رضا عزيّز . “جلّنار” ـ مكتب الساحل
الشابة مدينة مهمّشة ومنسيّة تعيش على هامش التنمية مثل شقيقاتها من معتمديّات ولاية المهدية التي تتذيّل سلّم التنمية على المستوى الوطني، ومع ذلك لم نسمع بها يوما رافضة ومحتجّة بمثل هذا العنف المادّي الذي نراه اليوم … الشابة كانت تعاني في صمت، صمت الرجال الأشاوس وأنفة الأحرار لأنها تعتبر التهميش ثمنا لنضالات رجالها في وجه نظام ظالم غير عادل … أما اليوم وبعد أن هبّت عليها جرعة أوكسيجين من خلال صعود هلالها إلى مصاف الكبار، فلم تعد قابلة للعودة إلى الاختناق الأزلي الذي تربّت عليه و يقول سكّانها ” الهلال أوكسيجين المدينة فلا تقتلونا خنقا”…
الوضع لا يحتمل .. إنه وضع رهيب يسيطر على المدينة هذا ما لمسناه من خلال حوارنا مع السيد منصف الأحمر عضو الهيئة المديرة للهلال الشابي المكلف بالإعلام … سكّان المدينة أصبحوا يرفضون صفة مواطن بل يصفون أنفسهم بمتساكني الشابة نظرا لغياب كل المسؤولين المعنيين بالوضع المخيّم على المدينة، وطنيا أو جهويا … وهو ما جعلهم يشعرون بأنهم بلا قيمة ولا وزن عند أهل القرار … بل أن بعضهم أصبح ينادي بإنزال الراية الوطنيّة وتعويضها بالعلم الإيطالي وتنظيم “حرقة عامّة” معلنة نحو بلاد دانتي، للفرار من هذا الجحيم (والتعبير للمواطنين).
لسنا ندري من هو على حق ومن هو على باطل، و لكن نعلم بالتأكيد أن الوضع خطير وعلى السلط المعنية سياسية ورياضية وأمنية أن تتحرّك قبل فوات الأوان.