صدر مؤخرا كتاب”بورتريه المرأة بين الرواية والرسم” لصاحبته رجاء الفاريك وهو منجز أدبي ابداعي يهتم بالبحث في الملامح النسوية من خلال نماذج معيّنة مستمدّة من روايات نجيب محفوظ مثّلت مادّة خصبة للعديد من الفنّانين التّشكيليّين ومن أبرز هؤلاء، الرسام حلمي التّوني الذي أولى المرأة في روايات الأديب العربي العالمي اهتماما كبيرا وعبر مجموعة من اللوحات اختار أن يسمّيها “نساء نجيب محفوظ”، حيث مثّلت “تيمة” المرأة خصوصية وتفرّدا عند هذا الفنان التّشكيلي سواء في أسلوب الطرح أو في تقنياته وهو الملقّب بـ “رسّام المرأة” التي يرى فيها أيقونة دائمة للجمال، والأصل الحقيقيّ للحياة.
وقد اختارت الكاتبة أربعا من الشخصيات النسائية المهمة في روايات محفوظ، فكان الاختيار خاضعا لمتغيّرات منها ما يتّصل بالعمل الرّوائي ومنها ما يتّصل باللّوحة التّشكيلية في سعي لضبط خيط ناظم يبرز تطوّر صورة المرأة عند كليهما بتغيّر المدارس التي تنتمي إليها هذه الروايات وتغيّر تقنيات الرّسم المعتمدة من قبل حلمي التوني في لوحاته وهي على التوالي بورتريه حميدة من رواية “زقاق المدق” و بورتريه أمينة من “ثلاثيّة نجيب محفوظ ” و بورتريه زهرة من رواية “ميرامار” وأخيرا بورتريه سمارة من رواية “ثرثرة فوق النيل”، وهي اختيارات حاولت الكاتبة من خلالها تبين التطوّر الحاصل لدى نجيب محفوظ في نظرته للمرأة من خلال أعمال اجتماعية واقعيّة وأخرى تعبيريّة.
كما سعت الباحثة إلى إبراز رؤية حلمي التوني للمرأة المحفوظيّة من خلال ما قدّمه من لوحات وتعرّف تأثيرات المدارس المختلفة الفنّية منها والفلسفيّة في رؤيته تلك للوقوف على نقاط التّشابه ومواطن الاختلاف بين رؤية الرّوائي ورؤية الفنّان للمرأة. واعتمدت الكاتبة في عملها مقاربة سيميائيّة تأويلية فرضها طابع البحث البيني ما بين مجالين إبداعيين يعتمد كلّ منهما لغة مخصوصة إحداها أدبية والأخرى بصرية.
<strong>الأديبة رجاء الفاريك<strong>
ويصادر الدكتور أحمد القاسمي على أنّ الباحثة رجاء الفاريك قد “ولّت وجهها شطر المدونتين لتدرس سيمياء المحيا وتلتقط فعلَ المُؤثّرِ أدبا ورسما ولتقارن بين رؤية محفوظ للمرأة وإعادة إنتاج حلمي التوني لها، وتبحث في وجوه التفاعل بين الفنّين المختلفين وأثر المدارس المختلفة الفنّية منها والفلسفية في تشكيل الرؤيتين”.
يشار الى ان صاحبة هذا الاصدار الاستاذة رجاء الفاريك هي من مواليد جيل السبعينات بالكاف وقد زاولت تعليمها الابتدائي بالقصور والثانوي بالكاف وهي حاصلة على الإجازة في اللغة والآداب والحضارة العربية من المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر بباردو، وهي كذلك حاصلة على ماجستير في الأدب العربي من كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة كما أنها تزاول مهنة التدريس منذ سنة 1990 وهي حاليا باحثة في مجال الأدب وعضو مخبر السرديات والدراسات البينية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة ولها عدة مقالات ومشاركات بندوات علمية وثقافية.
بتنظيم ودعم جمعية استعراض سوسة، انطلقت مساء امس الأحد 27 جويلية 2025 بكورنيش بوجعفر وسط حشود جماهيرية غفيرة اصطفت علي جانبي الكورنيش ، فعاليات كرنفال سوسة باشراف ورعاية وزير السياحة سفيان تقية وبحضور والي سوسة سفيان التنفوري بالاضافة الى عدد من المسؤولين والاطارات والفاعلين بالجهة.
يذكر ان الدورة 62 من كرنفال اوسَو تم خلالها استعراض لوحات فنية وفرق استعراضية من غالبية الولايات التونسية دأبت على تنظيمها مدينة سوسة منذ خمسينات القرن الماضي دون انقطاع باستثناء فترة عشرية 14 جانفي، قبل استئناف الكرنفال في السنوات الأخيرة.
وأكد رئيس جمعية استعراض أوسو وليد بن حسن في تصريح له أن الكرنفال استعاد مكانته مشيرا الى ان المهرجان أصبح تونسيا خالصا دون التعويل على الأجانب، معربا عن أمله في عدم توقّف هذا المهرجان بعد سنوات الركود التي شهدها قبل عودته من جديد، وفق تعبيره.
عقدت مساء امس السبت 26 جويلية 2025 بفضاء القصبة بالكاف ندوة صحفية لعرض تفاصيل الدورة التاسعة والأربعين لمهرجان بومخلوف الدولي الذي تنتظم فعالياته خلال الفترة الممتدة بين 4 و 14 اوت القادم تحت شعار ” عراقة الماضي، نبض الحاضر”.
تحاول هذه الدورة ان ترتقي بالمهرجان من خلال اختيار سهرات فنية وعروض مسرحية تستجيب لطموحات رواد المهرجان وذلك رغم الصعوبات المالية وضغط الميزانية وعزوف المؤسسات الاقتصادية عن الانخراط في الفعل الثقافي وارتفاع تكاليف العروض الكبرى.
وبالرغم من هذا حرصت الهيئة المنظمة لهذه الدورة انفتاحها علي فناني ومبدعي الجهة ولاول مرة تم إنجاز عرض خاص بالمهرجان يحمل عنوان “الكاف يغنّي صليحة” يتم عرضه في الافتتاح وهو عرض لتراث أسطورة الكاف وتونس المطربة صليحة، ويجمع ثلة من العازفين والفنانين الصاعدين من ابناء الجهة كما تعمل الهيئة بالاتفاق مع اصحاب العرض علي ترويجه في بعض المهرجانات الأخرى.
أيضا سيكون المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف ممثلا في هذه الدورة من خلال العمل المسرحي “تحت الضغط” أخراج ريان قيرواني وهو أحدث أعمال المركز وقد نحصل على عدة جوائز وطنيا ودوليا، كما تشتمل هذه الدورة العديد من العروض الاخري من تونس، الهند، كوريا وغيرها بالاضافة الى مشاركة عديد الفنانين منهم صابر الرباعي، غازي العيادي، ياسين الصالحي، سي المهف، وجبهة الجندوبي وآخرين.
الجهة المنظمة لم تنس شريحة الاطفال الذين سيكون لهم نصيب أيضا في هذه الدورة مع عرض فرجوي اعد خصيصاََ لهم.
توفي الفنان الموسيقي والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاماً اليوم السبت، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدّت لنحو خمسة عقود، شكّل خلالها أحد أبرز الأصوات في الثقافة والموسيقى والمسرح العربي. زياد الرحباني، المولود في 1 جانفي/ كانون الثاني 1956، هو نجل المطربة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، لكنّه سلك خطاً فنياً وفكرياً خاصاً، تميّز بالنقد السياسي والاجتماعي اللاذع.
برز الرحباني في سنّ مبكرة، حين كتب مسرحية “سهرية” (1973) ولحّنها وهو في السابعة عشرة من عمره، قبل أن يُحقّق حضوراً جماهيرياً واسعاً من خلال أعمال مثل “نزل السرور” (1974)، و”بالنسبة لبكرا شو؟” (1978)، و”فيلم أميركي طويل” (1980)، و”شي فاشل” (1983)، و”بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (1993)، و”لولا فسحة الأمل” (1994)، والتي حوّلت المسرح اللبناني إلى منبر سياسي واجتماعي يعكس واقع ما بعد الحرب الأهلية وتفكّك الدولة.
ولا يمكن الحديث عن الموسيقى العربية المعاصرة من دون التوقّف عند تجربة زياد الرحباني الذي شكّل، طوال أكثر من أربعة عقود، نبرةً متفرّدة. مزج زياد الرحباني ببراعة بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز والبلوز والفانك والموسيقى الكلاسيكية الغربية.
كتب زياد الرحباني لوالدته فيروز ولحّن مجموعةً من الأغاني التي شكّلت تحوّلاً نوعياً في مسيرتها، وأدخلتها إلى فضاء جديد أكثر التصاقاً بالواقع والناس، بعيداً عن الصورة المثالية التي ارتبطت بها خلال فترة الأخوين رحباني. غنّت له فيروز: “كيفك إنت”، و”مش كاين هيك تكون”، و”عودك رنان”، و”قال قايل”. ومن الأعمال الموسيقية الأخرى التي لحّنها لوالدته “أنا عندي حنين”، و”حبيتك تنسيت النوم”، و”سلّملي عليه”، و”سألوني الناس”، وغيرها من الأغاني التي طبعت مسيرة فيروز الغنائية.
تعاون أيضاً مع ماجدة الرومي ولطيفة العرفاوي، وشكلت ثنائيته مع جوزيف صقر (1942 ــ 1997) علامة فارقة. عام 2018، افتتح زياد الرحباني مهرجانات بيت الدين الدولية في استعراض موسيقي لأعمال له وللأخوين الرحباني تخللتها لقطات تمثيلية وتعليقات ساخرة. وقدّم على مدى نحو ساعتين نحو 26 مقطوعة موسيقية وأغنية مع فرقة كبيرة.