الساحلين … لن تكون كرة بين أرجُل الأحزاب و المصالح
نشرت
قبل 4 سنوات
في
“جلنار” ـ رضا عزيّز
قبل الانتخابات البلديّة الأخيرة كانت لجنة خصوصيّة تشرف على شؤون البلديّة وقد تمكّنت من تحطيم كل الأرقام القياسية ورفع مؤشّر خلاص الديون والضرائب واستجاب المواطن بكلّ حب لأن أعضاء هذه النيابة قطعوا مع المجاملات والمحاباة وتعاملوا مع كلّ المواطنين في كنف الاحترام والتفهّم المتبادل. يستغرب القارئ ويسأل من أين أتى هؤلاء؟ هل استوردتم مسؤولين من خارج الحدود؟ لا صديقي بل جاؤوا عن طريق انتخابات حقيقية وهي اللجنة الوحيدة التي جاءت عن طريق انتخاب على الأشخاص ولم يكن وراء المترشّحين لا أحزاب ولا منظّمات بل أتحد أهل المدينة ورفضوا التّعيين مهما كانت قيمة الأسماء التي اقترحتها السّلط الجهويّة… من هنا انطلق التفّرد وكانت النتيجة أكثر من رائعة تعرفون لماذا؟ لأن المترشّح من أهل المدينة والناخب من أهل المدينة والهدف مصلحة المدينة نقطة وعد إلى السطر….
وجاءت انتخابات الأحزاب والمستقلّين غير المستقلّين ورفعت لافتات الانتماء إلى المدينة والغيرة على مصلحتها والتفاني في خدمتها ونجحت أربع قائمات تحالفت منها قائمتان ضدّ الفائز الأوّل ونصّبوا الثالث نكاله واقصاء وبتعبير أحد الإطارات الشابّة بلهجتنا التونسية المعبّرة (مسحنالهم شواربهم) نعم حرموهم من كلّ اللّجان وما استردّوا حقوقهم إلا عن طريق المحكمة الإدارية ولكن السلطة والتسيير والتخطيط ليست أشخاص ولا شهادات علمية بل فكر وإرادة وهذا ما غاب فأصبحت القرارات تأتي من خارج المجلس وأحسّ بعضهم بأن لا فائدة في البقاء وقرّروا الاستقالة… وعادت اللعبة من جديد بعد قرار اللجنة المستقلة للانتخابات وبعد أن حدّدت الموعد وأجازت تنافس خمس قائمات واحدة حزبية والبقية قائمات مستقلّة فلتحيا الاستقلاليّة.
يوم انتخاب الرئيس ترشّح رؤساء القائمات الخمسة لنفس المنصب وخرج خبر الخيانات والرغبة في الاقصاء والتفرّد بالسّلطة وعودة سياسة حكم الشلّة والكل مظاليم والكل ظالمون وفي قلب هذه الفوضى ضاعت أو تكاد مصلحة المدينة.
هل رأيتم ما فعل بنا بن عاشور ولجنته طويلة الاسم صعبة الذكر سيّئة الأثر؟ نعم الفائز بالبقايا يرغب في الرئاسة مكان الفائز الأول ليكون شعارنا الديمقراطي “انهزم تنتصر”… أهذا ما توقّعناه في رحلتنا من السّوط إلى الصوت؟ أهذه هي الديمقراطية التي نريد؟ أهذا ما خطّطت له أستاذ بن عاشور؟ يا خبيرنا وكبيرنا وجهبذنا ….
النداء موجّه إلى مجلس الخصومات وتصفية الحسابات والسبّ والشّتم وقلّة الحياء والتنابز بالألقاب رجاء هدنة ولو قصيرة لتحريرنا من هذا القانون الانتخابي الجاثم على صدورنا حتى لا تصبح ديمقراطيتنا كاراكوز.