التحيل في وسائل الاتصال الافتراضي…أية طرق، أية نماذج ؟
نشرت
قبل 4 سنوات
في
نبتعد مؤقتا عن التحاليل المتعلقة بالحياة السياسية والاجتماعية التي يجترها اعلامنا وتقودها الاحداث و منظومات فاشلة وسلسلة من المصاعب و الماسي التي تحف ببلادنا.. و نتطرق الى موضوع متداول الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي لتنبيه القراء والمبحرين الى عمليات التحيل العصرية منها … و المعتمدة خاصة على طرق الابتزاز بانتحال صفات متعددة لضمان حبكة جيدة و إضفاء مصداقية كاذبة قصدالايقاع بالضحية ولو لم يكن غبيا ...
طرق التحيل على مرتادي وسائل التواصل الافتراضي مثل الفايس بوك والتويتر و الانستغرام و الوابسات وغيرها … و هي تتخذ صورا متغيرة و متعددة كما تنقسم الى عمليات تحيل محدودة وفردية واخرى ذات بعد عالمي تقودها شبكات مجهزة بشريا و علميا و لوجستيا … أي تسخير ترسانة من الامكانيات الفنية و التقنية الدقيقة التي هدفها الايقاع بالضحية و إيهامها بشتى الحلول التي تتكشف في النهاية عن سراب.
اولا: عمليات التحيل الفردية او ” البدائية” المحدودة الاخطار:
…تقوم بهذه العمليات فتيات في مظاهر مغرية لمغازلة الجانب الغريزي للرجال وتستهدف خاصة كبار السن ممن يأنسن فيهم سهولة للتجاوب السريع : تبدا الواحدة منهن بطلب صداقة افتراضية ثم ما تلبث ان تبدا طريقة ابتزازها بطلب بطاقة شحن لهاتفها كل مرة ملحة في ذلك وقد يتوسع هذا الطلب الى طلب خلاص معلوم “الويفي” ..عمليات تبدو بدائية لكنها تجلب كثرة من الاصدقاء الذين يستجيبون عن حسن او سوء نية … و نتيجة لهذا، تحصل الواحدة من الفتيات على عدد وافر من البطاقات تهرع لبيعها للكشك القريب او لصديقاتها باسعار اقل من ثمنها الحقيقي..ثم ان هذه العمليات قد تعرف فصولا اخرى من الابتزاز مقابل نشر صور اغراء للمفاتن او حتى فيديوهات “بورنوغرافية”
ثانيا : التحيل على المستوى العالمي:
هذا الصنف هو اخطر بكثير من الصنف “المحلى “الذي ذكرناه و يقوم به اشخاص او عصابات عالمية منظمة و متمكنة من مهارات استعمال الانترنات والبرامج المعلوماتية وطرق اختيار الضحية. ويبدو من خلال تحقيقنا الاستقصائي حول هذا الموضوع ان جل هؤلاء الاشخاص او العصابات من المحتالين يعودون لجنسيات افريقية مثلما سنرى نماذج حية بالجزء الثاني
لكن كيف تتحرك هذه الاشخاص او المجموعات ؟ ..
ان خطورة هذه العصابات او الاشخاص تكمن في التحضير المسبق لجل الوثائق والاحتمالات الممكنة الطرح وهي اهم سلاح للفتك بالضحية :اسماء وصور و بطاقات تعريف و جوازات سفر تبدو صحيحة … وثائق صادرة عن بنوك حقيقية مطبوعة و ممضاة و مكتوبة باساليب عالية الجودة و الوضوح.. ايصالات دفوعات و ايصالات ارساليات و شهائد و صور مستشارين و محامين كلها اليات لضمان اسقاط الضحية في الفخ…. وفي تحقيقنا الاستقصائي سنطرح خلال الحلقة القادمة نماذج حية و متنوعة عن شبكات التحيل العالمية و كذلك صور و اليات عملها و شهائد و وثائق لا تدعو للشك في اول وهلة ..
دخلنا غمار هذا الاتون مسكونين بمبدأين مفصليين :
1) لا لدفع اي مليم في اية مرحلة
2) لا لمد المتحيلين بالحساب البنكي او البريدي رغم انهما في” الروج ” مثل جل الموظفين و المتقاعدين