برحيلك صديقي سيظل المسرح كالمدى موحشا..تحترق فيه القلوب وتتحول الستائر من لونها الأحمر القاني الى السواد القاتم .آه يا صاحبي في الضياع الكبير خذ بيدي ان نفسي تشتهي الرحيل معك…كم هو شقي هذا الجسد وكم هو مهزوم رغم حلاوة الدنيا وبهاء الحياة.
توتو الم تقل لي ذات مساء بان المسرح يعلمنا كيف نتجاوز جنوننا واوجاعنا وهمومنا واحزاننا وبانه يمنحنا عشق الابداع فنشعر بالأمان ودفء الحياة..وانت الذي تتألم من متاعب الحياة لوحدك وتبكي لوحدك وتتوجع لوحدك لا شريك لك الا انت…كنت تحمل اوزار العائلة بمفردك ولا من معين …كنت تبكي بدموع ابنتك الصماء وتبتسم للحياة ولجمهورك حيثما حللت…كان قلبك ينفطر لحال زوجتك وهي طريحة الفراش…كانت دموعك تسيل دما على فراق ابنك بفرنسا والسعادة تلتحف بعينيك..
ماذا عساني اقول لك يا صديق الطفولة…يا من اتخذت من المسرح فراشا ومن الابداع غطاء…كيف احكي قصة طفولتنا بحفوز وكيف كنا نتسابق ( للسانية الأربعين ) نقطف ثمار اللوز والمشمش….والضحك ننشره بين الطرقات والانهج وازقة المدينة….اتذكر كيف تشاجرنا على دور بمسرحية كتبها لنا المربي الفاضل سي الكعبي بدار الثقافة حفوز….آه…آه ..ماذا عساني اقول غير انك غطاء جوي من الدعابة والابتسامة والضحك الجنوني لنفس مهمومة حزينة…
ان رحيلك خلف لوعة كبيرة وضربة موجعة في قلوب عشاقك..قسما لا احد ..( بمن فيهم انت ) يصدق مدى حزن جمهورك من مسرحيين واعلاميين وحتى السياسيين …كان بودي ان احكي بعض التفاصيل عن مرحك وخفة روحك اثناء التصوير او بكواليس المسرح..وكيف كانت اجواؤك وعلاقاتك مع الآخرين وبعض من اعمالك فوجدت انهم سبقوني في الفايسبوك … انهم يعرفون تفاصيل حياتك المهنية بالتاكسي وبالبلاتوات وبالمهرجانات اكثر مني فانت نجم يرتوي من الظلام ولا ينام…
صديقي … رحيلك صعب على عائلتك وابنائك وكل عشاقك.. موتك ترك في قلوبنا وجعا وقصة ألم لا تحكى … رحمك الله.