جور نار

الصراع سيد الموقف … والأموات يتناثرون يوميا

نشرت

في

صرح رئيس الحكومة هشام المشيشي يوم أمس، بأنه اقال وزير الصحة العمومية بسبب عدد من الهفوات السابقة واللاحقة و مدى تراكم اغلاطه الفادحة في مجابهة وباء الكوفيد 19 ذاكرا في الوقت نفسه ان القطرة التي افاضت الكاس هي ما شهدته حملات التلقيح يوم العيد التي يقول المشيشي انه لا علم له بها في حين ان بعض الاصوات تؤكد عكس ذلك.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

و على فرضية انه لم يعرف ذلك فهذا يعني ماهو ادهى واخطر باعتباره ليس رئيس حكومة فحسب بل ايضا و زير الداخلية، و يجب ان لا تفوته أية احداث، لا سيما يوم عيد و الأوضاع متدهورة بالبلاد. وقد يعني ايضا انه لم يول الاهتمام المطلوب لما وصله من “فلاشات” المخابرات شبه اليومية ..يمكننا اضافة أن أحد الصحفيين أعلن في برنامجه منذ ايام و بوضوح خبر إقالة وزيرالصحة الوشيكة و كذلك نيابة وزير الشؤون الاجتماعية والتي ستردف بتعيين وزير “سياسي'” كلبنة من المشروع المقدم من طرف الشيخ الغنوشي الذي نادى بضرورة تعيين “حكومة سياسية”.

احداث في الافق قد تسبب احراجا واخطارا على ما بقي من رصيد المشيشي اذا ما صمم على تعيين عبداللطيف المكي خلفا الوزير المقال ..علما بان المكي كان من أول الوزراء الذين كان عليهم مجابهة بداية الوباء بالبلاد و كان عليه ان يستشرف الممكن الوقوع و الاستعداد لاسوإ الاحتمالات. لكنه تفنن في البروز على الساحة الاعلامية بدل معالجة اخلالات وثغرات كان يمكن اجتنابها حتى لا يستفحل الوباء.

المسؤولية إذن جماعية. من ثغرة استشراف الخطر والاستعداد اللوجستي المتكامل له، إلى النقلة الكارثية لمدير ادارة الرعاية الصحية الأساسية تحت تعلة الترقية في وقت كان يؤدي عمله بجودة عالية و قدرة اتصالية قد تكون اضجرت بعض الاطراف .. ثم جاء دور الوزيرة بالنيابة السيدة بالشيخ التي ابدت جهودا كبيرة وتقدمت ببرامج لم يكن من الممكن اجتماعياً أو اقتصاديا تنفيذها ..أما الوزير المقال، والذي يبدو انه قد عين بصورة مرتجلة أو سياسية، فلم يكن في الواقع في مستوى القدرة على تسيير قطاع هام وحساس سواء ميدانيا أو اتصاليا.

من ذلك فشل كبير في اقتناء جرعات اللقاح التي تأخرت بصورة غريبة جدا تدعو الى التساؤل و الحيرة مما انتهى بالفشل الذريع، الى هذه النتائج المفزعة و المخجلة ايضا لا لوزير صحة فاشل بل لمنظومة كاملة لم تكلل بأي نزر من النجاح قدر صراعاتها الثلاثية الابعاد والنرجسية الأهداف ..شيء مخجل و محبط لفريق صحي عتيد و منظومة وقائية من اكفإ المنظومات ان تكبلها وتشوه صورتها بيروقراطية لا تحتضن أية نجاعة وسياسة و لا تدور في عقولها سوى خوض الصراعات في ظل شعب اصابته الكورونات ..

انتهىت كلمة رئيس الحكومة لينزل رئيس الجمهورية لميدان شارع بورقيبة و يتساءل وربما يندد أو يلوح بالاتهام ثم يعلن أنه سيضع مجمل اللقاحات واليات العلاج بايدي ادارة الصحة العسكرية . .وان كنا نتق جيدا في كفاءة جيشنا الوطني و في منظومة الصحة العسكرية و انضباطها فاننا. نرى ان هذا الحلم غير كاف بالمرة لأن المشكلة ليست متعلقة بفشل اطارات الصحة العمومية و المصالح الوقائية المتميزة، بل في فشل ذريع لمنظومة سياسية لم تحسن حفظ دورها وسجلت رسوبها في كل الميادين اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و ان الحلول المرهمية لن تجدي قدر وضع برامج متكافئة مع الوضع الخطير جدا الذي يعيشه شعبنا جراء السياسات الفاشلة

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version