معركتنا الرئيسية لم تكن و لن تكون مع قيس سعيد أو حكومة نجلاء بودن ..اصبح الصراع الحقيقي بين شعب اختار قرارات سياسية و حدد مفاهيمه للثورة الحقيقية، و بين مافيات سياسية تمارس رقصة الديك المذبوح وتنفذ خططا عدوانية جديدة ضد شعب رافض لمنظومة فقّرته و دمرت اقتصاد بلاده و ضاعفت همومه، شعب كم تاق للشغل و الحرية و الكرامة الوطنية و اية كرامة.
عندما تتحرك بيادق المافيات المالية لتقف الى جانب هذه المنظومة لأن مصالحها مرتبطة بمستنقعات الفساد و الاذلال شعب كره استمرار سلطة اوصلت التداين الى اكثر من 80 بالمائة من الدخل الخام و الحال ان نسبة 30 في المائة فقط من شأنها أن تدق ناقوس الخطر … تصاعدت مظاهر العدوانية تجاه المواطنين أثناء موجات الكوفيد 19 وشهدت المنظومة البائسة وفاة اكثر من 25 الف تونسية و تونسي. و لم يتم إيقاف هذه المآسي التي مست جل الاسر و الجهات إلا بقرارات و مبادرات قيس سعيد .
اليوم يحاول الأعداء الذين لفظهم التاريخ دس اخر سمومهم عن طريق التلاعب بقوت الشعب لمحاولة دفعه إلى الغضب و هم يحلمون بانتفاضة محتملة… لم يدركو ان كل مواطن من هذا الشعب يدرك مدى سفالة هذه المنظومة و تحركاتها عبر المضاربات و إخفاء المواد الأساسية. كما يدرك ايضا كل الملابسات و توقيتات العمليات الإرهابية المخطط لها و التي كشفتها اجهزة الأمن العتيد …
وامام اختفاء المواد الأساسية و الحياتية، على كل اجهزة السلطة ان تزيد في إحكام الحصار على هؤلاء المتلاعبين بالقوت بسحب رخصهم المهنية بالإضافة إلى الحجز و السجن … و عموم المواطنين واعون جيدا بتركة حكومات الاخوان، ويدركون لماذا لم تنجح أية حكومة في تعبئة موارد البلاد ، و دور من تركوا الساحة لتغول المضاربين و المهربين و اباطرة المخدرات. …
لهذا، عبثا تحاول هذه البؤر تكرار مناوراتها السخيفة عسى أن تعود يوما ترتع كما كانت … فالأوان قد فات، و لم يبق إلا أوان المحاسبة بأ‘عسر ما يكون، و لن يفيدها ممولوها و حماتها و عرّابوها الذين في سفارات و عواصم الخارج..