المختلفة من علمية إلى أدبية إلى فلسفية او سياسية… لكن الذي جلب الانتباه هو التهافت على كتب ومنشورات الأطفال، خاصة ان اليوم يصادف عطلة المدارس والمعاهد وربما رياض الأطفال، كما أن يوم السبت قد يكون أيضا فرصة لعدد من الأولياء لزيارة المعرض صحبة أطفال متعطشين اكثر من أمهاتهم وابائهم لتصفح كتب الأطفال الميدانية بالصور الجذابة و الكتابة الواضحة اكثر من روايات دستويفسكي مثلا…
وقد لفتت نظرنا بعض نماذج من الكتب او الروايات او الشعر القيمة من خلال تصفح المعروضات على مدى اكثر من ساعتين حتى ان احد الاصدقاء الأدباء ظنني “كتابا” يسير في بهو المعرض جيئة وذهابا… وبما انه كان منقوص البصر وراء نظاراته فقد قضى وقتا طويلا قبل أن ينهي الموسوعة بتحيات حارة وثرثرة حول اصدار كتابه الجديد …
على المستوى السياسي لفت نظري كتاب متعلق بالمناضل اليساري و النقابي صالح الزغيدي للأستاذ منصف الباني وعنوانه “صالح الزغيدي بين النضال الفكري والسياسي” و يعلو هذا العنوان عنوان تفسيري هو: “من رموز اليسار التونسي”…
على مستوى الروايات لوحظ حضور الرواية الهامة للصديق الروائي “الأمين السعيدي” الذي شق طريقه بعد اصدار كمّ من الأعمال السردية الناجحة، ولعل ادقها و أكملها الرواية التي لاقت رواجا “مدينة النساء”… ثم لفت انتباهنا وجود رواية عالمية للكاتبة “باولا هوكنز ” تحت عنوان “عتمة الماء” وهذه الكاتبة كانت اصدرت رواية بعنوان “فتاة القطار” التي حققت اكثر مبيعات لصنف الرواية بأوروبا.
أما على مستوى الانتاجات الشعرية فقد تألق كتاب الزميلة الصحفية سمية بن رجب الذي تفيض صفحاته بقصائد شعر مبدعة، وسمية بن رجب هي دكتورة في علوم الإعلام والاتصال ويمكن القول انها تمثل جيل ما بعد الثمانينات، كما يذكر انها قاصة أيضا ومتحصلة على الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من معهد الصحافة وعلوم الاخبار سنة 2018 ولها حضور مميز و جوائز بالإضافة إلى انها باحثة في علوم الاخبار والاتصال ومتعاونة بجامعة منوبة في نفس المادة. .
ولا تكتمل صورة معرض الكتاب اذا لم نذكر رواج كتب الأطفال وحوالي 20 يافطة كبرى على شارع بورقيبة تقودك إلى مدخل المعرض وتزين المشهد بمعطيات دقيقة حول كل ولاية من ولايات الجمهورية لتنتهى على الجانب الأيسر قبل دخولك المعرض بخارطة جميلة تشرح بكل وضوح اسماء الأقاليم والولايات التي تكوّنها…
عبد الكريم قطاطة:
هذه الورقة تروي ما حدث لي مع حلول سنة 1998… وهي سنة هامة جدا في حياتي المهنية وفي اذاعة صفاقس… سنة 98 تكون اذاعة صفاقس قد عاشت سنتين تحت عهدة المرحوم عبد القادر عقير كمدير لها…
وللامانة وكما اسلفت الحديث في هذا الامر كان الرجل حركيا جدا وحاول استقطاب عديد الكفاءات الثقافية في الجهة ونجح ايما نجاح في ذلك… وللامانة ايضا كان يعتبرني عضده الاوّل كمستشار له في تسيير شؤون الاذاعة، ومثل هذه الاوضاع تسعد بعض الزملاء وتشقي آخرين… مع حلول سنة 98، ارتأت مؤسسة الاذاعة والتلفزة تحديث تشريعاتها ومن بين ما قامت به سن قوانين جديدة في اسناد الخطط لموظفيها… والتي كان من ضمنها احداث خطة مدير عام للقنوات الاذاعية.. وكان اوّل من ترأسها زميل سابق عرفته عندما كان يشغل خطة رئيس تحرير شريط الانباء التلفزي باللغة العربية… السيد عبد الله عمامي…
علاقتي به كانت مهنية بحتة… كنت كسائر تقنيي قسم المونتاج اقوم مرّة واحدة في الاسبوع ودوريا، بتركيب فيلم شريط الانباء لنشاط رئيس الدولة واعضاده… وهي مهمة تتطلب انتباها جيد لكلّ ما يمدنا به زملاؤنا في قسم التصوير… وخاصة اعطاء الحجم والقيمة لنشاط رئيس الدولة والوزراء… لذلك يحرص كل مركّب منّا على التمحيص وبانتباه شديد للصور واختيار افضلها جودة… نوعية اختصاصنا تجعل كل رئيس تحرير يحرص على مدّنا بتوجيهاته التي يتلقاها بدوره من الرئيس المدير العام… اذ نحذف احيانا وبامر من رئيس التحرير بعض المشاهد او نضيف في مدة مشاهد اخرى… تلك كانت نوعية علاقتي بالسيد عبدالله عمامي وهي علاقة ولّدت بمرور الزمن ثقته فيّ وفي جودة عملي…
عندما كُلّف السيّد عمامي بخطّة مدير عام للقنوات الاذاعية، تنقّل نحو كلّ الاذاعات الجهوية ليطّلع على واقعها ومشاغلها… وجاء دور اذاعة صفاقس ليحلّ ضيفا عليها… وكان استقباله لي حارّا اذ اننا لم نلتق منذ سنة 1976 عندما غادرت المؤسسة لاتمام دراستي بفرنسا… يوم مقدمه لصفاقس اجتمع السيد عبدالله عمامي بالمسؤولين في اذاعتها ليتطارح معهم ومع السيد عبدالقادر عقير احوال اذاعة صفاقس… وكنت من ضمن المدعويين لحضور ذلك الاجتماع… واخذت الكلمة كسائر زملائي وطرحت نقطة اعتبرتها انذاك في منتهى الاهمية و الغرابة… اذ كيف يُعقل لاذاعة عمرها 37 سنة وليس فيها من الخطط الوظيفية الا ثلاثا… فيما بقية المسؤولين على المصالح والاقسام لم يدرجوا يوما ضمن خطة وظيفية …اي انهم لم يعيّنوا يوما بشكل رسمي ضمن خططهم…
وكانت دهشة السيد عبدالله عمامي كبيرة… ووعد بانّ اوّل عملية اصلاح سيقوم بها هي تدارك هذه الوضعية غير العادلة والتي استمرّت أربعة عقود… وانتهى الاجتماع وطلب منّي السيّد عبدالله عمامي ان ارافقه لاجتماع ثلاثي يجمع بيننا وبين السيد عبدالقادر عقير مدير الاذاعة… وكان لنا ذلك وهو اجتماع تاريخي بكلّ المقاييس وهاكم التفاصيل…
بدأ السيد عبدالله عمامي بالاشادة بالنقطة التي اثرتها والمتعلقة بالخطط الوظيفية وهو ما يحتم منذ اليوم على انجاز الـ”اورغانيغرام” (التنظيم الهيكلي) لاذاعة صفاقس… وهذا يعني اقتراح مجموعة من الخطط الوظيفية وفي كل درجاته اي من مدير فرعي الى رئيس قسم مرورا برؤساء المصالح… واضاف متوجها بكلامه الى السيد عبدالقادر عقير: (مهمة انجاز التنظيم الهيكلي ساكلّف بها سي عبدالكريم واريدها اسمية لانه يعرف جيّدا زملاءه الذين عاصرهم منذ نهاية السبعينات ومؤكّد اكثر من ايّ كان، وانا كلّي ثقة فيه ولا اتصورك اقلّ ثقة منّي)… وللامانة رحّب المدير وعن طواعية بالمقترح…
وانتهى الاجتماع الثلاثي وعكفت على انجاز الاورغانيغرام واخترت اسماء زملاء يشهد الله اني وضعت كفاءتهم فقط كفيصل في الاختيار… واطلعت عليها السيد عبدالقادر عقير ودون ايّ جدال وافق عليها واضاف بعض الخطط التي نسيتها… وارسل الاورغانيغرام عن طريق الفاكس للسيد عبدالله عمامي… وماهي دقائق حتى وجدت السيد عبدالله يطلبني على هاتفي… بادرني اوّلا بالشكر على الانجاز السريع واضاف: (فقط لي ملاحظتان، الاولى تتعلق بتسمية الزميل زهير بن احمد كمدير فرعي للبرامج… حيث ابدى لي احترازه من هذا الاسم… وعندما طلبت منه السبب قال لي بكل ايجاز ووضوح: زميلك زهير محسوب على اليسار هل تدري ذلك ؟ قلت له لا ..قال لي: رسالة ختم دروسه بمعهد الصحافة، كانت حول صحف المعارضة في تونس!
ولانّي عرفت زميلي زهير بن احمد بما فيه الكفاية اسرعت بالردّ: واين الاشكال ؟؟ فأسرع هو ايضا بالرد: (خويا عبدالكريم، مدير فرعي للبرامج موش شوية راهي)… ولم اتركه يتمّ حديثه اذ قلت: (انت عندك ثقة فيّ، سي عبدالله ؟) اجاب طبعا ..فقلت له: (زهير هو الاجدر بهذا المنصب وانا اتحمل مسؤولية ما اقول)… اكتفى سي عبدالله بالقول: (دبّر راسك اما اتحمّل مسؤوليتك)… ثم جاءني للملاحظة الثانية وقال: ( إي انت وينك سي عبدالكريم في الاورغانيغرام ؟)… وكنت فعلا لم اسند ايّة خطة وظيفية لشخصي… قلت له: (انت تعرف جيدا ماذا يعني المصدح بالنسبة لي… هو أهم عندي من ايّة خطة وظيفية)… قفز السيد عبدالله على العبارة وقال: (يخخي انا قلتلك ابعد عن المصدح ؟ اما في نفس الوقت ولاني اعرفك واعرف حكايتك بكل تفاصيلها مع المصدح ومع اذاعة صفاقس، لا ارى احدا غيرك يستحقّ مصلحة البرمجة في اذاعتكم… واضيف بكل رجاء اقبلها من اجلي ومن اجل الاذاعة مع مواصلة علاقتك بالمصدح)… قلت له ساناقش الموضوع مع سي عبدالقادر… ردّ عليّ: انه في انتظارك وسيكون سعيدا بقبولك لتلك الخطة…
وما ان انهيت المكالمة حتى هاتفني سي عبدالقادر للحضور بمكتبه… دخلت عليه فوجدته في قمة الانشراح وبدأ بالقول: (شنوة الكيلو يطيّح الرطل ؟؟)… وقتها عرفت انّ خطة رئيس مصلحة البرمجة وهي المصلحة الاهم في كل اذاعة تحادث فيها السيد عبدالله عمامي والسيد عبدالقادر عقير واتفقا على ان اكون انا من يشغلها… وبدأت مسيرتي المهنية تاخذ ابعادا اخرى… عبدالكريم لم يعد كما كان مستشارا للمدير بل اصبح رسميا عضوا في (حكومة) اذاعة صفاقس… وكما اسلفت القول، بقدر ما استبشر العديد بهذه التسمية بقدر ما اغاظت البعض… اي نعم هؤلاء..كانوا دوما وفي كل معركة ينتظرون هزيمتي بالضربة القاضية فاذا بهم يجدونني في وضعية ارقى…
هي ليست حالة خاصة بي بل هي حالة منتشرة في كل الادارات دون استثناء… حرب ضروس كلما خفّت حرائقها فترة، اشتعلت من جديد وربما باكثر ضراوة… انها طبيعة البشر منذ أول الخلق… فاذا كان الانبياء اولى ضحايا اقوامهم فمن نكون نحن حتى لا نعيش نفس الاوضاع؟… وحده الله يعلم من منّا قابيل ومن منّا هابيل وعند الله تجتمع الخصوم…
ـ يتبع ـ
محمد الزمزاري:
يبدو أن ” الأيام والليالي البيض” ستشرّف بداية من اليوم 25 ديسمبر هذا الذي يتميز باصطحاب عاملين اثنين هامين:
اولا نزول الأمطار بكميات معتبرة ومطلوبة لإخراج البلاد من مأزق الجفاف، خاصة ان كل التكهنات توحي وتؤكد احيانا ان الأمطار متواصلة ومن شأن هذا الهطول المخالف للسنة الماضية الجافة، ان يغذي بالأمطار عددا وافرا من السدود وسقي الأراضي الفلاحية، والتبشير بسنة ممتازة في الإنتاج الزراعي عسى أن يقع تقليص حاجتنا وارتباطنا بواردات قمح اوكرانيا او روسيا… والتأكيد مجددا على غرس عقلية الاعتماد على انتاجنا الوطني لتحقيق الأمن الغذائي وهو ليس أمرا ممكنا فقط بل ضروري…
لقد تم القضاء على الارهاب وتمت مقاومة الفساد وتحريك رافعات التنمية… وكذلك تحسين مخزون العملة الأجنبية بالبنك المركزي التي وصلت إلى حوالي 120 يوم توريد بعد سقوطها فترات حكم الاخوان إلى اقل من 60 يوما… كما يستوجب لفت النظر الى ان الدينار التونسي اخذ طريقه للتعافي وحقق زيادة اكثر من 1.6 % مقابل اليورو… والأمر يستوجب مواصلة دعم الدينار أمام العملات الأجنبية خاصة اليورو و الدولار ..وهذه أيضا مستجدات لا تقل أهمية..
عدنا لحالة هذه المدة الفصلية الأولى من شتاء يبدو باردا هذه السنة زيادة عن الأمطار المباركة… و مقابل ذلك يرتعش المواطنون و قد يصطلون من البرد القارس والرياح المرافقة… وقد يشتد وقع البرد على شريحة كبرى من التونسيين الذين يلتجئون بنسب متفاوتة إلى سخانات الغاز او الفحم او الكهرباء… وهي طرق تتطلب قواعد ثابتة لتحقيق الدفء النسبي مع التوقي من اخطارها… فالفحم له أضرار كبيرة متمثلة في ثاني أوكسيد الكربون القاتل… والغاز له اخطار لا تقل عن الفحم… وحتى جهاز الكهرباء المحمول يتطلب “تنفيس” البيت…
تبقى اخطار اضافية خلال هذه الفترة وهي ما اعلنته وزارة الصحة العمومية مشكورة من ضرورة التحلي السريع قصد مواجهة منتظرة للكورونا خاصة لدى كبار السن و المصابين بالامراض المزمنة والأطفال… وربما نضطر إلى العودة لاستعمال الكمامات خلال الازدحام الذي نراه في وسائل النقل المتعددة… لذا قد يتحتم على الدولة استشراف تغيرات واردة للمناخ ببلادنا… والاحتياط اكثر من العوامل التي نراها بالغرب القريب لتوفير الغاز الطبيعى لأكبر جزء من المواطنين في كل مكان لا لمواجهة البرد العائد مع كل شتاء بأكثر قوة، لكن أيضا لرفاه التونسيين شمالا ووسطا وجنوبا… وعدم حصر هذا الرفاه الشرعي عند شريحة واحدة، نسبة منها من الجشعين والسراق… اقول نسبة قليلة لأن متطلبات الرفاه لم تعد مفخرة او من علامات الأرستقراطية.
في مبادرة “أكودة تجمعنا”… يد واحدة لخدمة المدينة وتحريك ملفاتها المعطلة
قضية اغتيال هنية… حماس تنفي رواية الكيان حول “كيفية” الاغتيال
لأول مرة بعد ربع قرن من السجن والصمت: الزعيم الكردي “أوجلان” يتكلّم أخيرا… كداعية سلام
أنس جابر تعود للّعب… والانتصار
معرض مدينة تونس للكتاب… أدب الأطفال في صدارة الاهتمام والشراء
استطلاع
صن نار
- داخلياقبل 24 ساعة
في مبادرة “أكودة تجمعنا”… يد واحدة لخدمة المدينة وتحريك ملفاتها المعطلة
- صن نارقبل يوم واحد
قضية اغتيال هنية… حماس تنفي رواية الكيان حول “كيفية” الاغتيال
- صن نارقبل يوم واحد
لأول مرة بعد ربع قرن من السجن والصمت: الزعيم الكردي “أوجلان” يتكلّم أخيرا… كداعية سلام
- رياضياقبل يوم واحد
أنس جابر تعود للّعب… والانتصار
- جور نارقبل يومين
معرض مدينة تونس للكتاب… أدب الأطفال في صدارة الاهتمام والشراء
- صن نارقبل يومين
بعد حرق المستشفى واستهداف أطبائه وممرضيه… قوات الاحتلال تعتقل مدير مستشفى كمال عدوان
- صن نارقبل يومين
غزة… وقف إطلاق النار، بين مرونة “حماس” ورفض الاحتلال
- صن نارقبل يومين
اليمن… مدير منظمة الصحة العالمية “ينجو بأعجوبة” من قصف إسرائيلي على مطار صنعاء