مالذي يحدث في اوكرانيا ؟ بتبسيط الأمور: الحاج بوتين يستبق الاحداث ويغزو أوكرانيا قبل انضمامها الى الناتو لانّه وفي تلك الحالة تصبح صواريخ الغرب على امتار من كوجينته وبيت نومه … الحاج بوتين قام بغزو أوكرانيا نعم …و أين الغرابة ..هل هو الغازي الاوّل ؟
لنعد الى معلّمنا الاكبر ـ التاريخ ـ لنعد الى صفحات الغزاة عبر التاريخ ..لنعد الى الفراعنة عبر التاريخ منذ ذلك الذي تطاول على الجميع بما في ذلك الله وقال كوجيتوه الشهير ” انا ربكم الاعلى” … هل اختلف الغزاة والفراعنة في كلّ العصور ؟؟ الم نقرأ عن الرومانيين والقرطاجنيين وبني هلال والفاطميين والمسلمين في فتوحاتهم وهكذ يصرّ البعض على النأي بها من لفظة الغزو …
في حين انّ ديننا وقرآننا ورسولنا كانت اوامر بالرحمان في الجهاد فقط دفاعا عن النفس لا غزو الدول الاخرى …لانّ القرآن في بيانه لم يجبر ايّا كان على الايمان _ من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر ..
اذن الغازي هو غاز سواء كان مسلما او يهوديا او مسيحيا او بوذيا او لا دين له ..الغزو هو تسلّط القوي على الضعيف طمعا في ثرواته او طمعا في ان يكون من اتباعه دينا او ايديولوجية .. الغزو هو ايمان الفرد بانّه قادر على اخضاع الآخر لصولجانه ..الغزو لا معيار له باستثناء الأنا المضخّمة فينا .. نحن في جلّنا غزاة وفراعنة .. لنحاول تقييم سلوكاتنا مع العائلة ..مع الجار .. مع من وراء البلايك ..ما معنى ان نكون امّا فوقيين في تعاملاتنا او هازئين محتقرين الاخر ..
ما معنى ان يتسلّط الزوج على زوجته او العكس ؟ ما معنى ان يتسلط العرف على صانعه ؟ ما معنى ان يتسلط وزير او رئيس او حزب ما على الشعب الكريم ؟؟ اليس في ذلك غزو مريع للاخر .. ثمّ لنسمّ الاشياء باسمائها ..الذين ينددون من دول الغرب بالغزو البوتيني لأوكرانيا ..اين كانوا في زمن استعمارهم لمعظم دول افريقيا ؟ اين كانوا وهم يفرقعون اليابان ذات سنة بقنابلهم النووية ؟ اين كانوا وهم يغزون الفيتنام ؟؟ اين اصواتهم المنددة والملعلعة اليوم امام مأساة فلسطين ؟ هم هل دخلوا العراق غزوًا ام كانوا حاملين لموائد الودّ والورد …فدمّروه وشتتوه …
انا لا اعجب من كوجيتاتهم التي مازال بعض اطفال السياسة في بلدي يتغنون بها والتي هي “الديموقراطية وحقوق الانسان” ..لا استغرب من الفراعنة الجدد، كلّ همّي و ألمي انّ بعض “اللي زعمة زعمة مثقفين لا وثوريين زادة” يشاطرون هؤلاء الفراعنة كوجيتاتهم …
لنفترض جدلا ان الغرب و أمريكا يدافعون حقا عن الديموقراطية وحقوق الانسان وذلك يفسّر وقوفهم فيما سمّي بالربيع العربي الى جانب شعوبنا المقموعة ..أسأل وبشكل انكاري ..لماذ لم يقف الغرب وامريكا وبنفس المعيار مع العديد من شعوب دول الخليج ؟ تلك التي لا ديموقراطية فيها ولا حرية ولا انتخابات؟؟ …
مشكلة الغرب وبزعامة امريكا لا تختلف في شيء عن ذلك الفرعون الذي قال “انا ربكم الاعلى” وعندما برز لهم الحاج بوتين ومن وراءه الصين وكوريا الشمالية وغزا أوكرانيا كان يقول لهم انتهى زمانكم …ساكون انا ربكم الاعلى … قد يفلح ..قد لا يفلح ..الايام كفيلة وحدها بالاجابة .. قد تتغيّر موازين القوى وينتهي نظام القطب الواحد …ولكن وعودة للمعلّم الاوّل ـ التاريخ ـ مهما كانت النتائج لن يكون هنالك الا فرعون جديد يحكم العالم ..
ولعلّ السؤال الاهمّ في كلّ هذا ..ونحن ؟ اين نحن في كلّ هذا ..؟ احنا في اتعس حالاتنا لم نتفق بعد حتى على تواريخنا ..ومحطات ذكرياتنا ..فئة مع 17 .. ثانية مع 14 .. ثالثة مع 25 …ومازالت القائمة تطول … امّا عن غدنا فمن لا يأكل مما يزرع سيصل به الامر ووصل بعد الى استير اد الاوكسجين …نحن في حقبة تاريخية هي من اسوأ الحقبات …ولا نجاة لنا الا بالعلم والعمل وبحاكم عادل حتى لو كان فرعونا …