عبد الرزاق الميساوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا لم تُغنِّ ..
وتاجُ اللهيبِ يكلّلُ رأسَكَ
..أنت جبانْ
وإنْ لم تُغنِّ ..
وفي رئتيك الشرارُ
فأنت جبانْ
إذا لم تُغنِّ ..
وقد أطبق الليلُ فكّيهِ
حتّى العماءِ ..فأنت جبانْ
وإنْ لم تُغنِّ ..
وحشرجةُ الموتِ تخنق حلقَكَ…
أنت جبانْ
* * *
تذكّرْ ..
وأنتَ تعالجُ صوتَكَ
تبحثُ عن نغَمٍ لا نشازَ بهِ
أنّ من قال للكون: “كنْ!”…لم يكنْ
وأنَّ العظيمَ من اكتشفَ الضّعفَ فيه
فعاش الهزائمَ، لا شيء غيرَ الهزائمِ
لكنّه لم يَلنْ…
وللصّمتِ صوتٌ
و”أورفي” تفقّدَ أوتارَه
فنادِ التي غرقتْ في الظلامِ وغنِّ:
” إذا كان ليلُكِ من غيرِ ليلَكْ
ومن دون نيزَكْ
وما فيه سرْجٌ يشاكس خيلَكْ
فماذا يقرّبُكِ اليومَ منّي ؟”
* * *
وما كان غيرَكَ “أورفي”
فغنِّ بدون التفاتْ:
” أُحبُّ نساءَ بلادي .. عدا الجارياتْ
أُحبُّ اللّواتي يمارسن فتنتهنّ
ويَصدحْن بالعشقِ منتشياتٍ،..
يقبّلنَ ثغرَ الحياةْ”
وغنّ على رقصاتِ البُزُقْ:
” على شفتيكِ انبلاجُ الشّفقْ
ولونُ الأرقْ ..
يُعانق عينيَّ ليلاً، وخمرٌ عَتَقْ..
يرِقُّ النسيمُ
وتبقيْن عند المرور أرقّْ.”
* * *
وغنِّ إذا داهمتْكَ المَنونْ:
” أنا خالدٌ وأبشّركمْ…
أنّكمْ كلَّكمْ خالدونْ”