تابعنا على

شعريار

أوراق الغائب

نشرت

في

بول شاوول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيفَ استطاعَ الهواءُ وحدَهُ

أن يحملَ روائحَ الحديقة

وألوانها على ظهرِه

من دونِ أن يلهثَ

أو يكبو

لكنّهُ قبلَ أن يغادرَ

توقّفَ لحظةً

حطّ الأحمالَ عن ظهره

ففاحتْ كلُّ الألوانِ عليه

وعندها

اختارَ الصنوبرة.

طوى يديه

عندما زارَ الهواءُ الحديقةَ

في آخرِ الخريف

لم يَجِدْ فيها ما يحمِلُهُ معهُ

طوى يديه على يديه

وأنفاسهُ على أنفاسه

وأكملَ دربَه

بلا يدين

ولا أنفاس.

اعتذار

نسيَ الهواءُ

على عتبةِ الحديقة

أنْ يودّعَ الوردةَ الصفراء

كما يليقُ بهواءٍ أن يودّعها

تراجعَ خطوة

تعثّرَ بحصاةٍ

ثمّ طوّقَها

من كلّ جهاتها

استَلَّ ورقةً من أوراقها

مسحَ بها جسمهُ

ثمّ

نزعَ قبّعتهُ الملوّنة

انحنى لها

وأكملَ سيرهُ.

رُعونتها

كيفَ أُنقذُ هذه الياسمينة

من رعونتها

تلك الياسمينة التي تكرّرُ سقوطها

وتبقى بيضاء

من الضجر.

النملة

النّملةُ تُنمّلُ

سيقانَ الحديقة.

تتأخّر الذكرى

تتأخّرُ الذكرى على جِلدك

أنت لم تنسَ ياسمينَ المنزل

المنزلُ الذي سكنَهُ طفلٌ كَبُرَ فيه

ليموتَ في منزلٍ آخر.

الغبار

الرّبيعُ على الياسمين غُبار

مجرّدُ غبارٍ وَجَدَ شيئًا يتّكئ عليه

قبل أن يمسحهُ الهواء

المقبلُ بلا رحمة على الحديقة.

وصول

كيفَ قطعَ الهواءُ

كلّ هذه الحواجز والرّمال

والحرائقَ

والدّخان والموتى والصّراخ

ووصلَ إلى الحديقة

هذا الصّباح

في موعده المحدّد.

ناقص

لم يكُن الهواءُ ناقصًا

هذا الصّباح

كانَ فائضاً كثيرًا

إلى درجة

لم يستطع فيها

أن يحملَ

جسمه.

الأقحوانة

كانت الأقحوانة

وعلى غيرِ عادتها

باردةً كمطرِ الفجر

باردة

كالعينين اللتين تغمرانها

بلا مبالاة

ولا جدوى.

شجرة الغار

شجرةُ الغار

استَبقتْ قطرةَ

الماء قليلًا عليها

لكي تعوّض عن مجدها الغابر.

القمر

يسترسلُ على الحديقة

كأفكار مارقة

تدورُ من ليلة إلى أخرى.

منفاها العالي

الحديقةُ تعيشُ في منفاها العالي

الجذورُ التي تتحسّسُ البلاطَ تحتها

تعرفُ جيّدًا أنّ عليها أن تُقَضّي

العقابَ فوق ذلك السّطح العالي

بلا أمل ولا حزن ولا خوف

ولا انتظار.

الحديقةُ تعيشُ في منفاها العالي

وسجّانها شفّافٌ حتّى الدّمع.

شعريار

بعد المغيب

نشرت

في

لويس بورخس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الغروبُ مزعجٌ دائماً

إن كان مسرحياً أو أبكمَ،

والمزعجُ أكثر

آخرُ النور المستميتِ

الذي يدهنُ السطحَ بالصدأ

فلا يبقى على الأفقِ شيءٌ

من أًبّهةِ الغروبِ أو صخَبهِ.

كم يتقدّمُ النورُ عصِياًَ،

متوتّراً بانسحابهِ، مختلفاً،

هذيانٌ يَعرضُ خوفَ الإنسانِ

من ظُلمةِ الفضاءِ،

ثم يكفُّ

لحظةَ نُدركُ زَيفَهُ،

بطريقةِ حُلمٍ ينكسرُ

بعلمِ النائمِ أنه يحلُمُ

Motif étoiles

أكمل القراءة

شعريار

أَفاطمُ…

نشرت

في

المثقّب العبدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أفاطمُ! قبلَ بيْنكِ متِّعينى

ومنعكِ ما سألْتكِ أنْ تبينى

فَلا تَعِدي مواعِدَ كاذِباتٍ

تمرّ بها رياحُ الصيفِ دوني

فإنِّى لوْ تخالفني شِمالي

خلافكِ ما وصلتُ بها يميني

إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني

كذلكَ أجتوي منْ يجتويني

لمنْ ظعنُ تطلَّعُ منْ ضبيبٍ

خَوايَة َ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ

يشَّبهنَ السَّفينَ وهنَّ بختُ

عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ

وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ

قَواتِلُ كُلِّ أَشجَعَ مُسْتكينِ

كغُزلانٍ خذلنَ بذاتِ ضالٍ

تنوشُ الدَّانياتِ منَ الغصونِ

ظهرنَ بكلَّة ِ، وسدلنَ رقماً

وثقبنَ الوصاوصَ للعيونِ

أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى

من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ

ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ

كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ

وهُنّ على الظِّلام مُطَلَّباتٌ

طويلاتُ الذُّوائبِ والقرونِ

إذا ما فتنهُ يوماً برهنٍ

يعزُّ عليهِ لم يرجع يحينِ

بتَلهِيَة ٍ أَريشُ بها سِهامي

تبذُّ المرشقاتِ منَ الفطينِ

علونَ رباوة ً، وهبطنَ غيباً

فلَمْ يَرجِعْنَ قائلة ً لحِينِ …

إذا ما قمتُ أرحلها بليلٍ

تأوَّهُ آهة َ الرَّجلِ الحزينِ

تقولُ إذا دَرأْتُ لها وَضِيني

أهذا دينهُ أبداً ودينى ؟

أكلَّ الدَّهرِ حلٌّ وارتحالٌ

أما يبقى على َّ وما بقينى !

فأَبقى باطِلي والجِدُّ منها

كدُكّانِ الدَّرابِنَة ِ المَطِينِ

ثَنَيتُ زِمامَها ووَضَعتْ رَحلي

ونمرقة ً رفدتُ بها يمينى

فَرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً

على ضحضاحهِ وعلى المتونِ

إلى عمروٍ، ومنْ عمروٍ أتتني

أخى النَّجداتِ والحلمِ الرَّصينِ

فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقِّ

فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني

وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى

عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني

وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً

أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني

أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ

أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني

أكمل القراءة

شعريار

أنا

نشرت

في

نازك الملائكة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الليلُ يسألُ من أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولفقتُ قلبى بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألنى القرونْ

أنا من أكون؟

والريحُ تسأل من أنا

أنا روحُها الحيران أنكرنى الزمانْ

أنا مثلها فى لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإِذا فضاءْ!

والدهرُ يسألُ من أنا

أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوى عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضى البعيدْ

من فتنةِ الأمل الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لى أمسًا جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ من أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ فى ظلام

لا شيءَ يمنحُنى السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَل يحجُبُه سراب

وأظلّ أحسبُهُ دنا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ

أكمل القراءة

صن نار