تابعنا على

تونسيّا

البرلمان الأوروبي: طلباته من تونس “كاش” … و وعوده لها هواء في هواء !

“انشغال” أجوار الشمال بتونس و تدخلهم كان مبالغا فيه، إلى درجة تحسب بلادنا عضوا من الاتحاد الأوروبي … ناقص امتيازات ذلك طبعا !

نشرت

في

تم اليوم الخميس 21 أكتوبر 2021 التصويت باغلبية ساحقة على مشروع القرار الذي سيصوت عليه البرلمان الأوروبي حول الأوضاع في تونس، حيث صوّت 534 عضوا بنعم و54 بلا واحتفاظ 106 آخرين بأصواتهم، من مجموع 685 عضوا.

يذكر أن مشروع القرار الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي هو:

بينما تعد تونس شريكًا متميزًا للاتحاد الأوروبي ، وكان الدعم والدعم المستمرين من الأولويات ، حيث أكدت بعثات مراقبة الانتخابات في 2011 و 2014 و 2018 و2019 التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بالديمقراطية في تونس ؛ في حين أن الذكرى العاشرة للثورة التونسية هذا العام تمثل لحظة مهمة في التطور الديمقراطي في تونس.

وحيث أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي قد تميز بركود اقتصادي واسع النطاق مرتبط بالسياق السياسي الداخلي، وأزمة صحية مع ثاني أعلى معدل لوفيات COVID-19 في العالم ؛ في حين أن وباء COVID-19 ، أدى نقص السياحة وارتفاع معدلات بطالة الشباب والتضخم إلى تفاقم الاقتصاد الهش في تونس. بينما يظل الفساد المستشري ، والعدالة الانتقالية غير المكتملة ، والتحديات الاقتصادية والأمنية الخطيرة عقبات كأداء أمام توطيد الديمقراطية الكاملة في تونس ؛

في هذا السياق ، استند رئيس الجمهورية قيس سعيد ، في 25 جويلية 2021، إلى المادة 80 من الدستور التونسي، التي تخول له اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة خطر وشيك على الدولة ، وأعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتعليق مجلس نواب الشعب لمدة 30 يومًا قابلة للتمديد ورفع الحصانة البرلمانية عن جميع أعضائه ؛ ومدد الرئيس في 24 أوت 2021 تعليق عمل البرلمان ؛

وحيث أثنت حكومات الإمارات والسعودية ومصر على الفور على مبادرة الرئيس سعيد وأبدت دعمها لها.

وفي حين أن غياب تشكيل المحكمة الدستورية ، وما نتج عن ذلك من عدم قدرة أعضاء البرلمان على الطعن في أي تمديد أحادي الجانب لحالة الطوارئ من قبل الرئيس ، على النحو المنصوص عليه في المادة ذات الصلة من الدستور مما أثار مخاوف جدية بشأن تونس التحول الديمقراطي والحقوق الأساسية في البلاد ؛

وفي حين أصدر رئيس الجمهورية في 22 سبتمبر 2021 المرسوم الرئاسي رقم 2021-117 الذي تضمن أحكامًا تؤكد السيادة الذاتية وأسبقية المرسوم على الدستور ، مما يقوض الدستور ، ويركز جميع سلطات الدولة في يد الرئيس قيس سعيد. في حين أن أحكام الدستور بشأن الحقوق والحريات سيتم احترامها وضمانها فقط عندما لا تتعارض مع القوانين القائمة على المراسيم الرئاسية والقوانين والتدابير الاستثنائية ؛ في حين أن المرسوم الرئاسي 117 لا يسمح بالطعن في أي قرار رئاسي أمام محكمة ، بما في ذلك أمام المحكمة الإدارية ومحكمة التعقيب؛

وفي في حين أن هذا التركيز للسلطات قد تم وضعه في أيدي الرئيس دون أي حد زمني ؛ وفي حين منح الرئيس نفسه السلطة التشريعية الكاملة لمراسيم لتعديل القوانين المنظمة للأحزاب السياسية ، والانتخابات ، والنظام القضائي ، والنقابات والجمعيات ، وحرية الصحافة وحرية الإعلام ، وتنظيم وزارة العدل ، وحقوق الإنسان والحريات ، مجلة الأحوال الشخصية وقوى الأمن الداخلي والجمارك وميزانية الدولة ؛

وعلى الرغم من أن المجتمع المدني التونسي قد أعرب علنًا عن مخاوفه الجدية بشأن القيود الجديدة ، إلا أن إجراءات الرئيس قيس سعيد في جويلية قد حظيت بتأييد شعبي كبير ، مما يظهر استياء الجمهور من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الخطير والضعف الحكومي الحاد الذي تواجهه البلاد؛ في حين أصدرت 18 منظمة غير حكومية محلية ودولية إعلانًا مشتركًا تحذر فيه من وضع الديمقراطية في تونس. في حين دعت مجموعة السبع تونس للعودة إلى النظام الدستوري واستئناف النشاط البرلماني.

-وبينما أغلقت الشرطة التونسية  في 26 جويلية 2021 ، مكاتب قناة الجزيرة في تونس دون إبداء أسباب.

-وفي حين أن المجتمع المدني في تونس متطور ومتماسك جيدًا ، ولعب دورًا أساسيًا في تشكيل وتعزيز الانتقال الديمقراطي في تونس منذ عام 2011 ، حيث دعا العديد من النشطاء إلى إصلاحات عاجلة ، بما في ذلك تدابير مكافحة الفساد ، وفي حين أن الحوار الوطني هو أحد من السمات الخاصة للبلد ؛ في حين أن حرية الصحافة وحرية النشر هي مكونات أساسية لمجتمع مفتوح وحر وديمقراطي ؛ بينما لم يتم إشراك المجتمع المدني منذ 26 جويلية في الحوار الوطني ولم تتم استشارته بشأن الخطوات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد.

-وحيث أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد قدم في 10 سبتمبر 2021 خارطة طريق تدعو إلى إنشاء لجنة استشارية وطنية من أجل ضمان إطار قانوني للإصلاحات الاجتماعية والسياسية الشاملة في البلاد ، ولا سيما الإصلاح للنظام السياسي وقانون الانتخابات وتعديل الدستور ؛

-وحيث يعتمد الاقتصاد التونسي بشكل كبير على الاستثمار الأجنبي والسياحة وصادرات المنتجات إلى الاتحاد الأوروبي ؛ في حين أن عجز الحساب الجاري والعجز المالي في تونس يتطلب إصلاحات هيكلية قوية وفقًا للبنك الدولي. وفي حين أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لتونس ، حيث استحوذ على 57.9٪ من تجارتها في عام 2020 ، حيث ذهبت 70.9٪ من صادرات تونس إلى الاتحاد الأوروبي و 48.3٪ من وارداتها تأتي من الاتحاد الأوروبي ؛ في حين أن الاقتصاد لا يمكن أن يزدهر إلا إذا تم استعادة الديمقراطية وضمان الأمن والاستقرار.

و بينما أدى وباء كوفيد 19 إلى تفاقم الوضع الهش بالفعل في تونس ؛ وكان هناك نقص في إمدادات الأكسجين واللقاحات اللازمة للاستجابة الفعالة للأزمة الصحية ؛

وبينما يغادر عدد متزايد من التونسيين بلادهم ، ويخاطرون بحياتهم أحيانًا بعبور البحر الأبيض المتوسط ​​؛ بينما تعاني تونس من أعلى معدلات هجرة الأدمغة بين الدول العربية.

و في حين بذل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2011 جهودًا كبيرة ومتواصلة لدعم تونس ، حيث قدم أكثر من 2 مليار يورو في شكل منح لدعم التزام تونس المعلن بتبني الانتقال نحو الديمقراطية ، بما في ذلك 260 مليون يورو في عام 2020 و 200 مليون يورو اعتبارًا من جوان 2021 كجزء من مساعدتها المالية الكلية ؛ بينما في ماي 2021 ، تم توفير قسط قدره 600 مليون يورو في إطار برنامج المساعدة المالية الكلية لتونس بهدف محدد هو التخفيف من التداعيات الاقتصادية لوباء COVID-19 في البلاد ؛ بينما في الفترة من 2021 إلى 2027 ، سيحل الاتحاد الأوروبي محل الأدوات المختلفة بأداة الجوار والتنمية والتعاون الدولي الجديدة (NDICI) – أوروبا العالمية ، وفي الوقت الذي يتم فيه توطيد ودعم وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون واحترام الإنسان الحقوق هي أحد الأهداف الرئيسية للمساعدة الخارجية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي بموجب الصك ؛

وبينما بينما تم التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بتكثيف جهوده لتعزيز الديمقراطية في خطة عمل الاتحاد الأوروبي بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية ، التي اعتمدها المجلس في نوفمبر 2020 ؛

-وفي حين أن دستور تونس لعام 2014 يدعو إلى حرية المعتقد والضمير.

فإن البرلمان الأوروبي:

1-يؤكد من جديد التزامه بالشراكة المتميزة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، وأن العملية الديمقراطية في تونس تشعر بقلق عميق. وبما أن المرسوم الرئاسي 2021-117 نص على تركيز السلطات إلى أجل غير مسمى في يد الرئيس ؛ يجدد التأكيد على وجوب الحفاظ على احترام سيادة القانون والدستور والإطار التشريعي ، وضرورة وجود برلمان شرعي يعمل بشكل جيد ، باعتباره المؤسسة التي تمثل الشعب ؛ يستنكر بالتالي تعليق الرئيس سعيد لمجلس النواب التونسي إلى أجل غير مسمى منذ 24 أوت ؛

2 – يدعو إلى العودة إلى العمل الطبيعي لمؤسسات الدولة ، بما في ذلك العودة إلى الديمقراطية الكاملة واستئناف النشاط البرلماني في أقرب وقت ممكن ، كجزء من الحوار الوطني ، والإعلان عن خارطة طريق واضحة ؛

3. يشدد بقوة على أن البرلمان مؤسسة ديمقراطية أساسية وضرورية لأي إصلاح دستوري، ويسلط الضوء على أن عدم وجود محكمة دستورية في تونس يسمح بتفسير وتطبيق بعيد المدى للمادة 80 من الدستور ويمنع أعضاء البرلمان من تقديم استئناف للحصول على حكم قانوني بشأن تعليقها والإجراءات الإضافية التي اتخذها رئيس الجمهورية. على أساس المادة 80 ؛ يدعو تونس إلى إنشاء محكمة دستورية بهدف تجنب سوء التفسير وإساءة استخدام الدستور ؛

4-يجدد دعوة نائب الرئيس المكلف بحقوق الانسان لاستعادة الاستقرار المؤسساتي في أقرب وقت ممكن ، ولا سيما لاحترام الحقوق والحريات الأساسية المنصوص عليها في دستور تونس 2014 والامتناع عن جميع أشكال العنف ؛

5 – يلاحظ تعيين نجلاء بودن رمضان رئيسة للحكومة في 29 سبتمبر وتعيين الحكومة في 11 أكتوبر مع الإشارة إلى تعيين 10 سيدات في منصب وزير.

6- يدعو رئيس الجمهورية إلى إعادة النظر في موقفه وأن يدعم بنشاط جميع الخطوات لضمان المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل في جميع المجالات ، ولا سيما في القوانين ضد المرأة في حقوق الميراث ، وحقوق حضانة الأطفال ، والحقوق الممنوحة بصفتها رب الأسرة ؛ الحق في إجازة الأبوة ، وحقوق العمل ، ولا سيما للعمال المنزليين والعاملات في الزراعة ؛

7- يدعو السلطات التونسية إلى احترام الدستور وضمان احترام الحقوق الأساسية لجميع المواطنين؛ يذكر بالطابع غير القابل للمصادرة للحقوق الأساسية وحقوق الإنسان ، وسيادتها غير المشروطة ، ويدعو إلى إعادة تأسيس الدستور كقانون أساسي ؛ ويدعو تونس إلى الإلغاء الكامل لعقوبة الإعدام ؛

8. يدعو السلطات إلى تجنب الغموض القانوني الناجم عن حظر السفر ومراقبة الدولة والإقامة الجبرية ؛ ويعتبر أن محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية إشكالية للغاية ، وتدعو إلى إعادة القضاء المستقل، مما يؤدي إلى إصلاح المحاكم العسكرية في تونس ومما يلغي المحاكمات العسكرية للمدنيين ؛

9- يصر على أن أي تغييرات في الدستور والنظام السياسي لا يمكن أن تتم إلا ضمن حدود الدستور ؛ يحيط علما بالانتقاد الذي وجهته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الأخرى لتركيز السلطات في يد الرئيس ؛ ويؤكد أنه في الديمقراطية يجب أن يسود ميزان القوى والفصل بين السلطات ؛

10 – يقر بالدور الرئيسي الذي يؤدي الرباعي الراعي للحوار الوطني، المكون من الاتحاد العام التونسي للشغل ، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ، والنقابة التونسية للمحامين ، في تيسير إقامة حوار وطني شامل للجميع (الحوار الوطني الذي منحته جائزة نوبل للسلام عام 2015)؛ يدعو الرئيس إلى المساهمة في إطار وطني لجميع أصحاب المصلحة لاستئناف هذا الحوار بفعالية ؛ ويذكر بالدور الرئيسي لمجموعة دعم الديمقراطية وتنسيق الانتخابات (DEG) التابعة للبرلمان الأوروبي في تعزيز الحوار بين المجتمع المدني والقادة السياسيين في تونس.

11 – يبرز الحاجة الملحة للتغلب على الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها البلد من خلال الإصلاحات والسياسات الهيكلية ؛

12. يؤكد من جديد التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بدعم تونس في التغلب على الأزمة المالية والاقتصادية ، وكذلك في طريقها نحو مزيد من التوطيد الديمقراطي ؛ ويدعو المفوضية الأوروبية ودائرة العمل الخارجي الأوروبي (EEAS) إلى تكثيف حوارهما مع السلطات التونسية والكيانات الاقتصادية والمجتمع المدني التونسي ؛ ويشدد على الحاجة إلى مؤسسات مستقرة وعاملة من أجل إحراز تقدم في الإصلاحات الهيكلية اللازمة للحصول على قرض الإنقاذ من صندوق النقد الدولي.

13 – يؤكد أن الفهم المشترك لسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان هو الأساس الأساسي لشراكة قوية بين الاتحاد الأوروبي وتونس ؛ وحث الرئيس على السماح بالعمل الكامل والسليم للهيئات المستقلة ، بما في ذلك الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ؛

14- يبر عن قلقه من التدخل الأجنبي للأنظمة الاستبدادية الذي يقوض الديمقراطية التونسية.

15. يدعو الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة البرامج التي تدعم المواطنين التونسيين بشكل مباشر ، وتكثيف المساعدة عند الضرورة في ضوء الأزمة الحالية ، بما في ذلك دعم الرعاية الصحية من خلال منظومة COVAX لمساعدة البلاد على إدارة التأثير الخطير لفيروس كوفيد -19؛

16- يدعو نائب الرئيس المكلف بحقوق الانسان بالبرلمان الأوروبي) والدول الأعضاء إلى متابعة الوضع في تونس عن كثب ، ويدعو نائب الرئيس المكلف بالموارد البشرية إلى تقديم تقرير إلى اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية على أساس منتظم من أجل ضمان إجراء حوار برلماني ملائم حول هذا الموضوع المهم والمثير للقلق.

17 – يوجه رئيسه بإحالة هذا القرار إلى المجلس ، والمفوضية ، والدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية ، ونائب رئيس المفوضية الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، ورئيس الجمهورية التونسية ، والحكومة التونسية ، و البرلمان التونسي.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تونسيّا

محمد الهادفي: على العميد الجديد أن يكون عادلا، مستقلاّ، وشجاعا

نشرت

في

حادثه: كمال مثلوثي وعبد القادر المقري

خلال شهر سبتمبر المقبل سيتم إجراء انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين من أجل تجديد تركيبة الهيئة عمادة وأعضاء. وحسب المعطيات الأولية لمصادر مطلعة فإن ثلاثة أعضاء من الهيئة الحالية (حسان التوكابري، محمد محجوبي، نجلاء التريكي) لهم نية الترشح لرئاسة الهيئة وكذلك مترشحان سابقان هما بوبكر بالثابت و محمد الهادفي رئيس الفرع الجهوي السابق بتونس، الذي استضفناه لتسليط الضوء على برنامجه الذي سيدخل به غمار هذه الانتخابات والخطوات التي سيعمل عليها لمزيد النهوض بهذا القطاع.

ـ أنت في إيجاز

الأستاذ محمد الهادفي، محام لدى محكمة التعقيب، بدأت ممارسة المهنة منذ سنة 1987 أي ما يقارب الأربعين سنة محاماة في درجاتها الثلاث. ترأست الفرع الجهوي للمحامين بتونس من 2019 إلى 2022.

ـ ماذا قدمت للقطاع في عهدتك تلك؟

* رغم صعوبة تلك الفترة التي تزامنت مع جائحة كوفيد فقد اضطلع الفرع خلالها بمسؤولياته كاملة سواء من حيث الدفاع عن المهنة وأهلها أو استقلال القضاء أو عن الحقوق والحريات عامة، كما نظمنا عدة ملتقيات حول محاور مهمة كضمانات الدفاع، والتضامن بين الزملاء مهما كان انتماؤهم، أو حضور المحامين في وسائل الإعلام، كذلك باشرنا عددا من الإصلاحات الواقعية كإرساء شباك إرشاد خاص بالمحامين في محكمة الاستئناف أو الاشتغال على ملف أتعاب المحامين الذي كان يكتنفه بعض الغموض والجدل، فتم توضيح ذلك ونمذجة الأتعاب وضبط معايير موضوعية لها وغير ذلك.

ـ بين مغادرتك رئاسة الفرع والآن، مرت ثلاث سنوات عرفت خلالها مهنة المحاماة متغيرات شتى، فهل يطرح برنامجك قراءة لهذه المتغيرات ويجيب عنها؟

بل قل مصاعب تعيشها المهنة، وهناك أربعة محاور أساسية سأشتغل عليها للنهوض بقطاع المحاماة للخروج من الوضعية التي أصبح يعيشها وأول النقاط التي سأعمل على ترسيخها مع الزملاء المحامين:

ا/ مراجعة هيكلة المهنة

أ ـ إخراج رؤساء الفروع من عضوية مجلس الهيئة أي إنشاء مجلس وطني لرؤساء الفروع يحرص على دراسة العراقيل التي يتعرض لها المحامون بكافة ولايات الجمهورية والعمل على تذليلها ورفع العقبات التي من شأنها أن تعطل أعمالهم

خدمات المحامي حق لا يجب أن يبقى مقصورا على الأثرياء

ب ـ فصل تسيير صندوق المحامين للتقاعد والحيطة الاجتماعية عن إدارة مجلس الهيئة حتى يقدم الخدمات المناطة به لمنظوريه يشكل أكثر تفرغا وكفاءة وتوفير تمويلات جديدة له

ج ـ فصل مجلس التأديب عن مجلس الهيئة لإضفاء مزيد من النجاعة والاستقلالية وفض النزاعات في أطر تراعى فيها حقوق المحامي

اا/ إعداد المهنة للمستقبل بوضعها على درب التقدم وإقحامها فعليا في مسيرة العصر

أ ـ تطوير شكل مباشرة المهنة في اتجاه الدفع بأن يصبح شكل المباشرة الجماعية هو الشكل الرئيسي، وهنا لابد من العمل على تطوير النصوص الحالية المنظمة لشركات المحاماة، وإقحام حتى بعض المهنيين الآخرين (عدول تنفيذ، خبراء محاسبين…) في المكاتب المذكورة

ب ـ تطوير منظومة التكوين في المهنة

ج ـ رقمنة العدالة (تعصير مكتب المحامي وإقحامه في الرقمنة)

ااا/ فتح المهنة على محيطها وتثبيت التواصل المتجدد معه

IV/ تنظيم تسيير المهنة وإدخال الرقمنة في مجال الاستشارات والنظر في الملفات القضائية بالسعي لتمكين المحامين من العمل في كنف الاستقلالية التامة وإستعادة المحاماة لبريقها المتوهج الذي من أجله أحدثت للدفاع عن المنوبين والانخراط المبكر والدائم في النضال الوطني والديمقراطي، والمساهمة في بناء الدولة الحديثة التي يسودها القضاء العادل وتحفظ فيها حقوق الأفراد والجماعات مع السعي للتعاون مع السلطة القضائية بالمشورة وتبادل الرأي لما فيه حسن سير العدالة وتطوير العمل القضائي.

أفقنا… مكاتب جماعية تقطع مع الفرديات والعشوائيات

ـ بالاطلاع على مكاتب وظروف عمل عديد المحامين تبدو مهنتكم تحت أشكال من المعاناة، فهل من حلول لذلك؟

أنتما تتحدثان عن الشكل التقليدي الموروث لممارسة المحاماة وهذا صحيح، ولكن الإصلاحات المبرمجة من شأنها أن تغير الأوضاع نحو الأفضل، فمثلا بُعد المسافة بين مكتب المحامي ومقرات المحاكم سيحل جديّا بإرساء منظومات الاتصال الحديثة، وقد بدأنا بعدُ في إرسال الوثائق عبر البريد الإلكتروني وسيتوسع ذلك باستغلال التكنولوجيا ورقمنة الملفات. وفي أورويا اليوم يتحدثون عن “عصر المحامي الرقمي” وعن محامين بلا مكاتب أصلا ودون حاجة إلى ذلك.

ـ ما نلاحظه أيضا أن هناك محامين لا يجدون عملا، في حين أن آخرين لديهم تخمة من الإنابات والنيابات وخاصة من المؤسسات، فهل هذا راجع لكثرة المحامين قياسا إلى عدد المتقاضين، أم لاختلال ما، أم لوجود مسالك غير مشروعة في إسناد القضايا؟

* أولا عدد المحامين بالجمهورية لا يتجاوز العشرة آلاف على 12 مليون ساكن، وهذا لا يقارن ببعض البلدان الأوروبية التي تصل إلى أضعاف هذا الرقم في مدينة واحدة لا في كامل البلاد، فالمشكلة ليست في العدد بل في محدودية أشكال التدخل والخدمات المسداة، ثانيا لا بد من تغيير نظرة المجتمع في ما يخص التمتع بخدمات المحامي التي ما زال عندنا من يعتقد أن ذلك مقصور على الأثرياء، وهنا على الدولة أن تقوم بدورها في باب الإعانة العدلية لكافة المواطنين غير القادرين على تكاليف التقاضي، ثالثا وكما أسلفت هناك عمل كبير حول ضبط وترشيد أتعاب المحامين (في فرنسا مثلا، اتفاقية الأتعاب تتحدد ويتم إمضاؤها مسبقا)، كما أنه مطلوب منا إرساء علاقة ثقة متبادلة بين الحريف والمحامي، وأضيف هنا “مكتب المحاماة” الجماعي المذكور أعلاه والذي سيتجاوز العمل الفردي والعشوائي القديم، في نفس الوقت ومع آليات المراقبة والشفافية والدور التعديلي المناط بالعمادة، سيقع التخلص من عنصر المحاباة والتفاوت غير المنصف بين المحامين. وأخيرا لدينا في الأفق إرساء منظومة تأجير قار (Salariat) لبعض أصناف المهنة.

ـ هناك أيضا اتهامات طالت العمادة في ما يهم تعطيل ترسيم المحامين الجدد

* تعطيل الترسيم بجدول المحامين جماعيا أمر مرفوض، وقد حصل ذلك سابقا ـ لأسباب سياسية ـ في مناسبتين: الأولى مع التونسيين خريجي جامعات الجزائر، والثانية حول بعض القضاة المعزولين الذين قرروا مزاولة مهنة المحاماة، وقد تم فض الإشكال جزئيا وسيكون بقية الملف من أنظار المكتب القادم للعمادة.

أرفض التعامل الانتقائي مع المحامين

ـ موضوع يعتبر في خانة “المسكوت عنه” ويتعلق بوضعية المحامية عبير موسي التي رفض عميد المحامين التعامل معها

*الأستاذة عبير موسي هي زميلة كباقي الزملاء لها مالهم من حقوق الدفاع والتضامن، وقد وقع لها إشكال مع العميد الأسبق (الأستاذ بودربالة) عندما كانت نائبة بالبرلمان وقصدت مكتبه حين تم الاعتداء عليها بحرم المجلس، أما فرع تونس للمحامين فقد ترافع عنها وهو يتابعها باهتمام ولا يتعامل مع الزملاء بشكل انتقائي.

ـ مما يلفت الانتباه أنه أثناء المحاكمات التي تقام ببلادنا، لاحظنا حضور محامين عرب وأجانب، فهل للمحامي التونسي أيضا فرص للترافع في تلك البلدان؟

نعم وهذا رهين علاقة هيئتنا بهيئات المحامين في البلدان الأخرى، توجد اتفاقيات في هذا الصدد مع أجوار المغرب العربي، كما توجد اتفاقية مع فرنسا في حاجة إلى تطوير، وسنسعى إلى توسيع ذلك مع المذكورين ومع بقية بلدان العالم حتى يتسنى لنا تصدير خدمات المحاماة التوسية وهي قادرة بكفاءة على ذلك.

مواصفات العميد الناجح حسب رأيك؟

مهما كان اسم العميد المقبل، فيجب أن يكون عميدا لكل المحامين أيّا كانت ألوانهم السياسية وغيرها، كما يتوجب عليه أن يكون مستقلا وشجاعا.

كلمة حرة؟

أنا على يقين من أن المحاماة قلعة للنضال والحرية والتجديد وستبقى عصيّة على من يتربصون بها ولن تنال منها سهامهم مادامت موحدة ومتضامنة ومتماسكة ووحدتها هي مصدر قوّتها وهي الضامنة لاستقلاليتها.

أكمل القراءة

تونسيّا

ندوة حوارية بعنوان ” أي دور للصحفي في أخلقة الفضاء الرقمي؟”

نشرت

في


متابعة وتصوير: جورج ماهر

نظمت لجنة الحريات بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مساء اليوم الاثنين 16 جوان 2025 بالعاصمة ندوة حوارية بعنوان ” أي دور للصحفي في أخلقة الفضاء الرقمي؟” لطرح نقاشات جدية حول ما يمكن أن يصنعه الصحفي لمقاومة الزيف الإعلامي وخاصة عبر وسائل التواصل الحديثة.

تأتي هذه الندوة الصحفية في ظل ما يشهده الفضاء الرقمي من تضليل معلوماتي وأخبار زائفة، وسعيا إلى الإجابة عن السؤال المركزي حول ماهية الدور الذي تلعبه الصحافة المهنية وأخلاقيات المهنة الصحفية في علاقة بالمجتمع الرقمي.

وقد شهدت الندوة مداخلات لنقيب الصحفيين زياد دبار ورئيس مجلس الصحافة منوبي المبروكي عن “احترام قواعد المهنة واخلقة الفضاء الرقمي” ، وحميدة البور الاستاذه بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار (“أخلاقيات الصحفي في الشبكات الاجتماعية الرقمية، وثامر المكي مؤسس موقع رشمة (“صناعة المحتوى او صحافة بلا أخلاقيات”) ، وأيمن الزغدوي الاستاذ بمعهد الصحافة (“هل يسمح القانون التونسي للصحفي باخفاء الفضاء الرقمي”).

أكمل القراءة

تونسيّا

ورشة عمل حول “تعديل المشهد السمعي البصري في تونس”

نشرت

في

متابعة وتصوير: جورج ماهر

اشرفت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ومركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية، على ورشة عمل تحت عنوان “مستقبل تعديل المشهد السمعي البصري في تونس” وذلك صباح اليوم الثلاثاء 27 ماي 2025 بإحدى النزل الكبري بتونس العاصمة الجدير بالذكر أن فعاليات هذه الورشة انتظمت بحضور ثلة من الصحفيين والخبراء وممثلي المجتمع المدني والهياكل المهنية وأعضاء من مجلس النواب.

وقد خصصت هذه الندوة لمناقشة واقع تعديل المشهد السمعي البصري، ومقترح قانون أساسي يتعلق بحرية الاتصال السمعي البصري وضبط إختصاصاتها، وايضا تبادل الرؤى المختلفة حول سبل الإصلاح الملائم لمقتضيات المرحلة.

واشتمل هذا اللقاء الحواري على ثلاث جلسات نقاشية وحوارية كالتالي الجلسة الأولى : كيف يُعدّل المشهد السمعي البصري حاليا؟ الجلسة الثانية: أية فرص لإصلاح المشهد السمعي البصري؟ الجلسة الثالثة: تقديم مقترح قانون أساسي يتعلق بحرية الاتصال السمعي البصري وبتنظيم هيئة الاتصال السمعي البصري وضبط اختصاصاتها.

أكمل القراءة

صن نار