محمد الزمزاري: الصراع المكشوف بين المدنية والظلامية

لم تبدا قصة التنبيه الى خطورة فرع منظمة الاخوان المسلمين و نشاطاتها المتطرفة اليوم فقد نبهت الاستاذة نايلة السليتي منذ انطلاق تاسيسها ببضع سنوات مؤكدة على ان الدروس و الانشطة التي يقوم بها هذا الفرع تعد مشبوهة وتمثل خطرا ..

ومن ناحية اخرى اشار اليسار ايضا الى الخطورة التي تحملها هذه الجمعية على امن البلاد … اما عبير موسي فقد قامت بحملة متواصلة و حادة ونبهت الى ضرورة غلق هذا الفرع حتى قبل ان تقوم بتحركات ووقفات اعتصام و احتجاج على وجودها، اخرها خلال هذه الايام التي كشفت الغابة التي كانت تغطيها الشجرة و كذبت مقولة و تاكيدات الشيخ الغنوشي بان حزب النهضة لاعلاقة له بمنظمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي تم اعتبارها وتصنيفها “منظمة ارهابية ” خلال شهر نوفمبر 2017. ..

ومن الضروري ان نذكر بمقولة القرضاوي حول بلادنا التي طرحها لاستنفار الكراهية بين المواطنين وزرع الفتن حين قال” تونس الخضراء التي حولت العلمانية خضرتها الى سواد” ويبدو في نظرنا ان هذا الشيخ لا يدرك اللون الاسود من لون العلم الوطني المفدى …

ورجوعا الى فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و اعتمادا على تحقيق الزميلة “ريم بن رجب” المنشور في صحيفة “نواة” بتاريخ 24 افريل 2018 والذي طرح حقائق هامة حول النشاط الدراسي لهذا الفرع الذي تاسس سنة 2012 ويقع مقره بشارع خير الدين باشا المقارب لمقر حزب النهضة بمونبليزير تاسس هذا الفرع خلال زمن الترويكا وتغول حزب النهضة على السلطة التنفيذية و التشريعية (المجلس التاسيسي) ومجلس المستشارين وحتى رئاسة الجمهورية ا

وهي السنة التي حاول فيها الاخوان ادراج الشريعة ضمن دستور البلاد و محو توجهاته المدنية شيئا فشيئا …و قد تمثلت نشاطات فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في “اعداد” الطلبة عبر مواد دراسية “شرعية” نابعة من المدونة الفقهية مثل علوم القران و الحديث وفقه الطهارة والسيرة و المعاملات والاحوال الشخصية والقضايا العقائدية والمواريث ويطرح الفرع بديله معوضا لمفاهيم التربية الدينية للدولة …

وهذا الجانب الذي يكتسي خطورته من كونه لا يتجاوب مثلا مع مجلة الاحوال الشخصية و التعليم الزيتوني بل هناك من يطرح شيطنة اليسار والعلمانية والتفتين مدعيا انهما يريدان ضرب الدين كما تطرح جدلية الجهاد واقامة الحد والحديث عن القصاص وكره الروبيضة والعلمانيين وحتى المسلمين الشيعة وقد توسع نشاط الفرع وجمعيته المشبوهة الى فضاءات متعددة تابعة للدولة في عهد الترويكا منها قصر المؤتمرات….

هذه لمحة موجزة عن فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف كمنظمة ارهابية في عديد البلدان فيما ينتج لتونس منظومة القرضاوي الذي افتى بتدمير سوريا و قتل الجنود ونعت تونس بالسواد وقد اثارت الاصوات المنادية بغلق هذه البؤرة حفيظة الجهات التي اسستها و حاولت تمرير، الشريعة في مسودة الدستور الاولى في عهد الترويكا لتعاني بلادنا لحدود اليوم اكثر من 227 جمعية “خيرية” من بينها اكثر من 90جمعية مولت خلال عهد الترويكا جماعة “انصار الشريعة”.فيما نشطت الاخرى في شراء ذمم البؤساء واصواتهم اثناء الحملات الانتخابية دون اي رادع قانوني او كشف و ملاحقة لاشتباهها بالارتباط بالقوى الاجنبية ….