أمر هذا البلد ، لم يعد يهمني..!
لم يعد يهمني إطلاقا…
أنا المطعون بجحوده..
المضطهد بصلفه و رذائله المتناثرة هنا و هناك…
يولد الأمل هنا بعظام وهنة و تجاعيد كثيرة تحت بنايات باردة لم تذهب بعد إلى الحياة…
مليئة بكل صرر الظلم و الخيبات المتواترة…
أحبها لكنني أخافها لأنها كسرتني و دمّرت جيلي الذي قاوم حبها الرديء بكل الطرق المهادنة و المخاتلة للوضع العام بهذا الوطن المريض…
في هذا المكان،
طوق النجاة من حياة قليلة لا يغنيك عن الحيطة منها خذلانا متبادلا…
و نفاقا مستديما…
هنا…
يجب أن تسترق الخطى كي تسير في طريق بأشواك أقل…
وهزائم معقولة …
هنا يصادرون نصيبك من الإنتماء و حقك في أفق مدخراتها الذي لا ينضب…
بلد يأكل أبناءه حيطة المجاعة و يبصق في إشراقة وجوهم قيئا فكريا مريضا …
دولة الجهل المقدّس و القبح المقدّس و الفوبيا العامة من فوضى عارمة آتية لا محالة على ما تبقّى من تونس…!
أنا فقط مريض مما يحدث…