جمر نار

إذا قالت “هيلاري” فصدّقوها

نشرت

في

هيلاري كلينتون

بعد حادثة مّا، تكلّم شاعر عربي:

إذا قالت حذامِ فصدّقوها *** فنعم القول ما قالت حذامِ

و بعد صمت القبور الذي دام أكثر من عشرية بحالها، تكلّمت السيدة هيلاري كلينتون زوجة المكرّم بيل خليل مونيكا لتكشف خفايا الثورة الأمريكية تخطيطا وهندسة و تنفيذا و التي وقعت أحداثها على الأراضي التونسية انطلاقا من مقاطعة سيدي بوزيد حيث انتحر (العميل) محمد البوعزيزي مشعلا لهيب الثورة… هذا ما قالته العظيمة هيلاري حسب الكثير من المواقع المحترمة و الأقل احتراما.

<strong>رضا عزيّز<strong>

شخصيا لا يعنيني ما تسرّب من أقوالها ولا محتوى ما قالته فلها حريّة التعبير ولنا حريّة التقييم ونحن قوم تربّينا على التثبّت والتّمحيص رغم أن حضارتنا بالأساس شفويّة … و لكنّنا احتراما لقدسيّة الخبر ابتدعنا العنعنة في الرّواية والتثبّت في الراوي من حيث صدقه ومكانته ومقدرته … وجعلنا هذا المقياس فاصلا بين صحّة الخبر أو كذبه وفي حالات وصفناه بالضّعيف تجنّبا للخطأ.

فما الذي جعلنا نصدّق بلا جدل ولا نقاش كل ما يقوله الغرب صاغرين لا نجرؤ على رفع الاصبع لمجرّد تغيير ولو فاصلة في كلام هو السحر بعينه. هيلاري قالت فسمعنا وأطعنا وما هيلاري إلا عاملة بسيطة في منظومة معقّدة تسيّر العالم بمزاجها وكما تشتهي.

هيلاري أو بالأحرى شلّة هيلاري قالت من قبل وصدّقناها وبعد أن سارت بنا أميالا في طريق الخراب استيقظ (ضميرها) فاعترفت بالكذب ولكن لم يكن لسوء خلق فيها أو في أحد أعضاء شلّتها الموقّرة بل كذبوا خدمة للإنسانية والديمقراطية والعلاقات الدولية.

الاعتراف بالحق فضيلة ولكن أين الفضيلة في تخريب العراق وارجاعه قرونا إلى الوراء؟ أين الفضيلة في نهب متاحف العراق قبل ثرواته؟ أين الفضيلة في اعدام رمز من رموزه يوم عيد الأضحى في حركة استفزازية لأمة قاطبة؟

لا لوم على هيلاري حين تكذب فهي ابنة حضارة بنيت على الكذب … اللّوم علينا نحن من رفعنا شعار:

 إذا قلت هيلاري فصدّقوها *** فنعم القول ما قالت هيلاري

نسمع ونصدّق ونطيع ولا نرضى لقولها بديلا… ما سر هذه التبعيّة العمياء رغم ثبوت زيف أقوام لا تريد لنا الخير؟ السرّ في أنّهم أقنعونا أنّنا لسنا سوى بيادق في رقعة شطرنج عملاقة وضعت في قاعاتهم السريّة. رقعة لا فرق فيها بين البيدق الأبيض ومثيله الأسود ما داما بين أنامل نفس اللاعب. كلّ هذا الوضع المقيت جعل الخبر اليقين يغيب عن ديارنا وتتعملق الإشاعة فتصبح يقينا وقد تصل إلى مرتبة المقدّس.

لا حقّ لنا في مراجعة تاريخنا ونزع جلباب القدسيّة عن رموزنا. لا حقّ لنا في الشكّ وهو طريق إلى اليقين. لا حقّ لنا في الطعن في مسلّمات تأتينا من غرب صاغها حسب مصالحه المعلنة والخفية.

إذا قالت هيلاري…. إذا قال ماكرون… إذا قال بو برطلّة…..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version