عائشة ماتت، و لكني أراها تذرع الظلام
تنتظر الفارس يأتي من بلاد الشام
ـ أيتها الذبابة العمياء
لا تحجبي الضياء
عني، و عن عائشة، أيتها الشمطاء
ـ مغشوشة خمرة تلك الحان
سكرتَ بالمجّان
و زحف الدود على جبينك الممتقع الأسيان
و جفّت العينان
ـ مولاي، لا يبقى سواه الواحد القيّوم
و هذه النجوم
و كل هذا باطل و قبض ريح
ـ عائشة ماتت، و لكني أراها مثلما أراك
قالت، و مدّت يدها: أهواك
و ابتسم الملاك.
فلتمطري أيتها السحابهْ
أيّان شئت، فغدًا تخضرّ نيسابور
تعود لي من قبرها المهجور
تمسح خدي و تروّي الصخر و العظام
ـ يأتي و لا يأتي، أراه مقبلا نحوي، و لا أراه
تشير لي يداه
من شاطئ الموت الذي يبدأ حيث تبدأ الحياه
ـ مَن كان يبكي تحت هذا السور؟
كلاب رؤيا ساحرٍ مسحور
تنبح في الديجور؟
أم ميّت الجذور
في باطن الأرض الذي تنتظر النشور
ـ من كان يبكي تحت هذا السور؟
لعلها الريح التي تسبق من يأتي و لا يأتي
لعل شاعرا يولد أو يموت