كيف يمكن استثمار الوعي العالمي الجديد بالقضية الفلسطينية؟
نشرت
قبل 8 أشهر
في
لم تمر مجازر غزة كسابقاتها من الاعتداءات النازية ضد شعب اعزل، في ظل توازن قوى غير متكافئ وخطط غربية و أمريكية داعمة لكيان فيروسي في جسم الشرق الأوسط و الادنى و الخليج.
هذه الخطط كانت دائما لضمان استمرار التفرقة و التخلف الصناعي والتكنولوجي وبالتالي دوام سيطرة علي العالم العربي الذي قد يستشرفون فيه قوة ضاربة او خطرا داهما تجاههم في زمن ما …لم يتقدم العالم العربي بسبب خططتهم و من دونها، والفرقة بين العرب و المستعربة تطورت نحو مزيد من السوء واستفحل التخلف رغم الخيرات و المواقع الجيوسياسية المتكاملة… فلا المغرب العربي اتحد و لا دويلات الخليج تكاتفت وطغى النزاع و انقسمت الدول وتجزات الأجزاء… عاشت لبنان مراحل مد وجزر من الحروب الداخلية و الخارجية والاستمرار على هاوية الإفلاس و تدمرت سوريا التي كانت تحقق الاكتفاء الذاتي وتساعد بعض الدول ايضا و استمر الشعب المصرى في قضم الرغيف الأسود والبصل لا شبعانا و لا جائعا لحد السقوط…
وانقسم السودان إلى نصفين بفعل فاعل غربي و أمريكي نجح في تحريك النعرة القبلية و البشرة اللونية والحقبة التاريخية فلا تقدم المطالب بالتقسيم و لا تخلص من الجزء المتبقي من تجزئة أخرى اتية تشتعل الان حربا و تهجيرا بين الاطراف… و لا سكت الرصاص بليبيا بل أصبح هذا البلد لقمة سائغة للاتراك والطلاين والامريكان و الروس و لصراعات خليجية اضافية خدمة للاسياد وللاساطيل العسكرية التي تربض علي اراضيها .. كما حاولو ا تدمير الجارة الجزائر بزرع النزعة الأولى الامازيغية لخلق بؤر فتن قابلة للتوسع والحروب الأهلية فشلت لاحقا… و زرعوا المد الإخواني لعله يأتي ثمارا لخططهم الجيوسياسية العدوانية ورغم ركوبهم على بغال عميلة فقد دفع الشعب الجزائري سنوات للتخلص أيضا من هذا المرض الخبيث.
و جاء دور تونس التي ارادوا استعمالها منفذا موصلا لضرب الجزائر فدعموا الغربان سنوات الانتفاضة علها توفق في نقل بيضها إلى الجارة الغربية… تهاوت الدول العربية فالتزمت مصر بامن الكيان الدخيل و استسلم الاردن للكنيس عوض المسجد و سقط العراق بأيدي حكام على القياس المطلوب… و ابتكروا في الخليج حربا شعواء بين اليمن والسعودية وغيرها بدعم أمريكي و صهيوني ولم تخمد الحرب الا إثر تهديد المملكة في العمق… و من ناحية أخرى أصبح العراق يحتضن ضمن منطقة الاكراد اعشاشا للكيان الصهيوني لاقدرة له وربما لا رغبة في ازاحتها.
و توسع المد الإيراني في كل مكان من الجسم العربي المريض بل المتهالك… شعب عربي يعاني الاذلال ورغبة خصومه الجامحة في وأد كل نبض او حماس نحو القضية الام… و تحركت كل الشعوب أمريكية كانت او أوروبية او. آسيوية لتندد و تتظاهر ضد المجازر النازية الصهيونية رغم أنف حكامها الداعمين دوما لهذا الكيان السرطاني… وكما قال مونتسكيو: (Tout le monde sait l’utilité de l’utile mais personne ne sait l’utilité de l’inutile). فهذه المجازر النازية. الصهيونية. حركت الوعي الإنساني العام تجاه قضية أرادوا (عربا و اغرابا) طمسها للأبد و برز لأول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني تحرك طلبة الجامعات في العالم لا منددين بالمجازر الصهيونية فقط بل معرفين و منادين بحياة فلسطين و نصرها… وهذا خزان قد يؤثر اكثر من نتائج اجتماعات مسرحية لجامعة الدول العربية..
بقي هل ان الفلسطينيين سيعرفون استغلال هذا المد العالمي الجديد لصالحهم، دون التعويل على حكام عرب يتهافتون على لحس أحذية النازية التي ستطالهم يوما ان لم تكن طالتهم بعد وهم لا يشعرون؟