النهضة تسعى لإنقاذ ما تبقّى … وخط الغنوشي سيزاح من رئاستها
نشرت
قبل 3 سنوات
في
لعل قرارات قيس سعيد قد مثلت الضربة القاصمة لمصير و استمرار. وجود حركة النهضة الشمعة الأخيرة التي بقيت مشتعلة لدى الاخوان و آخر “مربض” لهم …
النهضة باجهزتها و نفوذها حتى على مستوى نشاطات الاخوان بليبيا وتمكنها من اختراق الاجهزة بالبلاد، عرفت ذلك و عرفت ايضا انها امام وضع لا تحسد عليه و امام رئيس جمهورية لايتفاعل مع “ترهات ‘”و “مفاوز” الدبلوماسية العادية وان اجابته باللغة العربية الفصحى امام عاملات الفلاحة و ضابطات الحرس الوطني لن تتغير امام اردوغان تركيا و لا امام ماكرون فرنسا اللذين استقوى بهما الغنوشي أو تم تهديدهما من اخوان ليبيا بحرمانهما من عقود التعمير في بلاد خربتها فصائل الإرهـــــابيين و المرتزقة و الاتراك ..
النهضة ترى اليوم اثر اجتماعات ساخنة و مرتبكة و مسكونة بتاريخ السجون و الغرف الانفرادية …وحتى الغرف السوداء و فشلها الذريع في إدارة وطن انتهى به المطاف الى التفقير و النقمة على منظومتم. طالت النقمة و الانتقادات و الاستقالات المتعددة حتى قواعد و كوادر النهضة و انفلت الحبل من ايديها و اصبح انهاء وجود الاخوان يلوح بحدة في افق لم يعد ذلك الافق سنوات 2011 و 2012 حين لم يرحموا شعبا و كفروا خصوما و كفروا كل من لا يكون اخوانيا و استحلّوا المساجد التي بناها المواطنون التونسيون من عرقهم حبا في الاسلام السمح المتوازن فاصبحت منابر إرهاب و دعاوى ضد “الكفرة الفجرة” الذين يعارضون النهضة.
كما سمحوا للمنظمات الارهابية بحرية التحرك في وطن لم يكن ابدا وطنها. وهكذا وفي عهد حكم النهضة تتالت الاغتيالات و تتالت التهديدات بالاغتيال و الاعتداءات و تبدلت صورة تونس الجميلة الخضراء الى صورة مرتفع غربان و حزن و احباط عام وانتشر الفساد وضرب موارد الدولة و التهريب و الارهاب و عمت اسواق المخدرات لهلوسة اجيال كاملة من الشباب و التلاميذ و سكان الأحياء و القرى و المدن. ..
مؤتمر النهضة القادم سيحاول عبر ازاحة خط الغنوشي المرتّبة من جهة والتي تقتضي ان يكون الهاروني الرئيس بجبة الغنوشي لم تعد قائمة بما ان بلاهته السياسية قد ساهمت في مصيبة الحركة. …انتهى خط الغنوشي وانتهى ترتيب الاخوان وسيزاح الهاروني لكن كل هذا لن ينقذ الحركة من المازق الذي حشرت به. وعليها الانصياع تكتيكيا ومرحليا وهذا ايضا لن يكون قارب انقاذها فالملفات ستفتح و الاحكام قد تطال رؤوسا اينعت وحان قطافها و قيس سعيد ـ الذي يجيب “اردوغان'” و “ماكرون” بلغته العربية لا بلغة الدبلوماسية البروتوكولية ـ سيمضي في خطواته ولن يعود بعد نصف الطريق ..
الغنوشي يصرح اليوم بمزاج محبط جدا و مكابر جدا ان النهضة سيتندمج في الاصلاحات لأنها تنتظر خارطة الطريق و تعيين الحكومة. ..و ان القرار لدى رئيس الجمهورية. وكان الشيخ الغنوشي يرغب في فتح باب مفتوح مادام التداول على خارطة الطريق و الحكومة هو في طور الانجاز و أن تنظيم السلطة السياسية الى نظام رئاسي قادم ايضا، و ان البرلمان المجمد لم يعد صالحا للاستعمال، وان التحقيقات في جرائم من اضروا بالوطن تطبخ على نار هادئة وان جواب قيس سعيد على الضغوط لن يكون مغايرا للجمل العربية التي تحدث بها الى العاملات الفلاحية …فإن النهضة تلفظ انفاسها و تحاول جهدها إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ..