لأني أحد أبناء هذا الشعب، ولأني أحب هذه البلاد وهذا الشعب، فإني أخشى على هذه البلاد وهذا الشعب من الذين يريدون خنق هذا الشعب وقطع أنفاسه باسم بعض هذا الشعب…ولأني تونسي ابن تونسي وأحد أبناء تونس فإني أخجل حين أرى ما يحلّ بهذا الشعب بتشجيع من بعض هذا الشعب…ومزاج بعض هذا الشعب…وأحقاد بعض هذا الشعب…وانتقام بعض هذا الشعب…
لأني ابن هذا الشعب فإني أبكي، ما تعيشه تونس من سقوط وخراب، باسم بعض هذا الشعب في حقّ ما بناه كل الشعب…ولأني أحد أبناء هذا الشعب فإني أخاف على هذا الشعب ممن يحكم هذا الشعب باسم مزاج وتعليمات بعض هذا الشعب…ولأني عشت مع هذا الشعب ككل أبناء هذا الشعب فإني أعجب من هذا الاستخفاف والتلاعب بمصالح ومصير الشعب، الذي نعيشه مع كل من حكموا هذا الشعب، منذ خروجهم باسم بعض الشعب يتحكمون في رقاب وأنفاس كل هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب أخاف أن يتمادى حكام هذه البلاد في تحدي مشاعر هذا الشعب باسم بعض هذا الشعب…وأخاف أن تتواصل نبرة التعالي على هذا الشعب باسم بعض هذا الشعب…واخاف أن يختار هذا الشعب الاستسلام والخضوع لحكامه الذين يحسبون عليه أنفاسه باسم بعض هذا الشعب…
ولأني ابن هذا الشعب أخاف أن يواصل حكام هذا الشعب التنكيل بهذا الشعب، وبقوت هذا الشعب وحرياته باسم بعض هذا الشعب…وأخاف ان يفاخر حكام هذا الشعب بالخطأ تلو الخطأ باسم بعض هذا الشعب تحديا لبقية الشعب…وأخاف أن يواصل حكام هذا الشعب هتك أعراض كل الشعب، باسم ما يريده بعض هذا الشعب… ولأني ابن هذا الشعب وسأبقى، فإني أخاف على هذا الشعب من نفاد صبر بعض هذا الشعب على حكام وبعض هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف على كل الشعب من أن تحجب عنه حقيقة ما سيفعله حكامه باسم بعض هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف أن تصل بنا الأحقاد التي ينشرها حاكم هذا الشعب إلى أن يقاتل بعض هذا الشعب بقية الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف عليه من أن يعيش الخوف…والاستبداد والقهر المألوف…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف عليه من أن تصادر ثرواته، وتفتك أمواله باسم صلح جزائي لا يأبه لحاله وأحواله، باسم ما يمليه على حكامه بعض هذا الشعب…لأني ابن هذا الشعب أخاف أن يسجن بعض هذا الشعب فقط لأنه لا يروق لبعض هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف على أبناء بعض هذا الشعب من مزاج وغطرسة بعض هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف من ظلم بعض الشعب لبقية هذا الشعب…ولأني ابن هذا الشعب فإني أخاف على هذا الشعب من ظلم حكام هذا الشعب لبعض هذا الشعب… من القهر والاضطهاد …ومن الاحتقار والاستعباد …ومن التفقير والاستبداد… ومن التغريب والاستبعاد…ومن التجهيل والاستفراد…
لأني ابن هذا الشعب فإني أخاف على هذا الشعب من الحكام الذي يظنّون أنهم مبعوثون…ومن القدر مرسلون…ولحكم الشعب مكلّفون…وفي مصيره يتحكّمون…ولمستقبل أبنائه حسب رغباتهم يُسطرون…ولمعارضيهم لا يأبهون…ولناقديهم يسجنون…وفي الإقامة الجبرية لبعض خصومهم يضعون…وعلى الشعب ومصيره بمفردهم يحكمون…وفي مقدّرات البلاد يتحكّمون…وللقوانين وحدهم يصدرون…وللمراسيم وحدهم يُمضون…ومستقبل البلاد بمفردهم يُخطّطون…والدستور وحدهم يكتبون…والتشريعات وحدهم ينشرون…وعلى رقاب الشعب يَضغطون…
نعم أخاف من حكام، أنفسهم يعتبرون…من الله هم الأقربون…وبالجنة مبشرون…أخاف من حكام لعرض الشعب يوميا في خطبهم يهتكون…ولبعضه يخوّنون…وبغرف مظلمة يحلمون…والتنكيل بمن يرفضهم يضمرون…ولخصومهم يشتمون…وبالويل والثبور شعبهم يهدّدون…وفي أوهامهم يعيشون…ولجوع شعبهم وفقره لا يأبهون…ولجهلهم بشؤون الحكم يُخفون…وللاعتراف بأخطائهم يرفضون…ولمن ينصحهم لا يستمعون…وبالحكم وحدهم يتمسكون…ومن تحمّل تبعات فشلهم يهربون…فهل إلى رشدهم يوم يسوء حال البلاد يعودون…ومن شعبهم …كل شعبهم عمّا فعلوه به يعتذرون…وعن ظهر غيّهم ينزلون…أم أول طائرة يركبون…وبلادهم يتركون…ومن شعبهم يهربون…ولوعودهم يتنكرون…ولفشلهم في تاريخ البلاد ببنط غليظ يكتبون…ألا يقرؤون…فالله قال في كتابه المكنون…ن والقلم وما يسطرون…ألا يفقهون…ألا يقرؤون…