. تأخر تعيين حكومة جديدة و طرح خارطة طريق لطمأنة اضافية لشعب ينتظر و ايضا وخاصة لقطع الطريق امام وبيات الفساد و مافيات السياسة و كل الجهات التي ترى ان مصلحتها. مهددة أو ان منظومتها الفاشلة أو الفاسدة قد تم ضربها …
اللوبيات الخارجية من حزب ديمقراطي أمريكي دعم الاخوان وله مصالح استراتيجية في بقائهم بآخر معاقلهم. تحركت ايضا اللوبيات الصهيونية لتدفع الرئاسة الامريكية الجديدة كي تتدخل لصالح منظومة كم ساعدها وجودها بالوطن العربي و كم ساهمت في تدمير بعض البلدان الشقيقة مثل العراق و سوريا و ليبيا وايضا توجسا من هذا الرئيس الذي يساند بقوة الشعب الفلسطيني المناضل من اجل حقوقه ويحرم هذه اللوبيات من آلية طيعة كانت في خدمتها …
لايمكن ان نصل الى قراءة كل سطور رسالة الرئيس الامريكي”بايدن” الى قيس سعيد و المغلفة بكساء الحرص على الديمقراطية و الاسراع بحلحلة أزمة مجلس النواب وتسريع تعيين حكومة و رسم خارطة طريق … الامريكان لا يقفون فقط مع منظومة الاخوان لكن ما يهمهم هو توضيح معالم سياسة هذا الرئيس الخصوصي النموذج الذي جاء في وضع خصوصي و قام بقرارات ثورية” خصوصية غير متوقعة.
ورغم ان الرئيس الامريكي ابدى تشجيعه للمنحى الديمقراطي لتونس و استعداده لدعم بلادنا التي تمر بظروف.اقتصادية و اجتماعية و صحية صعبة، فإن التلميح المشروط لا يفوت أي ملاحظ. خاصة اذا ما عرف التركيبة السياسية الهامة للفريق الذي أرسله “بايدن” والذي يشير بروتوكوليا الى اهمية الرسالة اولا و ايضا الى مدى الاهمية التي يوليها ساكن البيت الأبيض لمصالح بلاده الاستراتيجية و التدقيق في ماهية سياسة الرئيس سعيّد التي تبقى غامضة في منظور المحللين الامريكان …
اعاد قيس سعيد مرارا و تكرارا تمسكه الصارم بالقانون و بالحريات و بدعم مكاسب المرأة و المساواةالكاملة امام القضاء و مكافحة الفساد. و هي رسائل واضحة لطمانة الشعب و المجتمع المدني والاحزاب الغثة و السمينة وتلك التي شاركت في الحكم ضمن منظومة النهضة و تتحمل جزءا من المسؤولية و شاركت أيضا في برلمان شهد كل مظاهر البلطجة و العنف و الارتخاء و أقتناص الولاءات لصالح مجمع الفساد …
يبدو ان قرارات الرئيس الشجاعة والتي يمكن نعتها بالثورية وصدق النية و الوطنية، لم تكتمل حلقاتها لازاحة كل معطلات مسيرة ثورة شعب ابتلعتها الذئاب في الطريق. .. و صار لزاما على قيس سعيد الاسراع بتكوين الحكومة و التوجه بخطاب واضح لزيادة طمانة شعبه و قطع الطريق امام اللوبيات الداخلية و الخارجية التي تنشط مستفيدة من هذا التاخير رغم نسيانهم مجال ما يضمنه الدستور…
على قيس سعيد ان يواصل اتخاذ قراراته الشجاعة و فتح كل الملفات الحارقة التي تشغل بال الوطن مثل الاغتيالات و الجهاز السري و كل ما تعلق بقضايا الارهاب و التسفير، و الإلتزام بوعوده امام شعبه عن المساواة بين الجميع امام القضاء حتى لو كانت” على رؤوس بعضهم ريشة” كما يقال… عندها سيتضاعف الالتفاف الشعبي حول سعيد و ستاخذ الملفات الاقتصادية و الاجتماعية وحتى السياسية. طريقها إلى الحل و سيُفرض احترام لتونس كاد يضيع بين السيقان.