نشرع بداية من اليوم في ركن جديد يُعنى بالدراما التلفزيونية و عرض قصصها و حواراتها و سيناريوهاتها … و يتولى الزميل الصحفي و السيناريست محمد الزمزاري عرض فصول من إنتاجاته المشوّقة على حلقات تستجيب لفضول القارئ … مع العلم بأن هذه النصوص جاهزة للتصوير و موضوعة على ذمة جهات الإنتاج
و قد ارتأينا البدء بنشر مقتطفات من رواية “أوميرتا” التي لاقت صدى طيبا و تم ترشيحها لعديد الجوائز، و ستلاحظون تصاعد حبكتها و استقاءها من معطيات غير بعيدة عن الواقع.
(مطعم مقابل لمساحة تجارية كبرى بالعاصمة تونس…يجلس المحافظ عام حسان قبالة الصحفية المزعومة “. Eneha أو الجاسوسة الاسرائيلية الخطيرة “ميرا” وهي في أبهى زينتها :الشعر مسترسل على الكتفين العريضين و الشفاه زانها ماكياج خفيف بينما بدت حمرة على الخدين تزاوجت مع الشعر الذهبي و الشفتين القرمزيتين الشهيتين … حتى كاد “حسان ” يتساءل بينه و بين نفسه ان كانت هذه المرأة هي نفس التي كانت ترتدي سروال “دجين” وتلف شعرها الى أعلى رأسها وتحادثه عن الصحافة و الهندسة المعمارية بالأمس؟ ..
كان لباسها مثيرا لكنه متناسق مع قامتها الطويلة …
“ميرا”: ” اسمع صديقي العزيز محمود . ليس لي الكثير من المال سنتقاسم فاتورة الغداء و الشراب هههه. قناتنا التلفزية لا تعترف لنا بالمصاريف الاضافية رغم عنائنا و متاعبنا والأخطار المحدقة بنا ..الصحافيون يدفعون سنويا عشرات الضحايا في الحروب والانتفاضات ..ولنا نقابة بأوكرانيا متواطئة مع السلطة الحاكمة .”…
حسان: لا باس صديقتي أنا من دعوتك الغداء وأنا من سادفع (ثم يتمعن جيدا في عينيها مضيفا) اذا قابلتك يوما في أوكرانيا عليك بدفع فاتورة عشاء
ميرا (ضاحكة و بدلال): اواه أنت لطيف جدا يا محمود . ..لك خصوصية و قسماتك تجذب النساء ..هل لي بكأس خمر ؟
حسان : ” اوكي بكل سرور (ينادي النادل باشارة من يده ). نريد شرابا من فضلك ..ما عندكم؟
النادل : ” كل ما تريدان سيدي
vin Blanc, vin rouge, liqueur
(ثم تلتفت الى حسان)ميرا : . هل لي بنصف بوخا من فضلك؟.
.. نشربها معا، عزيزي …
(يرن جرس الهاتف لدى حسان)
آلو نعم … لايمكن … البلدية مغلقة كما تعرفين … أنا قادم بعد قليل يا سلمى
ميرا: هل هي زوجتك؟
حسان: ” لا انها اختي العانس ..الغبية ترغب في تعريف امضائها على وثيقة ولم تدرك ان البلديات مغلقة ”
ميرا : ” وماذا عن زوجتك؟”
حسان: أنا مطلق يا صديقتي …
ميرا: اسفة يا محمود لم اقصد الاساءة …(ثم تضيف ) اممم الأكل لذيذ وأنا جائعة جدا وجودك معي يثير شهية الأكل…
حسان: صحة صحة …نحن نقول صحة صحة يعني. Bon appétit ( ترفع ميرا كاس الخمر بيدها وتترشف باناقة واغراء مرددة ) صخ صخ ..أنت وسيم جدا ولطيف ..كل التوانسة رائعون ولكم نساء كما تقولون “هبال'” . الشعب التونسي جميل و مضياف.
حسان: اولا صحة صحة ..وليس صخ صخ … ثانيا سأقول لك شيئا لم اقله لأية امراة: أنت أجمل النساء على الإطلاق ! ..ثالثا قد أحزم أمتعتي و ارمي بشهادة الهندسة المعمارية واقصد اوكرانيا ..!.
ميرا: هههه ياغبي لقد اعدت هذا الاطراء المرة الرابعة على التوالي
حسان:“اذن يا احلى و اشهى النساء…هههه.
ميرا : اسمع يا عزيزي محمود ساحتاجك في عملي الصحفي
حسان : لا تنسي أنني مهندس معماري … هل ساصمم لك مشروع منزلك أو عمارة جديدة لقناتكم؟ هههه
ميرا: هههه كم أنت لطيف ..ادرك ذلك جيدا لكني أريد ان أسرع في اكمال تحقيق صحفي للقناة وبسرعة قبل رحيلي …اعرف انك ستساعدني حبيبي ..ولك مكافأة… (من خلال بلور واجهة المطعم يطل زميل حسان رئيس الفرقة “مراد”مشيرا له بالخروج حالا)… بعد هنيهة يقوم حسان من كرسيه مستأذنا ميرا
حسان : اسف …الجو العام بالبلاد اصبح يبعث على الخوف والقنابل الصوتية تزداد حدتها في عديد الأحياء . ساضطر الى الرجوع للبيت . عليك ايضا ان تعودي الى النزل .. سأتصل بك حالما يمكن ذلك.
ميرا: اواه محمود . ستتركني وحدي ؟ أنتظر قليلا وسنخرج معا .. هل هناك ما يدعو الى هذه العجلة فجاة؟.
حسان: عزيزتي ..علي الخروج حالا و الذهاب للاطمئنان على والدتي العجوز و شقيقتي العانس الغبية ..نحن نقطن بحي شعبي …اكملي غداءك وكاسك ..سنلتقي قريبا bisous . (
(يتقدم حسان لدفع الفاتورة الغداء ثم يخرج من المطعم باتجاه الفضاء التجاري متجاهلا زميله لخطوات متعددة لأن ميرا تحدق نحوه عبر واجهة المطعم البلورية وهو يشق الشارع)
الضابط مراد: ” حسان ..ألا تدرك أنها عميلة للموساد؟ انها خطرة جدا واسمها الحقيقي ميرا … ضابطة مخابرات برتبة كولونيل، لديها حزام أسود في الكونغ فو و “الكيك بوكسنغ” وجوائز متعددة في الرماية..حذار، انها افعى رقطاء بل اشد خطورة … لقد نجحت في تسميم عدد من علماء العراق و إيران
حسان: اعرفها يامراد منذ نزولها بالمطار مع حاييم ذاك الذي افتككنا منه قائمة سرية بجزيرة قبرص تتعلق باجتماع سري للاخوان ..ميرا تقدم نفسها على أنها صحفية اوكرانية تدعى”إينيها” وتنزل في شقة مفروشة بلافايات لكنها تستغل غرفة بنزل ماربيلا بالشارع المقابل الغرفة عدد26 بالطابق الثالث …هل يكفي هذا؟ انها تستلطفني كثيرا ..أنت تدرك اني افهم جيدا ما يدور برؤوس النساء ……..!
الضابط مراد: حسان ! اعرف انك مغامر وعنيد ..عليك بمضاعفة الحذر …انها حية رقطاء لعوب … عليك ايضا بوضع كل شيء في حسبانك … فقد تخنقك في لحظة انتشاء ان عرفت انك ضابط مخابرات …