تابعنا على

جور نار

نحن الشعب الذي لم يقرأ الدرس جيّدا…

نشرت

في

محمد الأطرش:

اليوم هو ذكرى شرارة الثورة الوطنية الحقّ… الثورة التي أهدتنا الاستقلال: ثورة الثامن عشر من جانفي 1952…

تلك الثورة التي نسيناها في زحمة موجة الحقد والكراهية التي طغت على أغلب سكان هذا البلد وجعلتهم يبحثون عن مسح كل ما صنعه أجدادنا وأهلنا من أجلنا… لا أحد يمكنه أن ينكر على من قدموا أنفسهم فداء للوطن لنعيش بعدهم أحرارا في وطننا، تضحياتهم ووطنيتهم… أقول لا أحد يمكنه أن ينكر على آبائنا وأجدادنا ما فعلوه من اجل هذا الشعب، وحده الحاقد على كل شيء قديم والذي يرى أن كل شيء دونه لا شيء… ينكر ذلك ويرفض الاعتراف به… لذلك علينا أن نشكر كل جيل وكل عهد ومرحلة عاشها شعب هذه البلاد فلكل مرحلة دروسها ولكل مرحلة فشلها ونجاحاتها وزلاتها وذكراها وبانيها وصانعها وظالمها ومظلومها وسجانها وجلادها ومستبدها وعادلها وفاسدها وحاميها و”حراميها”…

علينا جميعا نحن من لا نزال نذكر ما عاشته هذه البلاد أن نراجع أنفسنا… ونراجع بعض احكامنا… وأقوالنا وشهاداتنا… فلسنا من الملائكة ولا أحد منّا معصوم من الخطأ… فجميعنا أخطأ في حق جميعنا أو بعضنا… وجميعنا ظلم بعضنا أو بعض بعضنا… وجميعنا استبد على الآخر… وجميعنا سرق عرق ومجهود الآخر… وجميعنا رفض الحقّ للآخر… وجميعنا رفض الآخر وأقصى بعض الآخر… وعلينا اليوم قبل ان نغرق في موروث صنعناه بأحقادنا وسنتركه فتنة غدا لأبنائنا، أن نقتنع أن المراجعات والاعتراف بالخطأ ليست ضعفا ولا يمكن اعتبارها هزيمة بل هي في خلاصة القول عودة إلى العقل… وصحوة ضمير… فجميعنا شئنا أم أبينا أخطأنا من بورقيبة ورفاقه، وصولا إلى لحظتنا هذه من ساعتنا هذه من يومنا هذا من شهرنا هذا من عامنا هذا… لا احد معصوم من الخطأ ولا أحد كتب اسمه في قائمة الملائكة ولا أحد يمكنه أن يفاخر بأنه أجدر واقدر واشرف من غيره…

أربعة عشر سنة مرّت منذ أرسل إلينا العمّ سام باقة أشواك خالها بعضنا ورودا من ربيع سيُنْسي العرب كل العرب صيفهم الحار وشتاءهم القارس وخريفهم الذي تساقطت فيه كل أوراق اشجارهم… نعم أرسل إلينا العمّ سام باقة أشواك جرحت أيادينا حين احتضنّاها فرحا وطعنتنا بخناجر أشواكها من قرطاج إلى دمشق مرورا بطرابلس والقاهرة وصنعاء حين ائتمنّاها على أنفسنا ومصيرنا ومستقبل أبنائنا… باقة أشواك خلناها فرحا فأوجعتنا وأيقظت قابيل الذي يسكننا وأبكت مرّة أخرى هابيل الذي لا يزال بعضنا يلاحقه ليقتله مرّة ومرّات… ومنذ ذلك اليوم ونحن نقرأ الدرس تلو الآخر… ونعيش الوجع تلو الوجع…

بعضهم قرأ الدرس جيدا… وبعضنا يرفض ولا يريد ان يقرأ عمق الأشياء وخلاصة الدرس ومعانيه… وبعضنا قفز على اللحظة وخرج علينا فاتحا شاهرا سيفه صارخا مولولا “أنا ربكم الأعلى ودوني أنتم الأخسرون”… وإلى يومنا هذا يواصل بعضنا ايهامنا أنهم أقدر ممن سبقهم… وأنهم أشرف ممن حكم قبلهم… وانهم أجدر ممن ينافسهم…وأن الجميع أهل فساد وأنهم “الواحد الأحد” الذي لا يمكن ان يضاهيه احد ولا أن ينافسه احد… هكذا نحن… وهكذا غرقنا في بئر تعنتنا ورفضنا لبعضنا البعض… وعدم اعترافنا بأننا لسنا من الملائكة وأن خصومنا ومنافسينا والآخر ليسوا أعداء لنا وليسوا حتما من الشياطين…

لذلك أقول إنه حان الوقت لنعلن على الملأ وامام الجميع وعلى مسمعهم جميعا أن هذه المرحلة تتطلب منّا جميعا واعي ما أقول جميعا، ولا استثني أحدا… أقول وأكرّر، تتطلّب منّا مراجعة كاملة لما عشناه وما أخطأنا فيها وما فعلناه… علينا ان نعترف جميعا بما اتيناه من خير… ونعترف جميعا بما فعلناه من سوء… فمن نحن حتى لا نقول أننا أخطأنا في أمر ما؟… أخطأنا في قراءة الدرس… وفي قراءة التاريخ… اخطأنا في حق بعضنا البعض… اخطأنا في تاريخ البعض… أخطأنا في حكم البلاد…

من نحن حتى لا نعترف بأننا ظلمنا… وبأننا أقصينا بعضنا البعض… وأننا رفضنا الآخر وبعض الآخر… من نحن حتى لا نقول ونعترف بأن ما اتيناه يمكن اعتباره استبدادا… وظلما… وانتقاما… علينا ان نترك “الجبن” جانبا… فمن الشجاعة أن نراجع ما أخطأنا فيه… ومن الشجاعة أن نعترف بحق البعض علينا… ونعترف باننا أسأنا قراءة التاريخ وما يعنيه… والأحداث وما تستدعيه… ومن حقّ الوطن علينا، والشعب والأجيال القادمة أن نراجع بعض ما أخطأنا فيه … وما اسأنا فيه… كما وجب أيضا أن نفاخر بما نجحنا فيه… وما تميزنا فيه… وما يمكن ان نكبر به…

لذلك وأكثر من ذلك علينا ولأول مرّة شكر هذه المرحلة من يوم تلقينا باقة أشواك العمّ سام التي طعنتنا من قرطاج إلى دمشق… إلى يومنا هذا وجراحنا تنزف حقدا وكراهية وسوء تسيير وضعف تدبير… فأنا اليوم اقولها عاليا شكرا للعمّ سام فلولاه لما عرفنا حجمنا الحقيقي ولما عرفنا حجم العملاء والخونة في هذه الأمة… شكرا للعمّ سام فلولا باقة اشواكه لما كشفنا وجوهنا الحقيقية تجاه بعضنا البعض… فجميعنا طعن جميعنا وجميعنا ظلم جميعنا وجميعنا يحقد على جميعنا وجميعنا يحسد جميعنا وجميعنا يتآمر على جميعنا… شكرا للعمّ سام فلولا باقة اشواكه لما عرفنا أن بعض هذا الشعب مريض ولا يحتاج إلى أسباب ليحقد ويكره بعضه الآخر…

شكرا للعمّ سام فلولا باقة اشواكه لما عرفنا حجم الفساد الذي يعيشه العرب من المحيط إلى الخليج مرورا بالخاصرة وأفخاذ العرب ومؤخرتهم ايضا… شكرا للعمّ سام ولباقة اشواكه التي أيقظتنا من سباتنا فعرفنا من الظالم ومن المظلوم… من الوطني ومن الخائن… من المستبد ومن العادل والديمقراطي… شكرا للعمّ سام وباقة اشواكه فلولاه لما عرفنا أن العرب كل العرب يبدعون في صناعة جلاديهم ويعشقون الضرب على قفاهم… شكر للعمّ سام وباقة اشواكه فلولاها لما عرفنا أن بعضنا لا يمكن ان يعترف بك ويحبك ولا يقبل بك أبدا… شكرا للعمّ سام فلولا باقة اشواكه لما عرفنا أننا شعوب أصابها الجهل في مقتل… واننا شعوب تفكّر بنصفها الأسفل… وأننا أشدّاء على بعضنا رحماء على الآخرين…

أخيرا أقول… شكرا للعمّ سام وعائلته وأصهاره ومن يخدمونه من الخونة والعملاء وباعة الأوطان… فلولا باقة أشواكه لما أيقنت أن الحقّ وإن طال سباته لا بدّ أن يستيقظ يوما على أنين حَمَلَتهِ، وأنّ الإنسان مهما عاش على ظهر الأرض فمصيره في بطنها… وكفاك حقدا وكرها وقتلا يا قابيل … فنحن الشعب الذي لم يقرأ الدرس جيّدا…

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جور نار

ورقات يتيم… الورقة 110

نشرت

في

عبد الكريم قطاطة:

عندما عدت الى مصدح اذاعة صفاقس يوم 6 ماي 2011 بعد غياب دام عشر سنوات علّق على عودتي صديق عزيز على قلبي، الدكتور نوري الرباعي والذي تابعني منذ كان تلميذا في الدراسة الثانوية… علّق وبكلّ قلق واستغراب بالقول: لم اجد فيك عبدالكريم الذي اعرفه… لم اجد عبدالكريم الثائر وصاحب الصوت الذي كلّه هدير وثورة…

عبد الكريم قطاطة

وكان على حقّ في ملاحظاته… وفسرت له الامر كما يلي: نعم يا نوري انت على حق اسلوبي تغيّر لسببين… بعد جانفي 2011 اصبح الصوت الثائر موضة ولأنّي ارفض السير في قطيع الفوضى والثويريين عدّلت من المقام الذي اعزف عليه ولكن دون المسّ بالجوهر… وللامانة تعديل المقام الموسيقي الذي اصبحت اعزف عليه جاء نتيجة تجربتي الايمانية… لانّي اكتشفت في ما اكتشفت بعد ان استمعت للعديد من الذين جعجعوا الدنيا باصواتهم، انّ علوّ الصوت لا معنى له امام علوّ الحجّة… وهذه نعمة اخرى من نعم الله (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لا تُحصُوهَا ـ سورة النحل آية 18)… ومن نعم الله ان الهمني الله الى درب البحث ودون هوادة في امور ديني…

طفقت منذ مارس 2003 وحتى اكتوبر من نفس السنة في بحث دائم بالعقل هذه المرّة بعد ان اطمأنّ قلبي واكتشفت امورا عديدة لم اكن لاعرفها لولا حرصي وصبري على القراءة والاستماع لكلّ الانماط ولكلّ الايديولوجيات بشرقييها وغربييها بالمعتدلين فيها والمتطرّفين… وهذه الفئة الاخيرة لم تقرا ما جاء في كتاب الله (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ـ البقرة آية 143)… نعم قرأت عديد القصص .. لم اكن اعرف مثلا قصّة الرحّالة الشهير جاك إيف كوستو وهو عالم البحار عندما اكتشف انّ بعض البحار لا تختلط مياهها بتاتا وانّ بينها حاجزا لا مرئيا اخبره بحّار يمني انّ هذا الامر ورد منذ 14 قرن في القرآن بقوله عزّ وجلّ في سورة النمل آية 61 (وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)…

اسلم كوستو ولكنّ الغرب المتشدق بالديموقراطية وحرية التعبير اخفى اسلامه… وكذلك وقع نفس الامر مع الطبيب والباحث الالماني لوهار كاي الذي قرأ بالصدفة سورة الكهف واستوقفته آيتان الاولى المتعلقة بتقلب اصحاب الكهف ذات اليمين وذات الشمال… وهذا يعرفه لانّه وفي علاج بعض المرضى يحرص الطبيب على تقلّب جسد الانسان حتى لا يتقرّح علاوة على وجود الشمس للتهوئة دون ان تقع اشعتها على جسد المريض ودائما خوفا من التقرّج (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ـ سورة الكهف آية 18) …لكن ما لفت انتباهه في نفس الآية الحديث عن الكلب (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ) لاحظ الطبيب الالماني انّ الصورة لا تتحدث عن تقلب الكلب حتى لا يتقرّح جسده… وامام ذلك قام بابحاثه الفيسيولوجية الطبية على الكلب فاكتشف انّ جسده يحتوي على غدد تحت جلده تمنع التقرّح… واعتنق مباشرة بعد ذلك الاسلام …

قد لا يؤمن البعض بهذه الروايات بل ويسخر منها ويعتبرها اساطير لا غير… هنا اعود الى المحطة الاولى في تجربتي الايمانية… عندما يمتلئ قلبك بالايمان امّا ان تصدّق القرآن كوحدة كاملة ودون نقصان، وبعد ذلك يميل القلب ثم العقل لا للتصديق فقط بل ولتثبيت الايمان… وامّا ان لاتؤمن، وذلك شأنك… في المقابل اكتشفت ايضا بعض الذين يتحدثون عن اشياء في الاسلام لا ترفّع من مقامه بل تشوهه احيانا… والامثلة عديدة في هذا الباب…

دعوني اذكر لكم بعضها: القبض والسدل اثناء الصلاة… هل هذه قضية يتجادل فيها البعض بل ويطول جدالهم ويكذّب بعضهم بعضا؟… عندما يقف الواحد منّا للصلاة اليس وضع يديه امرا لا يستوجب اطلاقا الجدال فيه…؟ هل هؤلاء فهموا معنى الصلاة بعمق؟… انا في تقديري المتواضع اعتبر الصلاة بقيامها وقعودها بركوعها وسجودها مواعيد يومية كي تجدّد صلتك بالله فتحمده وتستغفره وتسجد له شكرا وعرفانا… بقية التفاصيل هي تفاصيل لا غير … و في الاخير اذهب مع ما يريح قلبك دون جدل لا طائل من ورائه… وفي نفس محور الصلاة يقول بعض الدعاة والشيوخ انّ على الواحد منّا في الصلوات المفروضة ان لا يبدأ الفاتحة بالبسملة ؟؟ ايّ قول هذا ؟ هل عندما ابسمل اسبّ الله؟… انا ابسمل في الصلوات المفروضة وفي السنن…. وان عاقبني الله على ذلك فمرحبا بعقابه لانه العدل….

من اخطائنا كذلك عندما يقول البعض: الله ورسوله اعلم … لا لا يا سيدي، الله وحده اعلم… ونفس الامر عندما نقول الكمال لله ولرسوله … لا لا يا سيدي، الكمال لله وحده… الم يقل عزّ وجلّ في سورة اهل الكهف آية 110: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ)… هنالك اسئلة قد تراود البعض: وماذا عن تفاصيل الصلاة التي لم تات في القرآن من حيث عدد الركعات والسجدات وما يقال فيها… خاصة وانت تحترز من كلّ ماهو سنّة والتي جاءتنا عن طريق رواة السنن؟ اوّلا اذكّر بانّي عندما تحدثت عن ناقلي احاديث الرسول لم انكرها كلّها وذهبت فقط مع ما ارتاح له قلبي… ثم انا وحتى خارج العبادات لم انقطع يوما عن مجتمعي فاتبعت محاسنه واجتنبت مساوئه… ومن هذه الزاوية وجدتني اصلّي كما يصلي الناس في مجتمعي… لكن، وهنا الاختلاف مع السائد، انا في ركوعي وسجودي اناجي الله باسلوبي وبما تجود به قريحتي من عبارات الشكر والامتنان… ولا اردّد ما يردده الاخرون… اريد ان يكون لي ابتهالي الخاص بي الذي يصدر من اعماقي فاُحسّ بانّي اقترب من الله اكثر حتى لا اسقط في الببغائية…

وهنا اشير لأمر هام ارجو من الله ان يغفر لي اجتهادي فيه… بعد 14 جانفي 2011 تحوّلت خطب جلّ المساجد في صلاة الجمعة الى خطب سياسية… واتخذ الائمة من الدين قنطرة لتسريب ايديولوجياتهم… بيوت الله لم تعد كما جاء في سورة النور آية 36 (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)… بيوت الله اصبحت ابواق دعاية لاحزاب سياسية ولاسماء اخرى سواء بالمدح او بالقدح… ولم اطق ذلك فقررت ان اقاطع هؤلاء الائمة وأقاطع صلاة الجمعة التي اصبحت اصلّيها بمنزلي… نعم وليغفر لي الله ان اخطأت في هذا الامر ولكنه وحده يعلم انّي لم اتحمّل اهانة بيوته وهي تتحوّل الى حلبات صراع سياسي… ولكن وباشارة ورجاء من بعضهم عدت ومنذ اشهر الى صلاة الجمعة بالمسجد طمعا في غفران الله ورضائه…

مازالت مواقف كثيرة من البعض تدعو للشفقة… هل تصلكم دعوات من نوع اقرأ هذا الدعاء 7 مرات وسيأتيك خير عميم ؟ او ان لم تقرأه سيصيبك اذى ؟ هل هؤلاء فهموا انّهم اذنبوا في حقّ انفسهم وهم يقرؤون لنا الغيب والغيب لا يعلمه الا الله ؟… ثم وبشيء من السخرية والتهكم لماذا 7 مرات وليست 9؟ لماذا 7 وليست 77 ؟ .. هل تقرؤون مثلي تدوينات من نوع: زوجي خذ بيدي الى الجنة؟… علاش يخخي انت معاقة؟ واشكون قال اصلا ان زوجك ماشي يدخل للجنة؟ هل تقرؤون مثلي تدوينات من اعداء المرأة عن المرأة؟ هؤلاء لم يقرؤوا شيئا في القرآن عن المراة؟ عن حواء التي جعلها الله سكنا لنا وجعلنا سكنا لها (سورة الروم آية 21 … وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)…

هل تعلمون انّ بعض الرجال كانوا يسمّون بناتهم جحشة او نعيجة؟ اي نعم والله حصل ذلك… الم تقدّروا الله حقّ قدره وهو يخصّ النساء في قرآنه بسورتين باسمهنّ (النساء ومريم)؟ الم يقل فيهنّ رسول الله (ما اكرمهنّ الا كريم وما اهانهنّ الا لئيم) .. في الجاهلية كان الجاهل من الرجال يطلّق زوجته ان انجبت له طفلة… بل كان البعض منهم يقومون بوأدها وهي حية (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ _ سورة التكوير آية 8)… كان ذلك في الجاهلية ولكن وحتى بعد شروق نور اسلامنا العظيم والى يومنا هذا لم تنقرض عادة الوأد… هي لم تعد وأدا ماديا بل معنويا ولعديد النساء ولعلّ الوأد المعنوي اشدّ فظاعة من الموت…

اكيد لم اتحدث عن الاسلام السياسي بعد 14 جانفي 2011… لا تقلقوا سياتي في موعده عندما اصل بورقاتي لسنة 2011 ان بقي في العمر بقية… اطال الله عمركم ومتّعكم الله بالسلام الروحي… لانّ توازن الفرد في حياته لا يتمّ الا بالسلام الروحي… التقيكم في السنة الجديدة جانفي 2025*… جعلها سنة يُمن وخير وسلام روحي للجميع… دعوني استرح قليلا… في بالي ما قصرتش معاكم … حتّى هي 4 ورقات في اربعة ايام متتالية …اكاهو عاد، هاكة حدّ الجهيّد

ـ يتبع ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نُشر النص أول مرة في 26 ديسمبر 2024

أكمل القراءة

جور نار

حين يقول رجال الجولاني للشعب السوري… “بالذبح جيناكم”!

نشرت

في

محمد الأطرش:

يستغرب البعض ما يحدث اليوم في سوريا وكأنهم كانوا ينتظرون ديمقراطية من تلك الديمقراطيات التي ترويها وكالات الانباء الغربية أو تلك التي نشاهدها في أفلام بلاد العمّ سام وفي مسلسلات بلاد أحفاد الملكة فيكتوريا…

وكأن “مولانا” أمير المؤمنين أحمد الشرع  و”العصابة” التي مكّنها من كراسي الحكم جاؤوا مبشرين بعهد جديد سعيد لشعب ذاق كل ويلات القهر والظلم والاستبداد… أعترف اني كنت من الذين أسعدهم سقوط حكم الأسد حين عرفنا حقيقته الموجعة ورغم أننا ساندناه في بداية تعرضه لهجمات تتار داعش ومن معها من جماعات إرهابية… فالشعب السوري الذي يعترضنا بعضه في حالة يرثى لها هنا في شوارع اغلب مدننا، يستجدي المارة لقمة عيش حرموا منها في بلادهم، بعد أن هربوا من جحيم استبداد بشار ومن معه من الفصائل المسلحة التي غزت سوريا في إطار ربيع عربي كاذب… أقول الشعب السوري أصبح أكثر الشعوب العربية والإسلامية تضررا وتشردا ولجوءا وبؤسا وفقرا منذ أن خدعنا أحفاد العمّ سام بخدعة الربيع العربي…

 نعم سعدت كما سعد البعض الآخر بسقوط بشار لكن حين عرفت من مسك بزمام أمور دمشق أدركت ان الشعب السوري خدع مرّة أخرى… وأنه لم ولن يخرج قريبا من المأساة وأظنّه سيكتب صفحات أخرى اشدّ دموية وخرابا من كل تلك التي سبقتها مع حزب البعث… فما وقع في سوريا وجلوس الشرع أميرا على دمشق وبقية المدن التي لا تزال تحت إمرته ليس نتيجة لما حدث منذ 2011 وليس من اسقاطات الربيع العربي المزعوم، بل أظنّه اتفاقا جديدا يدخل ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي سمعنا عنه الكثير… فما وقع ليس أكثر من عملية بيع وشراء بين العديد من أطراف المنطقة تهدف إلى توفير الأمن لمدلّلة العمّ سام… ما تعيشه سوريا يذهب بنا إلى التشكيك حتى في ما وقع يوم 7 أكتوبر 2023 فمن أوعز وخطّط لما وقع بغزّة كان يهدف إلى ما هو أكثر وأثمن من غزّة… فهل تعيش الشعوب العربية خدعة أخرى من العمّ سام ومن معه ومن بعض حكامها، وهل باع بعض حكام العرب بعض ارض العرب من اجل عيون كراسيهم؟؟

أمير المؤمنين الذي يسكن دمشق عاد بنا إلى أيام سقوط دمشق والشام على يد تيمورلنك… تيمورلنك هذا نكّل بكل من يعترض سبيله وسبيل جيشه فنهبوا القرى وقطعوا الأشجار وهدموا البيوت على أصحابها واسرفوا في القتل ونهب الأموال… ويقال انه من كثرة القتلى بنى تيمورلنك عشر مآذن ارتفاع الواحدة منها عشرين ذراعا برؤوس القتلى وجماجمهم… واليوم يعاد المشهد من جديد على يد فصائل مسلحة وصفتها حكومة أمير المؤمنين بالـــ”منفلتة”… فصائل استباحت كل القرى ونهبت وذبحت وأحرقت المنازل بعد أن قتلت كل من فيها رافعين شعارات “بالذبح جيناكم”…

فهل جاء أمير المؤمنين لينتقم كما انتقم من سبقه ممن سبقه وسينتقم من سيأتي بعده منه؟؟ هل أصبح الانتقام والثأر تقاليد عربية إسلامية تأتيها كل الشعوب التي تُسقط طغاتها… وتستبدلها بطغاة جدد ليأتي بعد سقوطها طاغية جديد ينتظر دور سقوطه ليخلفه طاغية آخر وهكذا من طاغية إلى طاغية يعيش العرب والمسلمين… هل كتب على العرب والمسلمين ان لا يستمتعوا بما يسمونها “ديمقراطية” وأن لا يسعدوا بالتداول على الحكم في حفل بهيج يحضره بعض حكام البلاد المجاورة كما يفعل “الكفّار” في بلدانهم؟؟؟ حاكم دمشق جاء رافعا لواء الإقصاء والإلغاء والاجتثاث… إلغاء وإقصاء واجتثاث كل من حكموا البلاد قبله… وكل من يطمحون لمشاركته الحكم وكل من يريدون أو ينوون العودة للحكم ممن حكموا البلاد أو ممن عارضوا حاكمها الهارب إلى موسكو…

أمير دمشق قسّم الشعب السوري بما نراه اليوم من ذبح وتشريد وهدم ديار إلى ثلاثة اقسام مسلمين وأهل كتاب وكفّار… هكذا أراد وهكذا يريد… فالدروز والعلويون والشيعة هم من الكفّار حسب ما رآه أمير دمشق الجديد… وهؤلاء ممنوعون بقرار من حاكم دمشق من دخول المؤسسة العسكرية ومن أن تكون لهم مدارس ويكون منهم أساتذة تعليم… وقد يحرمون من تعويضات نهاية الخدمة أو ما يسمونه في العديد من البلدان الأخرى منحة التقاعد، حسب ما أوردته بعض وسائل إعلام الدول المجاورة لإمارة الجولاني… فهل لهذا جاء الشرع وجلس على كرسي حكم دمشق؟

فما يقع اليوم في سوريا يؤكّد نظرية التقسيم فقد تقضم تركيا بعض الأجزاء من سوريا لتوطين أكرادها التي تختلف معهم … وقد يقضم حاكم تل أبيب جزءا من جنوب سوريا لتوطين الدروز الهاربين من حكم الجولاني ولتأمين نفسه ومن معه من خطر قد يراود من سيحكمون دمشق بعد الشرع غدا… فهل جاء الجولاني فقط ليقول للشعب السوري “بالذبح جيناكم”… ويذبحهم…؟؟؟

أكمل القراءة

جور نار

هل تضرب الفاشية “الترامبية” أوروبا على قفاها…؟؟؟

نشرت

في

محمد الأطرش:

هل يعيش العالم اليوم انقلابا تاريخيا في التحالفات الدولية، وهل يمكن اعتبار ما يفعله ترامب “ظاهرة ترمبية” تكشف ولو جزئيا عن الفاشية الأمريكية؟

فبالعودة إلى ما جرى سنة 2021 فإننا نلاحظ أن أوروبا أو الدول المكوّنة للاتحاد الأوروبي عاشت حالة إنكار تام للحرب التي يمكن ان تندلع بين روسيا وأوكرانيا… أغلب دول القارة العجوز لم تصدّق بوجود حرب وشيكة وكانت تعتقد أن بوتين لن يتخذ القرار “الساخر” بإعلان الحرب على كييف لأن ذلك سيضرّ حتما بروسيا… وهو نفس الخطأ في التفكير الذي وقعت فيه الدول الأوروبية قبل عام 1914 والذي كتب عنه نورمان انجيل في كتابه الشهير “الوهم الكبير” فالناس في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن الحرب بين القوى الأوروبية مستحيلة…

منذ سنة 2021 عاش العالم نفس الاعتقاد وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتدحض حالة الانكار والاعتقاد الخاطئ لأغلب سكان القارة العجوز، وحالة الإنكار تحولت من إنكار الحرب الطويلة إلى شبه يقين بأن سوء الفهم يمكن أن يحلّ بالمفاوضات… واليوم نعيش إنكارا آخر من أغلب الدول الأوروبية الداعمة لكييف فهذه الأخيرة تعيش حالة إنكار لهزيمة كييف وانتصار الدب الروسي فهم يدركون ان هزيمة كييف هي هزيمتهم أيضا فهم من يقف وراء كييف…  وهزيمة كييف اليوم تتجسد في الإعياء الكبير والخطير لقواتها، فالقوات الأوكرانية استُنزفت أكثر من قوات روسيا وفقدت 20% من أراضيها، وأصبحت الوضعية “دراماتيكية” في ظرف زمني قصير، بسبب ما صرّح به وقرّره ترامب وبسبب توقف إمدادات الأسلحة الأمريكية ووقف تزويدها بالمعلومات الاستخباراتية، مما جعل الجيش الأوكراني أعمى فاقدًا للبصر والبصيرة وفاقدا للسمع…

حالة الإنكار التي عاشتها أوروبا تعود جذورها إلى القرن الثامن عشر ومشروع السلام الأبدي لكانط وتعززت بعد الحربين العالميتين، من خلال فكرة إقامة عالم تُستبعد منه الحرب من العلاقات الدولية بين الدول، بمعنى آخر تجاهل قاعدة كلوزفيتز الشهيرة القائلة بأن “الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى”… واليوم ومع تخلّى الماما عن أوروبا وتعنّت ترامب في إيقاف الحرب على طريقته منفردا في التفاوض مع فلاديمير دون العودة إلى حلفائه القدامى فإن الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا بدأت تبحث عن حلول أخرى تغنيها عن تحالفها مع الماما بعد أن كشف ترامب عن أنيابه وعن نوايا لا تعجب حلفائه في القارة العجوز…

 ماكرون اليوم أصبح يلمّح إلى أن هناك ولو بعد حين حرب قادمة وأنه على أوروبا أن تعوّل على نفسها بعد تخلّي الماما عنها وان تستعد لاحتمالات الحرب بالعتاد والعدّة والمال، وأنه على الدول الأوروبية الإسراع باتخاذ قرارات عاجلة بشأن التعويل على نفسها وامكاناتها وتسليح كل دولها وربما إنشاء قوة مشتركة تغنيها عن الحلف الذي قوّض أركانه ترامب بسياساته الفاشية والشعبوية… وقد كشف ماكرون في هذا الإطار ان المعدات العسكرية الحالية لدول أوروبا المكوّنة لحلف الناتو ضعيفة في مواجهة روسيا إن تخلت الماما عن دورها والتزاماتها تجاه الحلف وانسحبت منه.

ماكرون أكّد من خلال تحركاته الأخيرة أن أغلب الدول الأوروبية ومع الصعود الخطير لليمين الداعم لسياسات ترامب الشعبوية في العديد من الدول الأوربية أصبحت اليوم على وعي تام باستحالة أن يكون السلام الأبدي واقعيًا في عالم تتداخل فيه المصالح الوطنية مع التوترات الجيوسياسية… ورغم أن العديد من الفلاسفة والسياسيين في أوروبا عملوا طويلا على نشر فكرة السلام الدائم بعد الحربين العالميتين، فإن الواقع اليوم يعكس أن الحروب قد تظل جزءًا هاما من العلاقات الدولية، خاصة عندما تتصادم المصالح الاقتصادية والسياسية… ولا يعني هذا أن السلام ليس ممكنًا، بل يعني أنه يتطلب بناء مؤسسات وتفاهمات وتحالفات جديدة أكثر توافقا وتناسقا ومرونة وتعاونًا دوليًا…

خلاصة القول فشلت الدول الأوروبية في إدراك خطورة الحرب الأوكرانية بشكل جاد في وقت مبكر وتجاهلت الواقع الجيوسياسي المتحوّل… ومع هذا الفشل اصطدمت الدول الأوروبية بالظاهرة الترمبية الجديدة فدونالد اليوم ليس دونالد الذي عرفه العالم خلال ولايته الأولى في المكتب البيضاوي… فدونالد كشف عن وجه آخر هذه المرّة وجه عنيف ومتهوّر وحاد كله قسوة وإصرار عليها، وجه يعلن ضمنيا ولادة وظهور فاشية أمريكية خاصة، فاشية ظهرت ونمت وكبرت بين الولاية الأولى والثانية لترامب. وهي فاشية نوعية رغم تشابهها مع الفاشية التاريخية. ومع ذلك، توجد صعوبة في تشخيص مثل هذا الأمر بسبب عدم اتساق مواقف ترامب…

من خلال كل هذا أدركت دول القارة العجوز أنه من الضروري ألا تضيع الوقت في محاولة التفاوض مع ترامب أو محاولة تهدئته أو تغييره، لأن هذه المحاولات ستفشل كلها… في الأخير، ماذا يريد حقّا ترامب بنسخته الفاشية، هل يريد جرّ العالم إلى حرب لن يكون طرفا فيها لإضعاف الجميع أم هل سيعمل على توسيع رقعة اليمين المتطرّف في بقية الدول الأوروبية ليكون كبيرها ومنظّرها الأكبر ويكون الجميع من توابعه يدعون له بطول العمر صباحا مساء وفي أيام الاعياد؟… وما حقيقة “الترامبية” وارتباطها بالفاشية… وماذا يريد ترامب من العالم، هل سيضرب الجميع على قفاهم ويبتزهم بدعوى حمايتهم من أعدائهم؟؟… وماذا لو تجاهلت أوروبا ترامب وتهديداته وأعادت بناء قوتها الاقتصادية والعسكرية بعيدا عن تهديداته وابتزازه المفضوح… ثم ماذا لو اقتربت أوروبا من فلاديمير وبيكين واعادت المياه معهما إلى مجاريها…؟؟

أكمل القراءة

صن نار