في سنة 1936 قامت حرب أهلية في إسبانيا أنهاها الجنرال فرانكو عام 1939 و قعد في الحكم حتى 1975.. ثلاث سنوات و كل مرة الجيش محاصر قرية أو مدينة أو منطقة.. و الأموات بالآلاف..
ذات معركة كان القائد إيميليو مولا يحاصر مدينة بأربع مجموعات عسكرية.. أو لنقل أربعة فيالق ولا طوابير كما يقولون آنذاك.. سأل أحد الصحافيين إيميليو مولا: أي طابور سياعدكم على كسب المعركة..؟؟ فأجاب: سيساعدنا الطابور الخامس الموجود داخل أسوار المدينة.. هذا الطابور الذي لا يراه أحد لأنه يتخفّى حتى عن أقرب أقربائه.. مندمج داخل المجموعة.. ينقل أخبارها للعدو.. يحدد نقاط ضعفها و قوتها.. ينشر الإشاعات عن قوة المنافس و بطشه حتى يزرع البلبلة و الشك في نفوس المواطنين..
طبعاً بمقابل فتات و حتى لو ارتفع المقابل فإنه يبقى زهيدا مقارنة بخيانة وطن.. إيميليو مولا عرف كيف يُحنّد الأغبباء و الخونة و المرتزقة لأن شعار هؤلاء: كل شيء قابل للبيع.. حتى الوطن.. و هم أخطر من العدو لأنهم مندسّون بيننا و يعيشون معنا و يتمتعون بالمواد المُدعّمة مثلنا..
صعب أن نتفطن لهم عكس العدو الواضح. لست أدري ما الذي ذكرني بالجينرال فرنكو و قائده إيميليو مولا و الطابور الخامس الذي صار معترفا به في الحرب و السلم و يخصص له أهل السياسة كسلطة خامسة بعد السلطات الأربع: التنفيذية و القضائية و التشريعية..
لست أدري آش فكرني في موضوع موش موجود في تونس جملة و تفصيلا: لا عندنا قنوات تلفزية مسيسة لإثارة البلبلة و لا محطات إذاعية للتشويش و التشويه و التشليك.. و لا صفحات فايس بوكية سبنسوريزي لخدمة أطراف على حساب أطراف أخرى.. و لا محللين سياسيين و اقتصاديين و كرونيكارات مدفوعي الأجر من أجل ضرب هذا و ذاك.. الحمد لله أمورنا 6 زيت..