عبد الرزاق ميساوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نالَ منّي التّعبْ
يا بلادي التي شبَّ فيها اللّهبْ
زعزعتْها الرّياحُ فأضحتْ تميدُ
كما قاربٌ في المحيطِ انقلبْ
يا بلادًا غزتها الذّئابُ وليسَ بها
غيرُ خرفانِها…
بعضُهم بايعوا، هلّلوا، نَحتوا وثنًا
للغزاةِ فنالوا الرّضا … أصبحوا جُندَ ربْ
بعضهم وَجفوا وتراخوا، حنَوا للكواسِرِ
بعضٌ توارى… وبعضٌ هربْ
والقليلُ القليلُ المعارضُ للفاتحينَ
يمارسُ عادتَه…فيحلّقُ فوق السُّحبْ
يا بلادَ العجبْ
يا بلادًا تسمَّى بلادَ العربْ
يا بلادًا أعيشُ بها غربةَ المُغتربْ
كافرًا بالذّئابِ سأبقى
ولو صلبوني… ولو أحرقوني
فحلاّجُ قبلي صُلبْ
وكذلك صاحبُ دمنةَ قد أوْدعوه الحَطبْ
يا بلادَ التّخاريفِ والــ”كيفِ”… لم تدّخرْ أهلها
ورمتْ عقلها في المجاري… رمتْ في المحارقِ خيرَ الكتبْ
يا بلادَ العِقال الذي عَقل العقلَ… حتّى العَصبْ
نال منّي التّعبْ
يا بلادًا تسمَّى بلادَ العربْ
حاربتْ وتحاربُ سحرَ الحياةِ
وتغتالُ كلَّ ضياءٍ إذا ما اقتربْ
يا بلادَ الضَّلالِ التي أخطأتْ دربَها
سأظلُّ أقاوِمُ فيك الرّداءةَ
حتّى انقشاعِ الدّجى وزوالِ الأذى… واختفاءِ الجربْ
يا بلادَ العجبْ
نالَ منّي التّعبْ
…….. إنّما لمْ أتُبْ.
ـ من ديوان: “رسوم على جدار اللّيل”ـ