عبد الرحمن الكبلوطي
(إلى روح الطفل الفلسطيني الشهيد محمد جمال الدرّة … وفاء و إجلالا)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دوّى الرصاص
أهوَ القصاص؟
أهو الخلاصُ
و لا مناص !
و الجوّ صار، كما تراه، مغيّما
قد ساده اللهب المؤجّج في السما
و الأرض منها داويًا …
صوت الرصاص
و هل الطغاة لهم على الشعب البَري …
عطف سوى طلق الرصاص يغوص في اللحم الطريّ
فالبطش صار شعارهم
و الحقد عشّش في قلوب شرارهم !
* * *
دوّى الرصاص …
و تتابع الطلق العنيف … و لا خلاص
حتى إذا عبَر الطريقَ “محمّدٌ”
ْو أبوه في لمح البصر،
لمعت من الطفل الوسيم أشعّة
أقوى من الشمس المضيئة و القمر
قد كان حقّا “درّةً”
كلٌّ بنوره ينبهرْ،
جلبتْ إليه رصاصة الباغي …
فهل منها مفرّْ؟
لم يلق غير جدار صدّ من حجرْ،
كي يتّقي ذاك الخطرْ
و رصاص ظلمٍ ينهمر
و أب إليه يلوذ من لذع الشرر
لكنّ بطش المعتدين رماه في وحشيّهْ …
في (غزّة)، في (رفحَ)، في (رام الله …)
في القدس الشريف،
و بقاع أرض الضفّة الغربيّهْ،
فسَرتْ عناقيد الغضبْ
كالبرق أشعلها اللهبْ
حمراء أجّجها الفدائيّون …
أبطال العروبة و العرب
أطفالها، و شبابها، و مشيبها
و رجالها، و نساؤها، و كهولها،
“دُررٌ” على تاج الكرامة،
يخلقون المعجزاتِ …
سلاحهم لا شيء غير حجارة …
تقضي على داء الجربْ
و تُزيح ظلما طال آمادًا …
و عشّش مِن حِقبْ
و تُعيد حقًّا ضاع في ليل الكُرَبْ،
ما ضاع حق عاش صاحبه يصرّ على الطلبْ
و النصرُ للدُّرَرِ الثمينة، للمعادن مِن ذهبْ !
(من ديوان “الشعر في زمن الإنترنت”)