إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة في يدك … سترى كل شيء مسمارا (2)
نشرت
قبل 3 سنوات
في
في كتابه Change your thoughts Change your life (غيّر أفكارك تغيّر حياتك)يقول المفكر والفيلسوف الأمريكيWayne Dyer:(كن كالنهر ينساب ولا يُقاوم)….
يدخل في الشقوق ويمر من فوق الصخور ويجد دوما طريقه إلى المصب بعفوية وانسيابية…) ويركّز في الكتاب نفسه على مبدأ الـTaoism (التاويّة)، وهي فلسفة صينية عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام…ذلك المبدأ الذي ينحصر في عبارة قصيرة واحدة: Let it go! أي (لا تتمسك بشيء)، وهو يقصد لا تقبض على أي حدث بطريقة عصبية، ولا تتشبث بأية قضية…كن مرنا ودع الأمور تأخذ مجراها بعفوية حتى تجد نفسك عند “المصب” الذي تهدفه بلا تعب ولا استنزاف!
……….
لدينا في أجسادنا مؤشر حساس جدا للتوتر والإنفعالات، تتحرك ابرته نحو الأعلى أمام أصغر وأتفه الصعوبات، وكلما ارتفعت تلك الابرة إلى الأعلى، استنزفت بعضا من طاقتنا الإيجابية، وقللت من احتمال انجازنا لأعمالنا بابداع…لا أستطيع أن أكتب حرفا مالم يكن ذلك المؤشر بمستوى الصفر!
أي مالم أكن في حالة سكينة تماثل سكينة طفل نائم.
……….
كنت ولم أزل اؤمن بأن النجاح على أي صعيد أسهل بكثير من الفشل..النجاح لا يحتاج إلى جهود بل إلى قدرة على ضبط النفس والحفاظ على سلامة الأعصاب، أما الفشل فلا يتغلب علينا حتى يستنزفنا من كل طاقة…
هناك مثل أمريكي يقول: إذا كانت المطرقة الآداة الوحيدة في يدك، سترى كل شيء مسمارا!
نعم، عندما تتأهب لتطرق، سترى كل شيء قابلا للطرق، وستزرع الحياة مساميرها في كل خطوة من طريقك…وهناك مثل آخر يقول:
Love your work and you will never work،
عندما تحب عملك لن تعمل!
المقصود أنه عندما تمارس عملك بحب، لن تبذل جهدا كي تنجزه، وسيصبح مع الزمن طريقة حياة تجري بهدوء وانسيابية إلى المصب الذي تبغيه…
الحفاظ على سكينتك وهدوء أعصابك مهارة وفن…تزداد مهارتك ويزداد اتقانك لهذا الفن كلما مارست مهامك بوعي وبحب وبهدوء، متجاهلا ضغط اللحظة ومتمسكا برضاك عنها مهما كانت صعبة.
……….
أكبر أنواع الضغوط اليومية في أمريكا هي دفع الفواتير، وقوائمها أطول بكثير من القائمة التي تركتها لي ابنتي بخصوص الاعتناء بولديها…في محاولة للتخفيف من تلك الضغوط ومواجهتها بهدوء، تقول الكاتبة الأمريكة Louise Hay،في كتابها: You can heal your life (تستطيع أن تلئم جروح حياتك)
، تقول:(عندما تستلم فاتورة في البريد افتحها وقبلها برضى، ثم اكتب شيكا بالمبلغ وارسله قبل الموعد المحدد وانتعش لأنك أكملت مهمة لهذا اليوم!!)
وتتابع قولها: (انجز مهامك بحب وبلا توتر !عندما تفعل ذلك تمشي في الحياة بلا اصطدامات وبكامل طاقتك، الأمر الذي يقودك من نجاح إلى آخر…)
……….
نعم لدي قناعة مطلقة من أن الكون لا يعطيك مالم تكن في وضع يؤهلك لتستلم، وأفضل الأوضاع الإسترخاء إلى حد السكينة..الخير يتجنب الأشخاص المتوترين، ويبحث دائما عمن ينساب كالنهر بعفوية وتلقائية كي يساعده للوصول إلى المصب!
……….
القوائم الحديّة وتطبيقها بحذافيرها يثير التوتر، ويمنعك من أن تعيش اللحظة بسلام…
لذلك ضربت بقائمة ابنتي عرض الحائط وعشت عيدا للحب ولا أجمل.
……….
عادت جازي وبنجي إلى معتقلهما، وأنا عدت إلى حريتي…
استمعت في طريق العودة برحلة طولها ثلاثمائة ميل، غرقت خلالها بالجمال الصارخ المحيط بكلا الطرفين..
وعدت لأمارس حياتي بلا “قوائم” وبهدوء وسكينة يحسدني عليها طفل نائم…..