انتظمت أول أمس 14 ديسمبر بدار الثقافة “ابن رشيق” أمسية متميزة حول نبش اغوار رواية “جراح عزيزة” للروائي و السيناريست محمد الزمزاري التي افتتح قراءتها الاستاذ عمر السعيدي مدير نادي مؤانسات.
طرح السعيدي بحرفية كبيرة تفاصيل أحداث الرواية و شخصياتها مؤكدا ما دونه الكاتب من ان “جراح عزيزة” قد تجاوزت النمط المعهود من الرواية الكلاسيكية التي محور أحداثها بطل واحد …هذه الرواية الثانية للكاتب تجمع في تركيبتها جملة من الابطال و البطلات ..تدور الأحداث في حي قصديري قد يكون اي حي حزامي للعاصمة … كما تناقش جملة من القضايا مثل أوضاع الأحياء الفقيرة وشظف العيش والبطالة والمخدرات و البغاء ودور المال الوسخ في صنع اباطرة الحكم خلال العشرية الماضية …
اشار الاستاذ عمر السعيدي أضا إلى أن مشهدية رواية محمد الزمزاري ودقة الوصف تشعر انكك بأنك جيال عمل سينمائي خاصة و ان الزمزاري هو أيضا سيناريست … من جهته تناول الاستاذ مراد ساسي و الكاتب الكبير الناصر التومي والدكتور عبد الكريم الزمزاري والدكتورة امل الهاني و درة العلاقي و حنان سعادة و لمين السعيدي بعض أوجه هذه الرواية.
وقد عقب الكاتب محمد الزمزاري ملاحظا انه أراد لهذه الرواية ان تكون شاملة وتطرح واقعا مريرا أثر ثورة تم الاستحواذ عليها لتفرز سنوات القحط و القطط السمينة بؤسا و ارهابا و مخدرات و فسادا ماليا على حساب أبناء وطن جميل تم تلويثه..
وعن سؤال حول المهدية في رواية “جراح عزيزة ” أكد انه اختيار منه، داعيا كتاب القصة و الرواية مسايرة المتغيرات العصرية أمام عزوف الشباب عن المطالعة … و هذا في نظره لا يعني السقوط في التفاهات بل آلية جديدة تحافظ على مستوى الانتاجات الإبداعية ودعم مدرسة جديدة تضاف إلى المدارس الرومانسية والفكاهية والرمزية و والسريالية والتنويرية فيما تم التركيز في رواية “جراح عزيزة على المشهدية دون الاستغناء عن لمسات رومانسية …
و ختم بأن هذه الرواية هي رواية واقعية خاصة تؤرخ لفترة حالكة مر بها الشعب الذي يرجو ان يكون وصل إلى آخر فصول المعاناة ….