صحيح أن الإفريقي ليس الوحيد المهدد بمغادرة الرابطة المحترفة الأولى و لكن الرأي العام الرياضي متعاطف مع الإفريقي تعاطفا لا يضاهيه إلا تعاطفنا مع النادي البنزرتي يوم ضمن بقاءه في ملعب سوسة في آخر لحظة من آخر جولة..
و التعاطف مع أبناء باب الجديد ليس لأنها مدرسة عريقة كما يقول أشباه المحللين الفنيين لأن مثل هذا التوصيف شبيه بالحديث الفلاحي خاطر حتى الشبيبة القيروانية مدرسة و نجم المتلوي مدرسة و النادي البنزرتي مدرسة.. باختصار إلي تذكر اسمو يلزم تقول عليه مدرسة.. نحن تعاطفنا مع إفريقي الإياب الذي عرف نقلة نوعية جعلت نقاطه من بين أحسن ثلاثة فرق في مرحلة الإياب.. و لو حصل على نفس عدد النقاط في عهد عبد السلام اليونسي لضمن المرتبة الثانية أو الثالثة..
صحيح أيضاً أن النادي الإفريقي لا يلوم إلا لاعبيه و مسؤوليه الذين دفعوه لهذه المحنة.. و أصح من هذا كله أنه من حق الترجي أن يلعب مباراته في بنزرت بالتشكيلة الثالثة أو الرابعة.. بشرط ألّا يتخاذل لاعبوه لأن الفيفا تمنع و تّحرّم و تعاقب على التخاذل لكنها تُحلّل و تسمح بالتحفيز: كأن يدفع فريق أو مسؤول مبلغا ماليا للاعبي فريق آخر مقابل مضاعفة مجهوداتهم لكسب مباراة.. كما حدث ذات موسم مع الملعب الڨابسي في مباراته ضد النجم في آخر جولة تُوّج على إثرها النادي الإفريقي ببطولة ذاك الموسم..
لكن مقابل ذلك كله فإن بطولة هذا الموسم و باستثناء صاحبي المرتبتين الأولى و الثانية فإن باقي الترتيب فيه و عليه و لا يعكس المستوى الكروي لبطولتنا.. ابتداء من اتحاد بن قردان ثالث الترتيب بمساعدات غير رياضية.. وصولا للشبيبة القيروانية التي رموا بها في الرابطة الأولى لتعويض هلال الشابة.. ليجعلوا منها كبش نطيح فدفعت الفاتورة غالية بتذيلها الترتيب بثلاث نقاط فقط وهو رقم لم يحصل منذ الاستقلال الى اليوم..
بطولتنا تحتاج مسؤولين يعاملون كل الفرق بنفس القوانين.. و قوانين تنسحب على الجميع.. و تحكيم لا يخاف إلا ضميره.. في غياب حلقة مما سبق فإن دار لقمان ستبقى سوقا و دلالا..