داخليا

احتجاجات قفصة … بين المغالطة و الاستخفاف

نشرت

في

كتب / محمد القطي

شهدت بعض المناطق من ولاية قفصة تحركات ليلية آلت إلى خلع و اقتحام ثم سرقة للقباضة المالية في أم العرايس إضافة إلى محاولة اقتحام إدارة شركة الفوسفات و ذلك في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء و الأربعاء (25/26) نوفمبر … و حسب ما أفادنا به بعض نشطاء المجتمع المدني، فيبدو أن الوضع مرشح إلى مزيد التعفن و الاحتقان … و ذلك في علاقة بمخرجات المجلس الوزاري الأخير التي يرى فيها أهلنا بقفصة استخفافا بهم و تملصا من التزامات حكومية سابقة و ترديدا لاسطوانة مشاريع و وعود طال انتظار إنجازها و ها ان حكومة المشيشي تقدمها على أنها “ابتكارات”من منتجات ذكائها…

و قد عبر لنا بعض أهالي قفصة عن شديد غضبهم من التهميش المتواصل للجهة رغم إسهامها الهام في الناتج القومي الخام و كذلك موقعها الجغرافي المتميز باعتبارها تتوسط 5 ولايات لا تبعد أقصاها مسافة 140 كم و هو ما يرشحها لأن تكون قطبا تنمويا بالغ الأهمية ،.. هذا فضلا عن كونها ولاية حدودية تطل على الجزائر.

هذه الميزة الجغرافية و كذلك تردي الأوضاع الصحية بالجهة و ما حولها جراء غبار المواد المنجمية الطاغي على أجواء الجهة، جعل القفاصة يطالبون و بإصرار منذ السنوات الأولى من الثورة بمستشفى جامعي و كلية طب … فوعدهم على العريض بذلك لكنه لم يف لا هو و لا غيره ممن تعاقب على رأس الحكومة بهذا الوعد، رغم توفر الأموال اللازمة لهذا المشروع الموعود و المتأتية من تحويل ديون فرنسية لاستثمار يقدر بـ 90 مليار يورو.

المماطلة في إنجاز هذا الهدف المنشود جعلت أهالي قفصة أنفسهم مدفوعين الي تكوين تنسيقية سموها( تنسيقية إحداث المستشفى الجامعي بقفصة) … و قد أفادنا الناطق الرسمي لهذه التنسيقية عبد الحق المنصوري بأن كل التحركات الميدانية من وقفات احتجاجية و غيرها و كذلك مراسلات الرؤساء الثلاثة و لجنة الصحة بمجلس النواب و وزيري الصحة تالعمومية و التعليم العالي لم تلق أذانا صاغية.. لا بل قد وقع التراجع عن الكلية و عن الصبغة الجامعية للمستشفى ليصبح مستشفى متعدد الاختصاصات لا غير و هو ما أقره المجلس الوزاري الأخير رغم ان المدير العام للمنشآت الصحية بوزارة الصحة العمومية كان أكد الصبغة الجامعية للمستشفى الموعود و ذلك قبل أربعة أيام فقط من اجتماع المجلس الوزاري و في تدخل له على إذاعة قفصة.

كل هذا التخبط و عدم الوضوح و ربما المناورة من قبل السلطة جعل منسوب الاحتقان مرتفعا في الجهة، خاصة أن أهالينا هناك يعتبرون ما جاءت به وعود حكومة المشيشي من انتداب لبعض المئات من المعطلين ليس إلا ما كان برمج له سنة 2019 و قد تم فعلا تقديم المترشحين لمناظرتي شركة البيئة و الفوسفات و التي كان من المفترض أن تكون نتائجها قد صدرت بعد و بدأ المنتدبون في العمل … لكن الحكومة الحالية اكتفت بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء و عدّاد البرنامج إلى نقطة الصفر …!!!

هذا نزر من أسباب غضب أهالينا في قفصة الذين يتوقون إلى برامج تنموية قادرة على الإقلاع بهذه الجهة و خلق فرص لتشغيل الآلاف من أبنائها … و يفسر العديدون منهم استخفاف الحكومة بمطالبهم بحالة التشتت التنظيمي المتمثل في تعدد التنسيقيات التي لا تخلو من نظرة قائمة على العروشية في كثير من الأحيان.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version