بعيدا عن الثورجية الغبية و عن جلابيب الثقفوت … المتابع للحراك السياسي بعد استطلاعات الرأي و خاصة منها الأخيرة الصادرة هذا الأسبوع عن سيغما كونساي … لابدّ لا فقط أن يلاحظ بل أن يقتنع بأنّ المجتمع التونسي انقسم إلى قسمين لا ثالث لهما .. جبهة الإسلام السياسي و مشتقاتها و جبهة الدستوري الحر و مشتقاتها … و هذه الأخيرة لها نوعان من المشتقات واحدة مخفية الآن و تتقاسم معها قناعاتها و أخرى تخرج تدريجيا للعلن لتسجّل اسمها و بكلّ وضوح في قادم الأيام …الملفت للنظر في استطلاع الرأي الأخير انّ الحزب الدستوري الحرّ عمّق الفارق بينه و بين ملاحقه الأوّل النهضة ليصبح الضعف أرقاما …
و الآن و بعيدا مرة أخرى عن التحاليل الأفلاطونية و بقليل من البراغماتية، سيصبح المشهد سنة 2024 مشهدا ذا قطبين … و ستبقى بقية الأحزاب السياسية تلعب أداور الكومبارس لا غير …. هذا الكلام سيزعج أتباع هذه الأحزاب و سيواصلون مضغ أطروحاتهم كمن يطحن في الهواء …لأنّ السياسة التي تسكن كهوف الشعارات و لا تنظر بجدية و عمق إلى أخطائها ماضيا و حاضرا تبقى سياسة عرجاء و لن تستطيع مجاراة القطبين اللذين حسابيا ربحا الميدان بأشواط و يصعب إن لم يكن مستحيلا اللحاق بهما …
و الآن و حتى انتخابات 2024 الكرة في شباكنا جميعا …فإمّا الانتصار للنهضة و مشتقاتها أي الإسلام السياسي أو الانتصار للحزب الدستوري الحر و مشتقاته الذي يرسم كلّ خططه على الهجوم على الإسلام السياسي و الإطاحة به … من هذه الزاوية فقط يُحدّد اختيار كلّ واحد منّا … إمّا اتباع الشقشقات الثويرية أو الصمت فذلك يعني فقط أنّنا ما زلنا مهووسين بـ “خالف تُعرف” و بأمراض الزعاماتية أو بأمراض الثقفوت … و كم هي مدمّرة مثل هذه الأمراض …