تحل الفايس بوك تجد شبه اتفاق على ان وضعنا الصحي كارثي: فلا التلاقيح موجودة بالقدر الكافي.. و لا الإقبال عليها يعكس أننا واعون بما يحدث حولنا و بالخطر الذي يداهمنا..
إذ تؤكد وزارة الصحة أن حوالي 65% ممن تفوق أعمارهم ال75 تناولوا الجرعة الأولى على الأقل.. في حين أن من تتراوح أعمارهم بين الخمسين و ال75 لم تتجاوز نسبتهم 50%.. و الأسباب متعددة.. لكن لنرجع للفايس بوك: تجد استهتارا و تجمعات في المساحات الكبرى.. و على الشواطئ.. و في وسائل النقل.. و أمام مغازة النادي الإفريقي لشراء مريول الجمعية.. و أمام مقر النجم الساحلي لرفع شعار ديڨاج في وجه رئيس النادي..
كأن الجماعة لم يسمعوا بشيء اسمه كورونا.. ثم تجد المذكورين أعلاه و بعد الرجوع لهواتفهم و حواسيبهم: ينبّرون.. يستهزئون.. يتساءلون: إلى أين نحن سائرون.. بل و يطالبون الحكومة بضرورة الحجر الصحي.. لكن كااااان الحكومة اختارت الحجر الكامل: يصبحون ألسنة دفاع عن خدام الحزام و القهواجي و الزوالي إلي يبيع في شوية معدنوس في الأسواق الأسبوعية.. و تكثر الشعارات.. و تولي بلادنا فقيرة و غير قادرة على تحمل أعباء الحجر..
و كااااان الحجر جزئي: الموظف و المتقاعد إلي خبزهم مخبوز و زيتهم في الكوز يولوا ينبروا على المجموعة التي لم يشملها الحجر.. و قد عشنا أغرب التنبيرات بين موظفي نفس السلك.. عندما قررت وزارة التربية إرجاع أساتذة السيزيام و النوفيام و الباك للعمل مقابل مواصلة البقية لعطلتهم..
باختصار: دولتنا فقيرة.. حكومتنا ضعيفة و مترددة و قراراتها مرتجلة و غير مدروسة و تهز و تنفض.. لكن حتى نحن كشعب: من الصعب أن نتفق على رأي.. مستحيل يرضينا أي قرار.. حتى لو يقولولنا: شدوا دياركم و ستصلكم المؤونة.. و الشهرية كاملة.. و الويفي و الضو و الماء بلاش.. سنجد من يطالب بزوجة ثانية.. و من يفتي بأن الشهرية مع الراحة حرام..