خن نار

وين الغلط في اللي صار البارح في عرض لطفي العبدلّي ؟؟؟…

نشرت

في

خليني نقول في البداية اني ما دخلتش لعرض العبدلّي البارح لسبب مبدئي وهو اني ضدّ هذه النوعية من الفنون واللي في تقديري ما انجمش نصنفها في قائمة الاعمال الفنية …مجموعة من التعبيرات ملقّطة وملقوطة ..

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

الفن دائما بالنسبة لي هو الذي يرتفع بمستوى المتلقّي لا ذلك الذي ينزل اليه واكبر دليلي على ذلك انو بمنطق العبدلي اللي يقول انو يعبّر على الشارع التونسي ويتماهى معاه، هو منطق غالط تماما لانو بنفس هذا المنطق ينجم يوما ما ولد العبدلّي يسبّ الجلالة … قال اشنوّة قال يخخي الشارع ما يربربش ؟؟ لذلك انا ندهش من عائلة تنتقل للفرجة عليه وهو يحكي من الحزام اللوطة ..حتى الثقافة الجنسية علم يُدرّس موش تزوفير وكلوبية سوق ودزّ على هاكة واقعنا ..

هاكة واقعنا ايه اما انت دورك كفنان انك تصلّح ..تماما كدور المربّي في القسم ..تقبلو انتوما انوّ معلّم او استاذ يقول كلام زايد ويربرب في الفصل ؟؟ ..اذا تقبلو لطفي العبدلّي في الخمج متاعو اقبلو زادة المعلّم اذا تكلّم كلام خامج …طبعا وبعد ما تفرجت على فيديوات عرض البارح لاحظت انو الجماهير كانت غفيرة ..وهذي ظاهرة يلزم دراستها سوسيولوجيّا ..نفس تلك الجماهير او على الاقلّ اغلبها ما نتصوروش يقول قدام امو وبوه كلمة خايبة لكن في نفس الوقت البارح يحضر هو وامو وبوه باش يشيخو بالكلام الخايب (والعب يا عبدلي والشعب معاك) … الاجابة عن هذه المفارقة يفسروها علماء الاجتماع هم اقدر مني على ذلك …

نجيو توة للحادثة الحدث ..موقف الامنيين مما حدث واللي وصل الى درجة انسحاب العبدلي قبل اتمام العرض والهروب بجلدو … حتى انّ منتج العرض صرّح في وسائل الاعلام انو لولا تهريبو لوقع قتله !.. وطبعا قريت ردود الفعل المختلفة تماما ..شق يرى انو الأمني لا حق له في التدخل في المحتوى وعليه فقط القيام بواجبه وهو حماية الجماهير وشق ثاني يلقالو اعذار وبالقانون زادة …لانو توجه ليه بعبارات واشارات قذرة تخدش الحياء ومن حق الامني انو يوقف العرض قانونيا لانو لطفي قام بحركات تنافي الحياء وهذي يعاقب عليها القانون وبالايقاف الفوري … _ التهمة تسمّى التجاهر بما ينافي الحياء … إينعم رجل الامن قانونيا من حقو وقت يلقى زوز “مكوبلين” يقومو باشياء تنافي الحياء من حقو يوقفهم فوريا … وموش يمشي يشكي للقضاء ..ديراكت للفرن …

وآشي عاد طروحات من مؤيد ومن معارض ..وآشي نفس لوبانة الامن وما له وما عليه …انا في تقديري المتواضع كلنا مسؤولون عما حدث البارحة ..نعم كلّنا مسؤولون …نحن نحتاج جميعا الى ثورة ثقافية نتعلم فيها حقوقنا وواجباتنا …نتعلم المواطنة، نعم المواطنة ..يخخي رجل الامن موش مواطن ؟ مواطن كيفي كيفك يغلط كيفي وكيفك يغلط كيف ما يغلط الاستاذ مع تلامذ تو كيف ما يغلط الطبيب والمحامي والاعلامي والبو والخو والوزير والرئيس ..تحبوه ملايكة ؟ تحبوه روبو ما عندوش شعور وكرامة وشعرة سيدنا علي اللي عند الكثير منّا ؟ يخخي احنا كلنا قائمين بواجبتنا على احسن ما يرام ؟؟ يخخي البوليسية في بلدان الحرية والديموقراطية (فرنسا وامريكا مثال) ما شفتوهمش كيفاش يفشخو في العباد ؟.. وقت نوصلو لمرحلة انو البوليس يحترمني ويعاملني بلسيّن حلو وانا نحترمو موش نغزرلو كشيطان وقتها انجمو نحكيو على المواطنة ….

نتعلّمو زادة ماهية الفنّ ودَوْرو في تطوير الشعوب والارتفاع بالحسّ الذوقي ..نتعلّمو ماهية التعايش. بين بعضنا في الشارع في الملعب في الكار في البحر زعمة نتحمّلو اخطاء بعضنا برُقيّ وضحكة في الوجه ؟؟. عندما نتعلّم ذلك لن يتجرّأ اشباه الفنانين على اعتبار الفنّ منديلة يمسحوا فيها قذارتهم ..وبتعلم الجمهور الفارق بين الفنّ والعفن ..ويتعلم فيها الامني واجباته وحقوقه …

ما حدث في جانفي 2011 كان هبّة شعبية ضدّ عصابات آل الطرابلسي ..هبّة دون قيادات دون ضوابط لثورة تحدّد ملامح الغد . واتى من اتى من المهرولين و قفز بالاحلام لتصبح كوابيس .وما عشناه بعد جانفي 2011 هو فوضى عارمة في كلّ القطاعات ..ما حدث البارحة هو لوحة اخرى من تلك الفوضى ..ولا اظنّها الاخيرة ….

8 اوت 2022

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version