بعد سقوط الحكومة البريطانية المدوي … هل ستنتشر العدوى إلى بقية الحكومات الأوروبية؟
نشرت
قبل سنتين
في
لعل السياسة المتهورة لرئيس الحكومة الانكليزية “بوريس جونسون” الفاشلة تجاه الحرب الروسية الاوكرانية قد اثرت في خلق جو عام معارص لحكومته بالاضافة الى محصلات فشل على المستوى الاقتصادي و تهم اخلاقية تجاهه رغم اعترافه و اعتذاره ….زوبعة كبرى تلتها موجة عارمة من الاستقالات من حكومة “البقرة المجنونة” لعل اهمها استقالة “ريسي سوناك” اقرب وجه سياسي له قد دقت اخر مسمار في نعش حكومته ..
ان سياسة “بوريس جونسون” المرتجلة و الفلكلورية التي تجاوزت حدود المطلوب في التعاطي مع الحرب الروسية الاوكرانية وتم نعتها بـ “over dose” قد زاد الطين بلة اثر مخلفاته الاقتصادية و الاجتماعية بانكلترا ولو كان مسكوتا عنها اعلاميا بالاضافة ايضا الى خلق ظلال حرب باردة لكن حادة مع روسيا رغم ان الموقف العام من الحرب المذكورة هو التحالف مع اوكرانيا ودعمها عسكريا واعلاميا و دبلوماسيا في اطار سياسة الناتو التي تقودها و تؤججها الولايات المتحدة الامريكية … الا ان بوريس جونسون قد تجاوز حدودا لا ترغب فيها بريطانيا …
اثر استقالة “ريسي سوناك” اقرب وزير مدافع عن سياسة حونسون الذي اكد انه لا يمكنه البقاء مخلصا اكثر لرئيس الحكومة ..تبعه “ساجد جاويد” كاتب الدولة للصحة و “سيمون هارت” وزير شؤون “ويلز” ,,الذي تقدم باسقالته يوم الاربعاء الماضي متبوعا باستقالة “برنس لويس” كاتب الدولة لايرلندا الشمالية كما لحق بالجمع ” ويلي كينس” وزير الطفولة و الاسرة و “رونب ولكر” وزير التعليم والمدارس و كذلك “فيكتوريا اتكنز” وزيرة العدل و “جون كلاين ” وزير الخزينة و ” جو تشرشل ” وزيرة المحيط ووزير الاسكان و وزير التشغيل …
كل هذا بالاضافة الى استقالات جماعية ضمت قائمات جمعت من مسؤولي مختلف الدرجات و المواقع ليصل العدد الاجمالي للاستقالات الى 57 استقالة منذ يوم الثلاثاء الماصي ..
في باريس لا يبتعد الأمر كثيرا عما يحدث وراء المانش … فاذا القينا نظرة على وضعية الحكومة الفرنسية اثر انتخابات تشريعية مثيرة وضعبة افرزت الاختلافات الجذرية حول عدد من التوجهات و الصعوبات التي تلوح بصراعات كبرى داخل البرلمان … مما قد ينتهي حتما باسقاط حكومة اختارها الرئيس الفرنسي معتمدا على بعض الائتلافات الهشة لم تضمن مناخا سياسيا واجتماعيا متوازنا لمدة طويلة … ورغم ما بشرت به رئيسة الحكومة من وعود لفائدة الفرنسيين فان هناك مشاكل جمة تطرحها عديد الاحزاب المعارضة يمينا و يسارا حول البيئة و العلاقات الخارجية التي تهزها الحرب الروسية الاوكرانية والاوضاع المعيشية للفرنسيين المسكونين ايضا بقطع امدادات الغاز التي قد تحتد خلال الشتاء القادم.
هذه المخاوف ستتفاقم حتما و تجد لها صدى على ارض الواقع، اذا ما استمرت الحرب الاقتصادية التي تورطت في اتونها البلدان الاوروبية المدفوعة كما ذكرنا من قبل الولايات المتحدة الامريكية في اطار حرب جيوسياسية لم ترهق روسيا كثيرا رغم سلسلة لامتناهية من العقوبات، قدر ما اثقلت كاهل بلدان الناتو وخاصةا المانيا.
سقوط حكومة انكلترا … مصاعب تنذر بسقوط الحكومة الفرنسية على المدى القريب … أزمة حادة في اقتصاد المانيا بسبب سياسة الناتو التي قلبت السحر على الساحر. … مزيد من ارتفاع اسعار الطاقة التي تعد بلدان الناتو اكبر مستهلك لها … بقية الصعوبات والاخطار و الانتفاضات الاجتماعية قد تعيشها اوروبا خلال الاشهر القادمة مما قد يدفعها الى إجبار اوكرانيا على الاستسلام و ايقاف حرب مستنزفة ستتسبب ـ لو تواصلت ـ في دمار اقتصاد اوروبا التي كانت تامل في انهاك اقتصاد روسيا و اختبار مدى قوة جيشها و تجهيزاته ..