فُرن نار
استقلالية القرار من استقلالية الوطن
نشرت
قبل 3 سنواتفي
توالت الزيارات على بلادنا و اصبحت منذ قرارات الرئيس أواخر شهر جويلية الماضي محط رحال اعداد من المسؤولين الدوليين و تحرك سفراء و اعضاء برلمانات و أصحاب تصريحات.
ورغم أن هذه التحركات الدبلوماسية تعد نسبيا شبه هادئة في مجملها و يرغب أصحابها في معرفة دقيقة لمآل نظام الحكم و وضع الديمقراطية، إلا ان البعض منها يعد تدخلا سافرا في القرار الوطني والشعبي الذي أزاح غمة كم اثقلت كاهل البلاد و افلست مواردها و دورتها الاقتصادية والاجتماعية …و لكن دعنا نقل إن كل هذه المطبات و المعطلات. قد غذتها نزعة الاستقواء بالخارج من لدن جهة أضحت خاسرة جراء هذه القرارات.
بل دعنا نقل ايضا ان بعض الجهات التي كانت ممثلة بمجلس النواب المعلق قد مسها الضر باعتبار ان مصالح احزابها وحتى مصالحها الشخصية تأتي قبل مصلحة الشعب أو إصلاح حال بلد انهكته سياسات فاشلة لاكثر من عشر سنوات …. غرد البعض خوفا على الديمقراطية في حين انهم لا يكرسون أية ديمقراطية داخل احزابهم. و كان قيس سعيد رغم هالة الغموض التي أحاطت به أول انتخابه كرئيس للجمهورية بنسبة عالية جدا، مصمما بحدة و جدية على مواجهة موجة هذه التدخلات الخارجية التي تحركها بعض الاستعداءات تجاه وطن يخطو خطواته الاولى على طريق الديمقراطية. و قد أجاب سعيّد زوّاره و اجهد نفسه في اقناع النيات العادية منها و الوقحة مبديا تمسكا بسيادة البلاد وسيادة الشعب كما أكد على دعم الحريات و ضمان الديمقراطية واصلاح خلل مسالك الحكم التي وصلت بالبلاد الى حافة الخطر …
البارحة، أعلن وليد الحجام مستشار الرئيس عن الخطوط العريضة لخارطة الطريق مثل انهاء العمل بدستور 2014الذي لايخلو من مطبات و فخاخ لعل اولها شكل النظام الذي ارادوه برلمانيا فانقلب إلى “انشقاقي” لم يسفر الا على مظاهر بلطجة و تكفير و اعتداءات و مس بما بقي لاجهزة الدولة من مقومات، و اجتمع فيه داعمو الارهاب و المهرجون و الوصوليون و المهربون وباعة الذمم … كما صرح الحجام أن النية تتجه نحو ابدال الحكم الى رئاسي(وليس رئاسويا)، وتنظيم استفتاء شعبي. مما يعني ايضا تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
و موضوعيا كما يقول المثل الفرنسي On ne fait pas d’omelette sans casser des oeufs ..لقد أقر الرئيس سعيّد وجود البعض قيد الاقامة الجبرية و منع سفر من تعلقت بهم قضايا أو شبهات قوية لدى القضاء. كما شهدت الساحة بعض الاعتداءات على المتظاهرين، الشيء الذي لا يدعو للطمأنينة حسب عديد الاطراف السياسية و المجتمعية. وبالمقابل، لم يول أي اهتمام لأصوات المنادين بغلق بؤرة القرضاوي (فرع الاتحاد العالمي علماء المسلمين) ببلادنا، و لم تتم الإشارة الواضحة تجاه فتح ملفات حارقة كالجهاز السري و التسفير و الاغتيالات. وقد يعدّ هذا بالنسبة إلى القوى التقدمية و المدنية سببا للاحتراز و الخوف …
صحيح ان قرارات قيس سعيد لم تحتفل بشهرها الثاني لكن المطلوب ان يبعث مجددا برسائل طمانة بإتجاه ضمان حقوق الانسان و حقوق المرأة و دعمها ودعم الديمقراطية و حرية الرأي و الصحافة و النفاذ للمعلومة و فرض قضاء مستقل و بعث محكمة دستورية ومراجعة النظام الانتخابي على اسس ديمقراطية عادلة تترجم الارادة الحقيقية لاختيارات الشعب.
ان أي مسؤول سياسي اليوم،سيجد نفسه حتما امام شعب تعلم الدرس البراغماتي و لا يهدي الصكوك على بياض و أظن ان الرئيس قيس سعيد يدرك الأمر جيدا وستكشف الايام و الاشهر القادمة عن مآلات ذلك ..
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
منذ اكثر من اسبوع نفذ الايرانيون حوالي 200 ضربة صاروخية ضد اسرائيل استهدفت احواز تل أبيب ومباني للموساد ومطارا عسكريا، كما اكدت بعض المعلومات العبرية تدمير 20 طائرة F35 ونسف 102 من المساكن المدنية.
لكن لعل المهم في هذه العملية التي اختلفت عن سابقتها انه رغم علم المخابرات الأمريكية بها مسبقا بالتفصيل وعلم بعض الدول العربية المدعوة لاعتراضها و رغم الاحتياطات العسكرية الإسرائيلية ونشاط القبة الحديدية واخواتها من التجهيزات العصرية، فقد أصابت الصواريخ أهدافها مع بعض الاستثناءات الطفيفة التي تم اعتراضها من دفاعات الكيان والسفن والقواعد الأمريكية والانكليزية المنتشرة بالخليج والبحر الأحمر، وكذلك الصاروخ الذي اعترضته القوات الاردنية ليسقط في ترابها…
لقد أثارت الضربة الإيرانية تفاعلات متعددة و حتى شكوكا في جدواها وتأثيرها الحقيقي كما تم حتى نعتها بـ”المسرحية ” و هو نعت يجد شرحا مقبولا مادام الامريكان قد علموا بها مسبقا بطريقة او بأخرى ومادام الصهاينة في تحفز عسكري و جاهزية لاستقبال الضربات. لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك رد اسرائيلي منتظر منذ اكثر من اسبوع ويمهدد تارة بضرب المنشآت النووية وأخرى بتدمير منصات البترول وشل جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى مواصلة سياسة اغتيال القيادات ..
تطلعات نتنياهو النازية كان يعلنها دوما ومنذ وصوله للحكم وتترجم معاداة عميقة لإيران و هدفا واضحا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا “الشيطان”… و قد يبدو أن الامريكان يجادلون نتنياهو حول اجتناب ضرب المفاعل النووي، لكن من خبر السياسة الاتصالية الأمريكية. يدرك ان كل الغوغاء بينها وبين قيادات الكيان لم تكن في واقع الأمر الا مناورة لربح الوقت و تسويقا إعلاميا… نعم ان الولايات المتحدة تتوجس قليلا على قواعدها المهددة بالخليج لكن كل ذلك يمر بعد أهدافها الاستراتيجية ودعمها للكيان…
أول أمس زار احد اكبر قادة الجيش الأمريكي إسرائيل للتنسيق حول رد الكيان وهذه الزيارة ليست للضغط على اسرائيل او إثناء نتنياهو عن قصف المفاعل النووي بقدر ما كانت لتدارس فاعلية الهجمات، وأقرب للظن ان الضربة ستكون خلال الـ 48 ساعة القادمة بعد أن تم تحضيرها بين الصهاينة والامريكان.
. مصادر قريبة من الكيان سربت خبرا عاجلا يؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصدد تقديم مقترح اتفاق يعتبره هاما ويتمثل في الخطوط التالية:
تبادل الأسرى مع حماس
فتح المعابر
خروج الجيش الصهيوني من غزة
إيقاف الحرب
خروج السنوار والقادة العسكريين لحماس إلى بلد اخر
الاتفاق على إدارة غزة
إن مشروع هذا الاتفاق يهدف به نتنياهو اولا إلى رمي الكرة لحماس وعلى أنها رافضة لكل الاتفاقيات… ثانيا إيجاد أرضية سياسية لإعلان انتصاره على حماس و القضاء عليها… ثالثا، ضمان إعادة الأسرى لدى حماس وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني للتفرغ لحرب لبنان… اخيرا، حشد جيشه على شمال الكيان.
لم يتم بعد الاعلان عن هذا المقترح المرفوض دون شك من قبل حماس من جهتها و لكن سيدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهة اخرى.
إن اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا تفصلنا عنه الا ايام او ساعات معدودة وهي في واقع الأحداث قد بدأت منذ أول أمس بالاعتداءات التمهيدية قبل الهجوم وعلى المقاومة إن تحسم هذه المرة دون تأجيل او تأخير مثل الردود السابقة التي تم تعويمها لتعوضها تهديدات بردود جديدة…
إن النازية الصهيونية لا تعرف حدود القوانين العالمية و الأخلاقية فقد قتلت الأطفال والمدنيين واحرقت الأحياء تحت المباني ولن تدرك الا الدروس الموجعة مثل ضرب المدن و المستعمرات في عمق الكيان عبر فترة استنزاف طويلة مادم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبته كل يوم وكل ساعة.
محمد الزمزاري:
أول أمس كان الاجتماع المضيق الثاني لقيادات الكيان الصهيوني كما تم استقبال المسؤول العسكري الأمريكي و كذلك بعض المسؤولين الامريكان الآخرين خلال الأسابيع الماضية.
والواضح ان اللقاءات كانت تتمحور حول فتح جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان تحت ذريعة إعادة السكان المهجرين جراء صواريخ و مسيرات حزب الله… أثناء ذلك اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا لم تتمكن المضادات من اسقاطه وبلغ هدفه قرب تل أبيب بدقة مما آثار فزعا كبيرا لدى السكان …وتوعد نتنياهو الحوثيين بعقاب جديد … هذه بعض المؤشرات زيادة على عمليات الاستنزاف اليومية التي نجح خلالها حزب الله في ضرب مواقع عسكرية متعددة شمال وغرب الكيان و كذلك على هضبة الجولان المحتل.
كل هذه مؤشرات لكن لعل اهمها هو ما حصل امس من تفجير اسرائيل لمسالك شبكات اللاسلكي بلبنان و قتل عدد من المواطنين بالإضافة إلى مقاومين تابعين لحزب الله وجرح اعداد كبيرة جدا من مستعملى الهواتف.
جدير بالتذكير ان الصهاينة يسيطرون على شبكات الهواتف منذ اكثر من عشر سنوات كافية مهمة من آليات الاستخبارات و الاغتيال و المتابعة وخلال السنوات الماضية تم كشف عملية خطيرة تقوم بها مصالح المخابرات الصهيونية ممثلة في مسك نسخ من شرائح الهواتف لعدد مهول من المسؤولين… ا
ثر عملية التفجير اليوم هدد حزب الله برد سريع قد يطال مسالك الكهرباء بعدد من المدن او أحد المراكز الحساسة الأخرى وهو ما سيكون الذريعة المناسبة لنتنياهو الهارب إلى الامام لإعلان الحرب على لبنان وربما توريط الولايات المتحدة في نزاع إقليمي وارد الوقوع.
فرصة سانحة لنتنياهو لخلق ذريعة لمواصلة تمسكه بالكرسي و هروبه من اية محاكمة داخل الكيان او خارجه كما قد تكون فرصة أيضا لمساندة فعلية للفلسطينيين و فرض عملية استنزاف على كامل الأرض المحتلة و عدم استثناء اية منشآت او مدن قد يكون الدرس الأكبر للكيان الصهيوني منذ انشائه سنة 1947 ..
صن نار
- ثقافياقبل 9 ساعات
قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”
- جور نارقبل 10 ساعات
ورقات يتيم … الورقة 89
- ثقافياقبل 20 ساعة
زغوان… الأيام الثقافية الطلابية
- جلـ ... منارقبل يوم واحد
الصوت المضيء
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم ..الورقة 88
- ثقافياقبل 3 أيام
نحو آفاق جديدة للسينما التونسية
- صن نارقبل 3 أيام
الولايات المتحدة… إطلاق نار في “نيو أوليانز” وقتلى وإصابات
- صن نارقبل 3 أيام
في المفاوضات الأخيرة… هل يتخلى “حزب الله” عن جنوب لبنان؟