مازال ظل واحد سيمحوه السحاب ويذهب به إلى أمسية أخرى..
وريح أخرى لم تعد ريحا…
مازال طريق فقط للسكارى والمجذوبين من نواصيهم إلى وهم الطريق ..
مازال قلبي لم يمت !
مازال يسأل عنها ويترك شيئا من أغنية شادية “إن راح منك ياعين” على عتبة قلبها المائل قليلا…
مازال قلبي يلهج بٱسمها ويتعقّب فوضى خطاها…
مازال ينفق كثيرا من الأيام في البكاء والنحيب ..
كل المدن الكسولة التي جلست إليها أستنشق سيجارة لهفتها لم تعد تسأل عني…
نسيتني…
نسيت رنة هاتفي البارد كالطريق إليها…
كل أغنيات العشاق التي توسلت بها خوفا من المنفى إنقطعت أخبارها وصارت ذاكرة لرصيف ميت!
كل أولياء الله الذين إستجرت بهم نكثوا العهد وعادوا إلى آثامهم وذنوبهم يغلقون بها طريق التوبة..
والعودة إلى الله !
أفقت اليوم على صوت مدينة نامت دهرا وٱستفاقت لتعصر من الليل ليلا آخر…
وطريقا آخر…
وقلبا آخر …
لا يموت !
كان قلبي يبكي ،
فلم يتركوا بابا ولا مفتاحا…
لكننا مررنا و لا زلنا نمرُ أخيرا…
وجدت نفسي فجأة…
خطأ ربما أو صدفة…
وجدت نفسي أمام نافذة لهفتها إلتفت قلبي …
دون أن أعلم .!