لما سمعت بانتخاب راشد الغنوشي رئيسا لمجلس النواب كتبت في غير هذا الفضاء (الشيخ يرتكب أكبر خطإ في حياته السياسية.. بل يرتكب آخر خطإ)..
فالرجل كان مكرما مبجلا في مونبليزير.. على شكون يرضى باش يستقبل من السياسيين من أغلب الأحزاب.. بعضهم للتقرب و بعضهم للتكمبين.. كانت قِبلة بعضهم لكمال اللطيف و قِبلة آخرين لمن كانوا يسمونه الشيخ التكتاك.. هو الباجي و حنكته السياسية و انبطح للشيخ و التقيا في باريس بعد أن كان النداء و النهضة خطين متوازيين لا يلتقيان إلا بإذن الله..
و غامر الشيخ.. و كمبص.. و وخّر و قدّم و مشى برجليه للمجلس فإذا به ينفخ شلبوق صباحا مساء و حتى في الليل.. الشيخ أضرّ بنفسه و بحركته و قدّم خدمة العمر للدستوري الحر الذي سحب البساط من تحت أقدام أحزاب أخرى معارضة ذات تاريخ و نضالات.. و عبير سجلت أهدافاً ما كان لتسجلها لولا وجود الغنوشي..
و لابد ان الشيخ ندم و ولّى يعضّ و يعضعض في صوابعو على النهار اللي فكر فيه يجي للمجلس.. و لابد أنه تمنى الانسحاب و لكن أمامه خيارين لا ثالث لهما: الاستقالة و ستُحسب للدستوري الحر.. أو الخروج بسحب الثقة وهي بمثابة الضربة القاضية له و لحزبه.. الى أن جاء 25 جويلية و قدّم قيس سعيّد الحل الثالث الذي نزل بردا و سلاما على الشيخ..
فتجميد الجميع هدية لأن المصيبة إذا عمّت خفّت.. و العقوبة طالت حركته و الأحزاب المنافسة..