في خِضمّ الزّمانِ المُبعثَرِ – لمْ يحتضنْه المكانْ –
صارتِ الرّوحُ تجْدفُ، طيرًا كسيرًا
تلاعبُه الرّيحُ… ينزلُ، يصْعدُ مثلَ الدّخانْ
ونزيفًا أبَى أنْ يكفَّ وصيحةَ عَجزٍ
غدتْ تتثلّمُ حشرجةً… يبستْ في اللّسانْ
تتسارعُ في ذهني الأفكارْ
ورَمًا يتلو ورمًا فتؤجّجُ في شُعبِ الرّأسِ نارْ
… لِتصيبَ الغريبَ المرابطَ في قلعةِ اليأسِ بالغثيانْ
يا هذا الصّوتُ يصحّيني
ينفضُ أوراقَ الأشجارْ
يرتدُّ فيرتعدُ الرّعدُ…
يتبخّرُ من هولِ الإعصارِ صداهْ !
ما هذا الصّوتُ يصحّيني والنّاسُ نيامْ ؟
… صوتٌ آتٍ من أعماقِ الآتي:
“اقتربْ !
يا أبي المغتربْ !
يا غبارَ طريقٍ… رمادَ حريقٍ
تسلّمْ رسالةَ أحفادِك الغاضبينْ !
إنّهمْ يَلعنونْ…
سَلفًا لمْ يكنْ حافظًا للأمانةِ
واختار أنْ – طمعًا في الحياةِ – يخونَ الحياهْ.”
وصلتْني رسالتُك الآن يا ولدي !
يا حفيدًا بعيدًا تعاتبُني
بلْ تعيّرُني واصفًا زمني بالغبِي
… لستَ تشبهُنا ! نحن أسوأُ من مرَّ بالأرضِ
أوّلُ من زرعَ الغدرَ، أطلقَ للموتِ فيها العنانْ
……………………
خجِلٌ…
أنّنا لم نعشْ… أو ندعْكم تعيشون في دعةٍ وأمانْ !
ـ عبد الرزاق الميساوي ـ