دُمّـنار

أيام قرطاج المسرحية … ما وراء الحائط الرابع

نشرت

في

حين دعاني الأخ والصديق عبد القادر المقري لأنضم لفرسان مملكة صاحبة الجلالة ” جلنار” شعرت بكل مودة ومحبة، بذوبان الجليد المسلط طوعا على قلمي ذات سنة … هذه الدعوة أعادت للحديقة دهشتها..فتفتحت بقلبها زهور الفرح … فشكرا قدور..

<strong>رضا العوادي<strong>

“لقد أمضيت حياتي كلها في الدفاع عن أشياء لن أحظى بها أبدا … ها أني أجلس أمام الخيبة وحيدا و أغني لها”… هذا ما قاله “ديستويفسكي” وما قراته في عينيْ كل من رأيته ببهو الأفريكا … حيث حِسان أيام قرطاج المسرحية و هنّ يوزعن دعوات الافتتاح، وبطاقات الدخول للعروض الموزعة على القاعات المهترئة بالعاصمة…و أنا الذي استيقظت قبل صياح الديكة بالحي، حتى أستعد لهذا العرس الإبداعي لأبي الفنون كما يلقبه أهله و محبوه…ولكن ما كل ما يتمنى المرء…

ابتسمت لي حسناء مكتب الاستقبال وسألتني إن كنت مسجلا بالمنظومة الإلكترونية أم لا … وبعد أن علمَت بأنني من أصحاب الكهف، قاتلي انشاء الله الدورة الجاية … ضحكتْ دموعي ودفعتني خارج المبنى الأزرق المتعالي… عندها اكتفيت بمتابعة أجواء الفرح من شبّاك الشاشة المسطحة … وببعض الهوامش التي رصدتها بالشارع الطويل..حذو ابن خلدون…

هناك كان بعض الممثلين يستعرضون خوارق ابداعاتهم بمسرح الشارع الذي يحاول أن يؤسس علاقة حميمية بين الفنان و المتلقي دون حواجز … و قد عشت بعضا من السعادة المفقودة صحبة المؤطر و أستاذ الفن المسرحي نزار الكشو و حمزة عاشور، اللذين لم ينتبها لوجودي في البداية … الشارع كان يغني ويمثل ويرقص .. في أبهى تجلياته و بشخصيات حية تمنحه بعضا من الجنون الجميل ومفاتيح أسرار الفعل، و بها يتأمل الانسان الأوجاع التي يمكن أن يسببها لنفسه … إنها فلسفة الحياة

نساوين” المهرجان ودارت الأيام على الرجال” !!!

هي ليست قراءة نقدية للدورة 22 لمهرجان قرطاج المسرحية، بقدر ما هي جولة لتسليط الاضواء على بعض الجوانب الفنية والسلوكية و ما جرى في كواليس الدورة … مع بعض المقارنات الخفيفة بين الماضي والحاضر…بين أيام السابقين والحاضرين واللاحقين…وما أامتصت الخشبة من رحيق الفن الرابع …

في الافتتاح كانت الأجواء مفعمة بالمحبة المصطنعة والابتسامة المدهونة بمساحيق الحسناوات … وخاصة في بهو النزل، حيث يختلط نجوم وكواكب الفن وزعيط ومعيط والمتسلل للطابق الثالث والخامس وفي المساء للطابق العشرين…هناك تعقد المواثيق و تنسج العلاقات المهنية المهيمنة على صفقات لإنتاج أعمال درامية و أخرى “ابتلائية” لا يعلمها إلا عمّال النزل وبعض المقربين…

المهم جاء الافتتاح الذي بثته القناة الوطنية و أثثه الصديق منذر القلعي الغاضب على من مدّه بمعلومات خاطئة عن أعمال النجمة العربية سميحة أيوب … حيث قال إنها قدمت في مسيرتها 20 مسرحية، فصاحت الفنانة الكبيرة: “بل هي 170 مسرحية !” … مما أخجل ولد القلعي فاعتذر بكل لطف وذكاء… ومن وقتها خرج ولم يعد.

… أما أنا فسوف أعود لكم للحديث عن الأيام و مجرياتها الأخرى … في الاسبوع المقبل

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version